ما هو أختيارك ؟ ومن المنتصر ؟

[أميرة تاج الدين]

فى المحن والازمات ، نجد محن تقوى ما تكسر ، ومحن تكسر ما تقوى
ما الذى يجعلها تكسر ؟ هل هى قوة هذه المحنة ؟ أم ضعفنا ؟

تمر علينا المحنة وتضعفنا ، وتأخذ منا ومن صحتنا ، وتذهب بعقولنا ، ولكنها لا تقدر علينا
ما الذى جعلنا نقف مرة أخرى بعد ما أعتقدنا ان النهاية قد جاءت ؟

رأى يقول لنا انه الايمان ، ورأى اخر يقول قوة الانسان ، ورأى ثالث يقول ضعف المحنة ، ورأى أخير يقول الامل الذى بداخلنا .

كل هذا ليس صحيح ، بل الصحيح هو حب الحياة ، نعم ........... فى عز اليأس تجد التمسك بالحياة ، فى عز الضعف تجد الاصرار على ان نحيا ، فى عز الموت تجدك متشبثا بالحياة ، لما هذا ؟

طبيعة الانسان ان يكون حريصا على الحياة ، حريصا على حياته بالدنيا ، رافضا الموت ، رافضا الاستسلام ، رافضا للنهاية .

أكبر قوة بالارض هى قوة الايمان بالله نعم .......... لكن الذى يملكها لا يريد سواها أى لا يريد الدنيا غير متمسك بها ، بل يعلم جيدا انها لا تساوى شيئا لذا لا يحارب لاجلها بل يحارب لاجل الاخرة .

لكن الانسان الذى ايمانه بالدرجة المتوسطة ، ليس عنده شىء يحارب من اجله سوى حياته ، حربه هنا للبقاء وليس للفناء ، ليس حتى للخلد بالجنة ............... ما بال هذا الانسان ؟ ولما خلق كذلك ؟

هل هذا سببه انه يعلم جيدا بعدم فوزه بالجنة ؟ يعلم جيدا بأعماله ومصيره ؟

أم هى طبيعة خلقها الله فينا جميعا حب الحياة والبقاء فيها والحرص عليها .

تذكروا هذه الاية ( قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ) الذى أفلح وفاز ، يؤمن بالله حق الايمان ويكون زاهدا عن الحياة ( صوفيا ) لا يريد الدنيا بل الاخرة ، لانه علم بتفاهة الدنيا ، بينما تجد من يعظمها ورأها حلوة المذاق بملذاتها كان حرصه عليها أشد .

لذا كان هذا هو سر التمسك بالحياة عند انسان ايمانه كان متوسطا ، والتى ايضا هى طبيعة فيه ، الا اذا تنازل عن هذه الطبيعة وجاهد لان يغيرها بيده ، واستبدلها بالاخرة وعلم انها الحياة الخالدة وليست الدنيا .

هل هذا هذيان !! لا ........... بل سموه تأمل في : لما تمسكنا بالحياة عند خوضنا بتجربة الموت .

أتعتقدون ان الموت اختبار ؟ من ينجح فيه يأخذ روحه ويموت ، ومن يفشل فيه يبقى فى قاع الدنيا ؟

نعم أرى انا هذا ، ان الموت يحس بك ، يشعر بخفقان قلبك ، يشم خوفك ، يجدك جبانا فيتركك لمصيرك بالدنيا ، يتركك لاختيارك ويكأنه ينتقم منك ويخبرك انك واهما وتستحق ان يتركك فيما تنتمى

عند المرور بتجربة الموت تتصبب عرقا ، يخفق قلبك فى سرعة شديدة من الخوف ، هى لحظة ، الموت يلمحك فيها ليجدك أستسلمت له وأستشهدت يكافئك ويأخذك من الحياة للاخرة ، وان لمح فيك الجبن مع الاصرار والتمسك بالحياة ليتركك تواجه اختيارك وتدرك خطاؤك فيما بعد وتندم على تلك اللحظة التى أتتك وكنت جبانا ولم تسلم للموت ، هذا المهيب التى هيبته تخرس كل الالسن وتشل العقول عن التفكير ، تجعلك فى غيبوبة وانت يقظ تماما ، الموت بداية النهاية ، الموت النور المظلم ففيه نور المعرفة فيه ترى وتدرك وتعلم ........ بينما ظلامك فيه انك لا تفعل .

تتأمل الان هذه الصور ، حتى ان غوصت فيها ، صدقنى لن تعرف اختيارك ماذا سيكون ، حتى ان خدعت نفسك ، وقلت أعلم ما الذى سأختاره جيدا ، أقول لك انت واهما ، لم تعرف ولا تعلم ولا تدرك ما هو الموت الا لحظة دخولك فيه ، وقتها فقط تدخل الاختبار ، ليقرر ملك الموت الذى يأمره العليم مدى حبك للحياة ، وتمسكك بها ، وهل هو أقوى أم الاخرة أقوى ؟

ذاك هو الاختبار الذى فيه تقرر من فيهم المنتصر .

[special girl]

شكرا اميره تاج الدين علي موضوعك الحلو والمميز جدا وفعلا لمرء لازم ينتبه للأعمال الصالح في حياتي ويكون ايمانه قوي .

[أميرة تاج الدين]

هذا المقال بالذات ....... كتبته وانا أعلم جيدا انه غير مفهموم للجميع ......... لان تفسيره فقط عند الذى خاض تجربة الموت .......... تفسيره فقط عند من لمح الموت بعينيه ......... هو من يعلم كل حرف تم كتابته ما القصد من وراءها .

عاجزة عن الشكر اسبشيل على تواجدك بهذا المقال بالذات .......... تحياتى لكى .

[اتيتو]

قرات المقال ولم افهمه جيدا

فذهبت بعيدا عنه وعندما عدت لافهمه وجدت تعليقك بان هذا المقال كتب وانتي تعلمي انه غير مفهوم للجميع فسعدت لاني تاكدت ان لازال لدي عقل يدرك بعض الشئ

تحياتي لكي

[أميرة تاج الدين]

نعم اخى ........ كتبت ترجمته بمقال اخر بعنوان ( موتى ..... أم ........ احياء ) المقال كله اخى يستهدف فئة معينة من البشر ....... الموت اختبرهم ........ والنتيجة انهم فشلوا فى هذا الاختبار فتركهم لانهم لا يستحقون الموت ....... بل يستحقون الدنيا بكل زييفها وخداعها ومرها .

عندما تمر بتلك التجربة لا ترجع لطبيعتك مرة اخرى ابدا ..... هيهات تجدها أو تلامسها بيدك بل ضاعت منك وللابد عند تجربتك بالموت .

بينكسر جواك شىء ....... صدقنى لا اعرف افسره ولا اجد له وصف .
بل لابد وان اكتب عن التجربة واحاول جاهدة ان اعبر بما اشعر به من وقتها ........ نعم اخى لا يفهم كلماتى سوى الذى مر بتجربتى ..... هو الوحيد الذى يعرف ان يترجم تلك الطلاسم عن الموت لانه زال الحجاب لديه .......... هى لحظات ، الموت يكون فيه قريب جدا منك ، لحظة هيأخذ روحك وتكون شهيد ......... للاسف لا يشم منك الا الخوف والجبن والتمسك بالحياة ، فيشفق عليك لغباءك ولاختيارك ......... فيترك للحياة التى اخترتها ، متشمتا فيك لتلقى مصيرك ، ضياع نفسك منك وللابد

هتضحك ، وتأكل ، وتلعب وتجرى وتعيش ........ لكن عمر الضحكة ما هتكون من القلب ، ولا الاكل هيكون له طعم ، ولا انت عايش بالمرة سوى التنفس ......... هتجد بالنهاية انك انسان ميت حى
ذاك هو الوصف الملائم للذى تركه الموت لاختياره ( الدنيا ) .

ارجوا ان اكون أزالت جزء ولو بسيط من الغموض عن مقالى ......... لكن ربما تفهمه ، لكن صدقنى لا يمكن تشعر به ........ لا يشعر به الا اصحابه ......... انا رجعت مخصوص لانشر التوضيح هذا .

شكرا لك على اهتمامك بالفهم لمقال غامض .......... تحياتى لك