ليتنى أضــــأت المصباح

[nooody]

ليتنى أضـــــــأت المصباح ...















استقليت واحدة من سيارات الاجرة فى صباح عاصف شديد البرودة وطلبت

من السائق أن يقلنى الى البنك فقد كنت فى انتظار حواله من والدى الذى

يعمل فى الخارج لانى كنت فى حاجه الى المال .

كادت الشوارع تكون خاليه من المارة , السماء بدت كثيفه الغيوم تحبس

أشعه الشمس خلفها وكأنها أسيرة لتلك السحب الرماديه الثقيله التى ترفض

أن تجعل أشعه الشمس تنفذ من خلالها .


هكذا كانت توحى الاجواء فى الخارج بدى الضباب كثيفا والسيارات كانت

متعسرة فى السير كادت أن تفقد اتزانها أكثر من مرة لذلك قطعت السيارة

المسافه من المنزل الى البنك فى وقت طويل رغم أن المسافه لم تكن بعيدة

الى هذا الحد فمعالم الطريق لم تكن واضحه.



وها قد بدأت قطرات المطر تتساقط واحدة تلو الاخرى وكأنها تتسابق

للوصول الى خط النهايه .


كم كان يروق لى ذلك المنظر الرائع , توقفت السيارة وما أن وطأت قدماى

الارض وأصبحت زخات المطر تنهال على من هنا وهناك وكأنها أنامل

صغيرة تداعبنى , ذلك الاحساس الذى لم يكن يمنعنى من اكتشافه وأنا طفله

سوى ما كان مسموح لى فقط من مشاهدته عبر النافذة الزجاجية .

كان الهواء يتحرك باردا ويلقى بقطرات المطر فى كل اتجاة , اجتزت

الردهه الى داخل البنك بدى الجو فى الداخل دافئا بعض الشىء .


اصطف الجميع بانتظام فى صفوف ممتدة الى نهايه صاله البنك ذات الارضيه

الناعمه تباطأت خطواتى على ذلك البلاط الاسود كبير الحجم خشيه الانزلاق

عليه ثم أخذت مكانى فى الصف وانتظرت دورى , مر الوقت طويلا ومازلت

أنتظر فلا مجال للجلوس كى تستريح والا فقدت دورك.


وصلت أخيرا الى ذلك الحاجز الزجاجى الذى يستقر خلفه أحد موظفى

البنك المكلف بخدمه العملاء وفى نفس اللحظه وصل الى النافذة الزجاجيه

الجاورة فى الصف المقابل لى شاب يبلغ الثلاثين من العمر بين أصابعه

منديل ورقى وفتحتا أنفه محمرتان على الجانبين أخذ يسعل بشدة .


تطرقت كلماته الى مسامعى وهو يخبر الموظف بأن له حواله ماليه مرسله

من أخيه الذى يعمل فى احدى دول الخليج العربى , مد الموظف يدة من خلال

الجزء المفتوح فى الحاجز الزجاجى أعطى الشاب ورقه وأخبرة بأنه لا بد أن

يملىء بيانته فيها مؤكدا له بأن الحواله قد وصلت .

وعندما وقفت أنا الاخرى أملىء بيانتى فى ورقتى لاستلم الحواله الخاصه بى

استرقت النظر الى ذلك الشاب لاجد جيوش من الحيرة اقتحمت نفسه وأصابته

بشىء من الارتباك فأخذ يلف ويقلب الورقه فى جميع الاتجاهات .


استمر ذلك الوضع بضع دقائق فسأله الموظف عن ما اذا كان قد انتهى من

ملىء البيانات فنظر الشاب اليه وهز رأسه بالنفى وهو يسأل الموظف عن

المكان الذى يجب أن يكتب فيه اسمه ,وجه اليه الموظف سهام تعجب مشيرا

الى الخانه المخصصه لكتابه الاسم.



استحوذت تصرفات ذلك الشاب على كامل انتباهى عندما أيقنت من هذة

التصرفات انه يجهل القراءة والكتابه فشعرت بالشفقه نحوة لدرجه أنى كنت

سأعرض عليه المساعدة ولكن شعورى بالفضول للتعرف على تصرفه

التالى بعد أن أخبرة الموظف عن المكان المخصص لكتابه الاسم فى الورقه

سيطر تماما على شعورالشفقه.

فقد توقعت أن يسأل ذلك الشاب واحد من الاشخاص الذين يقفون معه فى

نفس الصف ويطلب ومن أحدهم المساعدة.


لكن اجتاحنى شعور بالدهشه العارمه عندما وجدته يدخل يدة فى جيبه

ويخرج منه بطاقته ويمسك بالقلم بطريقه تجعلك تشعر وكأنه طفل صغير

مازال يتعلم كيف يمسك بالقلم؟

وكيف يكتب؟

وما أن مسك القلم بين أصابعه الا وأخذ يقلد حروف اسمه كما هى موجودة

فى البطاقه تنتقل عيناة مابين البطاقه والورقه محاولا رسم كل حرف كما ورد

أمامه , يتنتقل بين حرف وأخر بصعوبه وكأنه شخص يسير متعسرا فى

الظلام يتمنى لو كان يمتلك مصباحا يضيىء له الطريق.



وبعد مرور وقت طويل انتهى من كتابه الاسم أعطى الشاب الورقه للموظف

واختصه بنظرة امتنان على انتظارة كل هذا الوقت .

[أنثـے مًنْ الّخٍـْيـِالْ→♀]

صدق اللى قال العلم نور

بس و الله يا نودى العلم مش قراءة و كتابة

فى ناس كتيييييير بتعرف تكتب و تقرا و بتندرج تحت قائمة المغفلين

و فى ناس كتيييييير جهلة فى القراءة و الكتابة لكنهم انصح الناس فى التعامل البشرى

قصة جميلة

اكيد الامية زى الطريق المظلم الموحش

تسلــم الايادى يا نودى

و حمد الله على السلامة

[good girl2000]

[size="5"]عذرا لم افهم الفائدة من هذه القصة ..
هل الفائدة هي ان العلم نور ..
ام اننا نساعد الناس ..

لم افهم بالضبط ..[/size]

[nooody]

اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة stOp maSr tOp

صدق اللى قال العلم نور

بس و الله يا نودى العلم مش قراءة و كتابة

فى ناس كتيييييير بتعرف تكتب و تقرا و بتندرج تحت قائمة المغفلين

و فى ناس كتيييييير جهلة فى القراءة و الكتابة لكنهم انصح الناس فى التعامل البشرى

قصة جميلة

اكيد الامية زى الطريق المظلم الموحش

تسلــم الايادى يا نودى

و حمد الله على السلامة

معاكى يا طمطم

بس حتى لو عنده خبرة أكبر من الشخص المتعلم

برضه هيكون ناقصه كتير

نورتى القصه

[nooody]

اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة good girl2000عذرا لم افهم الفائدة من هذه القصة ..
هل الفائدة هي ان العلم نور ..
ام اننا نساعد الناس ..

[size="5"]لم افهم بالضبط ..[/size]

والله شوفى يا قمر أنا هقولك

أنا لما بكتب القصه بحب اترك مساحه

للقارىء انه يفهم القصه من الناحيه اللى فهمها

يعنى كل واحد هيفهم القصه من الجانب اللى قدر

فكرة يوصله .

يمكن أنا قصدى من القصه هو التركيز على تصرف الشاب

لانى مش توقعت التصرف دة أبدا

لان التصرف الطبيعى المتوقع انه كان هيسأل حد يساعدة

مش عارفه نقدر نفسر تصرفه دة بأيه

يمكن يكون محرج يسأل

شكرا لمرورك

[حنـــــون]

بجد ياهند قصه جميله جداااااااااا

عجبنى اوى اسلوبك فى كتابتها

واكيد العلم اهم شئ فى حياتنا

بشكرك جدا يانودى على القصه والمعنى الجميل

تحياااااااااااااتى وفى انتظار جديدك

حنون

[jumana]

عجبتني كتير القصه ومعناها

تصرف الشاب كان غريب شويه

لو كان طلب مساعدة حد مش عيب

لكنه خجل من ان الناس تعرف انه يجهل القراءه والكتابه

ولعل هذا الموقف يكون في صالحه

لانه بالطبع سوف يحرص علي ان يتعلم القراءه والكتابه

شكرا لكِ تقبلي مروري البسيط

[SiLver Spectra]

و الله يا نودي من أجمل ما قرأت
بيعجبني المواضيع التأمليه جدا

تصدقي بالله في مدارس الطلبة بيوصلوا فيها لاعدادي و مش بيعرفوا يكتبوا!!
دا بجد مش هزار و دا واقع حقيقي
طلبه ما بتحضرش و لا يوم في المدرسه غير يوم الامتحان
الي بيبقى عبارة عن يوم الغش
كان واحد من المدرسه بيحكيلي و بيقولي الطلبه مش بتعرف تكتب و بيغش حرف حرف من الكتابه
يعني بالنسباله حصه رسم!!

سبحان الله...

قصة و موضوع روعة يا نودي
دوام الابداع...

[misho]

عجبني اوي موقف الشاب دة كان ممكن يختصر الوقت ويطلب مساعدة من الموظف ودة كان اسهل

بس هو اعتمد علي نفسه علشان ميحرجش نفسه مع حد

يمكن الموقف دة يكون حافز ليه انه يتعلم القراءة والكتابة

موضوع في منتهي الروعة يا نودي

تسلمي يا قمري

تحياااتي

[dr.marmar]

قصه جميله ياهند
وطريقه السرد رائعه
نعم من الممكن كان يختصر علي نفسه الوقت ويطلب المساعده
وكن الخجل أحيانا يمنع الإنسان من طلب المساعده
وايضا العلم فعلا نور
هو الذي يضئ حياه الانسان
ولكن طبعا ليس القرأه والكتابه فقط
ولكن العقل اهم بكثير
تسلمي يادودو علي القصه الجميله