صرخة الم

[خالد النهيدي]

(( صـرخــة ألــم ))

أعتدت على المسير بشكل شبه يومي بمحاذاة الساحل وأنا أطوف أرجاء مدينتي الغارقة بلوعة المحبين فهي ملاذ للبسطاء ذوي الدخل المحدود كنت أراقب التطورات البطيئة التي لاتشد الإنتباه كثيراً فهنا حجر أساس وضع منذ عشر سنوات لبناء فندق ضخم سوف يشهد إفتتاحه أبنائي على مايبدوا معالم راسخه أشبه بالتماثيل وهنا أيضاً حجر أساس وضع أعقاب أزمة الخليج لتكملة الكورنيش الجديد وهنا بعض العوائل التي تقطع المسافات مشياً على الأقدام للإستجمام بالهواء العليل النقي وهي تقاوم حرارة الصيف المنفرة وهناك بعض الوجوة المبعثرة التي تفترش الرصيف وتلتحف السماء وكأنها أشباح مهاجرة في صحاري الضياع والتشرد مناظر أصبحت لدي شبه مألوفه فالمشي يساعدني كثيراً في الإستغراق في التفكير والتأمل ومراجعة حساباتي وأنا أمتطي صهوت طموحي الذي لايعرف حد في الكتابه والإبداع هما رفيقان ملازمان لي في حلي وترحالي وأنا على الساحل كم كتبت وكم حذفت وكم أضفت للقصة من جماليات تزيد من رونقها فكتاباتي الموزعة على جميع الصحف والمجلات العربية والعالمية أتت بثمارها أخيراً فمهما طال الإنتظار لابد من الوصول حكمتي المفضلة بدأت أقترب من الملاهي كانت الملاهي صاخبة والأصوات مرتفعه والأطفال بخطواتهم الصغيرة يحاكون الأرصفة ويمازحون الطرقات بلغة البراءة التي يفهمها الكبار جيداً ، وكان المكان محاط بصمت رهيب يعلوه شعار (( الشرطة في خدمة الشعب )) مما يزيد المكان طمأنينة وهدوء ويحث الأسر على زيارة المنتزهات في العطل الرسمية والأعياد والمناسبات و كل ما سمحت الظروف ولكن أنصاف الرجال الذين يملئون المنتزهات بملابسهم الهابطه التي تشبه برسوماتها أقفاص العصافير يثيرون إشمئزاز الأسر المحافظة أصحاب القيم والمبادئ السليمة ولكن رجال الشرطة بالمرصاد دوماً لتلك الحثنه من الناس .
كنت أسير جانباً عن الطريق ، حيث يتمركز الباعه المتجولين لعرض بضاعتهم على عرباتهم المتحركة ، شد إنتباهي منظر طفله تجري كسهم مقذوف برميه محكمة ، كنت أتأملها وأقترب منها ظننتها تريد اللحاق ببائع الإيسكريم لعلي أشتريه لها وأحوز على إبتسامه بريئة .. إذا هي تلوذ برجال الشرطه .. ألحقني ياحضرة الضابط ....
فقد تحرشوا بأختي هرع رجال الشرطة بخطوات مبعثرة أستقلوا سيارتهم وأنطلقوا بعكس الإتجاه .. صرخت الطفلة إلى أين ياحضرة الضابط ؟ ثمة إتصال من مكان بعيد يستنجد بنا أنتظرينا سنعود حتماً ياصغيرتي فالشرطة في خدمة الشعب ...
طأطأت رأسي .. هرولت مستاءاً .. تذكرت صرخات أطفالنا في العراق وفلسطين .


خالد النهيدي

[Fares . elamL]

خالد
كل الشكر لك لطرحك الطيب . والافادهـ .
سلمت لنا يمناك .
اعطر التحايا

[غاوى حب موت]

قصة حلوة ..............