بريق الذهب

[شريف القناوى]

الحكاية الاولى
بريق الذهب
تبدأ الحكاية منذ ثلاثة سنوات مضت لم أكن مثل اليوم بل كنت في حال أفضل ...
آسف لم أعرفكم بنفسي بعد اسمى سعيد عبدالفتاح من مواليد القاهرة كما يقولون مقطوع من شجرة .كل ما عرفه عن أسرتى انتقلت للعيش في القاهرة من الصعيد ولكن لا اعلم من اى مكان وكنا نسكن بمصر القديمة كنت أعيش طفولة مرحة مستقرة وكان الجميع يتنباء لي بمستقبل باهر لتفوقى الدائم بالدراسة .حتى جاء اليوم الذي لن يمحى من ذاكرتي خرجت باكرا إلى مدرستي فكنت بالصف الخامس الابتدائي وعند انتهاء اليوم الدراسي عدت مسرعا إلى المنزل كعادتي كل يوم ..فجاء وقفت مذهولا لم أجد المنزل بل كومة من التراب نظرت من حوالي لم أجد سوى عيون تنظر إلى بعين الشفقة وهمس عن ايامى القادمة دون أهل أو سكن. اصابنى ذهول وصدمة أفقت منها على مر الأيام وصبر لايطاق .كبرت وكان الشارع سكنى والأحزان في ليلتي اهلى .تركت المدرسة وتعلمت بمدرسة اكبر وارقي هي مدرسة الحياة تعلمت النجارة وتخصصت بالموبليا وأصبح لي سكنى الخاص غرفة فوق إحدى سطوح العمارات بعين شمس فحمدت الله وصبرت على ما فات .
ولكن كما قلت في البداية تبدأ قصتي من ثلاث سنوات بعدما توقعت إن يكون قلبي فقد الإحساس بالحب والحنان كنت متأكد انه هشيم أو رماد لنيران ماتت من سنوات لكن كل توقعاتي لم تكن حقيقة قلبي مازال ينبض بالحب كيف ذلك....هذه حكايتى ....
السابع من أكتوبر عام 1999 صباحا صحوت باكرا كعادتي التي لم أنساها من سنوات طويلة ولكن بدلا من الذهاب إلى المدرسة اذهب إلى عملي في ورشة النجارة للأسطى رجب حسين والذي عطف
على وعلمني تلك الصنعة لكي أعيش عيشه كريمه بعرقي وكفاحي ارتديت ملابسي ودعوت الله أن يوفقني في يومي هذا .
هممت بالخروج فجاه تمربى ذكرى حطام المنزل وفقدان اهلى فدمعت عيناى وأنا على يقين من إن أرواحهم ترعاني .وخرجت إلى الشارع وتوجهت إلى الورشة التي لم تكن تبعد عن المسكن سوى شارع واحد وصلت إلى الورشة أول الواصلين مثل كل يوم وانتظرت ان يصل الحاج حسين كى نفتح الورشة ولكنه تأخر عن ميعاده والذي لم يتأخر يوما عنه منذ ان عملت معه . لا اعلم الكثير عن الحاج حسين سوى انه عندما علم بحكايتي عرض على إن أتعلم صنعته وانه يعاملني بحب وعطف ..فما سبب تأخيره وأنا هائم أفكر في سبب تأخره ..صحوت على صوت له رنه لم اسمعها في حياتي صوت كأنه بلبل يغرد في الصباح يسالنى أنت سعيد . فنظرت خلفي لأرى صاحبة الصوت فاصابتنى صدمة وتصورت اننى احلم فكيف يكون البدر بجانبي .وصحوت مره أخرى على نفس السؤال أنت سعيد.أجبتها بسرعة نعم انا سعيد.فقالت أنها ابنة الحاج حسين وهو مريض ومش هيقدر يفتح الورشة وطلب منها أنها تعطيني المفاتيح حتى افتح أنا الورشة وان اهتم بالورشة طوال فترة مرضه.اصابنى شيئا من الذهول والارتباك انها ابنه الحاج ولكنى لم أرها ابد من قبل انها كالذهب له بريق ولمعان خاص.قالت هل تسمعني نعم أسمعك أجبتها وتمنيت إن لا تكف عن الكلام سالتنى أتريد شيئا شكرتها ورحلت عن المكان ولم تتركها عيني حتى غابت عنها فسالت نفسي ماذا حدث أنت لم ترى من قبل بريق الذهب إلا من خلال زجاج العرض وتحت الأضواء الباهرة لكن لم ترى من قبل لمعانه في ضوء الشمس هل أحببتها قلبي وتعلقت بها وأنت لم ترها سوى لحظات معددوه ... هذا بالتأكيد وهم ...
فتحت الورشة وبدأت العمل لكن صورتها في كل مكان وانتهى اليوم لكن كان شاق على ليس من العمل فانا أحب عملي جدا بل اعشقه لكن صورتها كانت تطاردنى في كل مكان اعمل فيه.
ولأول مرة أفكر في الذهاب إلى منزل الحاج الذي لا يبعد عن الورشة سوى ربع ساعة .مشيت وانأ أحاول إن أتذكر هل هو 24 ام 42 أخيرا تذكرت لقد اعطانى الحاج العنوان كى ازوه منذ زمن في اى وقت احتاجه فيه.ولكن لم أفكر اننى سوف احتاجه مثل اليوم أنها العمارة 24 وقفت أمامها اتاملها هل ادخل ام أعود ترددت وأخيرا قررت الدخول وصعدت وانأ في حيرة من امرى ما الذي أتى أبى إلى هنا . وقفت أمام الباب وقبل إن اطرقه توقفت يدي فيا نفسي انتى تسيرى خلف وهم وسراب بعيد. اخيرا طرقته وانتظرت إن يفتح الباب وتخيلت إن الوقت لايمر أبدا وفتح الباب وكنت أتمنى إن تكون هى من تفتحه. لكنها كانت طفله صغيره من فتحه سألتها منزل الحاج حسين فأجابت ببراءة الأطفال ايوه ده بابا أنت مين ..انا سعيد اللى في الورشة مع بابا فنادت بأعلى صوتها الصغير سعيد يا بابا
وسمعت صوت الحاج من الداخل ادخل يا سعيد يا ابنى . دخلت وما أروع تلك الشقة منظمه جدا بصورة لا تصدق كأنها لوحه رسمها فنان الأثاث من الطراز الاسلامى صناعة الحاج بنفسه.
دخلت عليه هو على السرير مريض وقلت أزيك يا حاج عامل أيه .فرد الحمد الله امر ربنا وزكاة عن الجسم . ده الورشة ضلمه من غيرك يا حاج البركة فيك يا سعيد ..
وأخذنا نتحدث في شتئ المواضيع وعلمت من كلامه إن له ثلاثة بنات أكبرهم التي شاهدتها بالورشة واسمها عبير وهى بأول سنه بكلية الآداب جامعة عين شمس والوسطى في الشهادة الإعدادية والصغرى التي فتحت الباب سمر . ثم استأذنت منه وغادرت المنزل .
فوق سريري أتقلب دون نوم فكيف أفكر فيها ونحن نبعد آلاف الأميال ولا يمكن إن نلتقي وان التقينا فهي الذهب وانأ الرماد .حاولت جاهدا إن أنام فلم استطع.
تمر الأيام لكن ليس كالسابق هناك شئ يثقل صدرى وقلبى بالأوجاع وتمر الأيام وفتح الحاج حسين ورشة جديدة بالعباسية وطلب منى إن أكون مسئول عنها وكنت بدأت أنسى أو هذا ما كنت أتوهمه لكن القدر لايريد ذلك فبعد ما يزيد عن الشهر من اللقاء الأول تحدث المعجزة ويحدث اللقاء الثاني. ففي هذا اليوم ركبت المترو من المحطة متجها إلى الورشة الجديدة وجدتها امامى في نفس العربة بل امامى مباشرا ولأول مرة في حياتي ادقق النظر في عينيها وكانت أجمل عيون رايتها فيهما كل معاني الحياة الحب..والحنان ..و الإخلاص .. والطيبة ..والخجل . أردت إن اكلمها وان اسمع صوتها لكن عجز لساني عن النطق وتمنيت في تلك اللحظه إن لايتحرك المترو أبدا وان يتوقف الزمان لكنها مجرد أمنيات .وأخيرا تجرأ لساني ونطق صباح الخير انسه عبير أنا سعيد اللى في الورشة مع الحاج فابتسمت وغردت صباح النور أنا عارفة هى تتذكرني افرح قلبي ولم أتمنى أكثر من تلك الابتسامة التي زاد لمعانها في عيني وتوقف المترو ونزلت محطة منشيه الصدر وتمنيت إن أكون معها أينما تذهب ووصلت إلى الورشة وانأ في غاية السعادة فقد زدتني تلك البسمة قوة وصوتها المغرد أمل في المستقبل . ومن هذا اليوم وانأ انتظرها في محطة عين شمس واركب معها نفس العربة ولم يزد كلامنا عن السابق شئ ولكنى كنت سعيد بالنظر إليها والنظر إلى عيونها وكنت إن تتحدث عيوني معها وخبرها عن مدى حبي لها رغم إننا ابعد ما يكون إلى ذلك الحب فهى البدر وانأ النجوم التي لا تظهر من شده نوره او الشمس في السماء وان الغيوم التي تمر من امامها دون إن تترك اثر . اسأل عيناها هل تشعر بما في قلبي فلا أجد سوى طريق بلا نهاية وأمواج عاليه لابد إن أعبرها حتى أصل للإجابة .وتمر الأيام والأيام وكذلك الشهور والسنين ولم أتقدم خطوة عن ذلك .وبعد ثلاثة سنوات وبعد تفكير طويل قررت إن أصارحها اليوم بحبي لها وليحدث ما يحدث نزلت إلى الشارع وكان فيه القليل من الناس فالوقت مبكر جدا ارتب الأحداث سوف أقابلها وأقول لها أنى أحبها واني احتاج لرد منها هل ستوافق على هذا الحب الميت فأكون اسعد إنسان في الكون كله ام ترفضه وبذلك ينتهي كل شئ حبي وعملي الذي أحببتهما من سنوات .
وصلت إلى محطة المترو وانتظرت وكنت أتمنى لأول مرة إن لا أراها حتى لا يحدث ما خططت له رايتها قادمة ولأول مرة تجاهي مباشرة كأنما أرادت مقابلتي مثلما أردت مقابلتها .قالت وهى تبتسم صباح الخير كنت خايفة أنى مش أشوفك النهارده . مسكت نفسي عن الكلام لا أصاب لساني الشلل من المفاجئة هي أيضا تتمنى لقائي مثلى تماما . سألتها بسرعة ولهفه خير انسه عبير أجابت خير إن شاء الله أنت إنسان طيب ولك فترة طويلة مع بابا بتشتغل وهو بيشكر فيك جدا وبيعتبرك واحد من العائلة ..لم أتوقع إن اسمع هذا الكلام يوما من الأيام طار قلبي من صدري وارتفع في السماء الفسيحة يرقص ويرفرف . لم أشاء إن أقاطعها أبدا وفتحت الشنطه وأخرجت مظروف ابيض وقالت أتفضل سعيد وأوعى مش أشوفك النهارده وركبنا المترو وإحساس بداخلي يمنعني من إن افتح هذا المظروف او أحدثها بما خططت وبعد طول نظر اليه فتحته وقرأت ما فيه ورأيت قلبي يسقط امامى صريع لا يتحرك كانت صدمه انه كارت دعوه لحضور خطوبة حبيبتي او كما كنت أتوهم إلى معيد بنفس الكلية اليوم الساعة الثامنة مساء ا . أمسكت دموعي ونظرت إليها وابتسمت ورايتها تبتسم لي والبركان ينفجر بداخلي لم اذهب إلى الورشة لأول مرة في حياتي ولكنى توجهت إلى كورنيش النيل وجلست بالقرب من النيل وحيدا اشكي للنيل عن حالي الذي وصلت إليه وانفجرت دموعي كأنها سيل أو فيضان لقد انطفأ بريق الذهب في عيني وما عدت أرى سوى الغيوم تحجب أشعه الشمس.يمر الوقت بطيئا كأنه يريد إن يعذبني أكثر وأكثر لم اعد أتحمل انه الذنب ذنبي فالذهب لا يهدى إلى انسان لا يملك شئ ولا يهدى الحب لإنسان لم يذق سوى طعم العذاب ماذا فعل وانأ أتحطم قررت إن امشي فلم اعد أطيق الجلوس والبكاء . فمشيت وظللت امشي وامشي حتى وصلت لعين شمس دون إن إحساس بكل هذه المسافة ووجدت الساعة تشير إلى السابعة والنصف فتوجهت إلى منزل الحاج حسين ولا ادري لماذا . هل لان الذنب ليس ذنبها او لأنها سوف تكون المرة الأخيرة التي ترأنى فيها
دخلت المنزل وكان الكل في فرح وسعادة ولم أكن اشعر بما يدور من حولي سلمت على الحاج ونظرت إليها وهى تلبس خاتم الخطوبة فهوله نفس البريق مثلها .
وتلك كانت آخر نظرة إليها كما بدأت بنظرة تركت الفرح ورحلت عن المنطقة كلها وعن العمل ولم يرأنى احد منذ ذلك اليوم
سوف تسألون أين أنا وماذا اعمل ........؟
اسكن بكوخ صغير على ضفاف النيل أعيش على صيد السمك انتظر الرحيل إلى عالم لارجوع منه او أنسى وأعيش بلا قلب
النهاية
مع الحكاية الثانية
.................................الصمت

[شريف القناوى]

هذه الحكاية الاولى من حكايات ماهو الحب كما وعدتكم فى الجزء الاول ارجو ان تحوذ اعجابكم وفى انتظار تقييمكم

[همس الروح]

شريف


قصة مؤثرة فعلا ولكن كان يجب توقع النهاية من اول اللقاء


سلمت يداك اخي الفاضل


وسلمت افكارك المليئة بالابداع


شكرا لك


ودمت بكل خير


مع ارق المني


وعاطر تحياتي


واسمحلي انقلها الي منتدي القصص فهو المكان الانسب لها

[شريف القناوى]

همس مشكور مروورك الكريم
واعلم ان الكل سيكون متاكد من النهاية
فانا بتلك الحكايات اوضح انواع الحب التى شرحتها فى الجزء الاول ( حكايات ماهو الحب )
وهذه الحكاية او غيرها من الحكايات العشرة تحدث بيننا فى الواقع كل يو م
فالحب الطاهر الصادق موجود وان لم نحس به او نلمسه
شريف القناوى
ابن نيل مصر
وصعيدها الطيب

[هانونة]

شكرا ليك اوى شريف قصة جميلة اوى سلمت يداك وفى انتظار بقية الاجزاء كما وعدتنا

[شريف القناوى]

هانونة بنت بلدى ام الدنيا
شكرا لمرورك ورأيك القيم
واتمنى منك دوام المرور والرد
اخوك شريف القناوى

[شريف القناوى]

اصداقائى كنت اتوقع مزيد من الردود هل اكمل واكتب لكم الحكاية الثانية ( الصمت ) ام انها مجرد كلمات لا معنى لها اين رودوكم انتظر منكم المزيد ان شاء الله حتى نكمل الحكايات العشر معا وتقيمكم يهمنى جدا ونقدكم اكثر

[شريف القناوى]

اين ردودكم ايها الاصدقاء الرائعة فى انتظار المزيد منكم

[شريف القناوى]

وخدانا الدنيا ل فين
سبينا فى حالنا
ويا اوجاعنا
نمسح دموع عيونا
وكفاية يا دنيا
افترقنا من احبابنا
والوداع كان قدرنا
فى كل ايامنا
وكفاية يا احزانا

[شريف القناوى]

اسكت يا قلبى دى حكمة اجدادى
لمين راح تشتكى ده جرح حبيبك الغالى
واسكت
واوعى تندم على اللى فات
وتحزن وتبكى على الايام
هجرك الحبيب وخان
رحل من غير كلمة وداع
اسكت
وانسى كل ايامه
وفرحك واحلامك
وعيش حياتك وانت ساكت
واسكت يا قلبى
وموت من غير آلم
او حب يشفى اهاتك