انظر من الطارق

[ابن الدلتا]

طفل فى الخامسة من عمرة ، غجرى الشعر اسمر اللون ، تبدوا على وجهه معالم الحيرة ،بين ما ينصحه به ابوه ،وبين ما يأمره ليلتمس أمره تحت عنوان" التربية "
عندما يقول له إفعل ولا تقعل يظن انه الوحى او القائد او القدوة ، وعندما يرى افعاله يتشتت عقلة يقول له مالا يفعل وذات مرة من تلك المرات الكثيرة المليئة بالنصائح المزعجة المقيدة لحرية الانطلاق والتعرف على الاشياء ،جالسا على الاريكة ، امى فى المطبخ تعد الطعام قبل مجيء والدى من العمل كعادته غليظ الوجه مكشرا عن انيابه مرسوما عليه سنين الدنيا الفائته منحوتة عليه ،فلم اره يوما منذ ان تفتحت عينى على الدنيا مبتسما فرأنى اشاهد التلفاز وعليه راقصة ترقص اعجبتنى حركاتها دون ان افهم شيئا فوبخنى ونهرنى وقال كلماته تلك "عيب" دون ان افهم ما هو العيب ولماذا لا اقترب من هذا العيب وهى تقترفه ألم يوجد من ينهرها فحولت الى قناة الكرتون ثم جاء واخذ منى الريموت وقال لى ادخل اكتب الواجبفدخلت مدبدبا فى الارض متأففا واضعا وجهى على الكراس وسرعان ما جاءت النجدة ، جرس الباب يدق فجاءنى والدى وبصوت منخفض قال انظر من الطارق فإن وجدته عمك احمد فقل له لم يأتى بعد من العمل فنظرت الايه فى سكون وصمت واستغراب ودهشة وكل العلامات التأمل فعندما خرجت للصالة فجاءت عينى على التلفاز فوجدت الراقصة ترقص فزاد صمتى واستغرابى وحزنى ففتحت الباب فوجدته عم الحمد فقال اين ابوك قلت له قال لى والدى انه لم يأتى من العمل بعد ،فعلى صوته بالضحك الساخر فتركنى ونزل
..........
محمود "نعمت الله"ابن الدلتا