زيارة من صديق القديم

[الجلاديوس]

زيارة من صديق القديم

كنت أجلس بمصاحبة شريكتي الوحيدة في الحياة راغبة في البعد عن كل ما يحمل الضيق إلى صدري .

سطور وأقلام وأحرف تحمل المشاهد على أطرافها تقلب في تلك الأحاديث المختلفة والأحاسيس التي تتربع في قلوب أبطالي .

وشعرت به يخطو نحوي بقوة وبشكل مفاجئ، ظهر الصديق القديم الذي ظننت أنه قد هجرني أخيرا. يقف أمام عيني يهمس لي ها قد أتيت بحبك الذي لم أستطع نسيانه. يطرحني أرضا ليسطر على كل الحواس دفعة واحدة لكني قاومته زحفت أرضا في اتجاه الهاتف الملقى على الطاولة ، أغمى عيني حتى لا أرى الأرقام لكني كنت أدرك قدومه فما أن اضاءت الشاشة معلنة فتح لوحة المفاتيح حتى ضغطت بكل قوتي على رقم الغوث أناديه أنت من فتح له الباب من جديد تعلم أنه لن ينساني بسهولة كما صرح الأطباء كنت أسمعه يصرخ باسمي وبكاء الصغيرات بجانبي عندما انتزعهم صوت سقوطي أرضا من مخدعهم الآمن . ـ بابا ماما وقعت على الأرض زي زمان ـ

عجلته البخارية تشق الطريق مارة بمحل الزهور وبيت جدي القديم والمكتبة نظرتنا الأولى أمام المكتبة لا تزال تقف هناك رغم السنوات.

أشعر به يرفعني بين يديه وصوت سيارة الإسعاف تصرخ في الجميع إبتعدوا ولايزال صديقي القديم يسكن ما بين الروح والجسد فهو يشعر بي بمجرد أن يمر الضيق بقلبي حتى يهاجمه بقوة دون أن يرحم صغاري

مرة أخرى أسكن محراب ذلك الصديق لأشعر بمن حولي دون أن أراهم أسمعهم يهمهمون بخوفهم من رحيلي عاد كل الأصدقاء القدامى، صوت الطنين والذبذبات وإشارات ضبط الوقت تستعد لإعلان وقت النبضة الأخيرة

إعتذاره المتكرر في إذني ورغبته في عودتي لا تكفي صديقي القديم ليرحل عني لقد تمكن من جديد .انتزعت تلك الشريحة التي زرعوها داخل قلبي الضعيف ووعدا أن يرحل للأبد.

ظل يرسم ذلك الصديق طوال الليل الآه على جسدي الراقد مستسلما له والأطباء من حولي يحاولون إقناعه بالرحيل لكنه يعشقني عشق الجنون فكيف يتنازل عني وهو الذي يحاول منذ شهور أن يجد باب مفتوح ليسكن ببيتي

حاولت مرار دفعه بعيدا عني لكنه زرع أظافره في لحمي ليعود جزءا مني مرة أخرى

لم أصدق رحيله المفاجئ عندما فتحت عيني ذات صباح ورأيت العيون الرمادية من جديد تحمد الله لعودتي، تميل بصوتها الدافئ على أذني

أوصدي الباب جيدا حتى لا يعود مجددا

تمت

تحياتي