..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..


العودة   منتديات بنات مصر > منتديات ادبية > قصص - روايات - بقلم الاعضاء > قصص - روايات - حكايات ...منقولة

آخر 12 مواضيع
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 4 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 13 -
أمل
الكاتـب : د/ عبد الله - مشاركات : 5 -
حقائق لن يخبرك عنها احد ...يمكنك نشرها
الكاتـب : out off box - آخر مشاركة : أمير عسكر - مشاركات : 3 -
خطيئتي الكبرى .. قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - مشاركات : 8 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع مـريم
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 4 -
تفرق معاه
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 7 -
بنفهم متأخر
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع الملـكله كيلوباترا
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : واد حبيب - مشاركات : 2 -
الـيوم لك وغـدا عليك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 5 -
يعز عليا
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع حـياه
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : د/ عبد الله - مشاركات : 2 -

الإهداءات


سلسلة العائدون إلى الله من الجزء الأول إلى الخامس برجاء التثبيت ‏

قصص - روايات - حكايات ...منقولة


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /12-26-2010, 01:19 PM   #101

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 20 ) توبة شاب على يد منصّر ( ) .

إنه شاب من جملة شباب المسلمين ، وعده والده بالسفر للسياحة في حال نجاحه !! ، وفي لحظات ترك وطنه إلى البلاد المفتوحة .. وصل.. كل شيء كان معدّاً للاستقبال .. فعل كلّ شيء إلا ما يرضي الله .. لم يكن هناك وقت .. يقول هذا الشاب :

مرّ الوقت سريعاً .. لم يبق على انتهاء الرحلة إلا يوم واحد ، وكما هو محدّد في الجدول : نزهة خلويّة ، وحفل تكريم !

مالت الشمس للغروب ، وسقطتْ صريعة خلف هاتيك الجبال الشامخات ، والروابي الحالمات .. عندها بدأ ليل العاشقين ، وسعي اللاهثين ، واختلطت أصوات الموسيقى الحالمة بتلك الآهات الحائرة ، ثمّ أعلن مقدّم الحفل عن بدء حفل الوداع .. أوّل فقرة من فقراته هي اختيار الشاب المثالي في هذه الرحلة الممتعة ..

وأعلن الفائز... الشاب المثالي هو ( أنا ) ! .

فكّرت كثيراً : لمَ اختاروني أنا ! هناك الكثير ممّن هم على دينهم .. ألأنّي مسلم اختاروني ؟! ..

تذكّرت أبي وصلاته ، وأمّي وتسبيحها .. تذكّرت إمام المسجد .. تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. تخيّلته أمامي ينظر ماذا أفعل ..

وصلت إلى المنصّة .. أمسك القائد بالصليب الذهبي .. إنه يلمع كالحقد ، و يسطع كالمكر .. أمسك بعنقي .. قرّبني إليه .. وهمّ بوضع الص.. .

قف .. إنّني مسلم ..

أمسكت بالصليب الذهبي، وقذفته على الأرض، ودسته تحت قدمي ..

أخذت أجري .. وأجري .. صعدت إلى ربوة .. صرخت في أذن الكون ، وسمع العالم : الله أكبر .. الله أكبر ..

أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمداً رسول الله .. وعدت إلى بلدي إنساناً آخر غير ذلك الإنسان العابث اللاهي فسبحان من يحيي القلوب بعد موتها ..


***
31 - مجلة الدعوة ، العدد 1450 ( بتصرف يسير )

يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-26-2010, 01:20 PM   #102

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 21 ) توبة شاب مفتون ( )



صحّ في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء )) ( ) .

وهذا العصر هو عصر المرأة ، فإنك أينما ذهبت وجدتها أمامك .. في السوق . في الشارع .. في المستشفى .. في وسائل الإعلام المختلفة ... بل حتّى على المعلّبات . وفي كثير من البلاد : في المدارس والجامعات ّ .. وتلك هي الفتنة الكبرى ..

يقول هذا الشاب :

كنت في مرحلة المراهقة عند التحاقي بالثانوية المختلطة ( ) ، وفي أول يوم من دخولها تسلّط عليّ أحد رفقاء السوء ، والذي أعرفه منذ المرحة المتوسطة ، فقال لي أثناء فترة الاستراحة : اختر أيّ فتاة من هؤلاء الفتيات الجميلات ، واجعلها عشيقة لك ! وبدأ يملأ رأسي الطريّ بأشياء جديدة وخبيثة ، فنهرته بلساني ، لكن نفسي الضعيفة استوعبت تلك الكلمات الرّنانة الخبيثة ، ومع مرور الأيام وقعت عيناي على فتاة محجّبة تكبرني سنّاً ، فبدأت ألحّ إليها بالنظرات المحرّمة فقط ، دون التكلّم معها ، وكنت أظن أنها تبادلني نفس الشعور .

ومرت السنة الأولى وأنا على هذه الحال ، حتى تغير كل شيء في حياتي ، من شرود للذهن ، وإهمال للصلاة ، وقلّة لذكر الله، وضعف في المستوى الدراسي ، والمصيبة الأخرى ، وهي ممارسة بعض العادات السيّئة المحرّمة كلّ يوم تقريباً ، فلّما جاءت العطلة الصيفيّة ، ازدادت حالتي سوءاً بعد سوء ، فكنت شديد النرفزة والعدوانيّة تجاه أهلي وأصحابي ، ثمّ وقع في يدي كتاب بعنوان : ( ففرّوا إلى الله )) لأبي ذرّ القلموني ، وكان قد تحدّث فيه عن العشق ودوائه ، وبعد مطالعتي له دعوت الله أن يرينيها في المنام ، غير أنّي لم أر شيئاً في تلك الليلة ، ومرّت الأيام ، ونسيت أمر ذلك الدعاء المزعوم ، حتى جاءت ليلة من الليالي ، فرأيت فيما يرى النائم أنني في يوم حارّ جدّاً ، وقد توسّطت الشمس كبد السماء ، وهذا الفتاة قد وقفت وحيدة أمام باب المدرسة ، وأنا واقف أمامها من مسافة بعيدة ، فأشارت إلى بيدها أن تعال ! وكانت تخفي خلف ظهرها شيئاً ، فاشتعلت في نفسي شرارة شيطانية ، وانطلقت إليها كالكلب المسعور ، وحين وقفت أمامها أخرجت يدها من وراء ظهرها وهي تحمل رسالة وقلماً جميلاً ، فقالت : (( خذهما وانصرف )) .. فحوّلت وجهي عنها إلى ناحية أخرى ، فإذا بشجرة خضراء باسقة الأغصان ، فهرولت إليها وأنا في غاية السرور والفرح بما تحمله يدي ، فجلست في ظلّ الشجرة أتصفّح الرسالة ، فإذا مكتوب فيها : (( اتق الله يا عبد الله ، واتركني في حالي ، إنّي أتعذّب ، اتّق الله .. )) ففهمت مضمون الرسالة ، فهو لا يحتاج إلى تأويل ، فكان ذلك سبباً – ولله الحمد – في توبتي وتجديد إيماني ، وتثبيتي على الحق ، والله على ما أقول شهيد . .


وأما حال تلك الفتاة المؤمنة ، فالله أعلم به ..

***

( ) كتبها لي بنفسه من الجزائر .

( ) متفق عليه عن أسامة .

( ) الدراسة المختلطة لا شكّ في تحريمها وفشلها لما يترتب عليها من المفاسد والأضرار الجسمية ، وقد اعترف بذلك الكفّار قبل المسلمين ، وإنّ من العجب أن يصرّ القائمون على التعليم في بعض البلاد الإسلاميّة على هذا النوع من التعلم .


يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-26-2010, 01:22 PM   #103

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 22 ) توبة فتاة صوفية ( ) .

الصوفية المعاصرة ليست هي الصوفية القديمة الأولى التي هي بمعنى الزهد في الدنيا والإعراض عنها وعن ملذّاتها ، فالتصوف في هذا العصر أصبح قريناً للشرك بالله عز وجل ، والتعلق بالقبور والأموات ، وتقديس الأشخاص ، على حساب حرية العقل والفكر ، ومخالفة الكتاب والسنة ، وفي هذه القصة أنموذج لجيل الآباء وما يحمله من موروثات خاطئة ، وجيل الأبناء وما يحمله من وعي كبير ، وفكر مستنير ، وإن كان العكس أحياناً قد يحصل ، لكن هذا هو الغالب في زمن التخلف .. تقول هذه الفتاة . .

هذه فرصة أنتهزها للكتابة إليك .. نعم ، هي فرصة عجلى ، والقلب ممتلئ بالآهات .. وألفاظ اللسان قصيرة الباع ، فما على المريض من حرج .

لكنّي - والحق لا يعرف المداراة – صابرة على بلائي ، على الرغم من طول علّتي ، وقد دفعني شغفي إلى الإطلاع ، وحبّي لمتابعة ما يجوب الأسواق من المؤلفات السلفيّة القيّمة ، التي تذبّ عن مذهب أهل الحديث ، مع ضعف الحالة الماديّة – كل ذلك دفعني إلى مراسلتكم لاقتناء مجموعة من الكتب العلميّة التراثية التي أنا في أمسّ الحاجة إليها ، لا سيّما وأنّ أبى – هداه الله – مرجع من مراجع الصوفية ، وله في ميدان التصوّف صولات وجولات ، ولديه مكتبة بها كتب كثيرة للشعراني وابن الفارض ، وابن عربّي ، فضلاً عن كتب أبي حامد الغزالي والقشيريّ والمحاسبيّ وغيرهم من أئمة الصوفية ، وكتب أخرى تُرسل إليه بصفة مستمر من بعض المؤسسات الصوفيّة في العالم الإسلامي ، منها على سبيل المثال كتاب (( تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد )) للمطيعيّ ، و ( التوسل بالنبيّ وجهلة الوهابيين ) لأبي حامد مرزوق ، وغيرها ، وكلها كتب ، تنضح بالشرك والضلال ، ومحاربة العقيدة السلفية النقيّة ، والتلبيس على الناس ..

وكان أبي يحرص على تعليمنا – أنا وإخوتي وأمي – مبادئ التصوّف ، وكنت إلى زمن قريب ممن يحافظون على أوراد الطريقة وأذكارها ، وقراءة تلك الكتب الصوفية ، وبخاصّة في الإجازة الصيفية ، حتى إني كنت مولعة بقراءة كتب الطبقات والمقامات الخاصة بمن يسمونهم الأولياء ، وخاصّة الشعراني : الطبقات الكبرى والصغرى ! ..

وبينما أنا ذات يوم أصلّي بمسجد الكليّة الظهر إذ رأيت مع إحدى زميلاتي كتاباً بعنوان : ( هذه الصوفيّة ) لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله ، فاستعرت منها الكتاب وقرأته وأنا متخفيّة مخافة أن يراني أبي ، ثم عرفت من هذه الزميلة أن الدكتور الفلاني هو صاحب هذه النسخة ، فذهبت إليه وناقشته بخصوص موضوع التصوّف والكرامات والكشف والإلهام .. وعن الخضر عليه السلام ومواقفه التي كان يحدثنا عنها أبي .. فحرص الدكتور على إعطائي نسخة من كتاب للدكتور جميل غازي رحمه الله ، بعنوان : ( الصوفيّة ، الوجه الآخر )، ثم أعطاني كتاباً آخر للداعية السلفي كما حدثني عنه الدكتور : الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله ، فعلمت بعدها بأن الطريق الذي عليه أبي ليس هو طريق أهل السنّة والجماعة ، وعزمت على التزوّد بسلاح العلم والمعرفة ، والاطلاع حول هذه القضية المهمّة ، المتعلّقة بالاعتقاد حتى هداني الله عز وجل إلى الاعتقاد الصحيح ، اعتقاد أهل السنة والجماعة وسلف الأمة ، وإني أنصح شباب الأمة بأن يعيدوا النظر فيما ورثوه عن الآباء والأجداد من اعتقادات وتصوّرات ، فإن كان موافقاً للكتاب والسنة فالحمد لله ، وإلا فليضربوا به عرض الحائط ، وليستعينوا في ذلك بالعلماء الربّانيين الصادقين ، الذين تحرّروا من ربقة التقليد والتعصب الأعمى ، سواء كانوا من الأحياء أو الأموات ، والحمد لله أولاً وآخراً ..


***

( ) كتبها لي بنفسها من إحدى الدول العربية .

يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-28-2010, 02:55 PM   #104

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 23 ) توبة فتاة من شرك المعاكسات ( )



تقول هذه الفتاة :

أنا فتاة في الخامسة عشرة من عمري : كنت أعيش حياتي بشكل طبيعي ، سواء الأسرية أو الاجتماعية أو المدرسيّة ، وقد تجاوزت المرحلة الابتدائية – ولله الحمد – بخير وسلام ، ولم أتأثّر بشيء كان يحصل آنذاك ، وأظنّ أن السبب في ذلك هو صغر سنّي ، وعدم فهمي للحياة على حقيقتها ، فما بدأت حياة الضلال والتخبط والجهل إلا في المرحلة المتوسطة ، كنت أضل يوماً بعد يوم بشكل غير واضح ، ودون أن أشعر بذلك ، كانت البداية بعض المعاصي الصغيرة التي لا يعاقب عليها الشرع بشدة ، إلى أن وقعت في ذنب كبير أحسست بأن نفسي قد احترقت بسببه ، وكانت الخطوة الأولى مكالمة هاتفية من مجهول ، كنت في تلك الليلة وحدي في غرفتي أذاكر دروسي ، أختي كانت نائمة ، وأخي كان في مدينة أخرى ، ووالدي غير موجود ، أما والدتي فلم يكن همّها إلا حضور المناسبات والحفلات والتجمّعات النسائية ، مما شغلها عن أمور بيتها ، المهم أنني كنت وحدي أذاكر دروسي في جو من الهدوء والسكينة والطمأنينة ، وكنت حقاً أذاكر رغبة في طلب العلم ، والله يعلم ما في نفسي ..

وفجأة ... رنّ جرس الهاتف .. ولم يكن أمامي إلا أن أردّ عليه ، فليس في البيت غيري وأختي النائمة ، فإذا بصوت ذئب من ذئاب البشر ينبعث من سماعة الهاتف ، يخاطبني بأرق عبارة ، لم أعتد ذلك قط ، لذا شعرت بشيء من الخوف والرهبة تسري في أوصالي ، حتى لو كان غرض ذلك المتكلم شريفاً .

قال لي : أهذا بيت فلان ؟

قلت : لا .. النمرة خطأ .. وهو يعلم أن النمرة خطأ ، حتى صارحني بذلك ، ثم طلب مني أن أكلمه ..

فقلت له : وماذا تريد ؟

قال أريد التعرف عليك ! .

في البداية رفضت هذا الأمر بشده ، فأنا لم أعتد هذا النوع من المكالمات ، ولم أجرّبها من قبل ، مع أن بعض زميلاتي في المدرسة كن قد جرّبنها كثيراً ! حتى إنّي كنت أتحاشى الجلوس معهن ، وما كنت أظن أنني في يوم من الأيام سأصبح واحدة منهن ..

إحداهن كانت تدرس معي في نفس الفصل .. أخبرتها بالأمر طالبة المشورة – و بئس المستشار – فلم تتردد في تشجيعي في السير في ذلك الطريق بكل عزم وإصرار ، لا سيّما وأن هذا الأمر بالنسبة لها شيء هيّن ، أما أنا فهو عندي شيء غريب لا أعرفه ، ولم أجرّبه قط في حياتي .. الشيء الغريب الذي أستغربه من نفسي هو : كيف أنّني استمعت إلى نصائحها الشيطانية ، مع أني أخاف هذا النوع من المكالمات الهاتفية خوفاً شديداً .. حقاً إنه شيء غريب .. لا أدري أين ذهب عقلي آنذاك .. لقد نسيت مراقبة الله لي ، بل لقد نسيت نفسي ، حتى غاب عني الشعور بالخوف من الله ، وزالت عني الرهبة من تلك المكالمات فأصبحت وكأنها شيء لا حرج فيه ، أو كما صورته لي صديقتي أنه مجرد لهو ، وتسلية ، وتنفيس عن النفس !! ، ونسيت المصادر الأساسية الواجب تحكيمها ، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كل ذلك غاب عني في تلك اللحظات ، وبما أنني قد عرفت أن هذا الشيء منتشر بين الشباب والفتيات ، قلت في نفسي : ولِمَ لا أجرّب ذلك ، فربما أجد فيه السعادة التي أبحث عنها .. .

وبالفعل .. بدأت علاقتي الهاتفية مع ذلك الشابّ ( الذئب ) ، فكنت في كل صباح أنقل لزميلتي في المدرسة كل ما يجري بيني وبينه من أحاديث وأحداث ، فكانت تشجعني ، وترشدني إلى بعض الأقوال والتصرفات ، وأنا أنقل له على لساني ما كانت تقول لي ، حتى إني بعد توبتي وتذكري لتلك الأيام شعرت وكأني كالبلهاء أسمع كلامها ، أو كالخاتم في يدها تديره كيف شاءت ..

وفي يوم من الأيام ، وأثناء ما كنت أحكي لصديقتي ما دار بيني وبين ذلك الشاب من حوار ليلة أمس ، سمعتني إحدى صديقاتي الصالحات ، فامتعض وجهها ، وحاولت نصحي ، وإبعادي عن تلك الصديقة ، كنت في بعض الأحيان أشعر بشيء يشدني ويدفعني إلى سماع نصائحها وتصديقها ، لكن تأثير صديقة السوء كان أقوى ، فما كان من تلك الأخت الفاضلة – بعد أن عجزت عن تقويمي – إلا أن أخبرت أختي التي تكبرني في السن ، وتفوقني خبرة في الحياة ، ومن رحمة الله بي أن أختي هذه كانت من النوع الذي يحافظ على الأسرار ويكتمها ، فرأت أن تنصحني قبل أن تخبر أبي وأمي ، فكانت تقص عليّ بعض القصص التي تبين أضرار هذه المكالمات ومخاطرها ، إلا أن لم أكن أصدق ذلك ، فقد كانت تلك الصديقة ( صديقة السوء )) تقف هي والشيطان حاجزاً منيعاً يحول دون وصول صوت أختي إلى أذني أو بالأصح إلى قلبي ، إلا أن أختي لم تيأس من صلاحي ، فكانت تبذل قصارى جهدها لإنقاذي من الحفرة التي وقعت فيها ، والتي حفرها لي شياطين الإنس ، والعناد إلى أن جاءت لحظة الهداية ، كانت قاسية جداً ، بل كانت فاضحة .. ففي يوم من الأيام .. وبينما كنت مشغولة بمكالمة ذلك الشيطان الإنسي إذ بأخي الأكبر الذي عاد من سفره يستمع إلى المكالمة بكل إنصات .. يا للفضيحة .. في تلك اللحظة شعرت بأنني قد انتهيت فعلاً .. ذبت خوفاً وخجلاً .. لا أكون كاذبة إذا قلت إن ذلك الشعور ليس خوفاً من أخي وردة فعله ،أو إخباره لأهلي ، إنما كان ذلك خوفاً من الله عز وجل وحياء منه ، وندماً على تلك الأيام التي ضيّعتها في غير طاعة الله عز وجل ، وشغلتها بالمعاصي والذنوب ..

المهمّ أنّني بعد تلك الحادثة عزمت على التوبة النصوح ، وترك كل ما يخدش ويجرح إسلامي ، وإيماني ، والعمل على ما يرضى الله دائماً ، والشعور بمراقبته في كل أمر وحين .

وإنّي أعتقد أن من أسباب ضلالي وانحرافي ما يلي :

أولاً : سنّ المراهقة ، فلا شك أن هذا السن يساعد على الانحراف ، لا سيما في غياب التوجيه السليم ، والقدوة الحسنة ..

ثانياً : رفقاء السوء، وكما في المثل ( الصاحب ساحب ) ، يسحبك إلى ما هو عليه من خير أو شر ، ويجعلك مثله .

ثالثاً : انشغال الأهل عن أولادهم ، وإهمال مراقبتهم ومصاحبتهم ، وهذا ما حدث لي تماماً ، لولا ما حصل من أخي وأختي جزاهما الله خيراً ..

وأخيراً فإني أحمد الله عز وجل على هدايته لي بعد الضلال الكبير الذي عشته ، وانحرافي عن الصراط المستقيم ، ولو أن النهاية كانت قاسية ومؤلمة كما يظهر لبعض الناس ، لكنها أفضل من قسوة وعقوبة الآخرة ..



***



( ) كتبتها لي بنفسها .

يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-28-2010, 02:59 PM   #105

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 24 ) توبة فتاة إماراتية ( ) .

منذ صغري تربيت على مائدة القرآن الكريم في أحد المراكز الخيريّة لتحفيظ القرآن في مدينتي ، وكان من توفيق الله لي أن تعلّمت تلاوة القرآن وترتيله وتجويده على يد معلم متفهم لأحكام القرآن ( ) . ، فكان يحدثنا كثيراً عن الدين وعن القضايا المتعلقة بالمرأة إلى أن تحصّلت على شهادة تفوق في تعلم القرآن .

ولكني – عياذاً بالله – كنت بئس حاملٍ للقرآن ، فقد كنت – مع إجادتي للقرآن – مغرمة بسماع صوت الشيطان : الغناء ، فقد كنت أحببّه حبّاً جمّاً ، ولا أطيق الصبر عنه .

وفي المرحلة الثانوية وقعت في بليّة أخرى ، فقد أحببت إحدى المعلّمات – وكانت متدينة – لكني عند ما أتذكر طريقة حبّي لها أقول : لقد كان حباً شيطانياً ، وإن ما كان يحدث لي عند مرآها مما لا أستطيع وصفه ، لأكبر دليل على ذلك .. كانت تدعوني وبعض أخواتي في الله إلى حضور المحاضرات النافعة ، وكنت أذهب إليها ليس رغبة في سماع جميل الكلام ومفيده ، ولكن لرؤية تلك المعلّمة ، فكنت أفعل المستحيل من أجل الذهاب ..

وفي مرة من مرات ذهابي إلى إحدى المحاضرات ، وكانت في شهر رمضان المبارك ، تكلّمت المحاضرة عن الحياة البرزخيّة وما بعدها ، فجالت خواطر كثيرة في مخيّلتي .. تذكّرت القبر وما فيه من الأحوال والأهوال ، وتذكرت البعث والنشور والنفخ في الصور ، وما يتبع ذلك من الحساب والعذاب ، ومن ذلك اليوم بدأ عقلي يفكر في سلوك طريق الخير والهدى والرشاد ، وقد واكب بداية اختبارات نهاية العام ، فكنت أبكي لعدم تمكني من الجلوس مع نفسي – ولو قليلاً – لمحاسبتها ، وابتداء السير في الطريق ، وكنت أدعو الله عز وجل أن يبقيني على قيد الحياة حتى انتهاء الامتحانات لأتفرّغ لنفسي !! وانتهت الامتحانات ، فوجدت في نفسي شغفاً لقراءة الكتب الدينية ، وخصوصاً ما يتعلق بالقبر واليوم الآخر ، وقلت : عليّ أن أعمل حتى يقيني الله عذابه ..

ووقع في يدي كتاب ، ولكنه كان أكبر من سني ، ولا يلائم من بدأ لتوّه مثلي في اختيار طريق الصلاح ! إلا أني وجدت لذة في قراءته ، فترك انطباعاً عكسياً في نفسي ، حيث كرهت الجهل الذي أعيش فيه ، واعتزلت أهلي ومن حولي ، وانطويت على قراءة الكتب ، ومحاسبة النفس بشدة ، وأكثرت من العبادات والتسبيح ، فلا أخرج من غرفتي إلا لطعام أو حاجة ملحة ، كنت حتى في صلاتي أحاسب نفسي على عطسة أو تثاؤب صدر مني فيها ، وأذمّها ، وأؤنّبها قائلة : ألا تخجلين أن تفعلي هذا وأنت بين يدي الله .

واستمرّ التشدد .. لا خروج ، ولا حتى طعام يسند الجسد ، بل طعام قليل جداً اعتقاداً مني أن ذلك تطبيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذ أكلنا لا نشبع )) ( ) . حتى أصابني الهزال ، واصفر لوني ، ثم جاءت السنة الدراسية الجديدة ، فإزدادت متاعبي وآلامي ، إذ كيف لي أن أوفّق بين العبادات – التي كنت أظنّها الصلاة والتسبيح ونحو ذلك فقط - وبين المذاكرة والدراسة !! . وكان من نتيجة ذلك أن ازدادت ساعات نومي ، وفقدت الثقة في نفسي ، حتى أثر ذلك في مستواي الدراسي ، فقد كنت دائمة التأنيب لنفسي ، واتّهامها بالتقصير وعدم الإخلاص .. ، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : (( .. ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه .. )) ( ) . فأنا ممن فعل ذلك حتى سئمت معيشتي الروحانية ، وعلمت بأنني على خطأ ، وكنت أتساءل : إذاً كيف تطهر النفس ؟ .. أريد نفساً زكيّة لا تخشى إلا الله ، فقد كنت أقول أفظع الكلام عن نفسي أمام رفيقة عمري ، فكانت تؤنبني ، وتقول لي : لو كنت لا أعرفِك لصدّقت كلامك ..

وبتوفيق الله عز وجل ، ثم بدعوات والدي العزيزين لي بالهداية وأن يبعد عني الشيطان ووساوسه ، وبدعوات أخواتي لي ، ودعواتي لنفسي أن يفرج كربي ، ويهديني إلى الطريق القويم ، أعادني الرحمن إلى رشدي ، وعرفت طريق العبادة الحقّة ، وأنّ كل ما يفعله المؤمن مما يرضى الله عز وجل هو عبادة ، كما قال سبحانه : ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ) ( الذاريات : 56) /.

وها أنذا أجد الرحمن في كل يوم يزيدني من جوده الفيّاض ، فالحمد له على نعمائه وجوده .. فقد اخترت طريق الحق والصلاح فأعانني وهداني إليه .. والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات ..


أم الفضل

***

( )
كتبتها لي بنفسها .

( ) لا يجوز للمرأة أن تتعلّم على يد رجل أجنبيّ عنها لا قرآن ولا غيره ، فإنّ ذلك من أعظم أسباب الفتنة .

( ) هذا ليس بحديث ، وإنّما هو أثر مرويّ عن بعض الصحابة .

( ) جزء من حديث أخرجه البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة .


يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-28-2010, 03:02 PM   #106

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 25 ) توبة فتاة من ضحايا التغريب ([41])



عجيب أمر هذا الإنسان ، فحين يكون صحيحاً معافى يتعالى على الله عز وجل ، وينسى حقيقة نفسه ، حتى إذا ما مسه الضر لجأ إلى الله تعالى ، وأخلص له الدعاء ، ثم الناس بعد ذلك فريقان ، إما شاكراً وإما كفوراً .



تقول هذه التائبة :

أنا فتاة قبائلية ، أعيش أنا وأسرتي في العاصمة .. لم نكن نعرف من الإسلام شيئاً ، لا صلاة ، ولا غيرها من العبادات .. كل أفراد أسرتي في ضلال وانحراف وضياع .. كنا نعيش حياة على النمط الغربي ، لا نعرف عن الأعراف والتقاليد والمبادئ العربية ، حتى إن لغة الحديث والتخاطب فيما بيننا يتم باللغة الفرنسية ، في جو يخلو من أي علاقة بالله ..

وفي يوم من الأيام ذهبت إلى المستشفى لتحليل الدم ، فلما عدت في المساء لأخذ النتيجة نودي على اسمي ، فإذا برئيس المصلحة المخبرية يهمس في أذني قائلاً ، يؤسفني أن أقول لكِ أنك مصابة بداء ( السيدا )) ([42]) .

نزل علي هذا الخبر كالصاعقة ، وكدت أن أصاب بالإغماء ، وطلبت من رئيس المصلحة أن يبقي هذا الأمر سراً بيننا ، ثم طلب مني رقم الهاتف لاستدعائي عند الحاجة ، وإجراء الفحوصات اللازمة ..

وعدت إلى المنزل وأنا لا أتمالك نفسي من البكاء ، ولم أنم تلك الليلة من شدة الخوف ، فقد استلقيت على فراشي وأنا لا أدري ماذا أصنع .. كنت في حالة من الهلع والفزع وأنا أتخيل ملك الموت وهو يحث خطاه إلي ، إنه أمر لم أحسب له حساباً من قبل .. تذكّرت حياتي وأيّاماً بارزت الله فيها بالعصيان ، غافلة عن حقيقة كبرى اسمها الموت .. وفي تلك اللحظة تبت إلى الله عز وجل ، وعاهدته على الاستقامة ، وبكيت كثيراً ، فها هو ملَك الموت يقترب منّي ، فماذا أنتظر ؟

ومن الغد بدأت أصلي ، واشتريت مصحفاً ، فكنت أقرأ فيه ليل نهار ، فتعجب أهلي من هذا التحول المفاجئ ! ، ثم ارتديت الحجاب فزاد تعجبهم ، وصاروا يستهزؤون بي ، ويقذفونني بالكلمات الجارحة ، لكنني لم أبال بهم ، بل لم يزدني ذلك إلا إصراراً واستمراراً في السير في هذا الطريق ، وكنت أدعو الله في كل يوم أن يغفر لي ذنوبي ، وأن يرحمني ..

وبعد شهر تقريباً تلقيت مكالمة هاتفية من طرف رئيس مصلحة المختبر بالمستشفى ، رفعت سماعة الهاتف وقلبي يخفق ، وأعضائي ترتجف ، وكانت المفاجأة .. قال لي : إنني أعتذر عن الخطأ الذي حصل ، إن نتيجة تحليل دمك سليمة ، أما النتيجة الأولى فهي لشخص آخر غيرك ..

كدت أطير من الفرح ، وحمدت الله عز وجل الذي كتب لي حياة جديدة ، لأعمرها بطاعته – سبحانه – واتباع مرضاته ، لا باللهو اللعب والغفلة والضياع ..




****

[41] -
كتبتها لي إحدى الأخوات رواية عن صاحبه القصّة نفسها .

[42] - (( السيدا )) مرض خبيث شبيه بالأيدز .


يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-28-2010, 03:24 PM   #107

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 26 ) توبة امرأة من إتيان العرافين والكهنة ( ) .

ورد في الحديث الشريف : (( من أتى عرّافاً فسأله عن شيء ، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )) ( ) ،

وفي حديث آخر : (( من أتى كاهناً فصدّقه بما يقول : فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )) ( ) .

قال العلماء في الجمع بين هذين الحدثين : من أتى كاهناً أو عرّافاً ولم يصدقه ، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ، فإن صدقه ، كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن تاب ، تاب الله عليه .
تقول هذه التائبة :

تزوجت في السابعة عشرة من عمري ، وأنجبت بنتاً واحدة .. عشت حياة ترف مع زوجي : حفلات .. سهرات .. تبرج .. نسينا الله والدار الآخرة ، وجعلنا الدنيا وملذّاتها صوب أعيننا ، وزينها لنا الشيطان فكانت في أبهى زينتها .. ومضت الأيام ، والأعوام ، ولما بلغت ابنتي اثني عشر عاماً ، تاقت نفسي للإنجاب مرة ثانية ، واتفقت أنا وزوجي على ذلك ، فكان الحمل ، لكنّ حملي هذه المرة لم يكن طبيعياً ، ففي كل زيارة للطبيب يقول لي : إن حملك هذا غير سليم ، ولمن يمر هذا الشهر إلا وسيحدث لك إجهاض !! .

صُرفت لي أدوية كثيرة ، وحقن ، و .. و... لكن زوجي لم يكن مطمئناً .. فأخذ يتلفت يميناً وشمالاً ، وفوجئت به مرة يقول لي : لقد وجدته ، إن يده مباركة ! ، وما إن يعمل لك عملاً حتى ينجح فيه ، تعالى نزوره .

وذهبت معه إلى ذلك الرجل ، كان عرافاً ، وما إن مثلت بين يديه حتى بدأ العمل : بخور ، وكلمات ، وهمهمات ..لم أفهم منها شيئاً .. المهم أن كل ما طلبه مني قمت بعمله ، لكن الآلام لم تبرح تعاودني بشكل مستمر ، ولما زرت الطبيب لأسأله مرة ثانية ن قال لي مثل ما قال لي في المرة الأولى : انتظري إجهاضاً .. ثم عرض علي حقناً تساعد على تخفيف الألم .. فكنت أرفض بشدة ، وأعيد زياراتي للعراف الفلاني ، والكاهنة الفلانية ، هذا بالبخور ، وذلك بالتمائم ، وتلك بأعمال مختلفة من ضروب الشعوذة ، حتى ضاق صدري واختنقت ، ولم أعد أطيق الصبر ، وبدأت تترآى لي في المنام أحلام مزعجة لا أفهمها ، ولا أحرص على تفسيرها .. باختصار ، عشت حياة يائسة كادت أن تقودني إلى الجنون ..

وفي لحظة شعرت وكأن الزمن قد توقف .. أخذت بكل تلك التمائم وألقيتها أرضاً ، ورفعت يدي إلى السماء .. وقلت بصوت مسموع والدموع تملأ عيني : (( سلمت أمري لك يا رب ، فأعني )) . .

وما هي إلا أيام حتى هدأت العاصفة .. لا ألم ، ولا نزيف ، ولا وساوس .. أحسست باطمئنان غريب في نفسي .. قمت فاغتسلت وتطهّرت ثم صليت ، فكانت أول صلاة لي منذ زمن طويل .. وأحسست براحة عجيبة ، وارتاح من حولي ، وزرت الطبيب ، فاندهش لحالي ، وقال لي : ماذا فعلت ؟ قلت : لا شيء سوى أني توكلت على الله ، ومن توكل على كفاه .

انتهت مدة الحمل ، وأنجبت بنتاً مكتملة الخلق ولله الحمد ، وداومت على صلاتي من غير أن أطبق شيئاً آخر من تعاليم الإسلام من حجاب أو غيره ...

ولما بلغت بنتي العامين ونصف العام بدأت تتحدث بطريقة عجيبة ، كانت تقول ماما ماما ، أتحبين الله ؟ فأجيب : نعم ، بالطبع ، فتقول : ماما ، إن الله يحبّنا إذا أعطانا الخبز والبيض والماء .. !

ومرة قالت : ماما ، صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : إنه جميل جميل جميل .. أعدتها عدة مرات ، فقاطعتني قائلة : إيه جميل !! ماما ، لا تقولي جميل ، قولي : ( منَوَر ) . وهي كلمة عاميّة في الجزائر ، مشتقة من النور ومعاني أخرى عدة ..

كلمات كثيرة كانت تقولها ، أظل أياماً أفكر فيها ، وبعد أن رويت لإحدى أخواتي عن طريقة حملي ، وعن كلام ابنتي ، أهدتني كتاباً عن الدعاء في السنّة ، تعلّمت منه الكثير ، ونصحتني بالحجاب ، فارتديته . ودخلت المسجد لأول مرة ، وتعرفت على الصحبة الصالحة ، التقية النقية ، التي تخاف الله ، فكان ذلك عوناً لي على معرفة ديني بطريقة لو عرضت على الكفار لدخلوا في دين الله أفواجاً .. ويكفيني منهم الكلمة الطيبة ، والابتسامة الصادقة التي يلقونني بها، وحقاً إن تبسمك في وجه أخيك صدقة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم بدأت الجهاد في بيتي مع زوجي وبناتي ، والحمد لله ، فمنذ شهور قليلة فقط بدأ زوجي يعرف الطريق إلى المسجد ، أما ابنتي الكبرى فقد ارتدت الحجاب ، وهي من المستمعات المطيعات ، فهي تقرأ معي الكتب التي أستعيرها من المسجد أو من بعض الأخوات الصالحات ، وقد اقتنعت أخيراً بحرمة الغناء ، واجتنبته بلا جدال ، وكذا أشياء أخرى لا تعد ، فلله الحمد والمنة ، أولاً وآخراً .


***

( )
كتبتها لي إحدى الأخوات رواية عن التائبة نفسها .

( ) أخرجه مسلم في صحيحه .

( ) أخرجه أهل السنن .


يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-28-2010, 03:28 PM   #108

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 27 ) توبة شاب تيجاني ( ) .

يقول هذا الشاب :

لقد ابتلاني الله عز وجل بالدخول في زمرة المتصوفة ، وفي أكبر الطرق الصوفية ، وأصعبها : ( الطريقة التيجانية ) ، وقد مكثت فيها مدة طويلة ، وكنت من المحبوبين والمقربين لدى شيخ الطريقة ( المقدم ) – أي خليفته – لأن كل ولاية لا بد فيها من مقدم يلقن الأوراد ، ويفتتح الجلسة .

وعقيدة هذه الطريقة ، وما تحمله في ثناياها من الشرك والبدع لا تخفى على ذي بصيرة ، ومع ذلك فهي تعد من أكثر الطرق أتباعاً ، والكثرة ليست دليلاً على الحق ، بل هي في الغالب دليل على الضد من ذلك ، كما قال الحق تبارك وتعالى : ((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ )) ( الأنعام : 116) . كما أن من أسباب كثرة أتباعها ، قلّة الخارجين منها ، وذلك أن كل مقدم يمنع مريده من مخالطة الناس ، ويقول لهم بخبث : إن فيهم سماً ، فلا تتكلموا معهم ، ولا تخبروهم بما تعملون ، فيؤدي ذلك إلى عدم معرفتهم للحق وتبصرهم فيه ، وإصلاح عقائدهم المنحرفة ، كما أن من يدخلها لأول مرة ، يجد في قلبه انشراحاً موهوماً ، لأنه – حسب تفكيره – لا يرى شيئاً يخالف الشرع المطهّر ، فهم يذكرون الله صباح مساء ، ويشربون الشاي ، ويمازح بعضهم بعضاً ، ويحب بعضهم بعضاً !! فيتعلق بهذا الأمر لجهله ، ويظنه حسناً ، ويظن أنه قد وجد الطريق إلى الجنة ، نسأل الله العافية .

أما سبب خروجي من هذه الطريقة – ولله الحمد والمنّة – فقد كنت دائماً أدعو في سجودي : (( اللهم أرني الحق حقاً ، وارزقني اتباعه )) ، لأنني – في بعض الأحيان – كان ينتابني الشك في صحة منهج هذه الجماعة لما يسبغونه على أنفسهم من الفضل دون غيرهم ، وكأن الجنّة لم تخلق إلا للتيجانيين فقط .

وذات يوم كنت جالساً في البيت وحدي أراجع نفسي ، وأتأمل حالي مع هذه الجماعة ، فإذا بي أجد نفسي تراوح في مكانها صباح مساء .. ذكر ، ومزاح ، والوقت يمضي ويضيع ، وأنا في غفلة عن مستقبلي ، وكنت أحب القرآن الكريم ، فعزمت على السفر لحفظ القرآن ، ومن توفيق الله عز وجل أني سافرت مع أخ كريم ، سلفي العقيدة ، تقي نقي – ولا أزكي على الله أحداً – فاستقر بنا المقام في إحدى زوايا مدينة تلمسان لتحفيظ القرآن .. وظهرت علائم الفرج تلوح في الأفق ، فهذا الأخ الكريم لم يكن من المنفّرين بل كان رفيقاً رقيقاً ، لم يهجرني مع علمه بأني من أتباع الطريقة التيجانية الضالة ، ولم يبدأ بالإنكار علي من أول وهلة ، بل عاملني بأحسن الأخلاق ، وكان المرة تلو المرة يذكرني بحديث ، دون أن يبين لي أنه يقصد الطريقة ، وفي بعض الأحيان كان يذكر لي بعض محاسنها ، لأنه ليس من السهل أن يتراجع طرقي أو قبوري عن طريقته ، ولو أردت نصحه لم يزدد إلا تمسكاً بعقيدته ، فلا بد من لزوم الحكمة واللين .. فكنت مرة بعد مرة أقف على بعض الآيات المخالفة لما كنت أعتقده ، فمثلاً قوله تعالى في آية الأعراف : (( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ )) ( الأعراف : 188)) .

ونحن في الطريقة نعتقد أن المريد يدخل الجنة هو وأولاده ، وأولاد أولاده ، وزوجته إلا الحفدة ، ونعتقد بأنه من لم يطع الشيخ فإنه يضره ويهلكه ، والعكس فيمن أطاعه .. ! فبدأت الحيرة والتفكير والحسرة تنتابني ، وهنا تدخل ذلك الرفيق السلفي الصالح فبدأ ينير لي الطريق ، ويقدم لي الرسائل والنصائح ، ولم يأل في ذلك جهداً ، كما كان يدعو لي في سجوده جزاه الله خيراً ، فكان الفضل لله سبحانه وتعالى ، ثم له ، ومما ساعدني على ذلك أيضاً بعدي عن شيخ الطريقة ومريده .

وبعد خروجي من هذه الطريقة ، كنت أقلق عند ما أرجع إلى المنزل ، لأن الشيخ كان يطلبني باستمرار ، وكان يعرف أبي ، فكنت أتحرج من مواجهته ، لأنه شيخ كبير . أما بعض المريدين فقد علموا بأني قد خرجت من زمرتهم ، فبدؤوا يظهرون لي العداوة والبغضاء كما هي سنة الله عز وجل في كل من سلك طريق التوحيد ، ونبذ الشكر وأهله ، والآن قد أكملت حفظ كتاب الله عز وجل ، وعزمت التفرغ لطلب العلم الشرعي الصحيح أنا وأخي ذلك الرفيق الطيّب ، وإني أنصح كل شاب مسلم بالحذر من هذه الطرق الصوفية المبتدعة فما ثمة إلا طريق واحد فقط طريق محمد صلى الله عليه وسلم .


***

( ) كتبها لي بنفسه .

يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-28-2010, 03:30 PM   #109

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 28 ) توبة مدرس على يد طالب صغير ( )

في يوم من الأيام عاد الطفل الصغير الذي لم يتجاوز السابعة من عمره من المدرسة وهي يبكي ، فلما سألته أمه عن السبب أخبرها بأن المدرس الفلاني قد ضربه وشتمه ..

لم يحتمل قلب الأم ما حصل لابنها ، فاتصلت من الغد بالمدرسة ، وسألت المدرس عن سبب ضربه ابنها الصغير وما الجرم الذي أحدثه .. فقال : إنه كثير اللعب في الفصل ، كثير الكلام والحركة ، وقد رفض الانصياع للأوامر وأعلن التمرد ..

سكتت الأم ولم تحر جواباً .. فلما عاد ابنها من المدرسة ، أخبرته بما قال المدرس .. فقال : نعم .. لقد فعلت ذلك ..

فبدت علامات الدهشة على وجه الأم ، وقالت بصوت غاضب : ولم فعلته ..

فجاء الجواب مدهشاً ، قال : لأن هذا المدرس غير ملتزم ، وهو يدخن ، وقد نصحته عدة مرات فلم يطعني !! فلم أجد ما أعبّر به عن سخطي وكراهيتي لعمله سوى أن أسئ الأدب في حصته ..

فلما سمعت الأم هذه الكلمات زالت من وجهها علامات الدهشة والغضب .. لا سيما وأنه طفل صغير يحمل في قلبه كل معاني البراءة .. لكنها مع ذلك أرادت أن تتثبت ، فاتصلت بالمدرس ، وأخبرته بقول ابنها ، فقال لها وقد أصيب بما يشبه الصدمة : والله إن ما ذكره لصحيح ، وإني من هذه اللحظة أعلن توبتي من كل ما يغضب الله عز وجل ، والفضل لله أولاً ثم لك ولابنك الصغير ..


***

( ) أرسلها إليّ أحد الإخوة ، وقد سمعها من أحد الدعاة الفضلاء .

يتبع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /12-29-2010, 05:20 PM   #110

عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

( 29) توبة طالبة جامعية من الحب المحرم ( )

تقول هذه الفتاة :
عشت في أسرة طيبة .. مسلمة بالوراثة ، وكنت دائماً أظن أن الإسلام مجرد صلاة وصوم وارتداء للحجاب وكف الأذى عن الناس فقط لا غير .. فارتديت الحجاب في المرحلة المتوسطة ، وكان هدفي أن أعيش حياتي القادمة في التزام حقيقي بالدين .

ولكن .. لم أجد من يعرفني بديني .. لم أجد من يُهدي إلى كتاباً أو نصيحة .. كنت أحب الله بطريقة خاطئة ، فلم أسلك الطريق الصحيح لأعرفه – جل وعلا – حق المعرفة .

وانتقلت إلى المرحلة الثانوية بنفس الرغبة في بلوغ أقصى درجات التدين ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان .. رفيقات السوء للاتي كن أعز الصديقات رسمن لي طريقاً معوجاً ، فتغير هدفي ، وتبدلت غايتي ، وزين لي أولئك الرفيقات ما كنت أستقبحه ، وأذكر أنه كانت لي رفيقة في الصف ، متدينة ومتخلّقة ، وكانت دائماً تقول لي : (( أنت أخجل صديقة عرفتها في حياتي )) .. صحيح أني كنت كذلك ، لكنها لم تقدم لي النصيحة وأنا أنجرف في تيار الأخريات . لم تمد يدها لتنقذني ، بل تركتني على شفا حفرة مظلمة ، ولو لا رحمة ربي الواحد الأحد لكنت الآن في هاوية الضلال ..

لقد أصبح حجابي زينة في نفسه ، وارتكبت برفقة قرينات السوء الكثير من المنكرات .. ثم انتقلت إلى المرحلة الجامعية ، وهناك كانت لدي الحرية المطلقة ، حيث كنت أسكن بسكن الطالبات .. رفيقاتي كن يفقنني جمالاً ، وكان الطلاب في المعهد وخارجه يسألون دائماً صداقتهن ، فكن أغار منهن لأنني – ولحسن الحظ – لم أجلب انتباه أحد ، لأن لباسي لم يكن طراز الموضة ، وكنت أحسب أن لا جمال لدى على الإطلاق ، وصار هذا هو همي : أن أبرهن لصديقاتي المغرورات بجمالهن أن هناك في الجو شاباً أنيقاً يريدني صديقة !! أو حبيبة ! بل زوجة في المستقبل .. ولم لا ؟ . ولأبرهن لنفسي الأمارة بالسوء أني جميلة ومطلوبة ، وكان هذا هو حال معظم الطالبات إن لم أقل كلهن !! فيا أيها الآباء الغيورون على بناتكم ، لا تتركوهن في الأحياء الجامعية ، وامتثلوا أمر الله فيهن : (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )) ( ا لأحزاب : 33)) .

ومع هذه الرغبة الملحة في اقتناء صديق ، منعني حيائي – أو ما تبقى منه – أن أقع في مثل هذا المنكر العظيم ، والله يعلم أني ما كنت أبغي الزنى ، ولكن العين تزني ،

لم أكن أغض بصري ، وكأن نظراتي الطليقة تسأل الناس : هل من شاب يناسبني وأناسبه ؟ وكان الشيطان حاضراً ومعيناً ، فسرعان ما وجدت الشاب المناسب !! كان يكبرني بسنة تقريباً ، الكثير من الطالبات فتن به ، كان قرينات السوء يشجعنني على الاستمرار ، ويقلن لي : (( يا لحظك العظيم !! شاب بهذه المواصفات لك أنت ! جميع الطالبات سيغرن منك إذا رأينك تقفين معه )) وكلام من هذا القبيل ، حتى امتد حبه في قلبي جذوراً عميقة ، فمن ذا الذي يستطيع اقتلاع تلك الجذور ، ولكن الله الفعال لما يريد أراد ألا أضيع ، فقد كان ذلك الشاب أفضل مني بكثير .. كان خجولاً جداً ، يكره مصاحبة الفتيات ، وما كادت السنة الجامعية تؤذن بالانتهاء حتى ترك المعهد ورحل دون أن يكترث بما كنت أقدمه له من نظرات !!

زادني رحيله ألماً وحسرة وعذاباً ، حتى إني لم أعد أطيق المذاكرة ، وانتهت السنة ، ثم السنة الموالية ، وما زلت أعيش بنفس الأحزان على فراق الحبيب الموهوم .. حتى جاءت السنة التي تليها .. وجدت أن حياتي لم يعد لها معنى أو هدف .. سنوات مضت وضاعت ، فهل سأعيش هكذا بلا هدف ؟! فكرت ، ثم فكرت ، فلم أجد حلاً أفضل من النسيان .. حدّثت نفسي أنني لو أنصت إلى شريط في وصف الجنة والنار أهداه إلي أحد الأقارب، لربما أتعظ وأنسى .. وبالفعل ، كان لي بالمرصاد ، واقتلع من صدري جذور الوهم .. لقد مزق قلبي ، وأفرغه من القيح والصديد ، وكل ما علق به من آثار المعاصي .. واستمعت إلى أشرطة أخرى كثيرة ، كانت بفضل الله سبباً لتوبتي وأوبتي إلى خالقي جل وعلا ، وأقلعت عن سماع الغناء ، والنظر إلى ما حرم الله في التلفاز وغيره ..

وبدلت حجابي المزيف بآخر حقيقي .. لكن بقي شيء واحد لم أغيره .. وجودي المستمر في الجامعة الشيطانية بين قرينات السوء ، والاختلاط ، والمنكرات المتفشية ، وبعون الله تعالى تخلّصت من أمور كثيرة ، وابتعدت عن قرينات السوء ، فاستعدت حيائي الذي ضيّعته سنوات عدة .

وفي هذه الأثناء تقدّم لخطبتي شاب متدين .. لا تتصوّر كم كنت سعيدة .. هل فعلاً سأتزوّج ، وأعيش حياة طاهرة كما كنت أحلم وأنا في المرحلة المتوسّطة .. دين وخلق ..

لكن .. ما زلت بالجامعة .. بقي عام على التخرّج ، فكنت أخادع نفسي بحبّ الدنيا والدين في آن واحد ، وكان ذلك الطالب يطاردني حتّى في الحلم ..

وجاءت الضربة الصاعقة لتوقظني من سبات دام سنوات ... انسحب الخطيب وأهله ، فلقد أخطؤوا المنزل والعنوان .. كانوا يقصدون الشارع الموالي ، ويريدون تلك التي تلبس الجلباب والحجاب ، ولم تدرس بالجامعة قط .. تذكّرت عند ما قالت والدته : (( كان ولدي يصلّي آناء الليل ، ويدعو الله دائماً أن يرزقه الزوجة الصالحة .. ))

إذن لم أكن صالحة على حدّ قولها ، وهذه هي الحقيقة ، لأنّي لم أكن مخلصة ، كنت مخادعة ..

مرّ أسبوع أو أكثر وأنا أذرف الدموع حزناً على نفسي لعدم صفائها وصلاحها ، فجدّدت توبتي لعلّ الله أن يهديني هذه المرّة .

وعدت إلى الجامعة من جديد ، فكنت أجتهد في المذاكرة ، وأجتهد في قراءة القرآن والكتب الفقهية النافعة ، لكنّ الشيطان زيّن لي طريقاً إلى ذلك الوهم فتعلقت بطالب أخر ، كنت كلّما دخلت من باب الجامعة أشعر وكأنّ الشياطين تستقبلني وتحملني على أيديها الخبيثة لتوصلني هدية إلى ذلك الطالب الذي لا يفارق وجوده مكاني ..

أدركت حقيقة نفسي وما الذي تبغيه . احترق قلبي بالدموع المُرّة .. لماذا لم تتغيّر هذه النفس على الرغم من الجهود التي أبذلها في سبيل ذلك ؟

فجأة .. اتّخذت قراراً حاسماً .. تركت الجامعة ..

تركها كان هو الحلّ الوحيد لمشكلتي .. رميت بشهادة التخرّج التي كنت أحلم بها عرض الحائط فارّة بنفسي إلى البيت ..

ياه .. كم هي الحياة في البيت سعيدة وهادئة .. خالية من الذنوب والمعاصي ..

أصبحت أجد لذّة عظمية وأنا أقوم بالعبادات والطاعات ، ومعظم وقتي أقضيه في دراسة كتب العقيدة والفقه والسيرة ، وبعون الله تغلّبت على النفس والهوى ..

نصيحتي الوحيدة التي أقدّمها لأخواتي : إيّاكنّ والاختلاط .. إيّاكنّ والاختلاط ..إيّاكنّ ورفيقات السوء ...

وإلى الآباء : لا تتركوا بناتكم في الأحياء الجامعية المختلطة ..

وإلى الأمّهات : رغّبن بناتكنّ المكوث في البيت والبقاء فيه ..

وإلى الشباب عامّة : والطلّاب في الجامعات بخاصّة : اتّقوا الله في أنفسكم ، وفي بنات المسلمين . .عودوا إلى الله ، ولا تغرّنكم الحياة الدنيا ..


وبعد؛

أسأل الله عزّ وجلّ أن ينفع بقصّتي كل عاشقة للدنيا ، زاهدة في الآخرة ..

وأقول : والله لن تنالي شيئاً ببعدك عن الله .. والسعادة كلّ السعادة تكمن في القرب من الواحد الديّان ..

اللهمّ اجعلني أمّاً صالحة .. واجعلني قدوة لبناتي ، واهد قلوب المسلمين .. آمين ..


أختكم التائبة / أمّ إبراهيم .

****

( ) كتبتها لي بنفسها من الجزائر .

يتبع







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الأول, التثبيت, الخامس, الجزء, العائدون, برجال, سلسلة, إلى

« ليت اقدر اقول احبك | احذروا يابنات »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجنود المقدسين ( الجزء الخامس - الفصل الأول ) demetri قصص - روايات - حكايات ...منقولة 4 11-11-2012 06:49 PM
الجزء الأول من سلسلة حقى وحقك ( هآت بطآقتك ) Ćяч ƒ0Я ℓ0√З قسم مناقشة المواضيع المتداوله والمنقوله 1 02-27-2012 02:52 PM
سلسلة اصدارات لعبة Zuma الجزء الأول brae0000 العاب كمبيوتر - العاب فلاش جديده - تحميل العاب 6 12-23-2009 11:12 AM
سلسلة: تعلم من فعل صحابى )(الجزء الأول)( dr. faris منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 6 01-22-2009 04:10 PM
بالصور .. لماذا يعودون إلى الله .. برجاء التثبيت أبو المعالي منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 7 11-17-2008 09:32 AM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 03:47 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩