الأوراق القديمــــــــــــــــــة !!!

[عمر عيسى محمد أحمد]

:cv41::cv41::cv41::cv41:
بسم الله الرحمن الرحيم

الأوراق القديمــة !!

هل تلك مبادرة وتحضير لمكيدة .. أم هي محاولة لتمايز .. أم إفراط في بذل وعطاء .. أم محاكاة لأناس .. أم انفلات وتكسير لقيود وتمرد .. ما الذي جرى حتى فتحت أبواب الرحمة من جديد .. وحطمت قيود العادات والتقاليد .. ونزلت الملائكة في محرابكم !! .. وأضيئت أنوار البسمة حول عيونكم .. ومهما كانت تلك الهبات والمنحات والعطاءات والتلميحات فإن ماضي التاريخ أوجد الشك في الدواخل .. ويدكم الممدودة يقابلها الشك والريبة والحذر .. وتلك عقارب كانت في الماضي لسعت وأوجعت .. ومهما ادعت غير ذلك فإن تاريخ الأوجاع ما زال يؤلم .. ولو حاول القلب أن يصدق فإن اليد التي لدغت من قبل تأبى دائماً أن تصدق أو تعيد الكرة .. وباقة الورد والزهور المقدمة بديباجتها الجديدة هي زاهية ولامعة .. ولكن ابليس قد يصدق في ظنه بأن داخلها غير ظاهرها .. وتخفي خناجر طعنت من قبل في الصميم .. والعهد الذي كان بيننا في الماضي فيه جولات وصولات .. وفيه الويلات والحسرات .. مما أوجد جسراً مشروخاً في العلاقة .. وصفحة مرآة فيها نقاط سوداء .. كما أوجد مواطن ألم في الوجدان .. وبالتكرار في الأسلوب تعود القلب عدم الأمان .. ومحال أن يصدق القلب صفاءً بغير كدر .. أو نقاءً بغير تعكير .. فلم يحدث في الماضي أن رقصنا في حقل غير ذات الشوكة .. ولا فرحنا من قبل بغير دموع ممزوجة .. ولا عزفنا غناءً بمعزوفة غير مشوبة بلحن الحزن .. ولا ضحكنا بانفراج في سريرة غير مصحوبة بكدر .. وقد فطمنا على ساحات فرح مقرونة بساحات ترح .. فما الذي جرى حتى يأتي هذا اليوم من جديد بمقدمات عطائية مبذولة .. ومن غير عيد في موسم .. أو صلح بعد قطيعة .. أو جولة بعد صولة .. أو اعتذار بعد ندم .. وتلك وردة في يدكم شابهت لونها الكبد الذي عانى من قبل .. وأخرى قرمزية يحس بطعناتها الوجدان .. وفي رائحة العطر الذي يملك الساحة رائحة تلك الليلة .. والقصة طويلة .. وتلك قصة تماثلها قصص .. وما زالت تلك الحلقة الفضية المنزوعة من ذلك البنان الغض يقبع في ركن الغرفة .. ولم يتجرأ أحد في تصويب أمرها .. وتلك قصتها أيضاً قصة .. أما شريط الذكريات فقد انشرخ أيضاً بفعل ذاك البنان الذي مزق اللوحة وفصل الصورتين .. ونصف الصورة ما زال يقبع في ذات الركن من المكان .. وهناك باقي رماد لرسائل أحرقت بفعل ذاك البنان .. وهناك موضع الإشارة بالوقوف عند الحد وعدم محاولة التوديع .. وأيضاً تلك كانت بإشارة من نفس البنان .. وهناك تلك الذكريات عن صفعة قوية لباب الغرفة .. فأيضاً كانت بنفس البنان .. وهناك العديد والعديد من أوزار البنان .. ثم جديدكم اليوم !! وكأن شيئاً لم يكن .. وكأن هناك فجر جديد لم يسبقه من قبل فجر !! وتلك معضلة يرفض القلب أن يتعامل معها بالصدق المطلوب .. فأراني في حيرة .. وأقول في نفسي ماذا يخطط القدر لنا اليوم من جديد .. هل قدموا بصدق النوايا أم خطوة أخرى في مسيرة الذكريات محسوبة بحساباتها الماضي ومعاناته !! .. ونحن كنا قد وضعنا كفنا فوق صفحة الكتاب وأقسمنا على التوقف .. ثم قلنا كفى للماضي فقد انتهى ومضى .. هي كانت قضية عشناها ثم كان القاضي هو الزمن الذي وجد في قرائن التجربة شهادات ثبوتية تدين .. ثم حكم .. وأقفلت القضية .. ثم مشينا في طريقنا دون أن نلتفت للوراء .. واليوم تلك صفحة جديدة لقصة قديمة .. ولكن أوراق القصة حفظت في أضابير الأرشيف .. ونحن أصحاب التجربة نسير بعيداً من ذلك الأرشيف .. مثلنا ومثل غيرنا .. وكأنها قصة لا تخصنا لا من بعيد ولا من قريب .. ونرى دمعة في جبين إحداهن .. ونتساءل مثل غيرنا من هي تلك صاحبة الدمعة !!

ـــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

[حـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ]

مهما كانت قيود الشك والحقد

شدت وثاقها ............

فلا بد انه يوجد قلب نابض بالحب

كلماتك حزينه ومؤثره, لكن اعتقها من قلبك

ومن قلمك

دمت بود