حادثة الأسكندرية

[rehoba]

حادثة الأسكندرية تحت المجهر

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:


يقول الحق سبحانه وتعالى: " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ "

تعليقاً على هذا الحادث الغاشم الأليم، والذى يستهدف أمن البلاد، وينشر الخوف والهلع بين المواطنين، ويسهم فى ترويع الآمنين بما يعد إفساداً وتخريباً فى الأرض بغير الحق؛ فإن kنتقدم بخالص العزاء لأسر وضحايا هذا الحادث المؤلم، والذى تأباه الإنسانية، ويأباه أصحاب العقول والفطر السليمة قبل أن تأباه جميع الشرائع السماوية بما فيها شريعة الإسلام السمحة.

وإننا جميعاً نوجه رسالة إلى هؤلاء أو هذا الفرد الذى قام بهذا العمل الإجرامى، وإلى كل من ساهم وأعان عليه؛ فنقول لهم أن النبى (صلى الله عليه وسلم) سوف يتبرأ منكم يوم القيامة. إنه (صلى الله عليه وسلم) برىء منكم ومما تفعلون. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا برىء من القاتل وإن كان المقتول كافرا ".

بل إنكم أيها المجرمون الآثمون ستحرمون يوم .القيامة ليس فحسب من الجنة، بل من مجرد إشتمام رائحتها كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فى الحديث الشريف: " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما ".


إن ما قمتم به من أعظم أعمال الإفساد فى الأرض، والذى تكلم عنه ربنا سبحانه وتعالى، وغلظ على فاعله؛ حيث قال: " إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ "

رسالة إلى من يزعمون أن هذا من الإسلام، وأنهم بذلك يدافعون عن الإسلام، نقول لهم أنتم كاذبون؛ فقد أبى الحق تبارك وتعالى أن يسوى بينكم، وبين المؤمنين الصادقين؛ حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: " أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ "، ومن المعلوم أن لفظة (الإيمان) إذا أطلقت فى القرآن؛ فإنها تشمل الإسلام والإيمان؛ فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول لكم : هل يعقل أن يستوى المسلمون الذين أسلموا لله تبارك وتعالى بصدق مع المفسدين فى الأرض.


ننصح أنفسنا وإياكم بتقوى الله عز وجل، ننصح أنفسنا وإياكم بالتأمل فى أخبار السابقين، وكيف كانت عاقبتهم، وكيف كان مآلهم؟، والآيات فى هذا المعنى كثيرة مستفيضة نذكر منها:

1- " ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
2- فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ "
3- " آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ حكايةً عن فرعون الذى تكبر وأفسد فى الأرض، وكيف كان مآله "
4- " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ "
5- " وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ "

وغيرها وغيرها من الآيات الكريمات.

لقد كان الإسلام –ومازال –سباقًا في محاربة الرذائل والفساد ،والمحافظة على إنسانية بني البشر، وسعى دائمًا إلى إحلال السلام في الأرض دون خنوع أو انكسار،وأتت تعاليمه معلنة القوة في غير كبر،والرقة في غير ضعف،وأمن الإسلام على دماء أبنائه ،كما أمن دماء غير المسلمين من أهل الذمة ،والمعاهدين،ولعل من يدرس الإسلام ،يجد ذلك واضحًا لأول وهلة من القراءة.

يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر مؤكداً على هذا المعنى:

اهتمت الشريعة الإسلامية بتحقيق أمن الأرض ومن عليها وما عليها، فاحتوت جملةً من التشريعات التي تبين أحكام الاعتداء على الإنسان والحيوان والبيئة، وقد جرّم الشارع الاعتداء على ذلك كله، فقال سبحانه: " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " وقال تعالى: " ولا تَعثَوا في الأرض مفسدِين " وقال جل شأنه: " ومِن الناس مَن يُعجبُك قولُه في الحياة الدنيا ويُشهد اللهَ على ما في قلبِه وهو ألَدُّ الخصامِ. وإذا تولَّى سعَى في الأرض ليُفسد فيها ويُهلك الحرثَ والنسلَ واللهُ لا يحب الفساد " وقال عزَّ مِن قائل: " ولا تطيعوا أمر المُسرِفين. الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون ".

ومما يدل على عِظَمِ جُرم الإفساد في الأرض أن الحق سبحانه جعله بمثابة محاربته ومحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الحق سبحانه لا يُحارَب ولا يُغالَب، لما هو عليه من صفات الكمال ولما وجب له من التنزيه عن الأضداد والأنداد، فإن محاربته سبحانه في الآية التالية مجازٌ عن محاربة عباده، فعبَّر بنفسه سبحانه عن عباده إكبارًا لجُرم الاعتداء عليهم. ومن الإفساد في الأرض ترويعُ الآمنين وإخافتُهم أو قتلُهم أو الاعتداءُ عليهم، مسلمين كانوا أو ذِمِّيِّين أو معاهَدِين، وقد بيَّن الحق سبحانه الجزاء الدنيويَّ والأخرويَّ الذي يستحقه كل مفسد في الأرض ـ سواء قتَل فقط، أو أخاف السبيل وروَّع الآمِنِين، أو أخَذ المال فقط، أو قتَل وأخَذ المالَ ـ وذلك في سورة المائدة فقال تعالى: "إنما جزاءُ الذين يحاربون اللهَ ورسولَه ويَسعَونَ في الأرضِ فسادًا أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطَّعَ أيديهم وأرجلُهم من خِلافٍ أو يُنفَوا من الأرضِ ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم " قال ابن عباس في تفصيل الجزاء الدنيوي للمفسدين في الأرض: إذا قتَلوا وأخَذوا المالَ قُتِلوا وصُلِبوا، وإذا قتَلوا ولم يأخذوا المال قُتِلوا ولم يُصلَبوا، وإذا أخَذوا المال ولم يَقتلوا قُطِعَت أيديهم وأرجلُهم من خِلافٍ، وإذا أخافوا السبيلَ ولم يأخذوا مالًا نُفُوا من الأرض.

والعقوبة التي قررها الشارع في هذه الآية تجب على كل مفسد في الأرض ارتكب جرمًا من الجرائم السابقة، سواء كان الذي ناله ضرر هذه الجريمة مسلمًا أو ذِمِّيًّا أو مستأمَنًا، كما هو مذهب جمهور الفقهاء، لأن الواجب توفير الأمن في دار الإسلام بالنسبة للجميع، أما المسلم فهو معصوم بالإسلام، وأما الذِّمِّيُّ فقد عصَمه عقد الذِّمَّة الذي أُبرم بينه وبين حاكم المسلمين، والذي يكون له بمقتضاه ما للمسلمين من حقوق وعليه ما عليهم من واجبات، وأما المستأمَنُ فقد أحرز دمه وماله وعرضه بمقتضى عقد الأمان الممنوح له من حاكم الدولة الإسلامية.

وقد رُوي عن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحاديثُ ثابتة في عصمة دماء غير المسلمين الذين دخلوا دار الإسلام بعقد ذمة أو أمان، وقد سبق الإشارة إلى شىء منها آنفا، وجميع هذه الأحاديث الشريفة – إن دلت على شىء -؛ فإنما تدل على عصمة دماء غير المسلمين في دولة الإسلام، فالاعتداء عليهم كالاعتداء على المسلمين، يستوجب فاعلُه العقابَ الواردَ في آية المائدة السابقة، وهو عقاب دنيويّ وأخرويّ، فمن لم يُقَمْ عليه الحدُّ في الدنيا استوجب العذاب العظيم بجُرمه في الآخرة.


والله تعالى أعلم.

منقول

[Big Brother]

جزاااااااااااكي الله خييييييييييير
ولازم يكون الناس عندها وعي للي بيحصل واللي هيحصل

[كوين ميرو]

بشكر حضرتك على التوبيك التوضيحى ده

[bouchaala19]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Big Brother جزاااااااااااكي الله خييييييييييير ولازم يكون الناس عندها وعي للي بيحصل واللي هيحصل

الناس لها وعي كبير و متفطنة و كل عمليا ت التفجيرات ليس صادرة من أناس جهلاء أو متخلفيين لا بالعكس بل من ناس مثقفة و متفهمة للوضع و مدروس بدقة و عناية كبيرة و الذي سوف يحصل هو في الغيب و لا يمكن أبدا رصد مثل هذه العمليات الانتحارية التفجيرية الا في حالة واحدة و هي خروج الاقباط و المسحيين من مصر :Sh_076: و الا سيكون الحساب عسير لا بل طويل و مضني و مجحف بالنسبة للمصريين الابرياء و المعنيين :278:
انا متأسف للذي حدث بمصر من مآسي :hayth2:
و اتمنى ان تنتشر المحبة و الألفة بيننا جميعا :120:

[rehoba]

اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة Big Brotherجزاااااااااااكي الله خييييييييييير
ولازم يكون الناس عندها وعي للي بيحصل واللي هيحصل


ميرسى لمرورك نورت الموضوع

[rehoba]

اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوين ميروبشكر حضرتك على التوبيك التوضيحى ده




جزيل الشكر لتواجد الجميل