نداء الى المرجعية الدينية

[الدكتور احمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
نداء الى المرجعية الدينية
بأسم شباب العراق الخريجين العاطلين عن العمل المتواجدين والمتواصلين عبر الانترنيت والفيس بوك والمنضّمين تحت حركات الشباب العراقي الثائرة ضد الظلم والفساد , نوجّه كلامنا الصريح وبدون مجاملة ولا لف ولا دوران , ونعتذر مسبقاً عن أي سوء او ازعاج يصدر منا , فنقول لكم يا علماءنا ويا مراجعنا :
لم نكن أغبياء ولا جهالاً ولا بهائم ولا انعاما بل جرّبنا وجرّبنا وعرفنا الصالح من الطالح , والمفسد من المصلح , والسارق من الامين , والصادق من الكاذب , وقررنا وعزمنا على هزيمة وطرد كل طالح وفاسد وسارق وكاذب وظالم , وكان الخلاص في متناول ايدينا وكان سهلاً بسيطاً خفيف المؤونة عبارة عن جرّة قلم فقط علامة (?) امام الشخص او القائمة التي اعرف بصلاحها وامانتها وصدقها وكان قرارنا وتصميمنا واصرارنا مؤيداً ومؤكداً ومدعوماً من المرجعية الدينية المباركة وكما نقلت كل الفضائيات ووسائل الاعلام ولأسابيع عديدة نقلت عنكم الحكم والفتوى والنصح والإرشاد الى عدم انتخاب من جربتموه سابقا وتبين انه فاسد وسارق وكاذب , فكان النصر والفرج والخلاص قريباً جداً جداً , ولكن مع الاسف وكل الاسف وقبيل موعد الانتخاب باسبوع او اكثر حصل مالم يكن بالحسبان ابداً , فقد انتشر طلبة الحوزة العلمية والوكلاء والمعتمدين انتشروا في كل مكان في القرى والأرياف والبراري والاهوار وفي كل المدن والمحافظات وفي كل الأوقات الصباح والمساء , وبكلام واحد وادعاء واحد وفكر واحد وتوجيه واحد وهو ان المرجعية العليا عطلت الدراسة في الحوزة وأمرت الطلبة الحوزويين والوكلاء والمعتمدين الانتشار في كل مكان وابلاغ الناس ان المرجعية العليا تأمر وتوجب وتُلزِم انتخاب القوائم الكبيرة (هذه او هذه) لان مصلحة الدين والاسلام والعراق تقتضي بانتخاب هؤلاء بالرغم من فسادهم وكذبهم وسرقاتهم , وكانت التبريرات هزيلة وفارغة وفاسدة لايصدقها أغبى الاغبياء وأجهل الجهلاء , لكننا ومع شديد الاسف والندم صدّقنا بنقلهم ولم نصدّق بتبريراتهم , أي صدقنا ان الفتوى والوجوب صدر منُكم يامراجعنا لانه لا يعقل ان يكون كل هؤلاء الآلاف من طلبة الحوزة والوكلاء والمعتمدين كلهم يتواطؤون على الكذب وهم من مناطق شتى من العراق ومن توجهات مختلفة للمرجعيات فيستحيل ان يكونوا جميعاً قد اتفقوا على الكذب صدفة وبدون أي توجيه مركزي , ولانطيل عليكم فقد صدّقنا بهم وبكم لاننا كنا متشرعين ومطيعين وعلى الأقل مطبقين للقول ((ذبها براس عالم واطلع منها سالم)) والامر والعنصر المهم الذي جعلنا نصدّق ونطبق ما وصلنا منكم هو ان كل اولئك الآلوف من طلبتكم اتفقوا على القول ((انتخبوا هؤلاء الفاسدين السراق والمرجعية ضامنة انهم لايسرقون ولا يفسدون))
وها هي الايام والشهور والسنين تجري والفساد هو الفساد بل صار الفساد اكثر والسرقات اكثر والفقر والحرمان والظلم اكثر واكثر , وحتى قضية التحذير والتخويف من البعثية التي امرتم وكلاءكم ومعتمديكم ان يعلنوا عنها في فجر يوم الانتخابات وعلى طول اليوم ومن على منابر وسماعات المساجد والتكايات والحسينيات, فحتى هذه التحذيرات والتخويفات من البعثية والصداميين المطلك والعاني وعلاوي وقائمته فحتى هذه كلها كانت وصارت هواءاً في شبك , فهاهم الفسّاد والسّراق يرتمون في أحضان المطلك وعلاوي وصاروا عصابة واحدة اتفقت على السرقة والفساد وصار حالنا الحال الذي يصفه قول (مارضى الجزة رضى بجزه وخروف), والامر الاخر المهم والخطير والمخزي جداً والعار الشنيع هو ماصدر ويصدر من المسؤولين الاميركيين , برايمر ووزير الدفاع وقائد القوات وغيرهم (والحبل على الجرار) وكلامهم بالؤثائق والمستندات مع ملاحظة ان اميركا (قوى الائتلاف أو التحالف أو القوى الصديقة) التي كنتم ولازلتم تصفونها بهذه الاوصاف وهذا ماسمعناه وقرأناه عنكم وعن وكلائكم ومعتمديكم فهذه اميركا دولة مؤسسات وفيها معارضة حقيقية فاي ادعاء كاذب لاحد الاحزاب فانه يفتح ابواب الطعن عليه من باقي الاحزاب , ومن هنا فان الكذب يكون مستبعداً , اضافة لذلك فان كل هذا الكلام والوثائق والمستندات صارت وثائق ثابتة في مؤسسات ودوائر ودراسات تلك الدول وكل الدول في العالم وصارت وثائق يرجع اليها كل باحث ودارس وقاريء متى شاء فستكون وصمة خزي وعار على المرجعية واتباعها وعلى المذهب والاسلام , واذا كان الامر بهذه الخطورة الكبرى فلماذا لاتدافعون عن انفسكم ومرجعيتكم ومذهبكم ودينكم بان تشكلوا لجنة كبرى من المحامين من مختلف بلدان العالم وتقاضون الحاكم المدني برايمر ووزير الدفاع وقائد القوات الامريكية وتثبتون كذبهم امام العالم اجمع بل اكثر من هذا فانه اذا ثبت كذبهم وثبت ان كلامهم بدون مستند وبدون دليل وبرهان فان القضاء سيغرمهم ملايين الدولارات ويمكنكم صرف هذه الغرامات والتعويضات في توفير لقمة عيش للفقراء والمحرومين ,
والكارثة الاكبر والاعظم والعار الشنيع والفضيع قضية الرشوة (200) مليون دولار التي ادّعى وزير الدفاع الامريكي انه اعطاها للمرجعية العليا من اجل كسب ولائها وجعلها مؤيدة للمخططات الامريكية وتحركاتها واحتلالها للعراق والمنطقة , وكل الناس العقلاء وكل المنصفين فهموا ان مواقف المرجعية المتميعة والمؤيدة والمباركة للاحتلال وجرائمه يرجع الى الرشوة تلك والوثائق الثابتة بخصوصها أي ان الاميركان عندهم آلاف المستمسكات على المرجعية بحيث تجعل المرجعية تحت قبضتها وتأتمر بأمرها , فهل يوجد اخطر من هذا الأمر الذي صار وثيقة في الكتب والمؤسسات العسكرية والبحثية والجامعية في اميركا واوربا وكل العالم , فاذا كان الكلام والرشوة غير صحيحة فلماذا لا تشكلون لجنة كبرى من المحامين العالميين وتثبتون ان المرجعية بريئة من تلك التهم والافتراءات وحسب فهمنا من اهل القانون تبين ان القضاء ان حكم بتعويضات وغرامات فان هذا سيشمل الحكومة الاميركية نفسها باعتبار ان المدّعين موظفين ووزراء عندها وانها سكتت على تصريحاتهم وكتاباتهم ولم تنفها , وعليه ستكون التعويضات مليارات الدولارات , فاين انتم يامراجع الدين فها هي التهمة تتلبس بكم وتلبسكم وانتم سكوت وتثبتون وتلصقون هذه التهم بكم ,
والآن نقول لكم يامراجعنا نرجوكم نرجوكم اسحبوا انفسكم ولا تتدخلوا في السياسة فقد تدخلتم وفشلتم بل جعلتم الامور تصل الى القتال والاحتراب والاحتقان الطائفي اضافة الى استحكام الفساد والفقر المطبق في اغنى بلدان العالم , واذا كانت الامور ليست بايديكم وانكم مغلوب على امركم فاعتزلوا الساحة نهائيا بدلاً من ان تتحّملوا كل الوزر والتبعات في الدنيا والاخرة من عار الدنيا ونار الآخرة
وهذه الايام العصيبة التي تمر على شعب العراق وبعد ان قرر شباب العراق واحراره الثورة ضد الظلم والفساد وبعد ان خرجت المظاهرات في كل مدن العراق وبعد ان تبين الزيف والمكر والخداع الاميركي في التعتيم على اخبار التظاهرات وبعد ان صار التعتيم والتحريف هو السمة السائدة لفضائيات العملاء والمستكبرين الظلّام , فماذا سيكون موقف المرجعية الدينية من ثورة الجياع المحرومين وهل ستكرر نفس المأساة ؟!!
خرجين عاطلين عن العمل من شباب الناصرية