المكالمه الاخيره

[سندس1]

( الجريمة الكاملة ... ليست بالضرورة مقنعة ... )
كان كلما حاول أن يفكر مجدداً ... ظهر فى مخيلته صورته من جديد ...
حاول بقدر الإمكان أن يشتت تفكيره فى شئ آخر ...
انتفض جسده عند سماع جرس الهاتف بجانبه ...
نظر له فى ضيق ... ورفع السماعة فى عصبية ...
ـ ( من المتحدث ... ؟ ) .
ـ ( أنا أعلم ... ) .
اختلت ضربات قلبه دفعة واحدة ...
وشعر أن الدنيا تدور به ...
ولثوان معددوة ظل يحاول التركيز من جديد ...
كيف عرف من عرف ؟ ...
ـ ( من أنت ... ؟ )
بادره أولاً بالسؤال ...
ـ ( وهل تظن أن الأسماء تفيد فى مثل هذه المواقف ؟ ... ربما سمير ... يمكن أن أكون فتحى مثلاً ... لا فرق يا عزيزى ... لا فرق ... )
ـ ( إذا من المفترض أنك سمير أو فتحى تعرف ما تتحدث عنه بالتحديد ... ؟ )
ـ ( ربما ... ولكنك تعرف بالتأكيد ... )
زاد دوار رأسه من جديد ... لقد كان غريمه واثقاً من نبراته ... مستحيل ... لم يراه أحد قط ... يكاد يقسم للرجل فى الهاتف ولكن ... بالتأكيد هى محاولة ناجحة إلى الآن ...
ابتلع ريقه فى صعوبة ...
ـ ( اسمع يا رجل ... أنا لست أملك وقتاً لمثل هذه الترهات ... إذا كان لديك شيئاً لتقوله فلتقله الآن وبسرعة شديدة ... لأننى على وشك إغلاق سماعة الهاتف ... )
ـ ( مهلاً ... لسوف تندم ندماً شديداً إذا لم تسمعنى بهدوء ... تمالك أعصابك ... أنا لست ضدك ... لا أريد منك شيئاً ... ولكنى لك أنصح ... )
ـ ( لا أعرف ما الذى تتحدث عنه بالتحديد ... )
ـ ( كل ما أريده منك أن تغادر فى الحال ... ولكن بعد أن تستمع إلّى ... اتفقنا ؟ )
لقد كانت مؤشراته الحيوية مضطربة ... لا يستطيع التفكير بتأنى ... لقد كان الموقف رهيباً ... بل مستحيلاً ...
أخذ نفساً عميقاً ... نفثه فى هدوء شديد ...
ـ ( فتكمل ما بدأت يا رجل ... ولكن احذر من الخروج عن الموضوع الرئيسى ... )
ـ ( لست فى موقف يسمح لك باستعراض قوة شخصيتك وسيطرتك على الآخرين ... )
ـ ( ألم أقل لك ألا تـ ... )
ـ ( لقد ارتكبت خطأً فادحاً ... لقد تركت دليل على إدانتك ... دليل يشير إليك بوضوح الشمس ... )
ارتفع الدم إلى رأسه دفعة واحدة ... وشعر أنه سوف يعترف بجريمته الكاملة ... ولكنه حاول تذكر الأحداث ببطء ...
السكين ... أسفل العنق ... دماء كثيرة ... تنظيف السكين فى المعطف ... البصمات ... الـ ... المحفظة ...
تذكر الآن ...
ـ ( ولكن ... كيف تعرف ما تعرف ؟ )
ـ ( هذا سرى الخاص ... أما أنت فتحمل تفسيراً لى ... )
ـ ( تفسير ... ؟ من أى نوع ؟ ... )
ـ ( أعتقد أنك لا تملك من الوقت لتفسر لى سبب قتلك لـ حسين الدهشورى ... تاجر البودرة ... )
وبعد أن انتهت كلمات غريمه تبعها طرق عنيف على باب شقته ...
فارتجف ... وسقطت سماعة الهاتف من يده ...
ثم سمع صوت تهشم الباب ...
لقد سقط ...
سقط فى قبضة العدالة ... سوف يشنقوه ...
هذه هى نهايته ...
ولكن ...
مد يده فى بطء إلى أسفل مقعده ... تناول شيئاً ما ...
جلس على المقعد ... ابتسم فى ذبول ... كان يرى الموت قادماً نحوه الآن ...
ـ ( هيا ... لقد عرفوا كل شيء ... )
حينما سمع عم رجب البواب صوت الطلقة آتياً من غرفة المكتب ... برزت عينيه فى رعب ...
لقد كان يحاول تفادى تهشيم الباب لعلمه ألا يوجد أحد يعيش هنا ... لقد سمع صوت أقدام بعد منتصف الليل ... كان يعرف أن اللصوص تحاول سرقة هذه الشقة بالتحديد ... لعلمهم أن صاحبها يعمل فى السياحة ... ويمتلك تحفاً أثرية ... ويسافر باستمرار ...
وكانت المفاجأة الكبرى ... عندما رأى المكان ...
دماء ... رائحة البارود ... شخص ملقى على وجهه وسط بركة من الدماء ... تحول المكتب إلى اللون الأحمر ... لقد كان هو ... تاجر الأثريات ... صاحب الشقة ...
فى صباح اليوم التالى ... كتبت الصحف عن الحادثتين الغريبتين ...
جريدة ( .... ) : مقتل تاجر مخدرات فى أحد ملاهى شارع ( .... ) بسكين أسفل عنقه ... الشرطة عثرت على متعلقات أحد المشتبهين فى مقتله ...
جريدة ( .... ) : العثور على جثة أحد تجار الآثار منتحراً بطلق نارى أسفل العنق ... وجد المسئولين عن التحقيق فى الجريمة أن الميت له علاقة مباشرة بحادثة قتل أخرى ... وجارى الكشف عن باقى الأحداث ...
تمت بحمد الله

[سعود2010]

شكرا لك سندس

استمتعت بها