قد تحمل شيئا من النقص ولكن تحمل فيها من الراحة نصيبا أكبر

[۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩]

سمعت صفعتي للباب من خلفي .. أكمل سيري لأقف أمام المرآة ..


ما هذا الذي أصاب ملامح وجهي.. ما هذا الاحمرار وما هذا البلل الذي يرطب وجنتي ..


ما بالي قُلبت رأسا على عقب.. أهو من هول ما حدث أم أنني أزيد الأمر عظما


لحضه ذهول بها يرن بأذني صوتهم وهم يقولون الدموع ليست للرجال..


وهنا يزيد نزف عيناي بدموعي الحارة بدموعي الغزيرة


ولكنني أطالبها بأن تقف..نعم تقف .. وإن كنت في أمس الحاجة لها..


ولكن كأنني لم أحدثها مازالت تنهمر وبكثرة .. لم تستجب لطلبي على الرغم من أنني رجل والدموع ليست لي !!


استوقفتني عيناي بدمعها الحار وبصفعة قولها : أنت بحاجةً لي وإن كنت رجالا


أكسر هذا الهمس وأتغاضاه ؛ لأن غروري ورجولتي لن تسمح للدمع أن ينهمر


ولكنني هويت على السرير كالجثة الهامدة لأبلل فراشي بدموعي.. فجأة وقبل أن أكمل البرهة جلست معتدلا..!


لأخفي هذه الدموع لأخفي وجودها لأمسحها وكأني أحُك شيئا صلبا يمتنع عن الزوال


هنا وجنتاي وعيناي ويداي يطلبون الرفق.. ولكن أنا رجل ودمعي مذلة


يكتمون صوتي بالألم الذي سببته لهم .. وكأنهم يقولون لي : الدمع أهون من هذه القسوة المؤلمة وهذا الشعور القاهر


-


كأن نفسي وروحي وأعضائي ليست ملكي في ذلك الحين .. وكأنهما انشطرا.. نفسي لشطر وجسدي لشطرا آخر


نفسي تطلب الموافقة على قولهم : الدموع ليست للرجال


أما جسدي يطلب الراحة بسكب الدموع لأنزف معها تلك الحرقة ..


لآ أعلم لمن أصغي


تارةً أكون مع نفسي و أصمت.. وتارةً أصب دمعي كالسيل من حر ما أوجس

أنت رجل أنت رجل رجل رجل .. قالتها نفسي مطلباً السير على المعروف


ليقطع حديثها جسدي بقوله أنت إنسان بإحساس قبل أنت تكون رجلا


هنا قبلت قوله بصمت لساني وحديث دمعي اللامنتهي .. ولكني أعود لأشكره لتحمله حرارة الدمع وزفرت النفس وشهقاتها


كنت ومازلت أرى في انهمار الدموع شيئا من النقص والعيب ولكن إن كانت ستنهمر بوجودي أنا وحدي


فأنا راضاً بها لأني أرى فيها راحةً كبيره .. تلك الراحة جستها بسجدتين لمن أمرهما بالنزول
لتكون حقاً راحةً للنفس وللجسد ..


اخوكم سيد الشرقاوي
عاشق هدوء الليل

[ساحر الأحزان]

كلماتك تعبر عن احساس وواقع

نعيشة ونحسة

دمت مميزا

تحياتى