دردشة....Chat

[shimo enigmatic]

اعتاد أشرف وصديقه أن يذهبا الي نادي الانترنت في نهاية الشارع في كل يوم لعبه (كاونتر سترايك) الشهيره... في هذه اللعبه يشترك عدد من اللاعبين في نادي الانترنت ونغيب عن العالم بضع ساعات.... في زيارتهما الاولي لهذا النادي لم يخطر ببالهما أن اللعبه ادمانيه الي هذا الحد .... حتي عندما رأيا ذلك الفتي الذي غلفه نسيج العنكبوت وافتي الذي تحول الي هيكل عظمي ممسكا بعصا التحكم هنا استرعي انتباههم هؤلاء الشباب الذين يجلس كل منهم أمام شاشه مقسومه الي نصفين وهناك صوره فتاه حسناء تجلس الواحده منهن امام الشاشة لكن هناك الف عين فضوليه تختلس النظر الي ما تكتبه...

عرف اشرف وعادل ان هذا هو التشات أو الشات كما يطلق عليه البعض..... الدردشه الالكترونية .. تعطي لنفسك اسما زائفا ثم تجلس أمام برنامج الدردشة وتبحث عن شخص تريد الكلام معه وتمر ساعات طويلة وانت علي هذا الوضع....

وهكذا قرر الصبيان أن هذه لعبه مسليه اكثر من (كاونتر سترايك) وسرعان ما جلس كل منهما امام شاشة وبدأ يبحث عن اسم يتحدث معه... قرر أشرف أن يطلق علي نفسه اسم (العاشق الحزين) ... وجد فتاه اسمها (المعذبة) فطلب ان يتكلم معها....

- " انا العاشق الحزين.. مهندس في الاربعين ومقيم في كندا....."
طبعا اشرف طالب في الصف الثاني الاعدادي وهو من "بولاق" في مصر...

- " وانا المعذبة .. فتاه رقيقه زرقاء العينين في العشرين من مصر وبما أنني معذبة فأنا لا أكف عن البكاء.."
وهكذا ولدت صداقه حميمه بين الاثنين وتحولت في نصف ساعه الي قصه قصه حب... المهندس الحزين الذي الذي لم يلق قصه حب حياته وجدها أخيرا... وهي التي لم تلق رجلا صادقا حتي اليوم وجدته الان....

" هات عنيك تسرح في دنيتهم عنيا"
"الموج الازرق في عينيك يناديني حتي الاعمق" مع ملاحظه الاخطاء الاملائية....

هنا مال عادي علي اشرف يخبره ان موعد درس العلوم قد جاء فانتفض أشرف مذعورا وكتب للفتاة:
-" اسف .. هناك اجتماع لمجلس الاداره مع الخبراء اليابانيين حالا.... يجب أن اتركك يا أغلي الناس"

هنا كتبت الفتاة:
-" اما انا فقد جاء موعد بكائي اليومي,, لاتنسني يا اعز الناس واذكرني عندما يكتمل قرص القمر وعندما يرحل الخبراء اليابانيون"

أغلق الصبيان جهازي الكمبيوتر ودفعا الاجره ثم غادرا المكان وهما يوشكان علي الموت ضحكا...هذ لعبه مسليه أكثر من اي لعبه في حياتهما قال اشرف لصاحبه وعيناه دامعتان من كثرة الضحك..
- وجدت فتااه حمقاء... اقنعتها انني مهندس ثري في الاربعين اقيم في كندا وانني لم اتزوج لانني لم اجد فتاه تفهمني سواها!"

قال عادل وهو يمسك ببطنه التي آلمته من الضحك:
-" اما انا فقد خدعت رجلا ابله. زعمت أنني فتاه مرهفه الحس زرقاء العينين لاتكف عن قراءه الشعر والبكاء... فتاه لم تجد قط رجلا يفهمها او يصدق معها..."

وانفجر الصبيان من الضحك وللحظه خطر لاشرف ان ما يقوله عادل يبدو مألوفا الي حد كبير ثم نسي الامر كله... المهم أنه سيكون هنا غدا لينعم بالكلام مع تلك الفتاه الرقيقه الحزينة....

قال اشرف وهو يشير لرأسه في ذكاء:
- " من السهل أن تخدع اي واحد علي شبكه الانترنت لانك لا تضمن ايه معلومه تقال من اي نوع..."
قال عادل
- " لكننا ذكيان ومن الصعب أن ييخدعنا احد....."
- "أحسنت القول...لا تنس موعدنا غدا لنواصل المرح !!!!!!!"

منقول
من كتاب زغازيغ...د/ أحمد خالد توفيق