وجهاً لوجه { عندما يسكر الرجال }

[مشمش]

عندما يسكر الرجال ... يبكون كالنساء أو أشد .

عندما يبكي الرجل تنكشف الحقيقة ...
الحقيقة القصة التي يحيا وينتقل بها ,
أشد وخزاً من الإبر في حلقه , أشد عنادا من الجبل قبل أن ينهار ...
عندما يسكر الرجل نعم يبكي بحرقة على نفسه الضائعة

في وجوه الغير ... أو ربما على كرامته التي تحكمها يد متسلطة ...
أوعلى ما مضى من عمره في أحضان المرأة الشيطان ...
ضيعته ولا يقدر على شيء .

عندما يبكي الرجل يكون قد ثمل من المعاناة ... قد سكر من شدة الوخز ...
قد فضل أن يسكر ويبكي

" ويفضفض " على طريقته ... الوحيدة ... ودون قيود ...

عندما يسكر الرجال ... تزال كل الشكليات وتنهار المناصب والكراسي ,
والتجمعات والتيجان

القوة والوهن والشخصية المهيمنة على شيء ...
ينكشف ذلك القناع وتظهر الشوائب وربما الشذوذ

فينتقل من مراحل الرجولة الطبيعية .. بكل ما يخطر ببالك في شخصيات
أو نفسيات تتولى يقلدها يمثلها ... لكن بألم بوجوع المربوط
بخيط شفاف ويعتقد أنه يطير ... وبصدقه البعض أحياناً .

نعم عندما يسكر الرجال تبدأ كل الحقائق بالنجلي
الأخلاق والذكريات الآلام والأحلام

وحتى لحظات الطفولة تنكسر كل القيود ويظهر ذلك الإنسان الغريب
حنوناً أو وحشاً أو طفلاً

غبياً أو حتى حملاً وديعاً لا يرغب سوى بالحنان والأمان ...

نعم عندما يسكر الرجال تعم الفوضى وقد ينقلب الوحش حملاً ...
والحمل الوديع ذئباً ضارياً

إنها الحقيقة المزدوجة في عواطف الرجل في المجتمع
المحافظ حقائق الرغبات والآمال المحددة

حسب قوانين المسموح ... الثوب المفصل الذي عليه أن يرتديه
رغماً عنه وأيا كانت الازدواجية

في المنطق التربوي عند الأهل عند الآاء والأمهات , عند المجتمع
أحياناً تجد رجالاً مطفئين لا يحملون ذلك الضوء الحقيقي
الذي بشعرك بذاتك المستقلة وحرية اختيار مصيرك كإنسان مختلف

تملك صفات عقلية وحتى عواطف مختلفة .

لذلك عزيزي ... يسكر الرجال ... ولذلك أيضاً نصدم بالشخصيات
المحيطة بنا لكن علينا كأفراد ,

نحمل مسمى الإنسانية أن نتعامل بعقلانية محايدة مع هؤلاء فالعاطفة
هي جل ما يتمنى المرء

فلتكونوا عطوفين متصالحين مع كل من حولكم .