أدب كل يوم فى رجب(متجدد)

[الموحده]

قال ابن المبارك رحمه الله: "تعلمنا الأدب ثلاثين عاماً، وتعلمنا العلم عشرين"،
وقال ابن سرين: "كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلم" ..
وروى ابن المبارك عن ابن الحسن قال: "نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من حديث"
وجاء في السير للذهبي عن عبد الله بن وهب قال: ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
ولقد كان أئمة السلف يوجهون طلابهم إلى تعلم الأدب قبل الخوض في غوالي العلم والخلاف
، فهذا إمام دار الهجرة يقول لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم.
وقد كان مشايخنا يعلموننا الأدب مع العلماء، حتى في طريقة السؤال
فتعلمنا الأدب والعلم معا
ومع هذا ما يزال ينقصنا الكثير من الأدب والأخلاق

أسأل الله أن يزرقنا الأدب وحسن الخلق.




للشيخ هانى حلمى حفظه الله


الأدب الأول

[الموحده]

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أما بعد ...

ففي إطار حملة كونوا ربانيين نتدارس آداب مهجورة
وقد قيل : للإيمان خمسة حصون : اليقين . ثم الإخلاص ، ثم أداء الفرائض
، ثم أداء السنن ، ثم حفظ الآداب ، فما دام العبد يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشيطان لا يطمع فيه
. فإذا ترك الآداب طمع الشيطان في السنن ، ثم في الفرائض ، ثم في الإخلاص ، ثم في اليقين والله أعلم .
لذلك كان أمر مدارسة الأدب كل يوم في رجب ،
وسأذكر موقفا تبين هذا الخلق أو الأدب الرفيع ثم أعلق عليه لعلنا نتعاون على تحقيق هذه المكارم .

الأدب الثالث : التواضع
عن أبي عبيدة قال : كان المهدي ( خليفة المسلمين في هذا الوقت ) يصلي بنا الصلوات الخمس في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها فأقيمت الصلاة يوما فقال أعرابي : لست على طهر و قد رغبت في الصلاة خلفك فأمر هؤلاء بانتظاري .
فقال : انتظروه و دخل المحراب فوقف إلى أن قيل : قد جاء الرجل فكبر فعجب الناس من سماحة أخلاقه
هل ترى أنك أفضل من أي مسلم ؟؟؟؟
حين تقول :هو خير مني ، لا أنا خير منه فقد فهمت من أنت

[الموحده]

الأدب الرابع : يتأدبون فيخافون ربهم

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أما بعد ..

فقد جاء في كتاب " مناقب أبي حنيفة " للإمام الموفق بن أحمد المكي :

قال مسعر : كنت أمشي مع أبي حنيفة فوطئ على رِجل صبي لم يره

فقال الصبي لأبي حنيفة : يا شيخ ألا تخاف القصاص يوم القيامة ؟

فغُشي على أبي حنيفة فأقمت عليه حتى أفاق

فقلت له : يا أبا حنيفة ما أشد ما أخذ بقلبك قول هذا الصبي

فقال : أخاف أنه لُقن ( أي بصره الله بالأمر فأجرى الحق على لسانه )

أحبتي ..

هل منكم من يخاف يوم الحساب حقًا؟

هل منكم من يخشى القصاص بغيبته لفلان أو نميمته أو خوضه في الباطل أو استطالته في عرض فلان؟

هل منكم من يخاف عاقبة تعديه وظلمه ؟

تعالوا نتأدب مع ربنا فنخاف القصاص يوم الحساب .

تابعو معنا

شعب الإيمان في شعبان

[الموحده]

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أما بعد ..

فحديث لو تأدبنا به لكان في الناس حال مختلف ،لرأينا التزامًا حقيقيا وليس كما نرى

قال صلى الله عليه وسلم : " ومن رمى مسلمًا بشيء ( أي قذفه بشيء من العيوب ) يريد شينه به ( أي ليعيبه بذلك ) حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " [ رواه أبو داود وحسنه الألباني ]

قال محمد بن سيرين : كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس .

قال بعض الحكماء: عاب رجل رجلا عند بعض أهل العلم فقال له : قد استدللت على كثرة عيوبك بما تكثر من عيوب الناس ، لأن الطالب للعيوب ، إنما يطلبها بقدر ما فيه منها.

يا أحبتي ..

أدب اليوم : الانشغال بعيب النفس ، وترك الحديث عن عيوب الناس .

قيل للربيع بن خثيم : ما نراك تعيب أحدًا ولا تذمه .

فقال : ما أنا براضِ عن نفسي فأتفرغ من ذنبي إلى حديث الناس .

بالله عليك : ررد في نفسك ، لا أريد أن أفقد حسنة في زمن تعز فيه الحسنات ، فكفاني عيبي وإلى الله المشتكى .

وكتبه

هاني حلمي

19 رجب 1432 هـ