كلكم برازيل وخلاص !!

[ღ Gի๐sτ ღ]

كلكم برازيل خلاص!

2011/06/16 10:35

كتب : انور الوراقى

فى غفلة من الزمن أصبحت كل الفرق المصرية غير معرضة للهزيمة، وكأنها كلها برازيل العصر والأوان، فمن المستحيل أن يخسر الزمالك مباراة إلا بمؤامرة من المنظومة الكروية ومؤسسة الأهرام، والإسماعيلى لا يخسر إلا بالتحكيم أو بمؤامرة أهلاوية، والاتحاد يخلى الأرض تزلزل وتولع بجاز وسخ علشان ماينزلش درجة تانية!
فجأة أصبحت كل الفرق المصرية برازيل، لا تعرف إلا الفوز بكأس العالم وقد تتواضع قليلاً وتفوز بكوبا أميركا، أو اليورو، إنما تتغلب وتخسر ماتش أو بطولة أو تنزل درجة تانية؟ لا، هذا شىء لا يحدث إلا فى الخيال أو الخبال أو بحدوث مؤامرة حقيرة مدبرة بعناية ضد هذا الفريق أو ذاك!
الزمالك خرج من دور 32 لدورى أبطال إفريقيا بفضيحة، لا لأنه فريق فشل فى تحقيق نتيجة إيجابية خارج أرضه، وشرب بالأربعة بفضل مدرب لا يجيد قراءة الملعب أو خوض المباريات الصعبة، وعجز عن التعويض على أرضه لتحدث موقعة الجلابية المهببة بنيلة، والتى لم يعاقب مجرم واحد من اللذين شاركوا فيها، لتتكرر من جديد فى الإسكندرية!
فالزمالك لم يخرج من إفريقيا لأنه فريق عاجز أو فاشل، كما يؤكد دائماً (إبراهيم حسن) قائد كتائب العصبية والتعصب والتحزب فى مصر، وإنما صيف بدرى بدرى من البطولة لأن المؤامرات تكالبت عليه كالعادة فكان لابد لجماهيره من الاعتداء على الشرطة والضيوف والحكام، وسط محاولات يائسة من التوأم الذى أشعل النار فى الأصل لإطفاءها بعد أن طالت الجميع!
ولأن الإسماعيلى يؤمن تماماً بنفس النظرية، فقد رفض الخسارة المستحقة من طلائع الجيش، وقام بعض المجرمين من جماهيره بتحطيم ملعب جهاز الرياضة العسكرى، رغم نجاة فريقهم من خسارة فادحة لفشلهم فى لعب الكرة لمدة دقيقتين متواصلتين خلال اللقاء الذى خسروه بهدف مع الرأفة، ليفاجأ الجميع بعدها بإلقاء اللوم على الحكام واتحاد الكرة ومافيش مانع الأهلى كمان، ويمكن الزمالك رغم العشق التاريخى والزواج الروحانى بينهما، وكأنهم صدقوا بدعة البرازيل الحقيقية وأنهم فعلاً سامبا الكرة التى لا تقهر!
وتدخل الكبار وأعضاء المجالس المنحلة والمستقبلية للوساطة بحثاً عن دور بطولة فى إخراج المجرمين والبلطجية من السجون كالعادة، ليعيثوا فى الملاعب فساداً بعد ذلك وبكرة نشوف للمرَّة المليون!
وكان من الطبيعى جداً أن تظهر موقعة الإسكندرية من جديد، وبحذافير لا تختلف كثيراً، بالاندفاع داخل الملعب من جانب شاب عبيط تخيل أنه يقوم بموقف بطولى، وزاد الطين بلة بلاهة لاعبى الاتحاد وعلى رأسهم كابتن الفريق، الذين حاولوا الدفاع عنه ضد ضابط الشرطة لمجرد أنه أمسك به، ليشعلوا المدرجات بكل غباء!
المباراة كان يديرها طاقم تحكيم نمساوى لم يسمع قط عن شىء اسمه الاتحاد ولا يؤمن بأن هذا الفريق المهدد بالهبوط والذى يستحق الهبوط سيد البلد فعلاً، فقد حضر ليدير مباراة كرة وينصرف، وليس ذنبه أن الفريق منهار ولبس جول ثانى فى الدقيقة الأخيرة وسيفشل فى تعويضه، ليعود لبلاده بتذكار عبارة عن غرزتين فى راس مساعد الحكم بدلاً من أن يعود بتمثال من خان الخليلى أو حتى بدلة رقص من حارة اليهود!
وتحولت أرض الملعب لمعركة تم الاعتداء فيها على رجال الأمن كالعادة، فهذا هو عز البطولة والرجولة فى بلدنا حالياً، اضرب الأمن وأنت تعلم أنه لن يرد خاصةً فى مواجهة عشرات الكاميرات والأضواء، ثم يكشف أحد المجرمين عن نيته الحقيقية قائلاً فى وجه الكاميرا: مكنش المفروض الدورى يكمل أصلاً!
يعنى الحكاية متعمدة لإفساد المباراة والدورى بأكمله ولا يهبط أى فريق وأولها ننوس البلد الخاسر من طوب الأرض، ولو كان فالح أوى وبرازيل زى ما بيصوروا لأفلح فى البقاء بدون هذه الحركات القارعة المفتوحة بموس أو مشجوجة بعصاية!
طبعاً الكل اقتنع أنه البرازيل التى يجب ألا تهبط للمظاليم، لذلك أصبح الهبوط كارثة، فيكفى أن يتفشخر إعلامى غبى ويبربش بعينيه ويهدج صوته بتمثيل متخلف وهو يقول بكل غباوة: أنا لا أتخيل الدورى بدون الإسماعيلى، أو لا أتخيل الدورى بدون الاتحاد.. وهذا هو أول وأهم عوامل تتخين الدماغ للجماهير!
ما يولع اللى ينزل، يعنى إيه لا تتخيل الدورى بدون فلان ولا علان، أومال اسمه دورى ليه وفيه هبوط وصعود؟ ما يغور فى ستين داهية الفريق اللى مش عارف يحافظ على بقاءه وسط الفرق المحترمة باللعب والفوز بنزاهة، وبالحكام الأجانب وليس المصريين، فأين الحجة؟! بلاش أقول أنا دوروا عليها يا فاشلين!
إعلاميون أغبياء، ومسئولين متخلفين سيتسابقوا لإخراج أى مجرم قد يكون قد تم القبض عليه فى موقعة مؤسفة مثل هذه، ووسط رياضى يقرف لا ينفعه عشرين ثورة، وإنما يحتاج لقنبلة ديتول مخلوط بفنيك ومية نار لعل وعسى!

المقالة المنشورة تعبر فقط عن رأي كاتبها ... ولا تعبر بالضروره عن رأي الموقع