..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : SiLver Spectra - مشاركات : 2 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مــريــم - مشاركات : 10 -
أمل
الكاتـب : د/ عبد الله - مشاركات : 5 -
حقائق لن يخبرك عنها احد ...يمكنك نشرها
الكاتـب : out off box - آخر مشاركة : أمير عسكر - مشاركات : 3 -
خطيئتي الكبرى .. قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - آخر مشاركة : أمير عسكر - مشاركات : 4 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع مـريم
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 4 -
تفرق معاه
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 7 -
بنفهم متأخر
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع الملـكله كيلوباترا
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : واد حبيب - مشاركات : 2 -
الـيوم لك وغـدا عليك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 5 -
يعز عليا
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع حـياه
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : د/ عبد الله - مشاركات : 2 -

الإهداءات


رواية الرجل المشرقي

قصص - روايات - حكايات ...منقولة


1معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /03-31-2015, 07:04 PM   #91

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

« السيدة فوزية »
**
كانت هذه المواقف قبل أن يتجاوز الحادية عشر من عمره بقليل ، وهو مازال تلميذ الإبتدائي في بداية الصف السادس وفق نظام التعليم الإلزامي وقتذاك ، يتذكر تماما ما قيل وما جرى كأنه حدث البارحة ، ولعل السيدة " فوزية " لعبت الدور الأعظم في حياته المستقبلية كرجل ، فقد صارت هي المرأة النموذجية والمثال الذي يبحث عنه بين النساء مع بعض التعديلات التي أخذت من النماذج الأوروبية .
السيدة " فوزية " كانت امرأة جميلة حقا فهي في منتصف عقدها الثالث ، امرأة مفعمة بإنوثة صارخة ، تشدك إليها تجذبك .. تحسن دور المرة اللعوب ؛ كستنائية الشعر ، حين تتحرك وقوفا أو جلوساً تتمايل الخصلات فوق الجبين وخلف الظهر .. يغرق الفتى اليافع بين حركات وحركات وهمسات وإنحناءات .. تمتلك مساحات شاسعة يرتاح الرجل المتعب على حريرها .. مناطق خُلط فيها العسل الأبيض النقي بالحليب الطازج مع حبات الفرولة الطازجة ، إذا مرت أمامك ينتشر في المكان حولها عبق عطر لم يشمه إنسان من قبل ، لديها رقة الأم الحنون الرؤوم فيقترب -رفيقي- منها كــ عادته ـ فهو مازال الصبي الصغير المدلل ـ وهي تأتي كأنها أتت له وحده ـ المسألة القديمة وعقدته المستقبلية فهو دائما يريد أن يكون مركز الدائرة ووسطها ـ وتفتعل مواقف أنثوية معه كأنها دبرت في ليل دامس دون أن يدري ، فهو الابن الوحيد الشبه مدلل بل بحق المدلل ، أو كما يقولون " ابن أمه " „Muttersoehnchen“ .
تربى بين أحضان جدته لأبيه ، فـ راعته حق الرعاية ودللته كثيرا بجوار أمه فكان كــ
" حبيس المرأتين " ،
لم يسمح له أن يلعب مع أترابه كرة القدم كما هو معتاد في شوارع الإسكندرية وحواريها ، فـ كره كرة القدم والسلة والطائرة وأتجه لرياضة كمال الأجسام ولعبه الجودو ، وهي رياضة مناسبة للدور الذي لعبه من جدته أو أمه ، وبالتالي مع من يأتي بعدهما في الطريق ، وكان لخوف أمه عليه من الهواء والغبار لا يتحرك إلا بـ نظام فـ لا بد أن يسير بـ حذاء ملمع ومدهون بـ الورنيش في الطريق العام ـ كـ حذاء أبيه والذي كانت تلمعه أمه في الصباح قبل أن يغادر ابوه المنزل في طريقه إلى المحكمة وبعد الغذاء حين يذهب لـ مكتبه ـ ، والمرة الوحيدة التي خرج فيه عن النظام ونزل حافي القدمين إلى الشارع ليلعب مع ابناء عمته جرح جرحاً عميقاً في قدمه من جراء زجاجة " كوكا كولا " مكسورة لم يرها وذهب إلى المستشفى وخيط الطبيب الجراح جرحه بـ ست غرس ومكث في الفراش ، وبهذا دللت أمه على صحة دعواها بالحادثة هذه طوال عمره الطفولي ـ وعمره الطفولي لن ينقضي ابدأ ، كما صرحت السيدة -على مسمعه- بذلك ظلا له من ظلاله الكثيرة -فهو رجل لا يسير في الطريق إلا وبجواره ظله : أنثى- السيدة „Christina“ السالزبورجية ، كما كان يناديها أو يكتب اسمها حين كان يراسلها بالخطابات وصحة اسمها هكذا „Christine“- ، وتمام اسمها كرتسينا ماريا فكان يراسلها بـ "CHM"....
وكان لابد أن يغسل يديه قبل تناول الطعام ... بل لابد من الاستحمام يومًيا صباح مساء.. ولابد من كذا ولابد من .... ولابد .... قائمة طويلة من النظام والروتين .
**







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-26-2015, 11:08 AM   #92

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

..... الأصل في الفتى المدلل؛ أو كما يسميه البعض في البلدان العربية ؛ ذات الرجولة الشامخة :" ابن أمه " أن يكون كما قال ذات مرة صاحب الكريزما الخارقة "ناصر العروبة" يصف الرئيس الأمريكي بأنه ؛ وبلهجة مصرية غير فصحى :" ده واد خِرْعْ "؛ واحتار مترجم الخطاب كيف يصف هذا التعبير المصري المتغلغل في أعماق المجتمع المصري بلهجة محلية ؛ فكان الخوف أن يكون ابن أمه .... واد " خرع " في مجتمع ذكوري حتى النخاع؛ وهذا خاصة في مدينة الثغر الإسكندرية....المطلة على البحيرة المتوسطية .... المفاجأة ... أن هذا .. " ابن أمه " أظهر علامات رجولة مبكرة نسبياً عن أقرانه.
فبدء دون توجيه مباشر من أحد يطبق دوره المعتاد مع جدته أو أمه أو عمته .. يطبقه مع الآخريات.... فكان أول محاولة له لإثبات رجولته أو فحولته أو قدرته على إظهار أنه رجل ما زال يلبس بنطلون بدلة قصير تظهر منه ركبته .. أن مارس دور طبيب مولد مع بنت جارة خالته.... وهذه كانت فضيحة بجلاجل ... وهنا سكت عن التعبير أو الإفصاح .. ولكنه -رفيقي- كان دائماً يرددها على مسمعي في جلساتنا الليلة الطويلة إثناء المذاكرة على أنه من يومه : " راجل " في الشرق ؛ أما حين أتى إلى الغرب فهو الرجل المشرقي بكامل هندامه وعطره وحسن لياقته وجميل كلامه؛ خاصة مع المرأة التي تروق له سواء كنت غربية شقراء أو غربية ذات شعور كستنائية ... كـــ فوزية الموديل الأول في صباه إن لم نقل في طفولته.
(يُتْبَعُ)







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-16-2015, 03:56 PM   #93

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

(يُتْبَعُ)







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-16-2015, 04:08 PM   #94

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

**
« حبيس المرأتين »
أنتبه أبوه لما ألم بابنه الوحيد بميل للتواجد بين النساء وكأنه منهن وفق نظرة أبيه لما يجري أمامه، ولاحظ ما يسير عليه من نظام وتقاليد، وخشى أن يلحق بكتيبة المخنثين ـ فالأبن الوحيد لأبيه الحي لن يدخل الجيش المصري لأداء الخدمة العسكرية، فهو الإبن الوحيد لأبيه الحي الذي لم يتجاوز سن الستين، وهذا وفق القوانين المعمول بها في آداء الخدمة العسكرية، وكان يفتخر بهذا بين اقرانه، أنه أعفي من التجنيد الإجباري، غير أن الجيش يربي الرجال، ومصنع الأبطال، فتحدث ـ يغلب على ظن رفيقي كما روى لي ـ أبوه مع أحد زملائه في المحكمة الحقانية فقال له :







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-21-2015, 09:17 PM   #95

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي « سجين النساء & حبيس المرأتين »

« سجين النساء & حبيس المرأتين »
**
" لابد أن يخرج ابني من " سجن النساء " ليلتحق بحياة الرجال " ،
لكن السؤال كيف ؟ .
الرجلُ يستريح قليلاً عندما تتولىٰ المرأة رعاية وتربية وليده؛ ويطمئن كثيراً عندما تكون الرعاية الأولىٰ جدة الوليد أو عمته؛ أي أم الرجل أو أخته؛ فهو يعرفهما جيداً، وتكون مربيته الأولىٰ أم الوليد وزوجة الرجل؛ فهو يعرفها عن قرب، فالحاضنة والراعية والمربية في سن مبكر تكون امرأة؛ فهي تحسن هذا الدور كثيراً أما إذا شب عن الطوق فهذه مهمة الرجال.
يغضب الرجل ويزمجر عندما تتولىٰ رعاية وليده امرأة مستأجرة؛ كـ الخادمة الفليبينية أو تربيته سيدة هندية مدفوع لها الآجرة؛ في الحالة الثانية لا يتربىٰ الوليد ولا يتم رعاية الولد؛ في الحالة الأولىٰ يخاف الوالد أن يتشبه ولده -رجل المستقبل- بصفات النساء ؛ وعادات الحريم؛ وتقاليد النسوة واسلوب وسلوك المرأة؛ خاصة إذا طالت فترة الرعاية وامتدت مدة التربية النسوية؛ وزادت عن حدها فترة الحضانة ... وهذا مايرفضه الرجل.
****







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-21-2015, 10:24 PM   #96

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

وهنا جاءت السيدة " فوزية " -والتي تكاد أن تكون في سن أمه- بـ لحمها وشحمها وأنوثتها وعنفوان شبابها وعطرها من خلف إذنيها يفوح.. أو من فوق صدرها يصطدم بأنفه الصغير... جاءت في سنوات حياته الأولىٰ؛ المبكرة نسبياً قُبيل أن يصل إلى سن البلوغ، وقُبيل أن يصل إلى مبلغ الرجال.. وهو مازال سجين المرأتين؛ وحبيس الجدة من باب؛ وسجين الأم من شباك ، ويلاحظ أنه تربية النساء مع رعاية غير مباشرة من نوع خاص من الرجال؛ الأب الذي لا يتكلم كثيراً معه ولايفتح معه نقاش وكأنه يخشى من اسئلة الوليد ويخاف من مخاطبة الأبن الوحيد؛ وتشعر بأن الأب يحترم أبنه كثيراً ويخشى من خطأ حين يتكلم بخطأ أو يتحدث بكلام فارغ غير متزن .
المرأةُ في حياة الرجل تلعب دوراً أساسياً؛ جوهرياً.. المرأة الأولىٰ -الأم أولاً؛ فـ الجدة؛ أو العمة ثم الأخت الكبرىٰ- في حياة الوليد تبرمج مستقبله الرجولي... وتحدد سلوكه السامي العالي، كأنه رئيس بعثة دبلوماسية من دولة مصب النيل المطل على البحيرة المتوسطية إلى الجمهورية الفرنسية... هذه المرأة ترسم لرجل المستقبل الخطوط العريضة التي سوف يسير عليها، تحدد له -بامتياز- فضاءه الذكوري حين يتواجد بين الإناث؛ وكيف سيتعامل مع أنثاه؛ وترفع له -باقتدار- سقف سلوكه الرجولي السوي حين تلتف حوله النساء ؛ وكيف سيتعامل كرجل مع امرأته، المرأة الأولىٰ تغرز تحت جلده الطري الناعم غرائز السلوك الحميد الطيب الرجولي ومفاهيم الرجولة الحقة وقيم فطاحل الرجال ومبادئ فحول البلاغة والشعر وأخلاق فرسان القلم والسيف مع امرأة المستقبل ؛ فبلمستها لأنامل أصابعه حين الرضاعة تخبره أنها له فقط؛ تغذيه بحنانها قبل حليبها ؛ يسمع دق قلبها حين ترضعه قبل أن يسمع صوتها الدافئ وهي تهدهده في مهده... فيتربىٰ علىٰ الخصوصية؛ والإنفرادية.. فوقت الرضاع هي -الأم- فقط له، كثيرٌ من الأمهات لا يحضن زمن الرضاعة وإن أستغرق حولين كاملين أو أكثر؛ مراعاة من الآله لهذا الوليد؛ وكأن آله البشر رجل، فيخلص -الوليد حين يشب فيكون رجلاً- للمرأة القادمة ويرعاها كما راعته المرأة الأولىٰ .... فيدللها ويداعبها ويغني لها فينحني بقامته الفارهة ليقبل يدها بعزة عزيز ؛ ويراقصها وهو فارس البلاط الملكي النبيل .. وهي بين يديه فراشة يخشى عليها فيمسك بمعصمها ليشعرها أنه الحامي الغيور والعاشق الولهان الصبور...
الحاضنة؛ الأم ترعىٰ بعناية وليدها الذكر، فهي ترىٰ مستقبلها من خلال عينيه؛ وإستمرارية وجودها من خلال بقاءه حياً... من هنا تبدء صناعة رجال الغد وصُنَّاع التاريخ وساسة البلاد ورعاة العباد ... أو أوغاد المستقبل ولصوص حبل الغسيل والخزانات المغلقة في البنوك وسفلة الذكور الذين يحمون الساقطات من العاهرات الساكنات في الشوراع الخلفية في المدن أو تحت كباري الضواحي أو الغازية في مولد الحشاشين ولها عشة بجوار مزلقان السكك الحديدية في القرى والنجوع.
**







  رد مع اقتباس
قديم منذ /03-12-2017, 04:00 PM   #97

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي علبة سردين

علبة سردين(!)
1.] يتفاجأ المرء للبون الشاسع بين القيم العليا الرفيعة والتي يُنادى بها فوق منصات المحافل الدولية أو الإقليمية أو الوطنية يرافق هذا – بالطبع - دروس وعاظ المعابد وعظات رجال الدين الكهنوتي والخطب التقليدية لأئمة المنابر وما يطل علينا من مشايخ القنوات الفضائية الخاصة وبعض وسائل التواصل الإجتماعي المحافظ وبين ما يظهر ويطفو على سطح المجتمع من مساوئ وعورات سواء في الغرب المتحضر المتحرر صاحب التكنولوجيا والتقدم العلمي والتقني ومدعي حرية الرأي ومالك حق التعبير المنادي بديموقراطية النظام والمعلن حكم الشعب بالشعب من خلال نوابه في البرلمان أو ما يقابله على النقيض في الشرق -ما عدا مناطق تصنيع كل شئ وتصدير مايريده الزبون- النقيض في الشرق بما يرزح تحته من وطئة الفقر والجهل والمرض والحروب والنزاعات الطائفية أو العرقية أو المذهبية .
لعلها مفارقة كبرى.. ومخجلة في نفس الوقت بين القول وبين الفعل أو بين ما يسمع وبين ما يرى .. يتبادر إلى الذهن من البعض مقولة : الإنسان "البدائي"(!) وكيف كان يعيش ويتعامل مع الآخر ، وطريقة حياة مَن سكن في العصر الحجري وأدواته وكيف استخدمها ثم تصرفات أهل الزمن الجاهلي.. لكن المتابع والمراقب لما يجري على ارض الواقع لا يجد إختلافا ملحوظاً أو كبيراً بين إنسان من الزمن الغابر وإنسان زمن المحمول الذكي.. ربما -فقط- في الأدوات وكيفية إستخدامها.. أو الوسائل التي تمكنه من العيش برفاهية .. لكن هذا لم يؤثر مطلقاً في طريقة تفكير الإنسان في العصر الحديث بما يتناسب مع تقدمه العلمي أو التقني .
يظن المرء أن المعبد أو ما يسمى دور العبادة ينبغي أن تلعب دوراً جوهرياً أساسياً تغييراً في حياة الناس بصفة عامة ؛ اضف المؤسسة التعليمية والتربوية والتثقيفية ومؤسسات رعاية الشؤون ... وبالتالي يؤثر في أخلاق الناس وسلوكهم وتصرفاتهم فترتقي رغباتهم عن حدها الأدنى الوضيع وتنظم علوا وتحضراً شهواتهم عن مستواها الإشباعي الهمجي.. بيد أن الحقيقة مخجلة وغير ذلك تماماً : أخفقت المؤسسة الرسمية ذات الطابع الديني أو التثقيفي والتعليمي في تقديم نموذج يحتذى به.. فـ الظاهر الأن على الساحة في الغرب تعالٍ لصوت اليمين المتطرف كـ أحزاب سياسية لها أتباع .. وفي الشرق المتوسطي.. يمين متطرف مِن مَن يحملون الهوية الإسلامية .. وفي الوسط بينهما تجد فوضى فكرية تتبعها فوضى أخلاقية تمارس من خلال السلوك والتصرفات عند الكثير من الشباب .
2.] في جلسة ذكورية (يسميها البعض :"قعدة رجاله" ؛ إذ يقابلها "قعدة ستات") بآحدى التجمعات العربية بالعاصمة المطلة على الدانوب الأزرق.. وفي ليلة باردة ممطرة .. جمعني المكان مع نخبة من أهل الفكر والقلم والعلم... وتحدثنا في موضوعات شتى .. وبالطبع جاء الحديث عن المرأة (الأنثى) وهنا تغيرت النبرات وعلت الأصوات والضحكات من خلال نكات عنهنّ وغمزات بين المتعارفين فيما بينهم حكي عن أحوالهنّ وهمسات بين الأصدقاء تخبر عن تجاربهم معهنّ.. فيزداد علو الصوت بالضحك أو الإستفسار .. فما كان من آحدهم - طبيب - إلا أنه قال :" تعالوا نتحدث بجدية هل نحن فقط ذكور.. فنطلق العنان لكلمات غير مسؤولة ؛ أم نحن رجال فنتحدث بمعيار "... فقال الآخر - طبيب ؛ ايضاً - :" أعتقد يا زميلي بعد إسبوع مرهق من العمل نحتاج إلى ساعة ترفيه "... فعاد الصخب وتعالت الأصوات والنكات والمزاح ، فقال آحدهم - مهندس - :" نعم إرهاق العمل يحتاج منا نحن الرجال إلى مناخ آخر جديد(!) .. غير الروتيني في العمل ... وغير الممل في البيت.".. فنهض رجل أعمال من مقعده متحمساً :" يا جماعة هذا المكان غير صالح للحديث ؛ فلنذهب إلى مكان آخر !؟"... فقال آخر - أستاذ جامعي - :"خلونا هنا أحسن .. المكان ده مِنّا وعلينا " ..
والحقيقة أن برودة الطقس خارج قاعة التجمع العربي هذا وزخات المطر التي لم تتوقف منذ الظهيرة اغرت الكثير بالبقاء ، فقال البعض :" طيب خلونا هنا !!".
لفيف الأصدقاء .. أو قُل بتعبير أدق المعارف.. فهم جميعاً من الأكاديميين ومنذ سنوات يعيشون في الغرب ويعملون في قطاع الحكومة الفيدرالية أو أعمال حرة .. والحال ميسور لديهم جميعاً .
3.] قنبلة من العيار الثقيل لم تكن نووية أو إنشطارية .. لكنها غبّرت سقف القاعة بالدخان الفكري ؛ إن جاز التعبير ... ألا وهي الحديث عن المرأة .. الأنثى ... عادة إذا كانت الجلسة تحوي رجال ..
وكأن الجلسة صارت خاصة أو يظهر للرائي أنها إجتماع شبه مغلق .. إذ أن الآخر القادم - والذي لا يشبههم أو يقترب منهم في الوظيفة أو العمل أو المنصب أو المستوى الأكاديمي - ؛ والذي يعرف السادة الأساتذة عن بُعد كان ينظر من باب القاعة فيجد هؤلاء السادة أصحاب الياقات البيضاء فيتأخر قليلاً ؛ ثم يغادر المكان .. ظناً منه أنهم يتحدثون في مسألة مصيرية ... أو هكذا يفهم !.
سكت الجميع حين دخل طاهي التجمع ؛ وقال بصوت مهموس ولكنه مسموع :" البهوات يحتاجوا بالأكيد عشاء ... عايزين تأكلوا.. إن شاالله آيه!!؟.
نظر بعضهم لبعض ... عشاء .. أم قهوة.. وشاي .. وبعض الحلويات(!!)
فبادرهم كبيرهم سناً :"أنا ياجماعة .. لا أتعشى هكذا متأخراً " ؛
فرد زميله وهو قريب منه في العمر ... :"خليها الليلة دي دون النظام المعتاد(!) ".. وضحك ضحكة خبيثة ثم اردف قائلاً :" الحكومة - بتاعتك - موش راح تشم فمك الليلة دي (!)؛ علبال ما تروّح تجدها في سابع نومة " فضحك الجميع غمزاً ولمزاً..
فقال رجل الأعمال وبيده سيجار لم يشتعل بعد ؛ إذ غير مسموح التدخين وتناول المشروبات الروحية بهذا التجمع العربي :" إذاً .. عشاء من النوع الثقيل!؟"... آيش عندك !؟ ؛ ؛ موجهاً حديثه للطاهي ؛
فرد مبتسماً فرحاً :" إللي الباشاوات يحبوه(!) إحنا عندنا كله(!) "...:" ياكتور أحنا بتوع كله!!".. ثم اردف - فاتحاً للسادة الشهية ، وله محفظة نقودهم - قائلاً :" عندي بط محمر ... ومحاشي .. و.. "...
فقال آخر :" وآيه تاني.. كمان !؟" ..
" فيه سمك !؟؟" ..
" بس هو ده إللي عاوزينه ... سمك ؛ ورز صيَّدية بالطحينة وجمبري " .. يعني " أكلة إسكندرانيه" ...
فقال الطبيب الأول للطاهي :"توكَّل (!) .. معلناً أن المطلوب أكلة سمك " .
عاد الهدوء مرة ثانية للقاعة فهم قد تمركزوا في وسطها .. وكأن الجلسة خاصة . علا صوت أحدهم بالقول :"أحنا وقفنا فين!؟" .. فرد آخر :"بيقولوا السنة دي .. سنة النسوان في مصر !" وضحكَ ؛ فصحح آحدهم القول :" يادكتور .. اسمه : عام المرأة!! "... فتعال الصوت بالضحك ؛ فاردف الجالس على طرف الجلسة :"إنتم سمعتم أمس في الصلاة بتاعة الجمعة في الدرس إللي قبلها .. بيشرح الشيخ :" ما هو الفارق بين الإسلام والإستسلام " ... مبتسماً ؛ ثم قال :"ده الشيخ ده بيقول الواحد مننا لازم ... ".
فأخذ أحدهم طرف خيط الحديث بصوت مرتفع :" عام المرأة ٢٠١٧ " ... طيب العام الفائت ٢٠١٦ كان عام الشباب ... ماذا قدمت الدولة أو الحكومة أو المؤسسات لشباب دولة 65% من سكانها شباب ... فلضم آخر طرف الخيط قائلا :"خلي بالك ... الحديث هنا عن شبه دولة .. شبه حكومة تقوم برعاية شؤون شعب زي الأنارب " ..
" استنى شوية ... نحن نتحدث عن رجل تولى زمام دولة وهو قادر على أن يقوم بدوره أو يخلع منها ". ...
" يا جماعة .. ده فيه فساد و... "
" يافضيلة الشيخ .. الدنيا كلها فيها فساد .. في تركيا أردوغان... وكمان في أوربا وأمريكا .. بس هنا فيه قانون "...
:" يا ناس خلونا في موضوع النسوان ... آيه حكاية ... سنتها دي (!!)"...
دخل الطاهي بمقبلات لفتح شهية السادة ... فخلع أحدهم الجاكت وقال :" نستعد بقى .. أكلة سمك بلطي مشوي ... وجمبري وكابوريا ..." ..
" ولا ليلة من لياليكِ يا إسكندرية "..
فرد الآخر :" ياراجل.. اسمهان بتقول ليالي الأنس في فيينا ".
فقال ثالث:" أحنا فين وفيينا فين !"...
لحظة هدوء لترتيب المقاعد والسفرة .. ومَن يجلس بجوار مَن!؟
فجاءت قنبلة آخرى من طرف المائدة ... إذ قال آحدهم :"على فكرة النسوان دول .. إما بلطية .. وإما واحدة في علبة سردين " ..
فجاوبه زميله :" صحيح كلامك.. أحياناً يحتاج الراجل منا لواحدة من صفيحة سردين .. كي تنفتح نفْسُه !!؟.
سكت الجميع وبدأوا في تناول العشاء .. فقد تأرجحت عقارب الساعة بين العاشرة والنصف مساءً والحادية عشر..
ثم قال مدرس الجامعة :" آيه رأيكم اسمعكم أم كلثوم .. يبقى عشاء شرقي بالكامل ..!. ولا عاوزينه عشاء راقص شرقي ...(!)
فماذا كان هذا العشاء (!؟).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل من رواية :« الرجل المشرقي »
**







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-08-2017, 03:04 PM   #98

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

**
« أسلوب تنشأة »
السيدة " فوزية " لعبت معه دور العاشقة الولهانة المغرمة بالصبي ابن الحادية عشر " عيسى " الإسم الذي أختاره اصدقاء الأب له ، كان يذهب للأستاذ " أدولف " ، وهذا هو معلمه الثاني ، وأستاذه يملك مواهب شتى ويملك قدرات لغوية ، فهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويجيد اللغة الإيطالية ، وبدأ معه دروسا وأخذ يلقنه مفاهيم ، هذا هو مضمون الإتفاق الذي تم مع أبيه ـ وهذا غالب ظنه أيضاً ـ
وبند الإتفاق الأوحد يقول : " علينا نحن الرجال - زملاء الأب في العمل - أن نخرج هذا الصبي من حظيرة النساء ، لنركبه فوق حصان الفرسان فيتعامل مع النساء على أنه رجل وليس من زمرتهن " ،
وبدء العمل على قدم وساق ، ولم يكن يدري أصول اللعبة ، ولا قواعدها ، شارك معهم دون أن يدرك ماذا يريدون فعلا منه! .
بدء الحديث عن إهتمامات آخرى غير الدراسة والواجب البيتي اليومي وتحدث معه عن ممارسة الرياضة حتى يكون رجلا قويا ، وأخبره قبل الأوان بعدم مزاولة العادة السرية " نكاح اليد " بعد البلوغ وفي سن الشباب ، فإن زاولها سيظهر على باطن يده شعيرات كدليل على الفعل القبيح ، وأخبره بأن البنات ما أكثرهن ،
تحدث معه عن بعض الهوايات فوجد رغبة منه في هواية جمع الطوابع البريدية من كل أنحاء العالم وكان لدى أستاذه الجديد - كما أسلفت - عدة إهتمامات وهوايات ، فبدأ يجمع طوابع البريد وأقترب من العالم الآخر ، فليس فقط الذهاب المنتظم إلى السينما يكفي ، ورويدا رويدا دخلت المرأة الأولى(!) أو بتعبير آخر امرأة أرادت أن تلعب دورا في حياته المستقبلية ، لتنقله إلى درجة آخرى أو مرتبة أعلى من الإهتمامات الحالية ، والسيدة (!) كانت مناسبة تماماً للقيام بهذا الدور فهي جارة الأستاذ " أدولف " ، امرأة في منتصف العقد الثالث ، لديها ولد يكبره ؛ وفتاة ليست بحسن وجمال أمها هذه الفتاة عرفت من الآخرين أنهم يلعبون معه دور أساتذة مدرسة حياة غير تقليدية بنواحيها المتعددة ، فكانت تتهكم عليه لصغر سنه ولتفاهته -قل هذا إن شئت- أو سذاجته - ربما - أو خجله -على أفضل تقدير - أو كل هذا معاً .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-10-2018, 06:28 PM   #99

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي امرأة 《التعريف》

امرأة التعريف

قال لي رفيقي في قاعة التجمع المصري ذات الأثاث العتيق الملكي.. كأنه أحضر -خصيصاً- محمولا على المصرية للطيران ذات العلامة الفرعونية.. أثاث من بقايا مقتنيات أسرة "محمد علي" باشا.. كرمز لعلاقة الملكية المصرية بإمبراطورية فرانس يوسف القيصر النمساوي.. تلك القاعة التي زينت حيطانها بلوحات فرعونية.. كرمز آخر لحضارة مازال علماء الغرب قبل الشرق يسعون لحل رموزها.. القاعة ذات إضاءة شاعرية بأصابع فنان أستلهم عبيق الأجداد الذين سكنوا الإسكندرية ومزجه بمدنية غربية وحضارة أوروبية بنيت علىى أسس الحضارة الإسلامية ذات الجذور العميقة في تاريخ الإغريق واليونان.. إضاءةٌ يستمتع بها الأوروبي مرتدي الجينس وبيده طبق من الفول وبعض قطع الفلافل.. ويذوب في اشعتها المشرقي وهو يحتسي كوبا من الشاي الثقيل.. تلك القاعة المطلة على أرقى شوارع فيينا..
يقول رفيقي : « حين أريد أن أخطَّ حرفاً عنها.. لاترجم سيرتها معي.. وارسم صورة ساطعة مخبرا عن وجودها فترة في حياتي.. تتزاحم الحروف أمام ناظري ويخبو ضوء لمعانها في ذهني ليعطني لوحة شعرية ذات ابعاد زمنية وبشرية أو تزداد-الحروف- اشتعالا كمصباح دري كأنها تريد أن تعبث برؤية عيني لها.. كي تظل اللوحة عالقة في ناظري.. وكأنها عرائس تتراقص في ليل بهيم تحت ضوء مشاعل العشاق.. وشموع المحبين.. إذ يطول عليهم الليل في انتظار شمس حقيقة المشاعر وشموس صدق المحبة.. كل حركة من عرائس الحروف تخبر عن معنى مكنون.. وكل حركة تتكلم عن إحساس مكتوم.. وهي.. ».. -حبيبته- -

يكمل رفيقي- « .. في كل أمسية من عمري معها.. هي تلك الراقصة الوحيدة والعازفة المنفردة ومغنية غربية تحت خيمة شرقية وهي الملحنة الأندلسية وكاتبة الحوار كمؤلف ألف ليلة وليلة.. وأيضاً المخرجة التي درست فنه في هيوليوود.. ومارسته في بوليوود.. وهي التي ترسم ديكور الحفلة.. حسب متطلبات المشاهد.. وأنا بمفردي كل الجمهور.. يصير الحرف؛ حين أريد أن أكتب عنها كآلوف الحروف.. يطير الحرف بجناحيه ليجلب لي طيور منذ قرون غادرت الكهوف ليحلقون فوق رأسي في سماء زرقاء.. صافية.. خالية من الغيوم.. مئات بل قل إن شئت ألوف.. يلحقها ألوف.. صار الحرف قصيدة لم أكتبها بعد لها بقلم ذي مداد سري.. لا تحسن قراءتها إلا عينها وتحت ضوء شمعتها.. وفي مخدعها.. فتلقي شعرها فوق وسادتها الحريرية.. هكذا حكت لي عند ما كنت أراسلها بخطابات من بلدان العرب التي كنت دائماً ازورها.. بل رسمتُ -قصيدتها- في عقلي.. في داخل نفسي تصاحبها روحي.. يضخها قلبي مع دفعات دمي في كل أنحاء جسدي.. فتجدد خلايا مخي وتقوي أعصابي.. رُسمت بالوان الطيف السماوي كقوس قزح بعد أن بلل المطر أعشاب صحراء حياتي بدونها القاحلة.. فتشابكت الأطياف ليخبرني كل طيف وكل لون عن عدة معان.. أعيد صياغتها لأحولها إلى حروف.. في قصيدة خالدة تخلد عشق رجل مشرقي لامرأة غربية شقراء.. خاصةً أنها في آحدى زياراتها معي إلى سالزبورج دخلت غرفة القديسة أم الإله.. في الكاتدرائية العتيقة -καθέδρα (كاثيذرا)- وأمام -كرسي أرشيدوق- كتبت في كراسة الزوار.. :" أيتها "ΑγνήΠαρθένε" ("العذراء النقية")..( يا أم الإله). الأم العظيمة.. كما حفظت ولدك مدة من الزمان فحفظي لي مَن أحبه.. وإنني اقسم لكِ إنني سأسعده في حياته.. فهو رجلي الوحيد كما كان السيدالمسيح وحيدك!!!".. »..وابتسمت في هدوء معلنة أنه صك كنائسي مختوم وموثق..

... وكأني لمحت دمعة سالت من عينه.. خبأها سريعا في حركة عفوية للناظر إليه؛ فقد توقف رفيقي باحثاً عن فنجان قهوته الخاص به ليرتشف رشفة طويلة يمتصها مصاً كأنه يريد أن يشرب عصارة قهوة العرب..

ثم يكمل الحديث: «.. فتضع لي سلما اصعد إليها في عشها الذهبي المألوف.. صار الحرف يشبهني كأنه لساني ليعبر عن عشق بين حنايا قلبي مسكون وعليها ملهوف.. صرت أنا الحرف.. وصار الحرف أنا.. تمازجنا.. فمداده دمي.. ودمي صار حبر الخطاب.. فصار هو يتألم لبعدك عني.. وصرت أنا اسيل مدادا لأكتب لك ما خبأتُه بين فؤاد عاشق وقلب مكلوم.. وروح تتألم للبعاد ونفس عطشى للقاء.. وكأن لسان حاله يقول :" لا تبتعدني عني.. فعذاب النوى عذابان.. الأول لغياب حرف يعبر عن شوقي لكِ.. والثاني لغيابك وأنتِ الحبيب المطلوب..»

ثم يتساءل...... كأنه يستفسر من نفسه : « لماذا كل هذا حين أود أن أكتب عنها !؟ ».

رفيقي يسعى لإقناع نفسه بجواب منطقي فيقول : « .. لأنها بحق تساوي كل النساء.. لأنها بمفردها عرفتني على كل النساء.. فهي التي جمعت كل النساء في بوتقتها الصغيرة الياسمينية.. فصهرتهن وشكلت منهن أنثى جديدة لا مثيل لها.. لا تشبههن ولا يشبهنها.. امتازت دون بقية بنات جنسها بمقومات الأنثى الأسطورة.. بمميزات الأنثى الخالدة.. التي يريدها الرجل والتي لا يستغني عنها الذكر.. وهي تحسن كل شئ وكأنها تعلمت ودرست فن الحديث ولغة الخطاب وفن الكلام.. تعرف كيف تتكلم معي.. وتعرف كيف تتحدث عن افكاري.. وتخبرني عن أحلامي.. وتقص عليَّ خواطري.. وتكشف عن أوهامي.. » ..
.. نعم تحققتُ أن دمعة ذرفتها عينه يخشى أن يراها أحد.. حتى أقرب الناس إليه ... إنه بحق تربية ناصرية!!

ثم يتوقف متأولاً فيقول : « ..وهي احسنت الطهو وكيفية تقديم الطعام بصوت شجي كأنها قيثارة السماء.. طعامها موسيقى عجنت بصوتها.. فلا أدري ما يفتح شهيتي أحرفها في النطق.. أم طبقها على مائدة العشاء.. »

ويتوقف مرة ثانية متحسساً فنجان قهوته وينظر إليَّ قائلاً : « ليلها طويل.. كما أن نهارها طويل.. ومع ذلك تقول لي :" الوقت معك يمضي سريعاً".. فطعامها لذيذ.. فأنا لا أترك فتات الطعام لعصفور جائع أو ابدره لحمام يقف فوق شباك مصبخها.. فقد علمتني الأيام من خلال جدتي أن لا استهين بصغائر الأمور وكانت تقول لي (جدتي) لا تستهين يا حفيدي بشئ صغير فإن الجبال الشوامخ الراوسي .. إنما تركبن من الحصا".»..

تعرف كيف تتأبط ذراعي في شوارع المدينة العتيقة.. إنها تعرف جيدا قهاوي العاصمة ذات النكهة القيصرية والطابع الإمبراطوري... وتعرف كيف تلف شالي حول عنقي وقبله تحسن ضبط رابطة عنقي.. وتقوم بإزالة الغبار عن حذائي.. هي تهتم بي تماماً..

« خلال زمن معرفتي بها لم الاحظ أنها لا تحسن القيام بأي شئ.. إنها امرأة التعريف فهي تعرفني ببقية النساء.. فهي تكفيني !! ».

**

رفيقي لم يقترب من ذيل فستان امرأة إلا ولها خصوصية.. ولعل تميّر رفيقي برجولة جذابة وفحولة طاغية وشخصية متميزة ولباقة في الحديث فهو بحق يحسن التعبير ويتقن فن الكلام عامة من النساء.. وخصوصاً مع امرأة تعجبه.. وهذا ما جعله يحسن التعرف على نساء من نوع خاص وطراز بعينه.. إنهنَّ نساء البلاط الملكي.. نساء قصور السلاطين.. نساء الأمبراطوريات التي حكى عنهن التاريخ وتجدهنَّ فقط في روايات تراها فوق الشاشة الفضية.. سينما الكلاسيك..

**

خَشيتْ أن تفتقده.. فإذا فقدته فقد فقدت أغلى ما تفتخر به النساء.. وفقدت أعز ما يمكن أن تتحدث عنه النساء.. "عاشق" "محب" "ولهان".. يحسن معاملة المرأة.. أولاً كــ إنسان.. لا تحمل فوق كتفيها رأس معطر أو مصبوغ بالحنا الهندي.. أو خلطت على شفاهٍ وردية أحمر قان أو أحمر غامق.. بل تحمل بين كتفيها عقل وفكر.. وثانياً كـ أنثى.. ذات مشاعر وأحاسيس تحمل قلب خفاق يريد أن يلمس لفظة حنان.. وثالثاً كـ غزالة شردت في الصحراء.. يلهث خلفها بإعجاب.. يسعى جاهدا للقرب منها.. فيلقي تحت قدمها زهور في كل صباح فتغادر المكان مسرعة وينتظرها حتى يأتي المساء فيلقي زهرة في طريق ممشاها.. ويحسن اختيار الهدايا.. وهذ ما يعجب كل النساء.. دون استثناء.. فهي ليست كبقية النساء بل إنها تفوق كل النساء.. فمجيؤها نسيم هب من جنة الرضوان.. خطواتها إيقاع يتلوه عزف منفرد.. تستحل الأذن السماع.. خطواتها مع طول فرعها كنخلة إذا هززتها تعطيك ثمر حلو المذاق.. إذا اقبلت عليك اقبلت الدنيا بزهرتها وطيبها.. هي إذا أقبلت كانت كأرض حرث فتأتي حرثكَ آنى شئت.. ثابتة على حبك لا تريد ولا ترغب في سواك.. فأنت الرجل الوحيد في حياتها.. بل في العالم أجمع.. تلحفك بشعرها الذهبي.. فرفيقي يعشق الشقراء.. تغطيك بهدب أسود كـ ليل بهيم.. توقظك في فجرها الندي بهمسة في أذنك.. صدرت على التو من قلبها فمرت فوق روحها العاشقة ونفسها الولهانة.. في يدها فنجان القهوة العربي وفي يدها الآخرى حبات تمر عربي سقاه عرق رسول.. تريدك أن تدور دائماً في فلكها وهي ترسمه لك.. هي تجذبك إليها بنبض قلب.. هي تشدك إليها بنظرة عطف.. إذا اعتمت الدنيا وغاب قمر السماء بين السحاب فتحت ثغرها فتتلألأ نجوم سمائها وتغني كواكب مجراتها وبريق عجيب يأتي من بين رمش وجفن... هي تضئُ لك الطريق بل قل إن شئت هي الطريق المضئ.. ما من ثمر حلو مذاقه إلا أنه-رفيقي- ارتشفه من بين شفة غمست في فاكهة الجنة وبين نهر عسل من الشفة الآخرى.. مزيج من ثمار جنة آدم وبين رحيق مهبطه في بلاد الهند.. فالتقيا فوق عرفات فتعارفا.. ثم ازدلفت إليه.. هي افتخرت على بنات جنسها بهذا الرحيق أو المزيج أو الخليط.. فهي المرأة الوحيدة في هذا العالم الذي يعيش فيه رفيقي..

**

ورغم ما حكاه رفيقي لي عنها.. تركها.. غادر عشها الذهبي.. ووقف على باب غيرها.. فقط لأنها أعجبته أكثر من الأولى.. وحداثة سنها.. وأنها لم يسبقه أحد لقطف ثمرتها قبله.. فهي فتاة بكر.. لم تعرف رجلا سوى والدها ولم تراقص إلا عمها ولم تمازح إلا خالها ولم يحملها فوق كتفه إلا جدها..

ثم نظر إلى سقف الحجرة.. كأنه يريد أن يوجد العذر المقبول.. وقال لي هامساً.. « جدي لأبي كان يقول لي :" اقترب من العذراء صاحبة الخدور.. تعش عمرا سعيدا بل تعش بجوارها دهور..! فريقها العذب خير له من شهد وعسل الدنيا كأنه موجات بحور"..







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2018, 03:17 PM   #100

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

.«نصر»ا«مي».

ما أن يقترب موسم أعياد الميلاد إلا وتنتابه حالة من الفرح الشديد أو تغمره حالة من الألم الأشد؛ ويتعايش بكل أحاسيسه حياة السيد المسيح عليه السلام؛ مع قصرها؛ أو يتعايش بكل مشاعره آلامه؛ مع كثرتها.. وتتمثل أمامه المحطات الأربع عشر التي تجدها فوق جدران كل الكنائس.. فيحمل على عاتقه ما حمله سيدنا.. في رحلته الأخيرة ليتعلق على الخشب حسب الرواية الأولى.. أو يتوفاه ربه فيصعد إليه وفق الرواية الثانية؛ ولا إشكال عند أحد إذ أن طائفة كبيرة تعتمد الرواية الأولى وطائفة في حجم الأولى تعتمد الرواية الثانية؛ والاصل أن لا توجد مشاكسة إيمانية عند كل فريق منهم وإن وجدت مشاكلة عقدية..

ولعل هذا ما يفسره رفيقي لي بتعمده حين وصل إلى سن الأربعين -النضج الرجولي في مقولة دون سند- التواجد بالأرض المقدسة.. ليس مسقط رأس ابن العذراء البتول -لأسباب لم يرد أن يفصح عنها؛ وفهمتُ أنها سياسية- ولكنه يرحل إلى أرض الحجاز.. وفي بقعة بعينها.. هي مسقط رأس اليتيم ابن الأرملة الشابة.. القرشي المكي..

ثم تجد رفيقي يفلسف نظرية أو قل يخترع اطروحة بأن كل مِن نبي النصارى ليس له أب حقيقي فهو معجزة خلق؛ وإعجاز مالك الكون والحياة والإنسان؛ في رواية.. أوجده من عدم ليدل على وحدانيته أولاً؛ ثم يدل على قدرته المطلقة ثانياً.. وأن نبي الإسلام مات أبوه وهو ما زال في رحم أمه جنيناً بين فؤادها.. وقلبها..

كأنه يريد أن يربط بخيط رفيع من الحرير الأسود التفت حوله سبيكة من الفضة الخالصة والذهب العسجدي لينسج قصة معانقة نبي بَشرَ بنبي بُشر به قبل ميلاد البشير بما يزيد عن نصف قرن من زمان البَشر..

ألمُ رفيقي.. ومنذ سنوات عدة بقرب الاحتفال بمولد السيد المسيح ابن العذراء البتول يزداد وأراه يتوجع.. لذا كان يرحل منذ أن بلغ الأربعين من عمره إلى ديار مقدسة له بها حبيب يسكن قاع المدينة.. كي تهدأ نفسه..

لكن تم إضافة ألم جديد موجع مؤرق منذ سنوات قليلة.. حين يسترجع ذكريات حلوة عذبة من منطقة أُطلق عليها زمن حكم عائلة هابسبورج تحت ظلال المنتجع الطبي التأهيلي.

فقد تركَ المرأةَ التي أشعرته.. بأن ابن الإله ومنذ أن صعد بجوار أبيه في السماء.. يحكم العالم.. وأنه -رفيقي- وكانت تناديه بـ يا رجلي!! وهو بجوارها يحكمها..

إنها امرأة من طراز خاص.. ورفيقي يعشق أمثال هؤلاء النساء.. امرأة التميز.. امرأة فريدة النوع حين تحادثه.. فريدة في مفردات قاموسها اللُغوي.. فريدة في تحركاتها ومشيتها.. فريدة في هندامها و ملبسها.. فريدة في اكسسواراتها المكملة لزينتها.. فريدة في عطرها وطيب رائحة فمها.. فريدة في لمسات زينة وجهها.. وكان يروق له أن يغرق في شعرها الذهبي الذي انسدل على ظهرها كخيوط الذهب على مسامات جلد تفتح بعد أن غُسل بحليب طازج من مراعي النمسا العليا خلط بالتو بعسل أبيض كما كانت تستحم جدته الأولى كليوباترا.. ملكة مصر زمن الفراعنة .. رفيقي يجمع الزمان مع تفرقه .. والمكان مع تباعده بنساء حكمن دولته الأم وبنساء دول الغرب.. الذي استقر بها أخيراً..

اشعرته بأنه رجلها الوحيد والأوحد في هذا الكون الواسع العامر الممتلؤ بكثير من الرجال.. ولكنهم ليسوا جميعا مثله.. وهذا ما يدعوه أن يستحوذ على عقلها حين يحاكبها فيتدفق قلبها بضخات من دمها في جميع أطراف جسدها يحمل اسمه هو فقط.. وعالم ممتلؤ بالكثير الكثير من الذكور.. ولكن فارق بين الثرى والثريا حين نتحدث عن ذكر أو نتكلم عن رجل.. والرجال قليل.. ولكنهم جميعاً ليسوا -بالقطع- مثل رفيقي..

لكن تعبير رفيقي أن المرأة «النصرانية» أشعرته أنها حين تزور المخلص وابن الإله في كنيستها معلق على الخشب فداء للبشرية.. ثم تعود إلي غرفتها فتعلق صورته -هو- بجوار سرير مخدعها لتنظر إليه مليا تتفحص مقاطع وجه المشرقي.. وتأخذها نوبة من البكاء..

مرةً : بكاء فرح أنها قد عرفته بعد ردهة من عمرها.. أنجبت ابنتها الوحيدة من رجل كان يعاملها على أنها قطعة فريدة نادرة من أثاث البيت.. فمهنته كانت بيع التحف واقتناء اللوحات الأثرية..

وآخرى حزناً لأنه يعيش في مقاطعة تبعد أكثر من ثلاث ساعات بالقطار السريع..

رفيقي كان يتحمل في الإسبوع الواحد إرهاق ساعات من السفر والتعب ليلقي تحت قدم منها تعب العمل وتحت الآخرى وعثاء السفر لتنفض ذهنه المشوش.. لتعيد له من جديد آدميته بل إنسانيته بل تجدد خلايا مخه وقطرات دمه..

رفيقي من هؤلاء الرجال الذين يريدون أن تفكر المرأة فيه ليل نهار.. لأنه يحسن أن يشغلها به طوال زمن النهار وإثناء أحلام نومها..

لذا فهو قد مارس ما اباحه دينه بالتعدد.. ففي نظره لا تكفي واحدة كي تهتم به.. فأولع بالتعدد؛ ووجد أن الأصل في الذكر تعدد النساء.. وليس وحدانية المرأة.. ثم تحدث معي كثيراً عن محاسن ومميزات التعدد على الرجل الذي يملك قدرات أن يعدد من حيث الناحية النفسية والروحية والعقلية والذهنية والإدراكية والبدنية الجسدية.. بل تعدى ذلك إلى قدرته في إحسان العمل وأتقانه ليتفوق على اقرانه..

واقتنعتُ من خلال محادثات رفيقي.. بأن هناك بشر في حالة جنون مطبق وإن كانوا في مظهرهم الخارجي يراهم الناظر عقلاء..

وقد تغيرت هذه النظرة الجنونية بعد أن تعرف على تلك المرأة الأخيرة.. فقد روضته وهذبته وعدلته.. الطريف أنه روى لي أنها منذ نعومة أظافرها كانت تربي قطط وتقتني كلاب.. ووالدها آهداها في بداية عامها السادس مهرة فقد كانت تمتطيها وأحضر لها مدرباً خاصة لتتعلم كيف تسوس الخيل وترعاها.. وظلت هكذا سنوات دون ان تجد رجلا يناسبها حتى جاء رفيقي لها في نفس مكان عملهما فكان هو رجلها الأول والأوحد منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما.. فصار لا يرى للتعدد مزية أو له مع إباحته رغبة

فهل يا ترى هي التي روضته!!؟.
فساسته وراعته فأحسنت تدريبه أن لا ينظر إلا آخرى أكثر من النظرة الأولى التي قد تكون له.. !!؟..
فجعلته لا يرى في الدنيا غيرها.. ولا يسمع من خلال اذنيه غير صوتها.. ولا يتمكن من شم طيب غير عطرها؛ والعطر الذي كان يعجبه في النساء حين أحضره لها.. مع عرقها صار له سُك جديد وطيب آخر ومسك فريد يخصها.. ونسى أو خلع من ذهنه فكرة التعدد وإن كان مازال يحسن الحديث مع النساء الآخريات كأنه فن تعلمه لا يصح أن يتركه .. أو يتخلى عنه..

***

رفيقي ولدَ في عائلة مسلمة وفق العادات في كيفية تنشئة شخصيته ومنسجمة تربيته النفسية مع تقاليد بلاده.. فأسرته مسلمة بحكم شهادة الميلاد.. كباقي افراد شعبه إلا النزر اليسير منهم وهم يعدون على اصابع اليد الواحدة.. أعمامه وهو وعماته.. وأخواله وخالاته يحملون اسماء العائلة المحمّدية زمن قريش.. ولكنه شذ عنهم كثيراً فأخذ إسلام رسوله كما نزل من فوق سبع سموات طباق.. كما يقول -رفيقي- ليس دين العجائز.. وليس دينا موروثا من خلال الأجداد تحصل عليه من خلال صندوق جدته الخشبي ذي الرائحة الزكية من عطر الحجاز.. أو من خلال عبق طيب عمته صاحبة البرقع المنسوج من حرير الكعبة الأسود وفوق أرنبة أنفها ثلاث عقل من عسجد خالص..
ليس دين الزوايا وليس تربية التكايا وليس بقايا دين الحنايا الذي يعلوه أبخرة مبخرة الدرويش صاحب الهندام المبرقش.. وليس دين طرق ضاعت بوصلتها بين الطرق فدخلت في حارة سد نهايتها ضريح سيدهم الذي جاء من بلاد الهند والسند وبلاد تركب الأفيال.. والفيل يخشى من الإبل والجمال بل ومن الفئران الجرذان..

ينبهني رفيقي أن إسلام نبيه اسلوب حياة خاص.. وطراز خاص من العيش لا يشبه آخر.. وكيفية معينة من التواجد بين الناس؛ وفي معاملتهم.. وعلاقة خاصة مع الإله الخالق الرازق.. لا يكتفي ممارستها في المعبد وتنتهي بمجرد الخروج منه.. فقام بدراسته دراسة علمية منهجية تشريعية وليس كما يسمعه من وعاظ المصليات الذين يكررون ما حفظوه عن ظهر قلب دون فهم أو إدراك أو وعي.. ومن مرشدي المساجد الذين يتحدثون عن النار وعذابها والحجيم وأهوالها ولا يجيدون غيرها.. ويحسنون إنزال الشيطان من حقيقة الوسوسة والخناسة إلى ما يشبه صورة التلبس والملابسة.. ومن أصحاب الطرق.. الذي يوقدون الشموع بعد صلاة العشاء تحت سقف آيل للسقوط من زخات المطر.. ويتراقصون تحت أضواء خافتة ظناً منهم أنه -عليه السلام- تواجد ذات ليلة.. فسقطت برديته من فوق كتفيه الشريفتين.. فتمايل يسرة ويمنة فهم يتمايلون مثله.. ويتراقصون ظناً منهم أنه فعل.. وهذه أوهام الشيطان وخزعبلات المريدين.. ولحظة إيقاد الشموع.. يجاور هذا سكون الليل المظلم كغيب مبهم ويعلو الجميع نغمات التلفظ باسمه الأعظم فيخيم على المكان إحساس غامض لا يفسر وينتاب الجميع مشاعر مبهمة.. ومن كثرة التمايل والإهتزاز يرهقون العمود الفقري القائم عليه جسد الإنسان ويتعبون النفس المحملة بذنوب النهار فيذهبون إلى مراقدهم كأنهم الفاتحين للديار بغير سيف قطز أو جهاد صلاح الدين الأيوبي.. يحدث هذا كله في زمن الإنغلاق الفكري والإقفال الفهمي لدين في عهد النبوة وزمن الخلفاء الراشدين رفع الحفاة العراة الجائعين من مرتبة الجاهلية الأولى إلى درجة العلمية بقراءة كتاب رب العالمين المحفوظ في الصدور يجاوره قراءة كتاب الكون والحياة والإنسان الذي في أرجاء ملكة منشور.. وهم جميعاً بعدوا عن إسلام محمد النبي الخاتم..

رفيقي بحكم ولادته وتنشأته الأولى المبكرة تربى في مجتمع بسيط ساذج.. وبيئة تؤمن بالخزعبلات والأساطير.. وتجعل أحلام الليل مصدر التفاعل في نهار؛ ورؤيا الرجل منهم إلهام ووحي بل تصل إلى درجة القرآن.. فاكتفوا بوضع المصحف الشريف في دولاب الجد الكبير تبركاً به.. وسيروا المراكب والسفن في عرض البحار بقراءة البخاري عليها وإن كانت في زمن دولة الخلافة العثمانية تسير بالبخار وكما قال الرصافي الشاعر العراقي ولا تسير بالبخاري.. وسطٌ ثقافي متدني للغاية؛ وجهل بحرف القرآن قراءةً وجهل بتأويل القرآن تفسيراً..

يضحك -رفيقي- كثيراً لحكاية لم يتعايشها ولم يحضر أحداثها.. ولكن حكتها له أمه.. صاحبة النظرة المدنية الحديثة في نهاية عهد الملكية لآل محمد علي.. وهي حكاية الشيخ يوسف؛ وهو ابن عم جدته لأمه.. وكان له بيت صغير بحوش واسع خلف مسجد الراوي بالقرب من بيت والده ومنزل جدته لأمه.. وكان كما يقولون صاحب كرامات؛ وكانت تأتيه الزيارات محملة بكل ما لذ وطاب من كافة أقاليم القطر المِصري.. زمن الإحتلال الإنجليزي.. وكان من كبار رجال الصوفية في مدينة الإسكندرية بحي شعبي جداً.. وهذه الأحياء مناخ صالح وبيئة مواتية ومرتع خصب لنشوء مثل هذه الطرق.. الغائب عنها الناحية العقدية والفهمية الإدراكية للأحكام الشرعية العملية المتعلقة بالحياة اليومية.. هم وغيرهم كثير خربوا البيئة المِصرية النظيفة الزكية دون عمد وإن كان منهم بعض الصالحين..

الشيخ يوسف كان له كرامات.. هكذا حكت والدته؛ وكانت تأتيه من انحاء الملكية المصرية زمن فاروق الأول زيارات ونفحات.. وتجتمع في بيته لقاءات وكان عنده من المريدين المئات.. فلما اقتربت نهاية أجله أوصى أن يدفن في وسط حوش منزله؛ وهذه الخصوصية تحتاج إلى تصريح خاص من حكومة جلالته.. فلما حان وقت مغادرته الدنيا الزائلة إلى دار البقاء الخالدة.. أخبر ابنه الأكبر؛ وكان اسمه إبراهيم الذي ورث عن أبيه المشيخة بوصيته.. فأراد أن ينفذ وصية أبيه فعلمت الحكومة متمثلة بمأمور قسم كرموز فما كان منه إلا أنه أرسل قوة من عسكر الدرك لمنع ذلك بالقوة فلما أرادت تلك القوة البوليسية رفع نعش الشيخ يوسف فما استطاع أحد أن يحمله.. بل -تقول الرواية- شلت يد أحد رجال العسكر وقتها.. وحدث هرج ومرج فما كان إلا أنه تم الموافقة على دفن الشيخ يوسف -استثناءاً- في موضع وصيته وتحول البيت بالحوش إلى مزار في يوم مولده المبارك.. تأتيه الأحباب من كل مكان.. حتى أهل المغرب العربي واليمن السعيد وأهل السودان..

في هذه البيئة البسيطة الساذجة تربى رفيقي.. واللافت للنظر أن والده اراد أن يتخرج ابنه من مدرسة الحقوق ليبتعثه إلى باريس لإكمال دراسته.. ولكن رغبة الوالد لم تتحقق لمسألة حكيتُ عنها في سابق الصفحات بأن رفيقي كان يعاقب في صغره لقيامه بـ « لعبة الدكتور » مع صغار فتيات بيت جدته لأمه.. فكره المهنة التي كان يعاقب بسبب لعب الأطفال.. وعشق المهنة التي أحبها من صغره..

رفيقي عاش سنوات عمره الأولى في بيئة لا تفرق بين مسيحي مِصري أو مِصري مسلم.. فكما يعتز بمعلمه الأول الأستاذ فؤاد.. الذي كان مسيحياً متنوراً.. كان يعتز باستاذ الرياضة أميل في الإعدادي وفق النظام القديم في مدرسة الأمريكان بالعاطرين .. ثم ثانويته كانت في المدرسة المرقسية التي تخرج منها دودي.. صاحب الليدي « دي» أميرة ويلز والذي لقى حتفه معها بسبب إشاعة أنه الرجل الوحيد الذي أحبته الأميرة البريطانية وأرادت أن تنجب منه فاشتعل سقف القصر الملكي احترقا فصعد الدخان فمنع الرؤية .. واهتز بلاط الإمبراطورية التي كان لا يغيب عنها الشمس بسبب هذا الغرام..

إسكندراني.. أحد رعايا منطقة من دول الإحتلال يقترب بل يتجرأ على المبيت في فراش أميرة منطقة ويلز.. هذه رواية ولعلها غير صادقة..

ولعل روايات عدة من هنا وهناك لعبت دوراً جوهريا في بناء شخصيته وكونت تلك النفسية التي أحكي عنها وشكلت تلك العقلية التي أتكلم عنها..

أعود إلى أعياد الميلاد!

رفيقي منذ نعومة أظافره كان يحضر العرض السينمائي -بمفرده- في صالة فؤاد الأول بشارعه الذي تحول بعد ذلك ليحمل اسم طريق الحرية ثم سُمي بشارع الزعيم جمال عبدالناصر.. وذلك وقت احتفال مسيحي مِصر بعيد القيامة.. وبالتأكيد تلك المشاهد الذي رأها في صغره اثرت في نفسيته في كبره وتعمقت في كيانه.. ولعل هذا ما دعاه أن يدرس بوعي كلا من رَجليّ الديانتين..

وقد انتبهتُ من محاورات رفيقي معي : أن رجال الكهنوت من الديانتين فشلوا فشلاً ذريعاً في تبيان حقيقة كل منهما -اقصد السيد المسيح والسيد المصطفى؛ عليهما السلام-.. وأجزم أنه-رفيقي- ليس من دعاة وحدة الأديان.. وإن كان من رجال حوار الأديان..

أعود لما بدأت به.. المرأة التي عشقته وبكت كثيرا حين غادر حياتها إلى الأبد كما يقول رفيقي.. أرى أنها اثرت في نفسيته وتركت بصمتها.. فهي تربطه في كل عام بمولده هو ومن ثم بالإحتفالات التي تبدأ مبكرة نوعا ما.. فبلدية مدينته بدأت الإحتفال في السادس عشر من شهر نوفمبر من هذا العام؛ ونصبت شجرة عيد الميلاد بالساحة الأمامية لمقر عمدة مدينته وهي مقاطعة بأكملها في الدولة التي يحمل منذ سنوات طوال جنسيتها.. وهذا تذكير مبكر للغاية لإعادة الأشجان لقلب مازال اثار عشق قديم لم تندمل بعد.. وإثارة الأوجاع في فؤاد يتألم.. والتي ظن رفيقي أنه دفنها في مقبرة النسيان.. فإذا بها تتجدد في كل عام في مناسبة أحتفالات أعياد الميلاد ومناسبة مرور عام في عمره وفي نفس اليوم.. وكيف ينسى لحظات سمت به في عليائها امرأة أحبته فعشقته فعلقت صورته في قلبها.. قبل أن تعلقها على جدران غرفتها في مخدعها.. ونسختها بالألوان في فؤادها كما زينت بها جدران شقتها.. تلك الشقة ذات الطراز الروماني النادر في آحدى أحياء عاصمة مقاطعة آخرى في دولته..

وهو لم يتمكن بعد من الأحتفاظ بهدوء نفسي حين تقترب أعياد الميلاد لذا تجده ومن سنوات اربعينات عمره يغادر إلى الأرض المقدسة ليجاور!.. فكنا نمزح معه ونقول:« شئ لله .. يا سيدنا ».. فيرد قائلاً: « لن تصلوا إلى ما وصلتُ إليه..»

لا أبالغ أن رفيقي يربط قضايا كبرى وأمهات مسائل بنفسه ويظن في داخله أنه جاء خاصة لهذا العالم ليحمل رسالة ما..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
صفحة من رواية الرجل المشرقي







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المشرقي, الرجل, رواية

« قصة التاجر رشيد وابنه الغشاش | فاقد اليدين »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية مؤثرة best frend قصص - روايات - حكايات ...منقولة 5 08-27-2019 03:36 AM
جسر الموت رواية أحمد الخزرجى قصص - روايات - حكايات ...منقولة 3 02-10-2013 04:38 PM
رواية الغريبة PrinCesS Gege قصص - روايات - حكايات ...منقولة 5 10-19-2012 11:54 AM
رواية فتح الاندلس نزارالفاضل مكتبة بنات مصر - قسم الكتب 1 10-21-2011 02:47 AM
رواية فارس أحلامى ( رومانسية مصرية ) رواية روووووووووووعة ياسمينة عمرى قصص - روايات - حكايات ...منقولة 1 06-10-2010 01:01 PM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 12:54 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩