« كتاب أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة »

[د. محمد الرمادي]

في حقيقة الأمر ؛ ما زلت ارجأ البحوث الطبية والمراجعات - الإضطرابات - النفسية المتعلقة بهذه المسألة كي أستوفي تماماً البحوث من الناحية الفقهية ؛ هذا ظنأ مني أن المسألة الفقهية تسبق المسائل الطبية والنفسية ؛ إذ تبنى على الأحكا م الشرعية العملية في الحياة اليومية للمسلم - خاصة أحكام النساء - أولا وعلى العلم بالمسائل الشرعية ... تبنى على ذلك الحياة ا لطبيعية السوية السليمة ... الصحة البدينة ... والصحة النفسية ... الصحة العقلية ... الصحة الوقائية ... وهذا يتطلب معرفة جيدة بالحكم الشرعي قبيل بلوغ البنات والصبايا مبلغ النساء وسن الحيض . ... هذا على سبيل المثال .. ثم بعد ذلك تأتي الناحية الآخرى أقصد الطبية كعلاج أو مشاكل أو اضطرابات.
فمثلاً .. انزعجت كثيراً حين نعلم أن بعض الشباب أو الفتيات يمارسن :" العادة الشهرية " لإشباع جانب - مظهر - من غريزة النوع ؛ فالعلاقة الجنسية السوية والطبيعية السليمة ليست هي فقط التي تشبع هذا الجانب .... هناك عدة مظاهر يتم الإشباع من خلالها .. وينبغي أن نعلمها وندركها ونفهمها ونعمل بها ... مصيبة أن نقصر هذه المسألة فقط على الإشباع الجنسي ... أقول هذا لأنه إذا كانت الفتاة تعلم شرعاً حكم هذه المسألة من الناحية الشرعية بشكل واضح تمكنت من الإبتعاد عن مثل هذه العادات السيئة . . . . أقول العلم الشرعي ينبغي أن يسبق الحالة ... وهذا دور الأمهات والأباء والمربين .

لا يصح أن نترك الفتيات والشباب هكذا دون توعية كافية لمسائل تخص مستقبلهم وحياتهم الواعدة .

[د. محمد الرمادي]

تمهيد بعد التمهيد :

" أخواتي أعضاء المنتدىٰ : منتديات بنات مصر الفاضلات الكريمات العفيفات المصونات المحترمات ... " .

" إخواني أعضاء المنتدىٰ "

: " ما نفعله نحن؛ وما يجري علينا؛ وما يحدث حولنا في العديد من الأصعدة يعود في الدرجة الأولىٰ إلىٰ حالة الضعف الشديد الذي طرأ علىٰ الأذهان في فهم الإسلام، كما يعود إلىٰ الكيفية الذهنية لتلقي علوم الدين؛ وإدراك مراد الله عز وجل في خطابه الذي أوحاه إلى رسوله بواسطة جبريل أمين السماء " ،

كما

" يعود إلىٰ الطريقة العقلية في فهم الإسلام ... وهذه الحالة تعود بنا إلىٰ العديد من السنين وحالة الإنحطاط الذهني والإنكسار الفكري التي وصلت إليها الأمة، فهي ليست وليدة اليوم بل هي تراكمات استمرت منذ سنوات وسنوات؛ وهذه المسألة لا تخص فقط أتباع النبي الخاتم والرسول القرشي العدناني الإبراهيمي " .

بل

" تعود كذلك بالضرورة إلى ضعف بل غياب دور المؤسسة الدينية "الكنيسة" الكاثوليكية الغربية والمرقسية الشرقية وتأثيرها في الحياة العامة، فالمسألة ليست حوائط وبنيان بل عقل وذهن ووجدان أعني إكتمال إنسان ".

" إذ أن السلوك الآدمي يرجع لمجموعةٍ من الأفكار التي يحملها ذهن إنسان ويترجمها إلى أعمال وأقوال وتصرفات وفق منظومة متكاملة يعيش بداخلها؛ يضاف إلى هذه المجموعة من الأفكار مجموعة آخرى من المفاهيم عن الحياة ومفرداتها وحزمة آخرى من المقاييس يعود إليها وحزمة من القناعات تسيطر على المناخ العام، فـ إذا حدث خلل جوهري أساسي- وليس خلل عارض – في تلك المجموعات والحزم .. وجدت حالة قلق نفسي وإضطراب روحي عند من يعلم هذه المجموعة من الأفكار وتلك الحزم من القناعات والمقاييس والقناعات ... فـ تتحول هذه القيم والمقاييس والقناعات إلى مجرد معلومات ليس لها واقع في الحياة اليومية؛ فـ لا يمارسها ؛ ولا يتعامل معها ولا يترجمها في سلوك .. تماماً كمن لديه معلومة ان هناك قارة – دولة – منطقة – اسمها "استراليا" وعليها يعيش - يوجد - حيوان يطلق عليه "الكانغرو" .. دون أن يزور تلك الدولة أو المنطقة ودون أن يرى بعين رأسه هذا الحيوان "....

فـ

" يحدث نتيجة هذا الغياب أو الضعف صراع بين أفكار جديدة دخيلة على المجتمع والفرد والكيان القائم في منطقة بعينها وبين المجموعة " القديمة " .... وغالباً يتنصر القوي بأدواته وآلته على الضعيف " .

" والنتيجة الأخيرة هي ماتمر بها المنطقة العربية أو العالم الإسلامي منذ سنوات عجاف طوال. ... "

".لماذا نُعِيدُ تمهيداً في وسط بحث نقدمه منذ شهور طويلة .

" السبب – عندي – هو حالة الضعف المعرفي ؛ وليس حالة الضعف الشرعي – إلا مَن رحم ربي – في المسائل الحياتية اليومية الملازمة لوجودنا الإنساني " .. الغريب أن واسطة التعلم – الشبكة العنكبوتية – لم ترفع من مستوى الثقافة عند من يتعاطى الإنترنت يومياً ؛ حتى أن بعض المتخصصين في المجال الإجتماعي نبهوا منذ سنوات بأن شاب –رجل – الغد ســ يفتقد القدرة على الحوار لأنه يتعامل مع أجهزة صماء فلا يتكلم بما يسمع ولا يتفاعل يتعامل بما - يتحاور مع - يجرى حوله... ".

[مُحَمَّدٌ فَخْرُ الدينِبْنُ إِبْرَاهِيمَالرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ؛ التي تطل على البحيرة المتوسطية ؛ الأحد :٢٣ محرم ١٤٣٦]

[د. محمد الرمادي]

﴿ «„ حُكْمُ النِّكَاحِ – الْجِمَاعِ - فِي زَمَانِ الْحَيْضِ ‟ »﴾

[د. محمد الرمادي]

ما هو : „ الْمَحِيضُ ‟ !؟
*****

****

***

**

*

تَفْسِيرِ „ الْمَحِيضِ ‟ :

الْمَحِيضُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ هُوَ :
[١. ] الْحَيْضُ [ الدم ] ،
وَ قِيلَ

[٢. ] زَمَانُهُ ،
وَ قِيلَ

[٣.] مَكَانُهُ .

وبما أن المسألة لها ثلاثة أقوال تبدو أنها متعارضة ... فــ هذا الأمر يحتاج إلى بيان

فـــ إليكِ البيان :

[د. محمد الرمادي]

الدليل الشرعي ؛ والذي يعتمد عليه المجتهد - العالم ؛ الفقهيه - إما أن يكون
[ 1] قطعي الثبوت ، قطعي الدلالة ؛
[2 ] قطعي الثبوت ، ظني الدلالة ؛
[3] ظني الثبوت ، قطعي الدلالة ؛
[4] ظني الثبوت ، ظني الدلالة .

القطعي الثبوت : كل النص القرآني اي 114 سورة فهي قطعية الثبوت أنها جاءت من عند الله تعالى . وأيضا السنة المتواترة .

وظني الثبوت وهي الأحاديث الآحادية
وظني الدلالة أي أن اللفظ يحتمل أكثر من معنى ؛ فالقروء مثلا يحتمل لغة زمن الطهارة ويحتمل أيضا زمن الحيض اي زمن نزول - خروج الدم - فعلي المجتهد أو الفقهيه أو العالم أي يتبنى - يختار - معنى منهما ؛ وقد يكون للفظ معنى ثالث . . . وهكذا

نبدء بالدليل القطعي الثبوت ؛ وهنا نقصد القرآن الكريم ... لكن تبدو كلمة :"الْمَحِيضِ" ليست قطعية الدلالة بل ظنية الدلالة أي تفيد أكثر من معنى . .
فــ قَوْله تَعَالَىٰ ذكره وسما مجده

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
[آيَةُ: ٢٢٢ ؛« السُّورَةَ الَّتِي تُذْكَرُ فِيهَا: „ الْبَقَرَةُ ‟ (2)]

[د. محمد الرمادي]

قال الْمَاوَرْدِيُّ؛ في

فقه مذهب الإمام الشافعي في

كتابه : „ الْحَاوِي الكبير ‟

في بحث حَيْضِ الْمَرْأَةِ وَطُهْرِهَا وَاسْتِحَاضَتِهَا

فَبَدَأَ بِتَفْسِيرِ الْآيَةِ .

فَأَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ﴾
[آيَةُ: ٢٢٢ ؛ مِن سُّورَةِ : „الْبَقَرَةِ‟] :
فَالْمَحِيضُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عِبَارَةً عَنْ دَمِ الْحَيْضِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وهذا ما ذهب إليه السادة الشافعية.

[د. محمد الرمادي]

:"وَالْمَحِيضُ - كَمَا قَرَّرْنَاهُ - هُوَ مَفْعَلٌ مِنَ الْحَيْضِ ، وحين قلنا بـ ظنية دلالة كلمة :" محيض" ؛ جاء هذا إذ يَصْلُحُ - لفظ المحيض - مِنْ حَيْثُ اللُّغَةِ لِلْـــ
[1. ] مَصْدَرِ ؛
وَ
[2. ] الزَّمَانِ ؛
وَ
[3. ] الْمَكَانِ ،

فَــ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ مِنَ الْأُدَبَاءِ زَعَمُوا أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ ،
وَ
كَأَنَّهُ قِيلَ : عَنِ الْحَيْضِ ،
وَ
بِهِ فَسَّرَهُ :

1.) الزَّمَخْشَرِيُّ ،
وَ
بِهِ بَدَأَ :

2. ) ابْنُ عَطِيَّةَ قَالَ : الْمَحِيضُ مَصْدَرٌ كَـــ الْحَيْضِ ، وَمِثْلُهُ الْمَقِيلُ مِنْ قَالَ يَقِيلُ ".


وَالْمُرَادُ مِنَ السُّؤَالِ عَنِ الْمَحِيضِ السُّؤَالُ عَنْ قُرْبَانِ النِّسَاءِ فِي الْمَحِيضِ بِدَلَالَةِ الِاقْتِضَاءِ ، وَقَدْ عَلِمَ السَّائِلُونَ مَا سَأَلُوا عَنْهُ وَالْجَوَابُ أَدَلُّ شَيْءٍ عَلَيْهِ.

الْمَحِيضِ وَهُوَ مَفْعَلُ [أي على وزنه] ، مِنْ حَاضَ يَحِيضُ إذَا سَالَ حَيْضًا ، تَقُولُ الْعَرَبُ: حَاضَتْ الشَّجَرَةُ وَالسَّمُرَةُ : إذَا سَالَتْ رُطُوبَتُهَا ، وَحَاضَ السَّيْلُ : إذَا سَالَ .

يُقَالُ حَاضَتْ حَيْضًا وَمَحَاضًا وَمَحِيضًا وَالْمَصْدَرُ فِي - هَذَا الْبَابِ بَابُهُ الْمَفْعَلِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ .
وَ الْمَحِيضِ :

" هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ الدَّمِ الَّذِي يُرْخِيهِ الرَّحِمُ فَـ يَفِيضُ ".

**

قلنا سابقاً أن : الْمَحِيضَ ، مَفْعَلُ ، مِنْ حَاضَ ، فَـ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ كَوْنُ .
عِبَارَةٌ عَنْ :
﴿ ١. ﴾ الزَّمَانِ ؛
أَمْ عَنْ :
﴿ ٢. ﴾ الْمَكَانِ ؛
أَمْ عَنْ :
﴿ ٣. ﴾الْمَصْدَرِ حَقِيقَةٌ أَمْ مَجَازٌ ؟
وَقَدْ قِيلَ : إنَّهُ عِبَارَةٌ عَنْ زَمَانِ الْحَيْضِ وَعَنْ مَكَانِهِ ، وَعَنْ الْحَيْضِ نَفْسِهِ .

قلتُ :" وبما أن المسألة يوجد فيها خلاف بين السادة العلماء؛ إذ أنهم لم يتفقوا على رأي واحد في المسألة؛ وهذا يعود إلى وضع اللغة؛ وجب علينا التحقيق وأن نميل إلى رأي – قول – من هذه الأقوال المعتبرة ".

وَتَحْقِيقُهُ عِنْدَ مَشْيَخَةِ الصَّنْعَةِ قَالُوا : إنَّ الِاسْمَ الْمَبْنِيَّ مِنْ فَعَلَ يَفْعِلُ لِلْمَوْضِعِ مَفْعَلُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ كَـ الْمَبِيتِ وَالْمَقِيلِ ،

وَ

الِاسْمُ الْمَبْنِيُّ مِنْهُ عَلَى مَفْعَلُ بِـ فَتْحِ الْعَيْنِ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ الْمَصْدَرِ كَـ الْمَضْرَبِ ، تَقُولُ : إنَّ فِي أَلْفِ دِرْهَمٍ لَمَضْرَبًا ، أَيْ ضَرْبًا وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى ﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [آيَةُ: ١١ ؛ سُورَةُ : „ النباً.‟] أَيْ عَيْشًا . :"

وَ

الْمَحِيضُ اسْمٌ عَلَى زِنَةِ مَفْعِلٍ مَنْقُولٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْمَصَادِرِ شَاذًّا عَنْ قِيَاسِهَا لِأَنَّ قِيَاسَ الْمَصْدَرِ فِي مِثْلِهِ فَتْحُ الْعَيْنِ " .

وَقَدْ يَأْتِي الْمَفْعِلُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ لِلزَّمَانِ ، كَـ قَوْلِنَا : مَضْرِبُ النَّاقَةِ أَيْ زَمَانُ ضِرَابِهَا . :" الْمَفْعِلَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ جَيِّدٌ وَوَجْهُ جَوْدَتِهِ مُشَابَهَتُهُ مُضَارِعَهُ لِأَنَّ الْمُضَارِعَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَهُوَ مِثْلُ الْمَجِيءِ وَالْمَبِيتِ ، وَعِنْدِي – الحديث لــ ابن عاشور ؛ صاحب التحرير والتنوير - أَنَّهُ لَمَّا صَارَ لْــ مَحِيضُ اسْمًا لِلدَّمِ السَّائِلِ مِنَ الْمَرْأَةِ عُدِلَ بِهِ عَنْ قِيَاسِ أَصْلِهِ مِنَ الْمَصْدَرِ إِلَى زِنَةِ اسْمِ الْمَكَانِ وَجِيءَ بِهِ عَلَى زِنَةِ الْمَكَانِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ صَارَ اسْمًا فَــ خَالَفُوا فِيهِ أَوْزَانَ الْأَحْدَاثِ إِشْعَارًا بِــ النَّقْلِ فَرْقًا بَيْنَ الْمَنْقُولِ مِنْهُ وَالْمَنْقُولِ إِلَيْهِ ،

وَ

يُقَالُ حَيْضٌ وَهُوَ أَصْلُ الْمَصْدَرِ : يُقَالُ : حَاضَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا سَالَ مِنْهَا ؛ كَمَا يُقَالُ : حَاضَ السَّيْلُ إِذَا فَاضَ مَاؤُهُ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْحَوْضُ حَوْضًا لِأَنَّهُ يَسِيلُ ، أَبْدَلُوا يَاءَهُ وَاوًا وَلَيْسَ مَنْقُولًا مِنِ اسْمِ الْمَكَانِ؛ إِذْ لَا مُنَاسَبَةَ لِلنَّقْلِ مِنْهُ ، وَإِنَّمَا تَكَلَّفَهُ مَنْ زَعَمَهُ مَدْفُوعًا بِــ الْمُحَافَظَةِ عَلَى قِيَاسِ اسْمِ الْمَكَانِ مُعْرِضًا عَمَّا فِي تَصْيِيرِهِ اسْمًا مِنَ التَّوَسُّعِ فِي مُخَالَطَةِ قَاعِدَةِ الِاشْتِقَاقِ" .

وَقَدْ يُبْنَى الْمَصْدَرُ أَيْضًا عَلَيْهِ ، إلَّا أَنَّ الْأَصْلَ مَا تَقَدَّمَ . وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ إلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ ﴾ [آيَةُ: ٤٨ ؛ سُورَةُ : „.المائدة.‟] أَيْ رُجُوعُكُمْ ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ ﴾ [آيَةُ: ٢٢٢ ؛ سُورَةُ : „.البقرة.‟] أَيْ عَنْ الْحَيْضِ .
وَإِذَا عَلِمْت هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ ، فَالصَّحِيحُ عِنْدِي – الحديث هنا لـ ابن العربي في كتابه أحكام القرآن - أَنَّ كُلَّ فِعْلٍ لَا بُدَّ لِكُلِّ مُتَعَلِّقٍ مِنْ مُتَعَلِّقَاتِهِ مِنْ بِنَاءٍ يَخْتَصُّ بِهِ قَصْدًا لِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمَعَانِي بِالْأَلْفَاظِ الْمُخْتَصَّةِ بِهَا ، وَهِيَ سَبْعَةٌ :

[1] الْفَاعِلُ ،

وَ

[2] الْمَفْعُولُ ،

وَ

[3] الزَّمَانُ ،

وَ

[4] الْمَكَانُ ،

وَ

[5] أَحْوَالُ الْفِعْلِ الثَّلَاثَةِ مِنْ مَاضٍ ، وَمُسْتَقْبَلٍ ، وَحَالٍ ، وَيَتَدَاخَلَانِ ، ثُمَّ يَتَفَرَّعُ إلَى عَشَرَةٍ وَإِلَى أَكْثَرَ مِنْهَا بِحَسَبِ تَزَايُدِ الْمُتَعَلِّقَاتِ .

وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَبْنِيَةِ يَتَمَيَّزُ بِخُصُصِيَّتِهِ اللَّفْظِيَّةِ عَنْ غَيْرِهِ تُمَيِّزُهُ بِمَعْنَاهُ ، وَقَدْ يَتَمَيَّزُ بِبِنَائِهِ فِي حَرَكَاتِهِ وَتَرَدُّدَاتِهِ الْمُتَّصِلَةِ وَتَرَدُّدَاتِهِ الْمُنْفَصِلَةِ ، كَقَوْلِك : مَعَهُ ، وَلَهُ ، وَبِهِ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ .

فَإِذَا وَضَعَ الْعَرَبِيُّ أَحَدَهُمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ جَازَ ، وَهَذَا عَلَى جِهَةِ الِاسْتِعَارَةِ ، وَهَذَا بَيِّنٌ لِلْمُنْصِفِ اسْتَقْصَيْنَاهُ مِنْ كِتَابِ مُلْجِئَةِ الْمُتَفَقِّهِينَ إلَى مَعْرِفَةِ غَوَامِضِ النَّحْوِيِّينَ " ؛ فَإِذَا ثَبَتَ هَذَا وَقُلْت مَعْنَى قَوْله تَعَالَى ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ ﴾ [آيَةُ: ٢٢٢ ؛ سُورَةُ : „.البقرة.‟] زَمَانِ الْحَيْضِ صَحَّ ، وَيَكُونُ حِينَئِذٍ مَجَازًا عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ السَّبَبُ الَّذِي كَانَ السُّؤَالُ بِسَبَبِهِ ، تَقْدِيرُهُ : وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْوَطْءِ فِي زَمَانِ الْحَيْضِ .

وَإِنْ قُلْت : إنَّ مَعْنَاهُ مَوْضِعُ الْحَيْضِ كَانَ مَجَازًا فِي مَجَازٍ عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفَيْنِ تَقْدِيرُهُ ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ ﴾ [آيَةُ: ٢٢٢ ؛ سُورَةُ : „.البقرة.‟] أَيْ : عَنْ الْوَطْءِ فِي مَوْضِعِ الْحَيْضِ حَالَةَ الْحَيْضِ ؛ لِأَنَّ أَصْلَ اسْمِ الْمَوْضِعِ يَبْقَى عَلَيْهِ وَإِنْ زَالَ الَّذِي لِأَجْلِهِ سُمِّيَ بِهِ ؛ فَلَا بُدَّ مِنْ تَقْدِيرِ تَحْقِيقٍ فِي هَذَا الِاحْتِمَالِ ، لِظُهُورِ الْمَجَازِ فِيهِ .

وَ

إِنْ قُلْت مَعْنَاهُ : وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْحَيْضِ ، كَانَ مَجَازًا عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ وَاحِدٍ ، تَقْدِيرُهُ : وَيَسْأَلُونَك عَنْ مَنْعِ الْحَيْضِ ؛ وَهَذَا كُلُّهُ مُتَصَوَّرٌ مُتَقَرِّرٌ عَلَى رِوَايَةِ مُجَاهِدٍ وَثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ ،

وَ

حَدِيثُ أَنَسٍ مُتَقَدِّرٌ عَلَيْهَا كُلِّهَا تَقْدِيرًا صَحِيحًا ؛ فَــ يَتَبَيَّنُ عِنْدَ التَّنْزِيلِ فَلَا يَحْتَاجُ إلَى بَسْطِهِ بِتَطْوِيلٍ".

بعد هذا التجوال في لغة القرآن ؛ لغة الضاد ؛ نستفيد إذ ينبغي أن نرتفع نحن إلى اللغة العربية الفصحى التي نزل بها القرآن لا أن نخفض من لغة القرآن السامية إلى اللغة العامية التي نتحدث بها ليلاً ونهاراً.

**

[د. محمد الرمادي]

نرح أنفسنا بالذكر الحكيم فقد قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب ﴾ [آيَةُ:٢٨؛سُورَةُ: الرعد]
وقال سبحانه ﴿ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾ [آيَةُ:٦؛ سُورَةُ: المائدة]
وقال مَن رفع السماء بغير عمدٍ نراها : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين ﴾ [ آية ٢٢٢ ؛ من السُّورَةَ الَّتِي تُذْكَرُ فِيهَا « الْبَقَرَةُ:٢» ]
**
فإذا سمعنا كلام الله تعالى في سماه وتقدست اسماه يخبرنا عن أمر يصيب أمهاتنا أو زوجاتنا أو بناتنا أم خالتنا أو عماتنا ؛ فبذكر الله تهدأ النفوس ؛ لأن الكلام كلام خالق ؛ أمرة كائن إذ هو بين الكاف والنون ؛ بل هو موجود بمجرد أن يكن. وحين نسمع من صاحب الهدي القرآني ومبعوث العناية الآلهية يقول ؛ فـ :"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ زَوْجِ دُرَّةَ ابْنَةِ أَبِي لَهَبٍ ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ قَالَتْ : قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ :
" يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ " ؛
فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ " ،

وَ
" أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ،

وَ
" آمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ " ،

وَ

" أَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ " ،

وَ
" أَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ " . " .

فالقارئ لكتاب الله هو المدرك لمعانيه والفاهم مقاصده .

ثم يكمل عليه السلام ؛ فــ :" عَائِشَةُ ، تَقُولُ :
" خَرَجْنَا لَا نَرَى إِلَّا الْحَجَّ ، فَلَمَّا كُنَّا بِسَرِفَ حِضْتُ " ، فَــ " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي ، قَالَ :
" مَا لَكِ ، أَنُفِسْتِ ؟ "؛
قُلْتُ : " نَعَمْ " ،

قَالَ :
" إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ " .
وبهذا نفهم أنه وجب التفقه في دين الله تعالى نصاً ؛ ثم أكمل الوحي البحث بقبول ما كتبه الله سبحانه وتعالى على بنات حواء ؛ وهذا مثال وتنبيه على أنه من باب أولى قبول كل أوامره والرضا بقصاءه وقدره، والمسألة التي نبحثها - الحيض ؛ وأحكامه - مسألة قدرت على بنات آدم ؛ ولعل الحالة النفسية قد تزعج بعض نساءنا ؛ كما ظهر من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وعن أبيها بحزنها وهي الصالحة الصديقة بعدم قدرتها على آداء المناسك فبكت ؛ وهي دموع تدل على رغبتها في أكمال المشاعر ؛ فنبهها صاحب الشرع الحنيف بأنه أمر كتب عليهنَّ جميعاً ؛ فلا داعي للحزن أو ما يصاب أحداهن بألم ووجع في أسفل البطن وهي حالة نفسية .



قال المصطفى الهادي والرسول المجتبى والنبي المرتضى :" عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " النَّاسُ لآدَمَ وَحَوَّاءَ " .

[د. محمد الرمادي]

ينبغي أن نقسم آية البقرة إلى مقاطع :
« „ ١ ‟ .» الأول : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ﴾


« „ ٢ ‟ .» المقطع الثاني من الآية : ﴿ فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ﴾

« „ ٣ ‟ .» المقطع الثالث ﴿ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾

« „ ٤ ‟ .» المقطع الرابع ﴿ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ﴾

« „ ٥ ‟ .» المقطع الخامس ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [ آية ٢٢٢ ؛ من السُّورَةَ الَّتِي تُذْكَرُ فِيهَا « الْبَقَرَةُ :٢» ]

« „ وكل مقطع يحتاج لتفصيل وتبيان ليظهر مراد الحق تبارك وتعالى من آية البقرة .‟ »

[د. محمد الرمادي]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

[ آية ٣٠ ؛ سورة النمل ٢٧]

رَبِ يَسِّرْ .. وَبِهِ ثِقَتِي . وَهُوَ حَسْبِي . وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ..
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُهْتَدِينَ وَعَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ .

مدخل؛ و تمهيد لمسألة :

" الدماء الخارجة من رحم المرأة " .

﴿ « „ „ بابُ الـحَيْضِ‟ ‟ » ﴾

:" هذا الباب من أصعب أبواب الفقه عند الفقهاء، وقد أطالوا فيه كثيراً.

وفيما يبدو لنا أنَّه لا يحتاج إلى هذا التَّطويل والتفريعات والقواعد التي أطال بها الفقهاء ـ رحمهم الله ـ

والتي لم يكن كثيرٌ منها مأثوراً عن الصَّحابة رضي الله عنهم. فالمرأة إذا جاءها الحيض تركت الصَّلاة ونحوها، وإذا طَهُرَتْ منه صلَّت، وإذا تنكَّر عليها لم تجعله حيضاً.


فــ قواعده في السُّنَّة يسيرة جدًّا، ولهذا كانت الأحاديث الواردة فيه غير كثيرة.


ولكن بما أننا نقرأ كلام الفقهاء، فيجب علينا أن نعرف ما قاله الفقهاء ـ رحمهم الله ـ في هذا الباب، ثم نعرضه على كتاب الله وسُنَّة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فما وافق الكتاب والسُّنَّة أخذناه، وما خالفهما تركناه، وقلنا: غفر الله لقائله." [*]
-اعْلَمِي :" أَنَّ الْحَيْضَ ، وَالْمَحِيضَ مُجْتَمَعُ الدَّمِ " ؛ وهو دم طبيعة وجبلة؛ فـــ الْحَيْضُ هُوَ مَا يُرْخِيهِ الرَّحِمُ مِنَ الدَّمِ إِذَا كَانَ عَلَى وَصْفٍ "(1) ؛

:" فـ المراد بــ الحيض : الدم الخارج من قُبل [ الْقُبُلُ أَيْ الَّذِي هُوَ مَوْضِعُ الْوِلَادَةِ ] المرأة حال صحتها ، من غير سبب ولادة ؛ ولا افتضاض ."
: فــ " الحيض هو الدم الخارج من فرج المرأة على سبيل الصحة من غير سبب الولادة " .

:" فـ اتفق المسلمون على أن الدماء التي تخرج من الرحم " تخرج من فروج النساء ثلاثة:
[ ١. ] دم حيض: وهو الخارج في حالة الصحة،
و
[ ٢. ] دم استحاضة: وهو الخارج في حالة المرض، وهو غير دم الحيض لقوله عليه الصلاة والسلام « „إنما ذلك عِرْق وليس بالحيضة ”» (٢) ،و
[ ٣. ] دم نفاس: وهو الخارج مع الولد. ولكلٍ أحكام (٣).".


ثم قال ابن قدامة في شرحه على المقنع ؛ كأنه أراد أن يختصر ما قاله العلماء والفقهاء في كتبهم :
" الحيض " :
" دم يرخيه الرحم إذا بلغت المرأة في أوقات معتادة ".

و
" هو دم طبع الله النساء وجبلهن عليه وليس بدم فساد ؛ بل خلقه الله تعالى لحكمة تربية الولد ".

فــ " إذا حملت المرأة انصرف ذلك بإذن الله تعالى إلى غذائه ؛ ولذلك لا تحيض الحامل " .

فــ " إذا وضعت الولد قلبه الله بحكمته لبنا ؛ ولذلك قلما تحيض المرضع ".

فــ " إذا خلت المرأة من الحمل والرضاع بقي الدم لا مصرف له فيستقر في مكان ؛ ثم يخرج في الغالب في كل شهر [قمري] ستة أيام أو سبعة وقد يزيد على ذلك وتقل أشهر المرأة وتقصر على حسب ما ركبه الله تعالى في الطباع " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
[*] مدخل ابن العثيمين للباب .
( ١. ) سنوضحه في قابل الصفحات؛ بإذنه تعالى ومشيئته .
( ٢. ) رواه البخاري ومسلم عن عائشة، وسيأتي نصه الكامل، والمراد بقوله: عرق أي ينزف.
( ٢. ) بإذنه تعالى ومشيئته . هذا ما سنقوم بشرحه مستوفياً في قابل الصفحات . .
( ٤. ) ثبت المراجع والمصادر؛ والنقول والإستدلالات سنضعها في نهاية البحث بإذنه تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
**

سلسلة " التصفية والتربية "؛

السلسلة الثالثة : العبادات؛ الطهارة

?: د. الْفَخْرُ:

مُحَمَّدُ فَخْرُ الدينِ الرَّمَادِيُّ

بِـ ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْر َالْمَحْمِيَّةِ

-حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى -

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

حُرِّرَ في يوم الجمعة١٣ شهر صفر ١٤٣٦ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٥ من شهر نوفمبر عام ٢٠١٤ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.

**