ورقات من كراسة إسكندريات

[د. محمد الرمادي]

نعم .. أكرر لكِ كي تعلمي .. كي تفهمي .. كي تدركي .. كي تعقلي .. إنني أرى العالم كما أريد أن اراه... بل أصنع العالم كما أريد أن يكون ... هكذا أنا أكون وسأكون... لا تبحثي عن أعذار .. اعذارك واهية .. كدموع عينك كاذبة .. كلفظٍ يخرج من فمك لا تدركي له معنى فلا يصل إلى سمعي..
نعم لن أكرر .... أنا أصنع حياتي ... وأنت ورقة .. فقط قصاصة ورق في كراستي ... حروفها كتبتها ... وحين أريد سأمزقها ... وأرسلها عبر البحيرة المتوسطية إلى البحر الأحمر بالقرب من مسكنك...
هكذا ... أنت بالنسبة لي قصاصة ورق في صفحة كراستي ....
لم يتعلم رجل بعد -مثلي- البكاء على قصة أنهيتها بحرف من فمي..
لم يتعلم رجل بعد أن يسكب دمعة على كراسة حياته من أجل امرأة..

[د. محمد الرمادي]

تتجدد الحياة في عروق الرجل كل يوم جديد.. لتؤكد شبابه وقدرته على أداء مهامه.... تتجدد الحياة حين تبزغ الشمس من مرقدها ؛ وتخرج حسناء النهار من مخدعها .. وتقف الشمس في وسط السماء تعلن حضورها الزاهي.. فتختفي نجوم الليل حينها يذهب القمر لراحة إجبارية .. فقد أنبثقت شمس الشموس وسطع النهار ... وهكذا تذهب ليلة مظلمة لتأتي ساعة زاهرة ... وثانية عابرة من الحياة لن تتكرر... وهكذا هنَّ النساء بالنسبة لرجل يشغله فكره ويُعْمِل دائماً عقله ويحزن لحالة أمته ... الرجل الذي يفكر في حالة أمة بأسرها يحتاج لمن يجدد شبابه .. ينبغي أن يكون شبابه دائم وذهنه منقدح وعقله في حالة تركيز شديد .... هناك .. أعمال .. وظائف .. مهن... تستغرق من الرجل لحظات حياته كلها تأخذ عمره كله ثانية بثانية ... فـــــــــــــ تأتي فتاة جديدة في مسيرة حياة رجل ... ... كانت رائعة في حفلة الزفاف المهندس عبد الرحمن الرمادي.. لم أكن أتصور أنها بهذه الخفة كــ فراشة تسبح في فضاء تحفها شموع تنير درب هذا الرجل .. وهذا الرجل بالذات ... دون بقية ال شباب الرجال .... تتوقف الكلمات حين يريد رجل مثلي أن يتحدث عن امرأة من طراز الملكات .. ومن نخبة الأميرات ... وفتاة من إمبراطوريات السلسلة العريقة ... تراقصت أمامه .. كـ ملكة في بلاط سلطان السلاطين ... تحركت في فناء إمبراطور الروم وقاعة إحتفالات قيصر الغرب وتراقصت عند كسرى الفرس في حدائقة الغَنَّاء.... أقتربت منه دون قصد ... كما وأظنها أنها لا تعرفني مع قرابتي الشديدة لعريس الفرح .. وأعتبرتني أحد المعزومين الشباب .. أو الكهول ... لقد تميزتُ ربما بحلة من طراز خاص .. تعودت على تفصيلها عند الحائك الخاص بي .... وقميص فُصِلَ لي خصيصا من مكة المكرمة من حين وزمن وكان يناسب البدلة الفاتحة ..... تراقصت أمامي وأنا أحاول فقط أن أخبر العريس بأمر ما .. أظن قرب توزيع العشاء على الضيوف وكأنها تريد أن تكمل الليلة دون طعام إلا من غذاء الملكات من خلال -فقط - نظرات ... أو شراب من زلال يتدفق من تحت لحظٍ مكحول .... ... توقفت كثيرا عن الحديث معه يكفيني أنها تقدمت لتقل لي شيئاً .... بعين تحكي أكثر من فم يتكلم ... لمستْ -هي- يدي .. كأنها قائلة في صمت رهيب :"أريد أن اتراقص معك طوال الليل." .... لم أتمالك أمري وقدرتي على الحديث -كما أدعي - إلا أن أتقدم بلمس اليد الحريرية ... التي يكسوها فستان أزرق كـ سماء صافية ... مرصع بقطع من الخرز اللامع .... تسمرتُ في مكاني وما كان مني إلا أن بادرت باللمس .. كأني لا أملك إلا هذا من أمري.. .... وكأن هناك إتفاق سري بين عروس الحفل وضيفتها من المعازيم أن نقترب معاً .. حول حلقة حطب النار في صحراء نجد ... لا يملك صاحب الحفل إلا أن يحرك الحطب المحترق لتنشعل النار أكثر كي تحسن النار طهي الخرفان ... ولم أكن أدري أن الذي يتم طهيه على نار حامية قلب يحترق لوعة من تجربة سالفة مؤلمة .... هكذا تأتي الأقدار بما لا تنتظره البشر كما وتهب الرياح أحيانا كما تشتهي السفن .... بكافة المقاييس لن يمكن أن تحدث هذه الحادثة ... إلا فقط في الأحلام .... اللهم أجعله خير.. قالت لي جدتي ذات يوم .... الجائع يحلم بسوق العيش.... ولم تعلم جدتي -حقيقةً -أن العاشق المتألم يحلم بسوق الجواري ....

[د. محمد الرمادي]

«الرائع .. حقاً أنه بعد إرهاق شديد وجهد متواصل لتحقيق هدف ... ثم يستريح -الرجل- لبضع ساعات بالقرب من شعر مبعير لــ خصلة من خصلاتها معطرة بعطر خاص أحضرته لها من عاصمة الحب والجمال خصيصة لها .. فقط.. لحظتها .. يشعر الرجل بأنه يملك الدنيا بزمامها... فتقترب من ذهنه فتاة أحلامه ... ليضع قبلة الاعتراف بالجميل فوق ظهر يدها الحريري... عجيب هذا العملاق ... يصاب بحالة من الخضوع بين أصبعين رقيقين من أصابع ذات فضل تحت يد امرأة .. الأولى في حياته وتصبح د ائماً هي الأولى «أم الرجل» «أما الثانية فهي تلك الأنثى ... امرأة من طراز أم الرجل تضعه فوق السحاب بالقرب من النجوم ... عجيب حقا ورائع في نفس الوقت هذا المخلوق ... صنيع المرأة... .»»

[د. محمد الرمادي]

[«﴿[ـــ أعلمي ... أنك المرأة الوحيدة في هذا العالم المترامي الأطراف .... والذي لا أرى فيه سواك... أمرأة ـــ]﴾»].
و [«﴿[ـــ اعلمي .. أن الرجل الوحيد في هذا العالم والذي لا يتحرك إلا تحت ضوء عينيك ... ـــ]﴾»] .
و [«﴿[ـــ أعلمي ... أن غرامك ... سر وجود ... وحبك سر حياة .... ورمش يغطي جوانحي في ليل برد ... إنني أرحل معك كما أريد ... ولا أملك من عناءك معي في سفري ... إلا أن اضع قبلتي فوق ظهر يدك .... ـــ]﴾»].
و [«﴿[ـــ أعلمي ... إنني أتحين الفرص كي أظل أطول مدة معك .... بداية النصف الثاني من ديسمبر وحتى نهاية النصف الأول من يناير 2017 ... سأكون لكِ بمفردي ..... لا عمل لا كمبيوتر ولا حاسوب في يدي ... أجاورك .... بجوار البيت العتيق .... ومرقد من طيب الثرى بجسده .... ـــ]﴾»].
محمد : السبت 14 محرم 1438~16 / 10 2016

[د. محمد الرمادي]

وأخيراً وبعد عناء .. عرفت اين مسكنك!!.

وأخيراً وبعد جهد جهيد .. عرفتُ كيف اصل إلى مخدعك!!
وأخيراً وبعد معاناة .. أتمكن من وضع قبلة فوق أصبعك!!

وأخيراً وبعد طول إنتظار .. أقدر في كل حين أن اراقبك!!

أخيراً وأخيراً .. يا لها من مفاجأة لي قبل أن تكون لكِ!!

**

أنتِ تسكنين في عيني... مسكنك بين الهدب والرمش

وتنيرين ليَّ الطريق كل صباح و نهار فأنتِ شمس

[د. محمد الرمادي]

هل تعلمين ... تسمعين ... تدركين ما يقوله نبض قلبي لكِ ... صباح مساء.
هل أدركت لوعة الفراق... وبعد مسافة اللقاء... إذ أنها تكون في قارة آخرى غير التي تسكنينها ... أتدرين ما معنى إنتظار إقلاع الطائرة من مطار غريب موحش كـ ليل بهيم.... أتعلمين مدى شوقي وحزني حين تتعطل الطائرة لأسباب أمنية أو عطل فني .... أو بلاغ كاذب...
هل تفهمين لحظة أن تنادي وصيفة الطيران الأرضي على راكب تقترب حروف اسمه مني ... كأني انتظر منك رسالة ... تقولين فيها.. أنتظرك في صالة الوصول ... فلا تغيب....
أتفهي ما أقوله .. أم مازلت تلك الفتاة التي مازالت تلعب بعرائسها ... بغرفتها....
يجنني الإنتظار .... يقلقني الإقلاع من مطار إلى آخر .....

على المدى البعيد ... هناك سفرة لأرض الخليج .... المتوقع السفر في المنتصف الثاني من شهر الجليد إلى منتصف شهر الصقيع... وصحراء حياتي لم تنبت فيها شجرة قربك بعد..... وكما تدعين الجاكت الصوفي لم تنتهي من غزله بعد ....
محمد الثلاثاء 1 صفر 1438ه~ 01 / 11 / 2016م

[د. محمد الرمادي]

أنتِ ... وإلى الأبد ... المرأة الوحيدة في حياتي ... القصيرة نسبياً ... وامتلكتِ زمامها بجدارة... فــ بأطراف اصابعك الرقيقة تحركين أوتار قلبي على النغمة التي تريدين أنتِ سماعها ... أنتِ تقدرين في لحظة ... إغضابي وفي اللحظة التالية تسقطين قطرات العسل فوق شفتي كي ابتسم ...
أنتِ تلك الأنثى الأبدية ... فمنذ زمن... وأنتِ في خيالي ... كما كنتِ أنت في أول لحظة رأيتك فيها في مكتبة الجامعة تبحثين عن مرجع .... لم يتسرب شعرة شيب على شعرك الكستنائي ... إني أتمايل رقصاً معك بمجرد أن تبدءِ في إلقاء تحية الصباح .. وأنا ما زلتُ في غفوتي ... أدركتِ منذ اللحظة الأولى لمعرفتك بي أنني أحتاج لوقت كي أفيق من نومتي أو مِن أحلامي.... لا أفيق إلا تحت دش ساخن مع صدى آيات قرأنية فقط من حنجرة شيخي المفضل ... لآ أدري كيف أدركت .. أنني ابحث دائما عن قطع خاصة من الجبن التركي أو المصري ... لم أعلم أنني أفضل هذا إلا عندما قلتِ سأحضر لك طبقك المفضل بيدي ..... في آحدى جلسات العمل مع الفطور ...

لقد كنت اسرع من البرق في معرفة أحوالي وهذا هو سر الأنثى الخالدة ... امرأة تعلم ما يريده الرجل منها...
كنتُ أظن أن أمي فـ جدتي فـ عمتي تفهمني بسرعة حتى وطأت قدماك عتبة مكتبة الجامعة ... اعترف أن عمتي لا حظت أنني في يوم بعينه أرتدي قميصاً جديدا لم يسبق لي من قبل أن لبسته ... وعرفتْ لماذا.. .. كم يظهر طفولة الرجل البالغ أمام المرأة المحبة سواء كانت من المحارم ... كـ أمه أو عمته ..خالته ...

وكم هو يغرق في طفولته وتفضحه سذاجته عندما تعرفه جيداً أنثى يريد أن يقترب قليلا من خصلتها .. ليضع قبلة أحترام خلف أذنها فيتعطر بمزيج عطرها الأصيل ....
الرجل يجن حين تدرك أنثاه أنه يريد الإقتراب منها وهي تتمنع ......ولسذاجته لا يفهم جيداً تمنعها .. أهو تمنع دلال أم خوف أم رهبة ... أم لا ترغب فيه ولا تريد أن تسمع دقات قلبه وتردد أنفاسه لهثاً خلفها ...

أعترف .. أنتِ بكل نساء العالم .... حتى قبيل البلوغ كانت جدتي هي المرأة الوحيدة في حياتي .. فهي التي تهتم بي ليل نهار ... تترك أولاد أبنائها الآخرين وتهتم فقط بي ... ثم جاءت عمتي حتى كتابة هذه السطور فهي المرأة التي تفهم ما يؤلمني ويغضبني... وما يسعدني ويفرحني .... فهي تفهم وحيدها .. لعل هنا مشكلة الرجل في كل عصر وزمان بغض النظر عن دوره في المجتمع أو مكانته في الشارع كمنظف رصيف أو رئيس دولة إنه يريد أن يشعر أن هذه .. فقط هذه المرأة تهتم به بمفرده إذ ليس هناك أحد آخر في الدنيا غيره .... ذكورة تربى عليها وهو مازال بين أحشاء مَن ولدته ... أو فوق صدر مَن أرضعته .. أو بين أصابع مَن كانت تنظفه في الصباح الباكر .. أو تدفء له كوب الحليب قبل أن يخلد إلى النوم ..... دائماً يدها ... أصابعها ... قلبها .. عيناها .... حوله .. معه .. بجواره ..
فهل هذا قدره كــ ذكر .. ومِن ثم كـ رجل ..

أقترب موعد سفري ... ولا اجد مَن يرتب لي أوراقي .. ويهيأ لي شنطة سفري... ما زلتُ في مكتبي ... ولم أتناول حتى هذه اللحظة وجبة الغذاء ... وقد مرت المغرب ونامت ال شمس في مخدعها .... فأين أنتِ الأن ...

**
محمد : الأحد 13 صفر 1438~13/ 11 / 2016

[د. محمد الرمادي]

﴿ « „﴿فردة ُقبابٍ فِي رجلكِ الشمال﴾‟» ﴾

... نعم ... أعترف -وهنا تظهر رجولية إنسان- وصعب أن يعترف الرجل بـ ضعفه -وإن وجد- أو يعترف بـ عجزه -وإن كان- أو يعترف بـ تقصيره -وإن حدث-... نعم أعترف أنني أحتاجك أكثر مِن ما مضى من زمن... وأكثر مِن أي وقت كان.

[د. محمد الرمادي]

﴿ « „﴿ اسعد بقربك ﴾‟» ﴾

اسعد بجوارك ... اسعد حين تمتد أطراف اصابعك تضع لمسة حنان فوق كتفي المثقل بهموم كيرة وأعباء.... سعيد حين تذكرين ما أحتاجه.. سعيد حين تذكرين مطالبي.. سعيد حين تقترب ساعة مغادرتي فأجد كافة ملفاتي في شنطنتي ثم تضعين وردة بيضاء فوقها كي أضعها في حمالة الجاكت... ثم تعدلين العلامة المميزة التي أحملها كـ شارة تدل على مِصريتي بين الحضور...

[د. محمد الرمادي]

[*] لكِ أن تقدري مدى شوقي إليكِ ... ولكِ أن تقدري مدى فرحي وسعادتي لقرب اللقاء... ولكِ أ، تقدري مدى ألمي لذلك البعد القهري .... خاصة بعد يوم ممتلئ بعمل شاق ... ومشاركة فعلية مع حضور ... ثم عودة إلى صومعتي كما أطلق عليها ... بعيداً عن الناس وعن الأهل والأحباب والأصدقاء ... ليس أمامي سوى خصلة من شعرك ... أختلستها -كما يحلو لي أن أقول- إثناء افتراشك لرمال الإسكندرية في ظهيرة ... وحين أفقت من نعاسك علمتْ خبر الإختلاس... يا تعب قلبي ... أعيش في أوهام الغربة وأعيش أحلام اليقظة... فتى يسرق الأحلام ... والسرقة لها حد في الإسلام ... يختلس من العذراى والإختلاس جرم له عقوبة... يعتدي على حرمات مَن لآ أملك زمام أمرها بوثيقة شرعية ... في غفلة من الزمان إثناء مرقدي في بحيرة الأوهام ... ولها حد جلد وتغريب سنة ... آه نسيت منذ أن عرفت الدنيا وأنا غريب .. مغترب ... ستكون لحظة يحترق فيها الجمر من شوقي إليكِ .... آلهي المغفرة والمسامحة ... حتى الأحلام ... والعيش مع الأوهام وتجرع كأس الحرمان ..... أشعر .. أحس ... أنني سأعاقب... عليه... ما يحميني ... أنني أعمل بشكل مثمر مفيد .... لوطن أعشق ترابه وأكحل عيني بغباره ...