.. اليوم الأول

[تناهيد الهوي]

لم يكن شيء كما كان . تغيرت الأشياء واختلفت الأوضاع . يومي الأول بعيدا عنك فاجأني بواقع لم أكن مستعدة له . فمنذ صباحي اكتشفت سيلا من المتغيرات ، تأملت المرآة فوجدت وجها غير وجهي ، شككت في المرآة . ولكن أينما نظرت في المرآة وجدت وجها يشبه وجهي غير أنه شاحب , وبعينين ذابلتين . ملامح قريبة ، لكن الشخوص بعيدة .
تشجعت وتناولت إفطاري ، فأدركت أنها غير قهوتي ، فهي ليست الطعم ولا النكهة ، مرارة حادة لم تلغها ملاعق السكر المضافة . من يا ترى تعمد أن يستبدل قهوتي ، من هذا الذي دخل في أدق خصوصياتي .
حاولت أن انظر للجانب المشرق كما علمتني دائما ، فغادرت المنزل لأبدأ يومي الجديد ففوجئت بالحديقة التي امام منزلنا لم تكن خضراء ، بل مساحات فارغة تضيع فيها بعض الأعشاب الصفراء. تعجّبت كيف تغيرت أحوال الحديقة في ظرف ساعات .
أكملت مسيرتي في هذا اليوم ، ولكني شعرت أن البشر حزانى ، وكل ملامحهم حادة ، وكلماتهم باهتة ، وجملهم ناقصة . ماذا أصاب الناس حتى انهم لم يعودو يبتسمون . واستغربت أن من أراهم دائما مشرقين بابتساماتهم ، وجدتهم اليوم عابسيين ، والوجوم يحيطهم . وفي المساء ، اكتشفت ان الوان ضاعت ملامحها
فالسماء التي كنا نتأملها ، ونتسابق في عد نجومها ، لم تعد زرقاء. والقمر الذي كان ينير جلساتنا المسائية ، ظهر هذه الليلة أيضا ، ولكنه بدون نور .أشياء كثيرة استجدت ، جعلتني أقلق على هذا العالم ، تعاطفت مع الناس ومع حال هذا الكون . أحداث كثيرة حدثت في اليوم الأول من غيابك ، لم تتح لي ان أفكر فيك كثيرا . فأعذرني يا حبيبي ..!



اليوم الثامن :

أكثر مكان رحابة في العالم
هي المساحة التي بين يديك
وأطول مسافة في الكون
هي الخطوة الألى
بعيدا عنك ....!