ما اروعك من رجل؟؟

[غزاوية وافتخر]

قصتي التي سأحكيها حصلت منذ 5 سنوات تقريبا ،، ولكنها مازالت مطبوعة بذاكرتي .. وأحفظ أدق تفاصيلها.. كنت اعيش في دولة الامارات .. وأنا في الصف الثاني ثانوي مررت بتجربة صعبة للغاية لا أدري لماذا ؟؟ أثرت على نفسيتي لهذه الدرجة.. في احدى الايام كنت في زيارة لعمي المريض في مستشفى العين وكنت ازوره كل اسبوع ،، في احدى مرات الزيارة ،، بينما انا ذاهبة إلى غرفة عمي ،، سمعت صوت بكاء عالي للغاية لدرجة أن أصابني الذهول !! نظرت من جانب الباب الذي يصدر منه الصوت ،، وإذ به رجل طويل الهامة ،، ضخم الجثة ،، رأسه عند أرجل امرأة يبكي ويبكي بشدة يقبل قدميها وثم يرجع يبكي بصوت اعلى ،، اذهلني المنظر لا أدري بأي حق ظللت واقفة أنظر لهذا الرجل .. المرأة موضوعة على الأجهزة .. .. من شدة بكاء الرجل .. أصبت بالفضول لأعرف ماقصته فذهبت إلى الممرضة الموجودة على الكاونتر ..كنت مترددة ولكن اصريت على السؤال والاستفسار.. قلت لها عن الرجل وسالتها ما قصته ومن هي تلك المراه الذي يحتضن ارجلها ويبكي .. فقالت لي أنها : أمــه نعم أمـه وهي مصابة بمرض السرطان بمراحله المتقدمة يعني منتشر في جميع انحاء جسدها" اللهم عافينا " وقالت لي ايضا انه يأتي كل يوم ويبكي ويبكي الى أن ينام مثل الطفل الصغير عند قدميها .. يالله يالله .. اصبت بالذهول بالحيرة وبالحزن .. تمنيت أنني لو لم أسأل .. أكملت مشواري .. مر الأسبوع كأنه شهر .. سنة أريد ان يأتي اليوم الذي أذهب فيه لزيارة عمي وأذهب لرؤية ذاك الرجل.. أتى اليوم واشتريت باقة زهور بيضاء .. وقبل أن أذهب لعمي مررت على تلك الغرفة لقد كان رقمها 101 نعم أحفظها للآن ولغد ولبعد غد.. طرقت الباب مرة مرتين ثلاث لم يفتح لي احد .. فتحت الباب بيدي كنت خائفة ولكن دخلت لم اجد الرجل ووجدت المراة جلست على الكرسي بجانبها.. ظللت اتأمل وجهها .. سرحت قليلا واذا بالرجل يدخل قال: السلام عليكم .. رديت السلام عليه وسالني من حظرتك؟؟ لم اعرف بماذا اجيب ..قلت له الحقيقة واني اتيت لأطمئن على تلك المرأه فابتسم والدموع تملأ عينيه وقال منذ 3 سنوات لم يزرنا احد غير الدكتور والممرضات .. استأذنت منه وخرجت وانا ابكي لاأدري لماذا انني لا اعرفهم لا يمتون لي بصلة وأتى الاسبوع الذي بعده وذهبت لرؤيتهم وكنت مصرة ان اعرف القصة كاملة ..سألته لماذا انتم هنا.. قال لي : امي مريضة بالسرطان وهي لاتتحرك منذ 3سنوات قلت له : انت ابنها الوحيد ؟قال : لا لي أربع اخوان ولكن لا يتعرفون علينا .. انا فقط الذي اخدمها فأنا كرست حياتي وعمري لأجلها ..أنا لم أتزوج لأجلها ..لم أتمتع بحياتي لاجلها لانها هي حياتي .. يقول تلك الكلمات والدموع تنهمر من عينيه ..يقول اريد ان ادفن معها .. اريد ان ادفن في احضانها.. هي حبيبتي وامي وزوجتي واولادي وبناتي هي كل شيء .. يا ســــلااااام إنك رجل رآآئع مآآاروعك ماأعظم أخلاقك ..شهامتك .اخلاصك.. حمدت له بالسلامة وخرجت وبعد شهر ونصف اتيت للمستشفى للعلاج فرأيت ان استغل الفرصة واذهب لرؤية تلك المراة وابنها،، مررت على الكاونتر وسالت عن غرفة رقم 101 كيف هي المريضة فقالت لي : ام محمد أعطتك عمرها الاسبوع اللي فات !!!! صدمت ..لا ادري هل ابكي هل اسكت ماذا افعل؟؟ سالتني انتي بتقربيلهم لم استطع الاجابة اصبت بذهول تام.. احببت أن أنقل لكم تجربتي الخاصة لربما تكون عبرة وعظة لنا .. آسفة على الإطالة وانتظر ردكم الكريم مما راق لي