قلم رصاص ليس للبيع الأن

[أبو نواف حمدي]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( قلم رصاص ليس للبيع الأن .. ربما في المستقبل )

,
,
,

عملاً بمبدأ العـــــــــــــرض و الطلـــــــــــب
ايها القـــــــــــــــوم
كما هو معروف فى شتى المجالات ان هناك سوق
يتبادل فيه الجميع البيع والشراء
اليوم سندخل لسوق الحياه والانسانيه
سنعرض سلع للبيع
واخرى مطلوبه للشراء
شروط السوق :

لا شروط كل شىء مباح وممكن
المعروض اليوم فى السوق:

سيارات - قصور - طائرات - يخوت
و كل ماهو فاخر من
الملابس - العطور
الذهب - النساء الحسناوات
و كل مظاهر الرفاهيه الممكنه


الأسعـــار :
اليوم الشراء بالتبادل وليس بالمال

المطلوب :
ضمائر ميتة
قلوب متحجرة
أوطان للبيع
أجساد عارية
أخلاق للزينة
أعراض - قطع غيار أدميه

ها هنا عرضنا لكم أفضل السلع الفاخرة

ولكن
هل تملك هذا المقابل !!

هل أنت مستعد
لتبيع ضميرك
ووطنك وعرضك
وجسدك
وأخلاقك ودينك
لتحصل على أفضل السلع

هذا هو قانون سوق الحياة
انظر وتأمل :

عندما يمتلك العرب
300 قناة
تتنافس على عرض فيديو كليب

وعندما يكون هناك 6 برامج مسابقات
لأختيار نجوم المستقبل فى الغناء

ولا يكون هناك برنامج واحد
لأكتشاف شباب قادر على تحمل مسئولية الأمة
والحفاظ على حيائها المفقودة فى سوق العولمة

عندما نكون ملوك اللغة فى العالم
ويهرول أبناونا للتعليم فى الخارج - وهنا لن نظلمهم جميعا فبعضهم أبدع وأفاد وطنه وامته -

فاذا كانت السلعة مغرية


عندما يتبدل جابر بن حيان
بتامر حسنى

وتتبدل الخنساء
بهيفاء وهبي

ويتبدل العلم والدين
بستار أكاديمى وإكس فاكتورونجم الخليج
ماذا ستشترى لتبيع ؟
عندما يبكى الشباب والشابات
لخسارتهم فى مسابقه الغناء
وعندما يبيع شاب وطنه بأرخص الأثمان
وعندما تموت الفتيات تحت عجلات سيارات النقل
لعدم توافر وسيلةنقل أدميه لتنقلهم لمدارسهم لا لتقتلهم

وعندما تحترق القرى بأكملها ومداس بمن فيها
لعدم صلاحيه الطرقات لأنقاذ القرية او المدرسة

وعندما تبيع الأم أبناءها
وعندما يكون القانون إرهاب
وعندما يكون الكلاب - اجلكم الله - أسيادا

فقد أضعنا أنفسنا فى السوق
بعنا ولم نشتر بعد !!

لأن المقابل من وجهه نظرهم كان أقل من المعروض
عندما يكون الدين تجارة
والأخلاق والشرف تخلف ورجعية

لو رفضت هذا المنطق فلا تدخل السوق وكن بعيداً
حاول بقدر الإمكان أن تحمى نفسك وجسدك وضميرك من البيع

تذكر أنك ذات يوم ستكون فى موقف البائع او المشترى
فاحرص حينها على ماذا ستبيع لتشترى !!

أبداً لن تكون الغاية تبرر الوسيلة
عندما تكون الوسيلة هى التخلى عن كل شىء
مقابل لا شىء

فلن تكون تلك الغاية هى المنشودة
ستكون الغاية حينها هى البحث عن ورقات التوت لتستر عوراتنا
سنكتشف حينها
أننا بعنا الارض التى كانت بداخلها شجر التوت
لن نجد حتى ورق التوت لنشتريه
والله المستعان وعليه التكلان .

مع أجمل تحية