من أصغر المؤلفين:شاب مصري يؤسس علما لتصنيف المعلومة وتواصل الكفيف والأ

[mīĐŏ ǺĻ ƒâηâη]

شاب مصري يؤسس علما لتصنيف المعلومة وتواصل الكفيف والأصم

من أصغر المؤلفين.. ويعكف الآن على فهم إشارات الطيور

أمين محمود صبري.. مخترع علم «الديناتولوجي» يشرح نظرياته («الشرق الأوسط»)



جريدة الشرق الأوسط الدولية

عندما تقابله للمرة الأولى تلفت نظرك ملامح وجهه الممزوجة بالذكاء والثقة بالنفس والبراءة في آن واحد، ومع أن عمره 20 سنة فقط فإنه يعرفك عن نفسه بأنه «مخترع» علم «الديناتولوجي»، أي علم المعلومة الذي تصنف المعلومات من خلاله إلى تصنيفات عديدة، وأيضا «لغة البرنكا» التي تتيح التواصل بين الأعمى والأصم والأبكم، كما أنه مؤلف كتاب «الطالب العبقري» الذي أصدر منه حتى الآن 3 طبعات. أمين محمود صبري، شاب مصري، يدرس في كلية الصيدلة، ورغم نشأته في أسرة متوسطة الحال بقرية سلامون القماش، التابعة لمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (120 كلم شمال شرقي القاهرة)، استطاع أن يصبح متفوقا دراسيا، ثم مخترعا.
يحكي أمين عن نفسه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «حين وصلت إلى سن 11 سنة كنت طفلا هادئا، ولكني كنت أترك نفسي لفضولها ولم أقيدها أبدا، فكنت في غرفتي أحضر الطين والرمل وأضعهما في أكواب زجاجية وأضيف إليهما ماء عذبا ومالحا وألاحظ نمو النباتات الخضراء. كذلك كنت أقف طويلا أتأمل السماء وحركات السحب وسرعتها واتجاهاتها وأنا في سعادة، كما كنت أضع خريطة العالم التي لونتها بنفسي على حائط الغرفة، كنت دائما أراقبها وأرى ضيق وتقارب القارات، وكان لدي راديو قديم يبث إذاعات دولية بلغات مختلفة، أستمع إليه دائما حتى من دون أن أفهم ما يقال».
رغم هذا كان يعاني أمين من صعوبات استذكار الدروس في المرحلة الابتدائية، شارحا: «تعرضت كثيرا للتوبيخ بسبب عجزي عن الحفظ. وعندما وصلت إلى الصف الثاني الإعدادي قررت أن أبحث عن طريقة مختلفة للمذاكرة أستطيع من خلالها أن أصبح متفوقا، فبدأت أكتب كل الخطوات التي أقوم بها لكي أتعلم. ولم يكن في حسابي إطلاقا أن أنجز تأليف كتاب، لكنني اكتشفت أن ما أكتبه يصلح أن يكون كتابا، وبالفعل، أصدرت على الأثر كتابا بعنوان (الطالب العبقري)».
أمين يقول إن هذا الكتاب – وقتها - كان «مفاجأة» إذ توصل إلى 4 نظريات مهمة جدا؛ الأولى: «كيف نذاكر (ندرس) بحاسة الشم؟»، وذلك من خلال استخدام عملية «الارتباط الشرطي» المعروفة، عن طريق عطور زيتية يجري رشها في الغرفة قبل بدء المذاكرة، وتخصيص عطر لكل مادة دراسية، وهذا بالتجربة يساعد على التذكر بشكل فعال.
أما النظرية الثانية فهي: «كيف يساعدنا القمر في سهولة الحفظ؟»، وذلك لأن الإنسان يتأثر بكل ما يحدث في الكون، وعندما نجلس تحت ضوء القمر يحدث بداخلنا ما يشبه عمليه المد والجزر، إذ يجذب القمر أكبر كمية ممكنة من الدماء إلى الدماغ، وبالتالي تنشط الذاكرة.
وتتناول النظرية الثالثة: «كيفية المذاكرة بطريقة تقي من مرض السكري»، فتناول أغذية مليئة بالسكريات والنشويات إلى جانب الشعور بالتوتر العصبي وقلة الحركة أثناء المذاكرة قد يوفر مناخا مناسبا لتعرض الطلاب لمرض السكري، ولذا لا بد من تناول أغذية صحية، والحرص على الحركة والحفاظ على الحالة النفسية للوقاية من المرض.
أما النظرية الرابعة فهي: «اللون الأصفر يساعد على الحفظ»، ذلك أن العرب القدامى كانوا أكثر قدرة على الحفظ لأنهم يعيشون في الصحراء ويكتبون على أوراق صفراء اللون، كما تذكر كتب العلاج بالألوان أن كل لون له تأثيره الفسيولوجي الخاص على جسم الإنسان، واللون الأصفر تحديدا يحفز خلايا الذاكرة.
بهذه النظريات، حصل أمين محمود صبري على لقب «أصغر مؤلف في مصر»، حين كان عمره 13 سنة فقط. وفي الصف الأول الثانوي تفوق ليحصل على المركز الأول على المدرسة، كما حصل في الثانوية العامة على مجموع 97.3 في المائة.
ويؤكد أمين أنه بحث كثيرا وقرأ العديد من الكتب، واكتشف أن الكون لا يتكون فقط من الذرات، بل يتكون أيضا من معلومات لها قواعد وظواهر. وعندما بحث عن علم يتناول هذه المعلومات لم يجده، وذهب إلى الكثير من أساتذة الجامعات وبحث في الكتب وعلى شبكة الإنترنت فلم يجد شيئا أيضا، ولم يرشده أحد إلى أن هناك علما للمعلومات، وتأكد أنه لا يوجد أساسا علم للمعلومة، فقرر «تأسيس» هذا العلم. وحقا، درس علم محاكاة الطبيعة «الميمكس»، واكتشف أن للمعلومات 14 نوعا، وأن للمعلومات تأثيرا على الإنسان، والعكس بالعكس، وكان يكتب كل ما يصل إليه، ومن ثم بدأ وضع معايير للتأكد من صحة القواعد التي يتوصل إليها لأنه «مؤسس» ذلك العلم ولا يوجد له أي مرجعية.
وظل أمين لمدة 3 سنوات متفرغا للقراءة والبحث ووضع النظريات. وبذل مجهودا مضاعفا في ذلك حتى وضع حجر الأساس لعلم «الديناتولوجي»، الذي يتناول نظريات كثيرة، أهمها «كيف تختزل كتابا كاملا في رسمة؟»، و«كيف تراجع 1000 معلومة خلال 10 ثوان؟»، «وكيفية تأليف نكتة من خلال استخدام 5 قوانين ديناتولوجية». كذلك وضع أمين قاموسا خاصا بعلم «الديناتولوجي» يختلف عن غيره من القواميس.
ومنذ عام تقريبا بدأ أمين محمود صبري في نشر هذا العلم في كل أنحاء مصر، وألقى أكثر من 70 محاضرة للتعريف به، ومع انتشار العلم، أصبح لديه فريق عمل يساعده في تنسيق المحاضرات. وهو يشير هنا إلى أنه رفض منحة للدراسة في كندا لإكمال أبحاثه لأن هدفه هو أن يبدأ من مصر والدول العربية، وليس من الغرب كما هو معتاد. وهو مؤمن بأن «النجاح في ظل ظروف صعبه أفضل بكثير من النجاح في ظروف مرفهة». كمل يذكر أن أسرته ومن حوله ما كانوا مقتنعين بموهبته وقدراته في البداية، وظنا أنه فقط يكتب ويدون بعض الخواطر، لكن عندما وجدوا ما توصل إليه واهتمام وسائل الإعلام به أخذوا يشجعونه ويثقون في إبداعه.
أما عن اختراع أمين الآخر، وهو «لغة البرنكا»، وهي لغة التواصل بين الكفيف والأصم، فيقول: «الأمر كله أتى بالمصادفة، فعندما كنت أضع أسس علم (الديناتولوجي) توصلت إلى نظرية تمكن الكفيف والأصم من التواصل باستخدام كف اليد، وقمت بتجربة ما توصلت إليه من قواعد على نماذج منهم في إحدى مدارس الصم والبكم، وبالفعل نجحت، ووجدت علامات المفاجأة والانبهار على وجوه الجميع، فبادرت إلى تسجيل براءة اختراع لهذه اللغة في وزارة الثقافة المصرية، مثلما فعلت مع علم (الديناتولوجي)».
وحاليا يعكف أمين على ترجمة وفهم لغة الطيور، والتكلم معها، وهو متفائل بأن هذه الخطوة ستكون من أهم خطوات حياته، وأنه سيتوصل إلى نتائج لم تكن في حساب أحد على الإطلاق.