شروط لا إله إلا الله تابع المساابقة *_*

[-esraa-]

رسالة الإسلام .... روح العالم ونوره وحياته
قال ابن تيمية رحمه الله : " فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور " ....
والعبد ما لم تشرق في قلبه شمس التوحيد ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة
قال تعالى : " أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " .......





محبكتم : العبدة الفقيرةلرحمة الله






بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا الله هي مفتاح الجنان لا إله إلا الله بها تنال رضا الرحمن وتدخل جنة ربك بسلام مع
الصديقين والشهداء والتابعين لهم بإحسان .....
هذه الكلمة التي لأجلها خلق الله الأرض والسموات وخلق الإنس والجان لأجل هذه الكلمة أرسل
الله الأنبياء هي أساس الدين وهي عصب الإيمان بتحقيقها تختم وتقبل الأعمال
من أجلها ذرفت دموع الصالحين والصالحات ولأجلها جرت دماء الصحابة الأنقياء تركوا الأهل
والمال ورفعوا لا إله إلا الله قوم حملوها في قلوبهم فخضعت لهم العرب والعجم ونالوا بها أعلى
الدرجات هي كلمة لها شروط ومدلولات وأركان من علمها حاز بالحور الحسان وله في الجنة ما
يشاء من الغلمان والولدان وأنهار جاريات ونعيم مقيم ونظرة إلى الرحيم الرحمن

هي لا إله إلا الله

فينبغي على كل مسلم أن يعلم مدلولها ومفهومها فإذا عرف ذلك توجب عليه معرفة شروطها
وأركانها ونو اقضها .....
وقد جمع شروط لا إله إلا الله الشيخ( حافظ الحكمي) رحمه الله في منظومته سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد حيث قال رحمه الله :

بالعلـــم واليقـــين والقبـــــول والانقـياد فادري ماأقول


والصدق والإخلاص والمحبـة وفقــــــك الله لما أحبــه

كثير من أهل العلم من تكلم عن معنى لا إله إلا الله وشرح مايتعلق بها ولاهتمام السلف رحمهم الله
بهذه الكلمة ينبغي على من أراد العلم أن يقف عندها بإخلاص ولا يتعداها حتى تستقر في قلبه
وتظهر على جوارحه وأركانه .....
ويجب العلم أنه ماتعرضت كلمة على مر التاريخ وإلى يومنا هذا إلى التشويه والتحريف والتأويل الفاسد كما تعرضت له كلمة التوحيد....... لا إله إلا الله
فقد تسلطت عليها فرق الضلال والأهواء ابتداءً من العلمانيين مروراً بالصوفية المنحرفين إلى أهل
الإرجاء والتجهم ومن ثم الأشاعرة والمتكلمين فلقد أفرغوها من دلالاتها ومعانيها وتعاملوا معها
مجرد أحرف تردد على الألسن أو مع حبات السبحة في زوايا المساجد دون أن تلامس حرارة القلوب...
ولم يتعاملوا معها كما أريد لها أن تكون منهج حياة متكامل يقوم على التغيير من الكفر إلى الإيمان
ومن الشرك إلى عبادة الله الواحد جلا في علاه ..
فالله الله إخوتاه في التمسك بهذه الكلمة ليس حروفاً بل جذوراً وتأصيلاً ومنهجاً نمشي عليه نربي
عليه أنفسنا وأبنائنا ........ وكم نحن بحاجة إلى الصبر جراء التمسك بهذه الكلمة
لما جاء في حديث: ورقة بن نوفل عندما أتى إليه النبي عليه الصلاة والسلام يخبره عما رآه في الغار فكان من قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: أنه ما جاء أحد بمثل ماجئت به إلا عُوديِ وعُذِب ....
فمن كان يريد أن يلحق بالركب اللذين سبقونا إلى ظل الرحمن والمقاعد التي أعدت لهم في الجنان
علينا أن نثبت ونصبر حتى نلقى حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم عند الحوض مقبلين عليه غير مدبرين برحمة أرحم الراحمين .... آمين
وكما قلنا أن لهذه الكلمة شروط لابد من العلم بها وأول هذه الشروط هو ........


العلم

وهو المنافي للجهل والعلم بالتوحيد شرط لصحته لأن جاهل التوحيد كفاقده وفاقد التوحيد لايعتقده
ومن لايعتقد التوحيد لايكون مؤمناً بل هو كافر بلا خلاف ....
ولأنه لايعذر بجهله في التوحيد الذي هو حق الله على العبيد والدليل على هذا الشرط ......
من القرآن "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " محمد 18
ففي الآية دلالة واضحة على أن الله يأمر نبيه بالعلم أي يامحمد اعلم أنه لا معبود بحق إلا الله
وفي الحديث الصحيح من حديث عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة "
- ومن أقوال السلف في العلم :
يقول ابن مسعود رضي الله عنه "والله الذي لا إله غيره لولا علمي لحثيتم التراب على رأسي"
وقال عمر بن عثمان المكي:"العلم قائد والخوف سائق والنفس حرون بين ذلك فاحذرها وراعها
بالعلم ... ويقول ابن القيم رحمه الله :
بالعلم يعرف العبد ربه ويذكر ويوحد ويحمد ويمجد وبه اهتدى إليه السالكون ومن بابه دخل عليه
الواصلون بالعلم تعرف الشرائع والأحكام وتميز الحلال عن الحرام ....
وقال ابن وهب : كنت بين يدي مالك رحمه الله فوضعت ألواحي وقمت أصلي فقال لي :
ماالذي قمت إليه بأفضل مما قمت عنه
ويكفي أن الله قرن شهادة أهل العلم بشهادته وشهادة ملائكته حيث قال :
" شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم قائماً بالقسط ..... "
وحسبك من ذلك أنه ميراث الأنبياء حيث أنه من جمعه فقد جمع خيراً كثيراً
ويقول ابن القيم رحمه الله :
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول :هم الذين يعرفون قدر نعمة الإيمان ويشكرون الله عليها
يقصد رحمه الله أهل العلم ...... وثاني شرط من شروط لا إله إلا الله هو..........

اليقين
هو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد به تفاضل العارفون وإليه شمر العاملون هو روح أعمال
القلوب فمتى وصل إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقاً ومحبة لله وخوفاً منه ورضاً به وشكراً له وتوكلاً
عليه ..... هو إزالة الشك بالعلم الجازم الذي ينتفي عنه أدنى شك أو ريب وهو الأمر الذي يرسخ في القلب ويثبت فلا يقبل أبداً أي ارتياب وكلما زادت مرتبة العلم كلما زاد اليقين عند العبد
والدليل من القرآن "وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض"
وأيضاً " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا "
ومفهوم الآية : أن اللذين آمنوا بالله ورسوله إيماناً خالصاً محضاً لا شك فيه ولا ريب أي استيقنتها أنفسهم واستقرت في قلوبهم
ومن الأدلة أيضاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة في الحديث:" أخرج فمن لقيت خلف هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها من قلبه فبشره بالجنة "
وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه قال:" الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله ".
فمن كان موقناً بالله تجد جوارحه تأمره بطاعة الله وطاعة رسوله
فإذا تعرف العبد على الله واستدل على وجوده بآياته ومخلوقاته المحسوسة والمعنوية وعلم أن الجنة حق والنار حق وما أتى به الرسول حق حصل له اليقين ...
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"رجل واحد صاحب يقين يغير الله العالم بكامله على يديه "
ويقول سفيان الثوري :" لما لزم الصحابة رأس الأمر أخضع الله لهم رؤوس الناس"
ويقول أيضا :" بالصبر واليقين تنال الإمامة بالدين "
وجاء عند الإمام أحمد أنه سئل عن أفضل الأعمال قال رحمه الله : " إيمان لا شك فيه "
وأيضاً جاء عند الإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني رحمهم الله قال :
" صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين "
أي عندما زهد الصحابة في هذه الدنيا وتيقنوا في ماعند الله قصدوا الله ولم يبالوا
وكما قلنا أن اليقين من أهم الأمور التي يجب على العبد اكتسابها إذ لايمكن أن نتوصل إلى اليقين إلا بالعلم جاء عند الإمام أحمد في المسند وهو صحيح : قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعطى بعد اليقين خيراً من العافية "
-ها رخيصة بالآخرة ….

والشرط الثالث من شروط لا إله إلا الله هو ….

القبول


القبول هو المنافي للرد فإن هناك من يعلم معنى الشهادتين ويوقن بمدلولها ولكنه يردها إما كبراً أو حسداً وقد يقولها من يعرفها لكن لا يقبلها ممن دعا إليها …
والدليل من القرآن :" إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون "
أي أنهم لايقبلونها إما جحوداً أو كبراً أو حسداً …..
وأيضاً من الأدلة " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "
ومن أدلة السنة :" ماجاء في قصة صفية بنت حيي بن أخطب اليهودي تقول رضي الله عنها :

يقول أهل العلم :
إن القبول يكون بعمل الجوارح والقلب
أي أقبل بلا إله إلا الله في قلبي ويظهر ذلك في أفعالي وتصرفاتي
وأيضاً من شروط لا إله إلا الله …. الشرط الرابع وهو….

الانقياد


هو الاستسلام والإذعان وعدم التعقب لشيء من أحكام الله ….
فالانقياد لله تعالى بعبادته وحده وأما الانقياد للنبي صلى الله عليه وسلم يكون بقبول سنته وإتباع ماجاء به من ربه والرضا بحكمه.هو المنافي للترك …..
والانقياد يدل عليه أعمال القلب والجوارح ولا يكفي العمل بالتوحيد حتى يضاف إليه الرضا والتسليم الباطن والظاهر
والدليل من القرآن :" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما "
والشاهد من هذه الآية التسليم التام والمطلق لأمر الله ورسوله
وجاء أيضاً في قصة إبراهيم عندما أمره ربه بذبح إسماعيل قال الله عنه :
" فلما أسلما وتله للجبين"
مفهوم الآية أي لما انقاد إبراهيم وإسماعيل لأمر الله غاية الانقياد والتسليم فداه الله بذبح عظيم
لذلك قضية الانقياد لأمر الله أمر يخلقه العلم ويثبته اليقين ويقبله القلب فتجد العبد مجرد أن يقر بهذه الثلاثة جزماً ينقاد لأمر الله ....

- ومن قصص السلف في الانقياد ....
مايرويه أنس بن مالك عندما نزل تحريم الخمر . يقول رضي الله عنه : كنت أسقي الصحابة الخمر قبل تحريمه فعندما بلغنا تحريم الخمر امتنع الصحابة عنه حتى أن منهم من كان الكأس في يده فتركه انقياداً لأمر الله ورسوله وأهرقت القدور في سكك المدينة ....
وهذا كله ناتج الانقياد والتسليم لأمر الله ... فهؤلاء القوم لما انقادوا لأمر الله أصبحوا قادة للعالم
وأيضاً من شروط لا إله إلا الله ...... الشرط الخامس وهو .......

الصدق

الصدق كما يصفه ابن القيم رحمه الله :
منه تنشأ جميع منازل السالكين والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من الهالكين
به تميز أهل النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من أهل النيران ....
هو سيف الله في أرضه ماوضع على شيء إلا قطعه ولا واجه باطلاً إلا صرعه ....
هو روح الأعمال والحامل على اقتحام الأهوال هو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين
ومن أدلته في القرآن " إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون "
مفهوم الآية المنافين شهدوا بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله باللسان فقط ولم يصدقها القلب فالصدق محله القلب لذلك الله افتضحهم وبين كذبهم ....
والإيمان أساسه الصدق والنفاق أساسه الكذب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم :
" آية المنافق إذا حدث كذب "
ومن أدلة السنة : " في مسند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله صادقاً من قلبه دخل الجنة "
وفي الصحيح من حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من قال لا إله إلا الله محمداً رسول الله صادقاُ من قلبه حرم الله عليه النار
وكما جاء في كتاب الدعاء عند الطبراني : من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرني ربي أن أحدث عن ديك مرقت رجلاه الأرض وعنقه مثني تحت العرش يقول سبحانك ربي ماأعظمك فيقول الله سبحانه لايعلم ذلك من حلف بي كاذباً ....
وأيضاً في الصحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ...... "

الإخلاص

اهتم العلماء كثيراً بجانب الإخلاص فكتبوا فيه وألفوا لأنه أساس الأعمال وتركه محبط لها
كما قال تعالى : " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين "
وقيل في الإخلاص : هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة وهو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين فالمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له
ولا يتم الإخلاص إلا بالصدق ولا الصدق إلا بالإخلاص ولا يتمان إلا بالصبر
وقيل أيضاً : هو استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن والصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره وأيضاً من أجمل ماقيل: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق ......
ومن أدلة القرآن " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء "
فالله أمر العباد أن يوحدوه ويعبدوه على وجه الإخلاص
وأيضاً من الأدلة " قل الله أعبد مخلصاً له ديني "
ومما جاء في السنة :" قال النبي صلى الله عليه وسلم : من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه دخل الجنة " رواه النسائي
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصة من قلبه "
- ومن أقوال السلف في الإخلاص :
قال بعضهم الإخلاص هو أن لا تطلب على عملك شاهداً غير الله
وقال مكحول :" ماأخلص عبداً أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه فجرت على لسانه "
وقال ابن رجب في الإخلاص :
" ماينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق "
ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد ولا زهد إلا بعد التقوى فمن كان مخلصاً لله في أعماله يعملها لله كان من أولياء الله المتقين ..... وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"إن قوة إخلاص يوسف عليه السلام كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها "
فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأمراض وحظوظ يمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن تصل إليه سبحانه وإن العبد ليعمل العمل حيث لايراه بشر أبداً وهو غير مخلص به لله وآخر يعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقاً وهو خالص لله ولا يميز هذا إلا أهل البصيرة وأحياء القلوب
فمضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام وبكمال قوة الإخلاص في ذلك العمل
فلو نفع العمل بلا إخلاص لمّا ذم الله المنافقين ومن عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغير الله .....
فالإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرتها طيب الحياة في الدنيا ونعيم الآخرة
يقول الإمام مالك رحمه الله :" ما كان لله بقي
ومع كمال الإخلاص والذكر والإقبال على الله يستحيل صدور الذنب من العبد ....
كما قال سبحانه :" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المُخلصين "

- ومن قصص السلف في الإخلاص :
اجتمع الفضيل بن عياض مع سفيان الثوري في مجلسٍ فتذاكرا فرّقَ قلب سفيان فبكى وقال : إني لأرجو أن يكون هذا المجلس مجلس رحمة وبركة فقال الفضيل رحمه الله : أما أنا أخشى أن لايكون أسوء علينا منه فقال سفيان رحمه الله : لما يا أبا عبد الله فقال له : ألست أخلصت إلى أحسن ماعندك فزينته وجملته وأخرجته لي وأنا خلصت إلى أحسن ماعندي فزينته وجملته وأخرجته لك فبكى سفيان وقال لصاحبه : " أحياك الله كما أحييتني "
قال علي رضي الله عنه : للمرائي ثلاث علامات ......
يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان في الناس ويزيد في العمل إذا اثني عليه وينقص إذا ذم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" السعادة في معاملة الخلق : هو أن تعاملهم لله فترجوا الله فيهم ولا ترجوهم في الله
وتخاف الله فيهم ولا تخافهم في الله وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم
وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا خوفاً منهم ......
وآخر الشروط هو ........

المحبة

هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون وإليها شمر العاملون وعليها تفانى المحبون فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات .....
هي صفة المسافرين إلى ربهم الذين ركبوا جناح السفر إليه ثم لم يفارقوه إلى حين اللقاء به
هي أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها ....
وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائماً إلى الحبيب ....
والله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب
- لمّا كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى فتنوع المدعون بالشهود
لا تقبل هذه الدعوة إلا ببينة " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "
فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله فطولبوا بعدالة البينة " التزكية "
قال تعالى : " يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم "
فتأخر أكثر المحبين وقام المجاهدين فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم :
فهلموا إلى البيعة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة "
فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جرى على يديه التبايع قعدوا معه بيعة الرضوان وقالوا : " والله لا نقيلك ولا نستقيلك " فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم :
مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم وأضعافها معها .........
" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون "
إذا غُرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم
أثمرت أنواع الثمار أصلها ثابت في القلب
فهذه المحبة متى كانت صحيحة ظهرت آثارها على الجوارح فترى العبد الصادق يطيع الله ويتبع رسوله ويعبد الله حق عبادته ويتلذذ بطاعته .... يقول بعضهم :
من ادعى محبة الله ورسوله ولم يوافقه فدعواه باطلة
وأيضاً :"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين "
قال ابن تيمية رحمه الله : " من ادعى أنه يحب الله ولم يتبع الرسول فهو كذاب "
ومما قيل في المحبة :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبـــك صادقاً لأطعـته إن المحب لمن يحــب مطيع
ومن الأدلة أيضاً :" في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا في الله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار"...
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أحب الله العبد دعا جبريل فقال له : ياجبريل إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " ...رواه البخاري ومسلم
وروى ابن حبان في السلسلة الصحيحة : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله إني أحبك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه" معناه أي توقع البلاء إن كنت صادقاً فيما تقول فعلامة حبك لي أن تبتلى في الله وتصبر


والحمد لله ما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فهذا من قصر فهمي وقلة علمي وما كان غير ذلك
فهو مِنّةُ من الرحمن


وصلى الله على قدوتنا ونبينا محمد وعلى آله وسلم.....

[سارية فى درب الرسول]

لا اله الا الله

حياك الله وبارك فيكِ وربى يوفقكِ

[سآرهہ]

بارك الله فيكى

[ساحر الأحزان]

جميل التوضيح القيم منك

فى حسن الافادة

دمتى بحفظ الله وامنة

[-esraa-]

شكرا لمروركم على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري