قصة أبى الإخوانجى وأمن الدولة

[أحمد الخزرجى]

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول
قصة أبى الإخوانى وأمن الدولة

( القصة من الواقع )
أبدأ القصة بما أتذكره عندما كنت فى الصف الثالث الابتدائى كنت أرى أبى وأصحابه شبه يوميا تقريبا يأتوا إلينا منفردين واحدا تلو الآخر وكانوا يجلسون يسمعون لبعض ماتيسر لهم أن يحفظوه من القرأن الكريم وهم فى الغرفة قافلين الضوء لأن البيت المواجه لبيتنا فيه واحد من الحزب الوطنى المنحل جاسوس لأمن الدولة خائفين أن يراهم ويبلغ عنهم وأبى وأصحابه معروفين فى القرية كلها بأنهم الإخوانجية فمثلا يقولون على أحدهم فلان ( باسمه متبوعا بكلمة إخوان ) وكان هذا العميل دائم الجلوس أمام بيته ليراقبهم ومرت الأيام وهكذا كل يوم وكنت فى بعض الأحيان أجلس معهم كنت أسمعهم يقولون لبعض (( عبدالهادى )) هنا فكنت أود أن أسألهم من عبد الهادى فخفت أن أتكلم فيما لا يعنينى فكنت أحب الجلوس معهم وسماع كلامهم فكانوا جزء من الوقت للقرآن الكريم وتفسيره وجزء للحديثالشريف وجزء للسيرة ثم بعد ذلك كل واحد فيهم عنده مشكلة يطرحها وهم ينصحونه ويحلونها معه فهم أقرب لبعض من إخوتهم الأشقاء
فهم طبعا من قرية واحدة بس كل واحد يسكن فى منطقة مختلفة فكانوا عندما ينتهون من حل مشاكلهم لبعضهم فيقول أبى هل فى المناطق التى تسكنون فيها أحد مريض فيقول فلان ثم يقول يافلان فى أحد مريض فى منطقتك فيقول نعم فيقول أبى بكره بإذن الله هنروح زيارة فى الله إلى الشخص المريض ثم بعد ذلك يقول أبى ياجماعة عاوزين نقعد بكره إن شاء الله علشان نوزع الفلوس إلى جايه للكفالة فيقولون بعد زيارة المريض نشوف الفلوس وكل واحد ياخد القبض بتاعه فكنت أقول فى نفسى هما الإخوان بياخدوا فلوس كل شهر فكنت دائما أحب أسأل بس كنت أخاف أن أسأل فكنت أقول لنفسى بكره هكبر وأعرف كل شئ وسنة ورا سنة
وهم شبه يوميا يأتون بيتنا فى غرفة الضيوف وقافلين الضوء خوفا من أن يبلغ عنهم جاسوس أمن الدولة وهكذا السيناريو بتاع القعدة كل يوم أو كل أسبوع ثلاثة أيام فجاءوا فى يوم فجلست فقال أبى كل واحد يقول بيقبض للكفالة كام علشان يخدوا فكنت فى هذا الوقت فى الإعدادى فسألت أبى هوا إلى بيبقا إخوان بياخد فلوس كل شهر فضحكوا جميعا فخفت خوفا شديدا فرد أبى لا دا ل ( كفالة اليتيم ) فقلت له ولما أنتم تأخذونها قالى أبى الفلوس دى ناس بيدوها لنا أمانة لنعطيها إلى اليتامى فقلت له ولما أنت تديها إلى الجالسين فى الغرفة فقال أبى كل فرد من هؤلاء يأخذ الفلوس لليتامى إللى فى المنطقة بتاعته ويديها إلى أهل اليتيم ودار الكلام بيننا وبعدها سمعت واحد قال منهم عبد الهادى هنا فقلت لأبى من عبدالهادى فقال لى عبد الهادى مخبر أمن الدولة فقلت وما سبب خوفكم منه فقال هوا جاء إلى هنا لكى يعرف عننا الأخبار فينقلها إلى الظابط ووصل معنا الكلام بينى وبين أبى والإخوان إلى الساعة 11 فقالو أزف الوقت فقالوا دعاء كفارة المجلس فنظروا إلى بإعجاب عندما رددته معهم فقلت لهم حفظنه من كتر ماسمعته فقالوا نخرج منفردين فيخرجون واحدا تلو الآخر مابين خروج الفرد والفرد دقائق قليلة ومرت الأيام وهم يجتمعون يتكلمون فى الدين والدنيا والسياسة ففى يوم قال لى أبى إذهب فصلى فى المسجد إللى اسمه كذا قلت له لا أنا هصلى فى الجامع إلى جنب البيت فقال لى لا اذهب فصلى فى المسجد الذى قلت عليه لأن هناك جلسة حلوة بعد صلاة المغرب فقلت له ماذا قالى لى إذهب وأنا هاجى وراءك فصليت المغرب وخرج المصلون وبقى الإخوان وأبنائهم فقال واحد منهم كل واحد يجيب مصحف من المكتبة بتاعت المسجد فذهبنا كلنا كبارا وصغارا حاملين المصاحف فقال اجلسوا واعملوا حلقة فجلسنا وعملنا دائرة وفى وسطها مصاحف فقال إبدأ من ناحية اليمين فبدأ بالقراءة فكان فى المجلس شيوخ يصححون لنا غلطنا وكل واحد يقرأ صفحة من القرآن وكان يأتى أناس يتناولون المصحف من وسط الدائرة فيقول لهم الضيف تسمحوا لى أن أجلس معكم فيرد أبى فيقول طبعا ياعم الحاج اجلس بجوارى فعندما جاء المؤذن لصلاة العشاء قال أبى اتفق معاهم على معاد ياشيخ فلان وبعد كدا هما هييجوا لوحدهم فقال لنا إن شاء الله يوم الجمعة نصلى فى المسجد إسمه كذا وكنا دائما نغير المساجد وكان فى أيام يقول لنا سوف نصلى العصر فى المسجد كذا فتعجبنا جميعا فقلنا ليه هيبقا فى النهار فذهبنا فصلينا وانصرف المصلون وبقينا نحن فذهبت فحملت المصحف فقال لى لا رجعه مكانه فقال يلا نروح الغيط فذهبنا فلقينا أبائنا هناك وكانوا جايبين لنا أكل لنأكل جميعا مع بعضنا صغار وكبار فقلت فى نفسى جايبنا هنا نغير جو فقال شيخنا الذى كان يجلس معنا فى المسجد بعد أن أكلنا وحمدنا الله يلا ياجماعة فبدأ بالدعاء فكان الدعاء لمصر الحبيبة بالخير وعلى الظالمين اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وانصر فلسطين والدعاء للمجاهدين فمشيتا مغادرين المكان قبل المغرب فقال لى أبى إتبصط فقلت له كنت عاوز ألعب فقالى لى هذا أفضل من اللعب بعدها
وتمر الأيام فكانوا زملائى فى الفصل يقولون لى إنت أبوك إخوانجى فأقول لا يقولون لى لا أبوك إخوان وبيسجن وبيتعذب فقلت لهم أنا أبى إخوان ومش بيسجن ولا بيتعذب فقالوا لى إنتا هتبقا إخوانجى فأقول لهم لا وأنا بداخلى أحببت منهج الإخوان بشدة فكنت لا أحكى لأبى عما يحصل معى وهكذا تمر الأيام ويجتمعوا الإخوان عند كل واحد منهم ففى إنتخبات 2005 قبل الإنتخابات بأسبوع لم أشاهد أبى إلا فى الصباح الباكر فقط يذهب إلى الشغل وبعدها يأتى إلى البيت ويلبس ويخرج وهكذا لمدة 7 أيام وكنت دائم أسأله أقول له إنت بتروح فين مابتظهرش إلا الصبح وتختفى من الظهر فقال لى أنا معى توكيل لمرشح الإخوان المسلمين فقلت له وما سبب إختفاءك قالى لى أمن الدولة لو نمت فى البيت هيقبض عليا بقانون الطوارئ اللعين فى هذا الوقت لم أعرف قانون الطوارئ وجاء يوم الإنتخاب وجاء أبى البيت فجرا عندما إستيقظت فى الصباح سألته وقلت له إنت لوحدك ولاكل إخوان القرية فقال لى كل إخوان القرية كنا نبيت فى مكان لا يعرفه أمن الدولة فقلت له هما ليه بيخدوكوا فقال ليا علشان بنقول الإسلام هو الحل ولا نسكت على فساد ولابد نقول الحق وبنمنع الحزب الوطنى من تزوير الإنتخاب لصالحهم فقال لى كان عندى رسالة يسألنى الله عليها عشان كده كان لازم إنى ما أسلمشى نفسى وعموما قبل ما أمن الدولة يجى القرية بيكون عندنا علم إنه هوا جاى فقلت له إزاى قالى فى ظباط فى أمن الدولة شرفاء ومنهم إخوان فلو إحنا لينا فايدة بره لن نفر منهم أما لم يكن لنا فايدة هناك لا نفر فبيأخذونا بالشهور لا أحد يعرف عننا حاجة فقلت له كم مرة رحت أمن الدولة قال لى كثير فقلت له وما الذى كانوا يقولنه لك قالى كانوا بيهددونى إنهم هيرفدونى من الشغل فقلت له وما ردك قال كان كل ردى قول الله تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ,, حسبى الله ونعم الوكيل ) وأما الرد الثانى*( لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ولو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) فقلت له بس قال لى لا وكانوا بيهددونى بخروجك من التعليم وعدم قبولك بكليات معينة وعدم قبولك بأى وظيفة فأقول له ما كان ردك قال لى ( الغيب بيد الله وله رب خلقه وتكفل برزقه ويحميه ) وخلص النقاش بيننا وتمر الأيام وكانوا فى يوم يجلسون عندنا فقالوا اليوم كان النار والبنزين كانوا جنب بعض فتعجتبت ولم أعرف معنى كلامهم وفى يوم عرفت ما النار وما البنزين النار هوا صاحب أبى وليس إخوان إنه جاسوس أمن الدولة وعضو فى الحزب الوطنى أما البنزين فهو أبى فقلت له ولماذا هذا التشبيه فقال لى أنا أريد أن أغيره وأخليه إخوان وهو يريد أن يغيرنى وأعمل كرنيه حزب وطنى فرد واحد منهم وقال لى هذا أشد الجهاد هوا يريد أن يغيره وهوا أن يريد أن يغيره فقلت لأبى أنا لم أرى أمن الدولة فى بيتنا فجرا فقال لى أنا كنت أذهب بنفسى عندما كنت أعرف أنهم يبحثون عنى لكى لاتفزع أنت ومن بالبيت من الخوف فزاد حبى لأبى وزادت قراءتى فى منهج الإخوان وتمر الأيام يوم ورا يوم ووصلت الصف الثانى الثانوى وزملائى لا ينادونى إلا يا إخوانجى فبصارحة كنت ما بحبش حد يعرف من الناس إن أبويا إخوان فبعض الناس منعوا أبنائهم من المشى معى وتجنبنى لأنى أنا إبن كبير الإخوان فى هذه القرية فطبيعى أبى وأنا مراقب من أمن الدولة شاب عنده 17 سنه أمن الدولة بيراقبه ولو صاحب حد بيراقبوا صحابه معاه لأن الإخوان عندهم منهج وطريقة تقنعك ودى موهبة فيهم يعلمونها لى فالحمد لله إنه حبب الناس إلى وحبب الناس فى وفى أخر الترم الأول 2011 م سمعنا أنه فيه شاب ( بو عزيز ) أحرق نفسه فى تونس وبعدها جاءت الأجازه وفى يوم الجمعة بعد الصلاة قال لى أبى تعالى معى فى مظاهرات مصر وقال أبى إذا فيه شخص مات فى المظاهرات الرئيس لازم هيمشى فبعد يوم الجمعة ذهب أبى إلى ميدان التحرير
وكان كل يوم يذهب ويجئ محبط بس كان عنده إصرار دائما يذهب ففى يوم التنحى أحبط أبى أكثر فقال له الإخوان هل تأتى معنا التحرير فقال لا أنا هروح مظاهرة المنصورة فجاء أبى قبل المغرب بقليل وكان التلفزيون المصر ى من العصر كانوا يقولون بعد قليل فيه خطاب فقعد أبى 10 دقائق وسمعنا البيان فسجد لله شاكرا وقال الحمدلله قد ذهب الطاغية بلا رجعة وبقيت دعوة الإخوان وقال لقد تحررنا فقلت لأبى اذهب إلى مقر أمن الدولة خذ حقك فقال لى عند خروجى من مقر أمن الدولة أسامحهم فقلت له لم كل هذا ؟ قالى لى هكذا خلق الإخوان .
بس فى نهاية الجزء الأول أحب أقول لكم أبى كان مطارد ومضطهد من أمن الدولة وجواسيسه وعملاؤه بسبب قربه إلى الله تعالى وزيارة المرضى والوقوف بجانب الحق ومساعدة المحتاج والعمل الصالح
يارب يكون نال هذا الجزء إعجابكم
الرجاء اكتب تعليقا لو أعجبك الجزء الأول
وإلى اللقاء القريب إن شاء الله فى الجزء الثانى


مش هكمل القصه

[ساحر الأحزان]

قصة جميلة يا احمد

مهو زى ما كان بيحصل فى المساجد لما تلاقى الكبسة جت عليهم

وهما بقولم درس او بيحفظم

او فى البيوت

لان عندهم خوف ان تطب عليهم

دورية تاخدهم لانهم بيعملم حاجة غلط

العبادة والتعبد
والتحاور فى امور الدين

بقت حاجة بتزعل

جميلة القصة منك

دمت بكل خير

[دمعه حائره]

قصه واقعيه سرد جميل بيحكى واقع وحقيقه بنعيشها
تسلم اخى واستمر وهاتابع كل جديدك ان شاء الله
تحياتى وتقديرى لك

[*دموع القمر*]

جميله جدا قصتك بدور حول واقع بنعيشه
وحقيقه بتحصل فى كل مدينه وكل مكان
بشكررك على تميزك الراقى
ربنا يحفظك
لك جزيل الشكر

[What do u think of u]

قصه جميله وواقعيه هما امن الدوله خايفين لاحسن نفوق ونعرف حقنا بس احنا خلاص فقنا وعملنا ثورتنا وان شاء الله متابعه الجزء التاني

[بسمة العمر]

قصه جميله احمد وديما اللى كانو قريبين من ربنا مطهدين

وديما امن الدوله محصرهم وكاتم على انفاسهم

معرفش ليه كدا

كانت قصه جميله خالص صادقه فعلا واقعيه

شاهدنا ذلك عديد المرات

منتظرين الجزاء الثانى

تسلم الايادى

[أجمل سعوديه]

قصه راااائعه

استمتعت بقرااءتهااا جداا

اذا كانت هذه بداياتك فأنت بلا شك مبدع*

[مِسكُ الشَهادة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الغالي أحمد ...
أشكرك من صميم قلبي ع هذة القصة الأكثر من رائعة
وأحب أن أضيف
أننا حقا ً جميعا ً عايشنا تلك الفترة الكئيبة علينا جميعا ً
كلنا ذقنا مرارة السجن وظلم السجان
والتهمة التي تنتابنا فقط الإنتماء ليس للإخوان
فحسب بل لمصر وللعروبة ولكل شيء وطني ثمين
أنا كشاب إخواني أيضا ً مررت ُ في هذة الظروف
ورأيت ُ كيف في السنوات السابقة يبتعد الشباب عن صحبتنا
بطلب من أهاليهم
مع أنهم يعلمون أننا ع خلق ودين ولكن حفاظا ً لنا ولهم
حياتنا كانت مريرة جدا ً وقاسية
كان الليل والنهار في السجون واحدة
لا تعرف أوقات الصلاة
ولا ترى نور الشمس
لا ترى سوى زنزانة صغيرة مليئة بالقاذورات
ناهيك عن التعذيب النفسي والجسدي
كانت أيام قاسية
إن نسيتها أجسادنا فلن تنساها أرواحنا
التي كانت تأن وتصبر
حتى أفرج الله علينا كمصريين أحرار بالحرية
شعبنا غالي جدا ً ومصرنا عظيمة
لذا كان التنكيل بأهلها ذو بأس ٍ شديد

لا أنكر أخي الغالي أحمد أن قصتك هذة
أثارت شجون الماضي والآلآمه المريرة
وذكرتني بما تمنيت نسيانه ...
ولكن الصبر والسلوى من الله عز وجل
تقبل وافر تقديري وإحترامي وحبي لشخصك الكريم
وأنتظر الجزء الثاني بشغف
اخوك المحب خااااااالد

[عيوشة]

قصة جميلة جدا وواقعية
على انتضار الجزء الثاني

[booody99]

فــعلاً مـوضـوع رائــع جــداً وقــيم

جــعله فــى مــوازيـن حســناتـك

ونـــفعنا بــما قــدمـتم مـن طـرح مـتميـز

كــل التــقـديـر والأحتـــرام