الصدق نجاة ( تابع للمسابقة )

[احمد برهان]

الصدق نجاة

غابت الصغيرة " هدير " في أحضان أمها و هي تتنفس رائحة الأمان و الفرحة و السعادة و الحنان الكبير الذي لا نهاية له أبدا...
و أمها تمسح علي ظهرها الصغير في حنان بالغ و تهمس في أذنها :-
- انك أنتِ ابنتي التي ليس لي في الدنيا سواها... أنتِ حبيبتي يا صغيرتي !!
قالت " هدير " في صوت ناعم رقيق صغير:-
- و أنا احبك أيضا يا أمي ... احبك كما لم أحب شيئا آخر في الدنيا....
مررت الأم أصابعها وسط شعر ابنتها شديد النعومة قائلة في حب شديد:-
- المهم ألا يشغلك حبي عن دراستك ....
قالت " هدير " و هي تدفن وجهها الصغير في صدر أمها أكثر :-
- إن الدراسة علي ما يرام يا أمي الغالية... إلا مٌدرسة اللغة العربية !
قالت الأم في توتر :-
- ما بها مٌدرسة اللغة العربية ... هل ضربتك ؟
قالت الصغيرة في صوت طفولي ناعم :-
- كلا ... أنا متفوقة .... هي تضرب الكسالى فقط ... و أكثر شئ تكرهه الكذب.
قالت الأم في حنان و هي تقبل أصابع " هدير " :-
- لا باس يا عزيزتي إذن ... و أنتِ دوما متفوقة .. لم الخوف إذن ؟ و هي لم تخطئ في إنها تكره الكذب .... لقد أمرنا الله سبحانه و تعالي و الرسول الكريم بالا نكذب مهما كان الأمر... لأنه يا حبيبتي " الصدق نجاة "...مهما كان المبرر.
غمغمت الصغيرة "-
- عليه الصلاة و السلام...
ثم تابعت في سرعة :-
- لكن يا أمي أحيانا نضطر إلي أن نكذب كي ......
قالت الأم في سرعة و أسلوب قاطع :-
- " هدير " كله إلا الكذب ... هذا ما تربينا عليه و عَلمُنا بعد أن أدركنا ووعينا... إنها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف... كما أن والدك يكره الكذب جدا ....
تذكرت " هدير " والدها الغائب منذ حوالي الستة أيام في مأمورية خاصة بالعمل و شعرت هي بالشوق إليه لمجرد ذكر اسمه و قالت لامها :-
- حسنا يا أمي ... لكن أين أبي الآن ...؟ لقد أوحشني كثيرا و أتمني رؤيته ...
قالت الأم في بعض الحزن:-
- انه في العمل يا حبيبتي ... لعله يأتي قريبا بإذن الله...
لم تجادل " هدير " الصغيرة كثيرا .. رغم أن أمها معتادة علي الجدال و كثرة النقاش منها... لكنها – أي " هدير"- كلما سمعت كلمة الله أو كلمة رسول الله.. صمتت و لم تجادل أو تناقش... إنها طبيعة خاصة وهبها الله إياها... و كرمها بها....
ذهبت في اليوم التالي إلي المدرسة و قابلت زميلتها " سارة " التي بادرتها قائلة :-
- كيف حالك يا " هدير " ؟
قالت لها " هدير " في ابتسامة واسعة :-
- بخير يا صديقتي الحبيبة ....هيا بنا إلي الطابور....
ووقفت " هدير " في طابور فصلها تستمع في اهتمام و شغف إلي الإذاعة المدرسية حتى انتهت و صعدت إلي فصلها..
و كانت أول حصة هي اللغة العربية ...و قالت " سارة" لــ " هدير" و التي تجاورها نفس التختة :-
- اليوم سوف تراجع مدرسة اللغة العربية الكراسات و تقوم بتصحيحها ... هل أحضرتِ الكراسة معكِ يا " هدير "...؟
قالت " هدير " و علي شفتيها ابتسامة واسعة رقيقة :-
- بالتأكيد يا عزيزتي .. اذكر إنني أحضرتها معي....
و فتحت حقيبتها و بحثت عن الكراسة و لكنها لم تجدها...
اصفر لون وجهها المتورد و نظرت إلي الحقيبة في رعب .. و لما لاحظت " سارة " ذلك قالت لها في قلق :-
- ماذا حدث ...؟ هل نسيتي الكراسة ؟
تذكرت " هدير " أنها سهرت طويلا و هي تقوم بحل الواجب المدرسي و تركت الكراسة علي مكتبها و حَضرت الحقيبة ثم نسيت الكراسة و قالت :-
- يا الهي !! لقد نسيت الكراسة في البيت...
قالت " سارة " في رعب :-
- و ما العمل ؟ المدرسة سوف تعاقبك علي ذلك و لن تغفر لكِ؟
قالت " هدير " في توتر شديد :-
- لا ادري يا " سارة " ... لا ادري كيف نسيتها بالأمس ! و لا ادري كيف يمكنني أن أتصرف في هذا الموقف ؟
تمالكت " سارة " نفسها و همست في إذنها :-
- ليس أمامك سوي الكذب ....! أجل ، عليكِ أن تقولي للمدرسة انك أعرتي الكراسة إلي صديقتنا " هبة " ، و بما أن " هبة " لم تحضر اليوم فلن تحدث مشكلة و سوف تصدقك المدرسة فوار ... كذبة صغيرة !!
حاولت " هدير " أن تقول شيئا و لكن الفكرة استغرقتها بعض الوقت ... و ما المشكلة كما قالت " سارة " ؟ كذبة صغيرة فحسب ؟ لكن ماذا لو اتصلت المعلمة ب " هبة " و ذكرت " هبة " شيئا آخر ....
ماذا عن أمها وقولها بأنها لم تكذب ....؟ و ماذا عن أوامر الله و رسوله في عدم الكذب مهما كان ؟
و ماذا عن والدها الذي يكرهه الكذب جدا... ماذا لو علم أن ابنته الصغيرة صارت كذابة من اجل أن تنقذ نفسها من موقف بسيط....كيف ستكون نظرته لها و هو الذي يضع عليه كل أمله و أمنياته...
كلا .. كلا ... لا يمكن أن تكذب أبدا ..... مهما كان .. حتى لا تخالف أوامر الله و تعصي والديها....
ثم أنها تصدق والدتها و تحبها جدا و ما دامت والدتها قالت لها أن " الصدق نجاة " فهي علي حق في ذلك و إن كانت " هدير " قصرت و نسيت ... فهي تستحق العقاب ...
و دخلت المعلمة و قالت :-
- أخرجن الكراسات الآن.
و لما وجدت " هدير " لم تخرج شيئا قالت لها :-
- أين كراستك يا " هدير" ؟
نظرت " هدير " نظرة خاطفة إلي " سارة " لكنها تمالكت نفسها و قالت بثبات :-
- اعرف أنني مقصرة أيتها المعلمة ... و لكنني نسيت الكراسة في البيت.. كنت أقوم بحل الواجب و نسيتها علي المكتب.. اعرف أنني أخطأت و استحق العقاب...
نظرت لها " سارة " في دهشة و لكنها ثبتت و انتظرت المعلمة حتى قالت :-
- أنا احيي فيكِ روح الشجاعة... كان يمكن أن تكذبي و تقولي إنها مع أي تلميذة غابت اليوم.. ..لكن لصدقك و شجاعتك .. أنا أهنئك.... و اصفح عنكِ.
و قالت للتلاميذ:-
- قفوا و صفقوا لشجاعة زميلتكم " هدير"....
و صفق الجميع وسط سعادة " هدير " و فرحتها و قالت في نفسها .. حقا " الصدق نجاة " من كل شر... و ذهبت فرحة و سعيدة إلي منزلها و قالت لامها و هي تلقي نفسها وسط أحضانها :-
- لن تصدقي ما حدث اليوم يا أمي ...
و حكت لها ما حدث ... و بعد أن أنهت الكلام غابت في صدر أمها مرة أخري و سمعت صوت يقول :-
- كم أنا فخور بكِ و بصدقك و شجاعتك ... إنكِ أنتِ ابنتي التي ربيتها و افتخر بها...
و كان القائل هو والد " هدير " ..و ما إن رأته " هدير " حتى غابت في حضنه القوي بكل كيانها و قالت في سعادة :-
- حمدا لله علي سلامتك يا أبي.. لكم أوحشتني و لكم احبك !!
قال لها في حنان كبير و هو يحتضن جسدها الصغير:-
- و كم انا احبك ! و فخور بكِ ابنتي العزيزة الغالية...
و كانت فرحة " هدير " الصغيرة لا توصف !!
فحقا ... " الصدق نجاة "...

تمت بحمد لله سبحانه و تعالي

[Mshaar EnSan]

اسعدني التواجد في متصفحك
دمتم بخير وعافية

[قلب وكلمات]

هذا الأسلوب أحمد ليس غريب علي

أنه يذكرني بالنهر الساري في سلاسه

دونما أن يعيقه حاجز أو جسر

قالوا قديما { إذا كان الكذب ينجي فالصدق أولىَ }

القصة هادفة تحمل في طياتها سحر الطفوله

غالب عليها الحنان والعاطفة ، أعجبتني بكل ما فيها

تقيمي أرفقته نجومي وتمنياتي بالتوفيق في المسابقة

خالص تحياتي

القيصــــر

قلب وكلمات

[ساحر الأحزان]

الصدق اقصر طريق للاقناع

وهو طوق النجاة التى تنجى صاحبها

من اصعب المواقف

اختيار مميز منك

تحياتى

[ياسمينااا]

قصه جميله جدا وهادفه
ولا يوجد احلي من الصدق
فالصدق هو اصل الايمان واساس النجاه في اصعب المواقف
واسلوبك جميل في سرد القصه
عجبتني جدا
تسلم ايدك بجد
وبالتوفيق ان شاء الله
تحياتي

[Nuna]

فعلاً الصدق افضل وسيلة

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mshààr enŝan اسعدني التواجد في متصفحك دمتم بخير وعافية

السعادة و السرور بوجودك...
ربنا يخليك اخي الغالي..
اول مرة اتشرف بوجودك الطيب...
باذن الله اكون عند حن ظنك...
و ربنا يوفقك الي كل خير

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيصــــــــر هذا الأسلوب أحمد ليس غريب علي أنه يذكرني بالنهر الساري في سلاسه دونما أن يعيقه حاجز أو جسر قالوا قديما { إذا كان الكذب ينجي فالصدق أولىَ } القصة هادفة تحمل في طياتها سحر الطفوله غالب عليها الحنان والعاطفة ، أعجبتني بكل ما فيها تقيمي أرفقته نجومي وتمنياتي بالتوفيق في المسابقة خالص تحياتي القيصــــر قلب وكلمات

الله يخليك اخي القيصر ....

فرحت باعجابك بكلماتي...

رغم بساطتها و هدوئها في الواقع..

يعني فكرة نبضت في بالي ...

فكرة بسيطة جدا و حاولت ان اجعلها قصة...

و اكيد تقييمك وسام علي صدري...

ربنا يخليك و يارب اكون عند حسن ظنك...

و ان شاء الله استحق ربع هذا المديح الكبير..

دمت برعاية الله

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر الأحزان الصدق اقصر طريق للاقناع وهو طوق النجاة التى تنجى صاحبها من اصعب المواقف اختيار مميز منك تحياتى

اكيد الشئ المميز و عبير و شذي الورود...

الذي يفوح من كلمات فينشر السعادة...

علي كل ارجاء المكان...

شرف لي ردك الجميل الطيب اخي الكريم..

و سعيد ان حرفي البسيط راقك...

و باذن الله اكون عند حسن ظنك...

وفقك الله لكل خير...

و دمت بحفظ و رعاية الله

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمينااا قصه جميله جدا وهادفه ولا يوجد احلي من الصدق فالصدق هو اصل الايمان واساس النجاه في اصعب المواقف واسلوبك جميل في سرد القصه عجبتني جدا تسلم ايدك بجد وبالتوفيق ان شاء الله تحياتي

ربنا يخليكي اختنا الغالية ياسمينا....

يمكن دي اول تجربة .. و اتمني ..

انها تكون معقولة يعني...

انا صراحة بالنسبة للقصص القصيرة...

لا اجد نفسي و كياني و قلمي .....

الا في الجانب الرومانسي.....

علي عكس الشعر...

لا اجد نفسي الا في الجانب الحزين...

سبحان الله :d

اسعدني وجودك الرائع المميز..

و اعجابك الكريم...

عسي ان اكون عند حسن ظنك..

دمتي برعاية الله...

ووفقك الله لكل خير