نساء فى حياتى الحلقة التاسعة العشر

[عازف الكلمات]

كنت أقود سيارتى متجهاً لمارى و الخوف يقودنى .. الخوف من قرارها .. إذا رفضت سأشعر بجرح ٍ عميق خاصة بعد أن أقدمت على ما أحجمت عنه سنوات طوال .. بعد كل هذه السنوات وافقت على الزواج و أخبرت مروة و مُنى بقرارى فإذا رفضت مارى سيكون ألمى عظيم .. و إذا وافقت هل سيكون من السهل عليها الدخول فى الأسلام ..؟ و إذا ظلت كماهى فما شكل علاقتنا بأطفالنا مستقبلاً ..؟ دوامة تفكير لم أنج منها إلا ومارى تفتح لى الباب و تتعلق برقبتى و تقبلنى ..
- أدخلى يا مجنونة .
قالت بصوت ٍ عال بعض الشيىء ..
* لا تخف هكذا .
فلم أجد مناص من حملها و الدخول بها .. لفت نظرى شيىء فأنزلتها برفق ..
- مارى أين صورة العذراء الكبيرة التى كانت هُنا ؟
* رفعتها قلم لى حاجة بها .
- كيف ....؟
* سأشرح لك فيما بعد .. هل كنت بالجريدة ؟
- نعم .
* هيا إلى الحمام و ساّتيك بالروب و بعدها نتكلم و نحن نأكل .
ضحكت و أنا أضرب رأسى برأسها فى رفق ..
- و الطعام فى الفراش أيضاً ؟
أجابت بمكر ...
* وهل أعجبك ؟
كان كل شيىء يوحى بأن مارى قد أتخذت قرارها بالموافقة ..تلك السعادة التى لقيتنى بها .. إرتفاع صوتها أمام الباب .. صورة مريم العذراء التى أختفت ..
طرقت مارى الباب ...
* عمر خذ الروب ..
مددت يدى من خلف الباب فأمسكت يدها أشدها فأرتفع صراخها .. تركتها بسرعة و سمعتها و هى تقهقه من الضحك .
حين خرجت من الحمام كانت مارى تجلس فوق الفراش باسمة و تنظر لى نظرة هادئة حانية .. سألتها ..
- ما بك مارى ؟
* أرجوك نادنى بإسمى الجديد حتى أرد عليك .
صرختُ فيما يشبه الجنون و أنا ألقى بنفسى عليها ..
- هل فعلتيها حقاً مارى ؟
مدت يدها و أشعلت لنفسها سيجارة ثم قالت ..
بالأمس ذهبت إلى شياخة الأزهر و أعلنت إسلامى و قد سرهم ذلك جداً و رحبوا بى .
خطفت السيجارة من يدها و ألقيتها بالمنفضة ..
- مارى مادام الأمر كذلك فلى رجاء .. لا سجائر بعد الأن .
* أمرك حبيبى و لى رجاء أن نؤجل موضوع الزفاف حتى أنتهى من الإمتحانات .. ولا تنسى أن هناك أب مهما كانت حريته لى فهو لا يدرك عن إسلامى شيىء ولا عن زواجنا شيىء وهو لن يصفق لى و يأخذنى فى أحضانه ويبارك تحولى عن دينى .. قد يغضب و يثور ويهدد بحرمانى من الميراث وربما وصل الأمر حد التهديد بالقتل و إن كنت ُ أشك أن يفعل شيئاً حتى لو عبدت النار و لكن على الأقل يجب أن يعرف أن أبنته الوحيدة قد أسلمت و تزوجت .. وحتى أعتراضه لن يغير فى الأمر شيىء ولكنى أريد أن أخبره و أفعل ما أراهُ صواب .. ثم أمى التى تعلم كل ما يدور بيننا حتى وجودك هنا الأن حين اخبرتها لم ترفع رأسها عن أوراق اللعب و قالت و هى شبه مخمورة ..
= مجنونة مثل أبيك .. إفعلى ما يحلو لك .
ذادت دهشتى و أنا أسأل مارى ..
- وهل تعلم والدتك بوجودى الأن ؟
* نعم .. وماذا فى ذلك ؟ أمى لا يعنيها من الكون شيىء سوى ورقها و خمرها و لعنة الزمن الذى رماها بطريق أبى .
- و متى ستخبرين والدك ؟
* سأخبره بالتليفون .
أخذتها بين زراعى و أنا أسألها .. متى ؟
دفعتنى للخلف و هبطت كفراشة فوقى و هى تهمس فى شفتى ..
* الأن يا عمر .
لم يكن شيئاً يُؤلمنى و يؤرق فكرى ليل نهار سوى من زواجى بمُنى .. و خوفى من أن تعلم مروة به فى يوم ٍ من الأيام .. تحت ضغط رغبتى فى الأولاد و إحساسها بالعجز عن الإنجاب وافقت مروة على زواجى من مارى و أعلم مدى وجعها .. فكيف لو علمت بزواجى من مُنى .. و أى مبررات ممكن أن أقدمها بوقتها .. بل كيف يمكننى الوقوف أمام نظراتها إن بقيت لتنظر لى ؟
يا رب هل صار القلق عنواناً لحياتى هكذا دوماً ؟ وهل صار محالاً أن يمر يوماً دون توتر .. دون أن يكون هناك شيئاً أخافه و أخشاهُ ؟ أم أنى أستعذب هذا القلق وأحتاج هذا التوتر لكى أشعر بالحياة ؟ غير أن هاجس الخوف من معرفة مروة بأمر مُنى صار كابوساً مخيفاً .. أشعر بأنى كل مرة أفتح باب البيت سأرى مروة تستقبلنى بالسؤال .. لماذا خدعتها ؟ أحياناً أشعر بأنها ستوقظنى من النوم باكية و تصرخ فى وجهى بالحقيقة .. و لا أعرف بماذا أجيبها .. ماذا أقول لها .. هل أقول لها أنك يوم أرسلتينى أليها لأقطع كل الخيوط كنت أوصلها ؟ أن أقول بأن منى أفقدتنى الوعى و عقدت قرانى عليها فى غياب العقل ؟ أم أقول لها الحقيقة بأنى رجلاً أردت أن أجعل من نفسى هارون الرشيد و شهريار الزمن و سيد الفرسان فى ميادين النساء و أخترت معاركى فى غرفات النوم و حصرت رسالتى فى حدود الفراش .. ماذا يمكننى أن أقول لها .. أأقول بأن نقطة الضعف عندى تغلبت علىً و أن نزواتى صارت أكبر منى ..؟ أأقول لها بأن مُنى إمرأة مختلفة .. لها مذاق مختلف .. و أنا أشتهى كل أنواع النساء ؟ ما أصعب أن أقف أمامها فى هذا اليوم .. لأنننى لا محالة سأخسرها .. ستخرج من حياتى للأبد و يومها سأكرهُ نفسى و أكرهُ مُنى .. و ليس هناك غير شيىء واحد لتفادى حدوث هذا .. يجب أن تخرج مُنى من حياتى .. نعم لا سبيل أمامى غير هذا أسلكه .. قد أعانى .. قد أتألم .. و قد تنقص أطراف كونى .. و تقل أوقات شروق الشمس .. و تنخفض حدة أضواء النجوم فى سمائى .. قد يكون أكثر من هذا بفقدان مُنى .. غير أنى أموت لو خسرت مروة .
دار كل هذا الحوار في رأسي وأنا أتجه إلى منى التي إستقبلتني بإبتسامتها التي تسقط أمامها أعتى القلاع وينحنى لجمالها الملوك والسلاطين ..
قالت وهي تتناول يدي تقبلها وتخلق بداخلي الضعف قبل أن تتماسك القوة وتوأد القرار وهو ما زال بالمهد..
* في هذه الحظه فقط يا عمر تبدأ الحياة ..وأخرج من التابوت حتى إذا ما تركتني أعود اليه .
لم أعقب على كلماتها التي أسقطت كل دروعي عني وكسرت بيدي سيفى ..
هل تعلمين أني اليوم جئت أذبحك .. جئت أغلق عليكِ التابوت وأُهيل التراب فوقك .. سامحيني يا مُنى .. اليوم حين أخرج من هذا البيت لن أدخله .. لن أطالع صوره أبيك حين أجيئ وألعنه .. لن أصعد الطابق الثاني .. لن أدخل مجلسك الشرقي .. لن أراك ترقصين .. لن أركب زوارق متعتك ..لن أُبحر في نهرا عينيك .. لن أبحث عن ماء يغسل أحزاني على صدرك .. لن أجلس بعد اليوم فوق خصرك .. لن أفتشُ عن قمري في شعرك .. لن أسألك بعد اليوم شيئا ولن أعطيك بعد اليوم شيئا .
* عمر..عمر.. ما بك ؟
- لا شيئ تعالي نجلس هنا في البهو.
* هنا ؟ ولماذا ؟
قالت وهي ترمي بنفسها على أول درجات السلم الحلزوني ...
* أشعر بشيء خطير ..ولا أخطر عليً من قراراتك المفاجئة .
جلست إلى جوارها ورحت أستجمع كل قواي وأضغط على الكلمات لكي تتخطي حدود لساني وشفتي .. غير أني أحس بحلقي جافاً ولساني مربوطاً وغير قادر على النطق .. أين جراءتي حين أتخذت قراري ؟ وأين خوفي على مروة ؟ وأين ؟ وأين ؟ ما بال الصمت يطبق عليً هكذا هل أخشي ثورتها أم موتها.. ؟
أم أني غير قادر على إتخاذ قرار بشأنها ..؟
قامت مُنى ثم آخذت بيدي فأنهضتني وهي تضحك في وجهي ..
* تعال يا عمر .. أنت مثلي .. ألاف المرات قررت وآلاف المرات تراجعت .. صمتك أعرفهُ .. نطقك أعرفهُ .. تعال نصعد لأعلى ثم نأخذ قرارنا معاً .
- أي قرار تقصدين ؟
* أعرفك جيداً يا عمر .. كالطفل تلهو كثيراً حتى إذا ما تعبت من لهوك كسرت ما كنت تلهو به .. وأنا اليوم لعبتك التي تريد كسرها غير أنك تحس بإحتياجك لي ثانيه وهذا ما يجعلك تتردد .
لم أنطق بكلمه غير أني وأنا صاعد إلى أعلى توقفت وألتفت إليها وكالمدفع الرشاش خرجت الكلمات من لساني
.. منى أريد الانفصال .
و إلى جزء أخر ..

[سدره]

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي

[عازف الكلمات]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سدره شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز واصل تالقك معنا في المنتدى بارك الله فيك اخي ... ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي

شكراً لكِ يا راقية المشاعر

لردك الراقى وقرأتك الجميله

تحياتي بحجم الفضاء واكثر

[Words Whisper]

طفل


حقا هو طفل


أناني ،، غير مسؤول و قبيح جداااا


يسعى وراء نزواته


ثم يجرح مرات ومرات


ألم يكن على علم من البداية أنه لايريد ترك مروة ؟


فلم يوجع منى هكذا ؟


ألبشر للهو ؟!!


أكره هذا الطفل حقا وأكره كل من هم على شاكلته ..






سرد راقٍ ..


شاكرة لحضرتك ..


سلمت


ودمت بتوفيق من الله ..

[عازف الكلمات]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة words whisper طفل حقا هو طفل أناني ،، غير مسؤول و قبيح جداااا يسعى وراء نزواته ثم يجرح مرات ومرات ألم يكن على علم من البداية أنه لايريد ترك مروة ؟ فلم يوجع منى هكذا ؟ ألبشر للهو ؟!! أكره هذا الطفل حقا وأكره كل من هم على شاكلته .. سرد راقٍ .. شاكرة لحضرتك .. سلمت ودمت بتوفيق من الله ..

وجودك دائماً مميز ويسعدنى حقاً

كونى دائماً بالجوار

تحياتي

[sokara]

حلقه اليوم تجذبنى الى معرفه ماسياتى من احداث
سرد مشوق بما يحمل من اتقان
سلمت يمينك وتحياتى والتقيم والتثبيت

[عازف الكلمات]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sokara حلقه اليوم تجذبنى الى معرفه ماسياتى من احداث سرد مشوق بما يحمل من اتقان سلمت يمينك وتحياتى والتقيم والتثبيت

شكراً لوجودك الجميل والراقى يا سيدة الحرف

تحياتي