قصه خياليه الجزء التالت

[~~ بنت مصر ~~]

كان حديثه مترددا خائفا لم يكن جريئا كعيناه , قال في صوت خافت أظن أن هذا لك وكان يشير لذلك الشال

الذي فقدته أمس ..فقلت بلي هو لي شكرا لك و مددت يدي امسك بالشال وأحاول في لطف أن افلته من اصابعه التي أحكمت الإمساك به ,
حاولت أن انتزعه مرة ومرة ومرة , ولكن كل محاولاتي بائت بالفشل ,

نظرت الي عينيه في محاولة لكي افهم ما يدور برأسه.. هل اعجبه الشال فقرر ان يحتفظ به ؟!!

نظرت اليه نظرة مستقيمه قوية , حاولت وأمسكت بالشال بأطراف اناملي ولكن أمسكت بقوة

كانت عيناه ثابته لا تحيد عن عيني ويداه ثابته لا تتحرك مهما كانت قوة محاولاتي في إنتزاع الشال من يده

لقد بائت كل محاولاتي بالفشل ولم أستطع حتي ان أري شيئا في عيناه سوي ..بعض الأحاسيس الغريبه!!

كان عمره تقريبا لا يتجاوز الخامسه والعشرون قمحي اللون , يميل للسمرة قليلا , طويل , ممشوق قوامه , كان ذلك الرجل الذي يمكنك أن
تصفه بالوسيم , فيكفي أن تري عيناه لتقسم أن لديه من المعجبات الاف واقسم أني لو تركت قلمي يصف جمالهما لكتبت ديوانا وأسست مدرسة للشعر فيهما0

ولكن كل تلك الصفات لم تكن لتؤثر في شخصيتي الجامده التي لا تعرف من الحب سوي الوجوم

قررت ان أقطع ذلك الصمت الذي خيم علينا وانطلقت في صيحة غاضبة قليلا وبسمة مصطنعة تغطيها ملامح الغضب قائله هلا اعطيت لي الشال ؟!

لم يرد ولم يتحرك فأعدت عليه السؤال لربما لم يستمع !!

مرحبا ..شكرا لك ..هل اعطيت لي الشال ..انتظرت قليلا ولكنه لم يتحرك , لم يتحدث , يقف واجما امامي بنظرته المستقيمه تلك النظرة التي
لم أستطع بعدها أن أنظر مباشرة له فكنت أتحدث وعيناي تتلفت حول المكان

نعم لم اكن بالقوة التي تجعلني أنظر لعيناه مرة أخري وأجزم أن تلك الواجمه بداخلي كانت لتنهار امام سحرهما !!

بعد تكرار سؤالي للمرة الثالثه وتكرار ال- لا رد الفعل- منه بدأت أشك انه لا يسمع فأشرت بيدي في محاولة لجذب انتباهه

ولكنها.. تلك الاشارة.. لم تكن كما توقعت فقد انتفضت عيناه كمن غرق بحلم طويل رائع ثم استيقظ علي صوت مبني ينهار بالجوار!!

تنهد قليلا وقد تملكني صمت رهيب فما قصدت بالطبع ان افزعه

ولكنه قطع الصمت قائلا عفوا تفضلي

ولكنه لم يمد يديه بالشال بل أمسك بطرفيه وخطوتين للخلف ووضعه علي كتفي !!

بداخلي بسمة لم أنكرها أما اقسمت من قبل أن عيناه تتحدث عن جريء ..

ولكن بالطبع لم أظهرها بل وظهرت ملامحي غاضبه من تلك الجرئة الغريبه فنزعت الشال عن كتفي وأدرت وجهي لأرحل

فوجدته يقف امامي لا يتحدث وعلي وجهه ابتسامه لا يمكنك ان تصفها الا بالبريئه خطوت خطوة لليمين فقد حجب جسده رؤيتي كاملة ولكنه خطي بأخري لليمين

ثم شعرت أن هناك لعبة ستبدأ ذلك حين توجهت انا خطوة اخري لليسار في محاولة لل "هرب " من عيناه او منه !

وبدأت اللعبه بالفعل فقد توجه هو الاخر تلك الخطوة لليسار فعدت اكررها ويكررها ثلاثا ثم تحدثت في نبرة يشوبها الضحك ويطغي عليها الغضب

الا تفسح لي الطريق ؟

وبداخلي اقسم انه لو عاد لذلك الوجوم فلن اصبر عليه , ولكنه فاجئني بكلمات غريبه تملكني الخوف بعدها ...

انتظرتك عامين فلن اتركك ترحلي اليوم !!

عفوا ماذا تقول لم تراني سوي بالأمس ههه وانطلقت ضحكة سخرية وخطوات مبعثرة في محاولة للافلات منه

وقد نجحت بالفعل في ان أتخطاه ببعض الخطوات وقد عزمت العودة للبيت

فما منعني سوي يديه قد أمسكت بيدي بقوة واعادتني كدمية بين يديه !! لا اعلم كيف ولكن كل ما اتذكره انه لم يتحرك خطوة ولم يلتفت
للخلف بل فقط امتدت يده تمسك بيدي وتعيدني امامه !!

لم تكن بقوة انسان فإن حاولت أن تفعلها انت لربما تحركت خطوة او أملت بجسدك قليلا والا مزق ذراعك !!

تبسم هو..ثم قال لم تأتي هنا منذ عامين اليس كذلك فقلت بلي قلتها بصوت خافت خائف فقد امتلأت رعبا منذ أمسك بيدي
فتبسم مرة اخري وقال اذا لِم تقولين اني لم ارك الا بالامس ؟

ابتعد عني خطوة واتجه للبحر ووقف يرفع يديه جانا وتابع قائلا

كنت كل عام في مثل هذا الوقت تقفين هنا وتنظرين لذلك القصر بشغف يملأ عيناك لرؤيته

وتنظرين لذلك المركب وتتمنين لو ان هناك فرصة واحده لتصلي به لذلك القصر ..مخطيء انا ؟

اقتربت منه وقلت من انت؟ كيف تعرف كل ذلك ؟ انها امنياتي منذ زمن ! لم أصرح بها لشخص كان!!

تبسم وقال أعرف والتفت لي وامسك بيدي ولكن هذه المرة كانت لمسة تفيض بالحنان لم استطع من لذة اللمسه حتي أن انتزعهما من يداه !

وتابع حديثه بذلك الصوت الخافت الذي أدمنته في اولي اللحظات ستعرفين كل شيء ولكن هل يمكنك ان تكوني جريئه بعض الشيء و تتركي ذلك الخوف جانبا

فقلت لم ؟

فردد قائلا فقط سأحقق لك امنياتك..

تمتمت... ولكن الوقت قد تأخر ولابد ان اعود

قال اعرف ولكن سأنتظرك غدا هنا العاشرة مساء سيكون لقائك مع تلك العجوز قد انتهي ويمكننا بدأ المغامرة

قلت وكيف عرفت بأمر العجوز !! قال غدا سأجيبك عن كل تلك الاسئله

سحبت كفي الصغير جدا مقارنه بيديه و لملمت بعض القوة والوجوم والمشاعر البارده التي لا اتذكر اني قد رأيتها بعد ذلك اليوم بداخلي !!
وقلت في نبرة مصطنعة للجفاء

سأفكر ..

فما كان منه الا ان قال بنبرة واثقه ضاحكه.. اني في انتظارك غدا

ابتعدت عنه وأدرت وجهي متجهه للبيت ولكن بعد خطوات قليله سمعت صوت شيء يلقي به بالبحر فقلت ربما سقط شيء او أن ذلك الساحر
قد قرر أن يسبح قليلا !!

نعم فقد كان ساخرا ليصبح الان ساحرا ....

وصلت للبيت وكلي شغف ليوم غد وكنت أحمل من التعب ما اجبرني علي الا افكر بأي شيء فقط وضعت رأسي فوق وسادتي وخلدت بنوم
عميق في انتظار يوم غد

[ساحر الأحزان]

قصة جميلة منك

استمتعنا بجميل قرائتها

بجميل اسلوبك السهل الممتع

والعرض الشيق

موفقة

تحياتى