رجال حول الرسول " عتبة بن غزوان " 13

[gold rose]

صحابي جليل عاش في زمن الرسول صلى الله عليه وسلمـ .. كان من سابع سبعة من الذين أسلموا و بسطوا أيمانهم إلى يمين الرسول صلى الله عليه وسلمـ .. مبايعين و متحدين قريش بكل ما معها من بأس و قدرة على الانتقامـ .. في أيامِ الدعوةِ الأولى "أيام العسرة و الهول" صمد مع إخوانه ذاك الصمود الجليل الذي صار فيما بعد زادا للضمير الانساني يغتذي به و ينمو به على مر الازمان .. في ذلك الوقت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة .. سافر عتبة رضي الله عنه مع المهاجرين .. و لكن !! شوقه للنبي صلى الله عليه وسلمـ لم يدعه يستقر هناك .. فسرعان ما طوى البر و البحر عائدا الى مكة حيث الرسول صلى الله عليه وسلمـ حتى موعد الهجرة الى المدينة فهاجرَ مع المسلمين .. جاهد و حارب في زمن الرسول .. و لا يزال ذلك حتى يوم أن رحل عنهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى الرفيق الأعلى .. هو الذي فتح الأبلة و طهرها من الفرس و الذي أرسله هو الخليفة الراشدي الثاني "عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه" .. و صاح بجنده ((الله أكبر ، صدق وعده)) .. كأنه قرأ غيبا قريبا فما هي الا جولات ميمونة استسلمت بعدهاالأبلة .. فعمَّرَها و بنى مسجدها العظيمـ .. أراد مغادرة البلاد الى المدينة هارباً من الإمارة ، لكن أمير المؤمين أمره بالبقاء .. و لبث "عتبة" مكانه يصلي بالناس ، يفقههم بالدين و يحكم بينهم بالعدل .. ~و يضرب لهم أروع المُثل في الزهد و الورع و البساطة~ حاربَ التَرَفَ و السَّرَف .. و وقف "عتبة" فيهم خطيبا فقال : <<و الله ، لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليهم وسلم سابع سبعة و ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا ...>> |قال : لقد رزقت يوما بُرْدَةٌ ، فشققتها نصفين ، أعطيت نصفها سعد بن مالك ، و لبست نصفها الآخر ..| كان عتبة يخاف الدنيا على دينه أشد الخوف !! و كان من حرصه الشديد يخافها على المسلمين فراحَ يحملهم على القناعة و الشظف .. حاول الكثير أن يحولونه عن نهجه و يثيروا فيه الشعور بالامارة .. لا سيما ان الأبلة تعودت على أمراء من طراز آخر و ليش طراز التقشف و الزهد .. و أهلها تعودوا احترام المظاهر المتعالية المزهوة !! ... فكان يجيبهم قائلا : "إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيما ، و عند الله صغيرا" .. فلما رأى الضيقة في وجوههم قال : ((غدا ترون الأمراء من بعدي)) .. و جاء موسم الحج .. استخلف على الأبلة أحد إخوانه و خرج حاجا .. فلما قضى حجه سافر إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلمـ .. و سأل أمير المؤمنين أن يعفيه من الإمارة .. لكن "عمر رضي الله عنه و أرضاه لم يكن ليفرط في هذا الطراز الجليل من الزاهدين الهاربين مما يسيل له لعاب البشر جميعا" و كان يقول لهمـ : ((تضعون أماناتكم فوق عنقي .. ثم تتركوني وحدي .. لا و الله لا أعفيكم أبدا..)) و هذا ما قاله لعتبة بن غزوان رضي الله عنه .. فلم يكن في وسعه الا الطاعة .. فاستقبل راحلته ليركبها راجعا إلى الأبلة .. لكن قبل أن يركبها .. استقبل القبلة .. رفع كفيه الضارعتين الى السماء .. و دعا ربه ألا يرده إلى البصرة و لا إلى الإمارة أبداً .. و استجيب دعاؤه .. فبينما هو في الطريق إلى ولايته أدركه الموت .. فاضت روحه إلى بارئها مغتبطةً بما بذلت و أعطت .. و بما زهدت و عفت .. و بما أتم الله عليها من نعمة .. و بما هيَّأَ لها من ثواب ..

[Words Whisper]

لم يكن همه الدنيا
فوفقه الله للآخرة همه ..


اللهم حسِّن خواتيمنا ..


انتقاء قيم
شاكرة لكِ ..
دمتِ بتوفيق وسعادة ..

[ابتسامة الزهر]

بارك الله فيك على ما قدمت
اسال الله لك راحة تملا نفسك و رضا يغمر قلبك و عملاً يرضي ربك
و سعادة تعلو وجهك و نصرا يقهر عدوك .وذكرا يشغل وقتك
و عفواً يغسل ذنبك و فرجا يمحو همك
وفقك الله

[ملاك صعبة الإمتلاك]

تسلمي يا رووز

الله يعطيك الف عافية على الطرح الراقي

والتنسيق على فكرررة خياالي

[-esraa-]

اللهم احسن خامتنا ,,

سلمتي عالقصة وجعلت في ميزان حسناتك

بانتظار جديدك