ما تظنّ أنه الحق

[اسيل الفلسطينية]

[align=center]

ما تظنّ أنه الحق يقول أنا متعصّب للحق. في الحقيقة هو متعصّب لما يظنّ أنه الحق، وتعصّبه لما يظن أنه الحق يحول بينه وبين اكتشافِ الباطل الكامن فيما يظن أنه الحق، وهكذا.. صغاراً كنا نتحدّى يبوس ألسنتنا فنردّد: «خميس كمش خشم حبش، حبش كمش خشم خميس، خميس وحبش تكامشوا بالخشوم».. ستستمر الملهاة طالما استمرّ خميس وحبش في «كمش» أنوف - خشوم - بعضهم بعضاً. إنها حلقة مفرغة من الوهم الأبدي ويجب أن تُكسر. ينبغي أن تكف عن القبض على ما تظنّ أنه الحق. لأن هناك احتمالاً وارداً جداً ألا يكون الحق حقاً. لأنك على صوابٍ يحتمل الخطأ، وغيرك على خطأ يحتمل الصواب، على هدي الشافعي. أعتقد أن برتراند راسل كان ذكياً جداً في قوله: لن أموت أبداً دفاعاً عن قناعاتي، فقد أكون على خطأ. لكي تكسر حلقة الوهم التي تطوقك بما تظنه الحق، ينبغي أن تكفّ عن يقينك الذي لا يغتفر لما تعتقدُ أنه هو. ينبغي أن تضع احتمالاً ما، ولو بنسبة %0.001، أن يكون الحقّ مع الآخر، مع المعسكر المقابل، مع عدوّك المُفترض. أن تتسامح على طريقة كورت توشولسكي، حيث: التسامح هو الشك بأن الآخر قد يكون على حق. الخطوةُ الأولى لمعرفة الحق هي أن تكف عن التعصّب له، لما تظنّ أنه هو، لأنك - بحكم نقصك وحدودك - لا تملك إلا أن تظن وأن تؤمن وأن تعتقد. أنت لا تملكُ المعرفة، أنت تملك ما تظنّ وتؤمن وتعتقد بأنه المعرفة، وهذا ليس كافياً ولا مبرراً لتعصّبك. ناهيك عن إراقة كل هذا الدم، وإقامة كل تلك العداوات. وإذا ما تعصّبت لما لديك، لما تظنّ أنه الحق وقد لا يكون حقاً بالضرورة، فمن أين سيأتيك الحقّ؟ من أين لك أن تعرف أنك على ضلال، وأن هذا القابض على أنفك هو الباطل، لا الحق، مادمت قابضاً على أنفهِ وتسمّيه حقاً؟ تعصّبنا للحق، لما نظنّ أنه الحق، هو ما يحجبنا عن الحقّ. تعصّبنا لما نظنه الحق، برغم أنه يبدو كفضيلة الفضائل، فإنه محض تضليل. تعصّبنا لما نظن أنه الحق يحول بيننا وبين أن نعرف الحق. الباحث عن الحق لا يتعصّب، الباحث عن الحق يترك لنفسه هوامش فسيحة من الشكّ والمساءلة، لأن الحق لا يمنح نفسه بسهولة. لأن الحق هو محض انطباعنا عن الحق، فعلامَ كل هذا التشنج؟ وعلام هذا الاقتتال، وعلام هذا التناحر؟ وما الذي يبرر سفك كل هذه الدماء في لعبة من الاحتمالات والظنون؟ يقولُ ميخائيل نعيمة: غضبتُ للحقّ فغضبَ الحقُّ عليّ. الحقّ يتأفف من عصبياتنا المريضة التي تحجب أنظارنا، نسياننا المستمر بأننا مجرد باحثين عنه، لا قابضين عليهِ، ولا كامشين على أنفه. يقولُ الشاعر أحمد رامي: لو نظرنا إلى الحياةِ بعين الحقّ راحت بالكرهِ والشنآن فهل هذا ما نريده؟] [/align

]

[شاعرة الرومانسيه]

الباحث عن الحق لا يتعصّب، الباحث عن الحق يترك لنفسه هوامش فسيحة من الشكّ والمساءلة، لأن الحق لا يمنح نفسه بسهولة. لأن الحق هو محض انطباعنا عن الحق، فعلامَ كل هذا التشنج؟ وعلام هذا الاقتتال، وعلام هذا التناحر؟ وما الذي يبرر سفك كل هذه الدماء في لعبة من الاحتمالات والظنون؟

أه يا أسيل من بشر تهوى سوء الظن بالبشر
ولا ترتاح الا بجراح البشر
حسبيى الله عليهم

موضوع رائع كروعتك ياقمر

[اسيل الفلسطينية]

مرورك اسعدني ,, وانار متصفحي ,,
لاتحرميني جسر توااصلك
لآعدمت حضورك الرآئــع
لك وودي ,, وخالص شكري