..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 0 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 3 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 3 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 8 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 16 -
أمل
الكاتـب : د/ عبد الله - مشاركات : 9 -

الإهداءات


السيد المسيح يلوح بالأفق للعودة

السيرة النبوية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /05-16-2009, 10:17 AM   #1

 

 رقم العضوية : 18903
 تاريخ التسجيل : May 2009
 العمر : 44
 المكان : سوريا
 المشاركات : 50
 النقاط : أبوعبدو will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

أبوعبدو غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي السيد المسيح يلوح بالأفق للعودة

هل حقاً سيظهر السيد المسيح ثانية، ومن سيناصر: اليهود، أم الأخوة المسيحيين، أم المسلمين؟.

وهل سيأتي بإنجيل ثاني غير الإنجيل السابق؟ أم على القرآن سيبنى الحق؟

ـ اليهود يؤمنون ويقولون بأن السيد المسيح الحقيقي سوف يظهر حتماً في فلسطين (أرض الميعاد)، لذا فهم استقتلوا وبذلوا ما بذلوا حتى ملكوا أرض الميعاد انتظاراً لظهور السيد المسيح الملك العالمي. حيث سيرفعهم إلى الأوج فوق العالمين في الدنيا الآن، وما عليهم إلاَّ أن يؤمِّنوا له قطعة أرضٍ في فلسطين لظهوره ثانية بينهم وينصرهم على العالمين. حيث أنهم يزعمون أن سيدنا عيسى الذي ظهر سابقاً قبل (2000) عام لم يكن هو المسيح الحق، ولكن المسيح الحق سيظهر عاجلاً الآن في فلسطين.

ولا تظن أن الأمر نظري أو بالأمر الهيِّن عند اليهود، فإنَّ (70%) من بني إسرائيل الآن في فلسطين مجتمعون على أساس ديني وعلى أسس أرض الميعاد بظهور السيد المسيح بينهم.

ـ أما الأخوة المسيحيين، فإنهم يؤمنون بأن السيد المسيح سيظهر ثانية، ولكن ليس بجسده الشريف، وإنما بروحانيته العظمى التي ترفرف على العالم فيحلُّ الأمن والسلام ولا تبقى حروب أو شدائد حتى يوم القيامة.

والسؤال الآن:

1 أين السيد المسيح، أفي أرض؟ أم في سماء؟ وهل سيعود ثانيةً حقّاً، وما هو الدليل؟

وبالآية الكريمة (55) في سورة آل عمران: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ..} فهل يعني ذلك أنه سيعيده للحياة بعد الوفاة ويحييه مرة ثانية ويظهره؟ ولماذا يظهره ثانية؟

2 وما الدليل القرآني أو المنطقي على مجيئه يحمله ملكان يطوفان به فوق مدينة دمشق ثم يضعانه على مئذنة بالجامع الأموي (مئذنة عيسى)؟

3 مع أي فئة سيكون، هل مع المسلمين؟ أم مع الأخوة المسيحيين؟ أم مع اليهود؟

4 هل سيأتي بإنجيل ثاني غير الإنجيل السابق؟ أم على القرآن سيبنى الحق؟

5 وأخيراً، هل سيظهر ثانية لوحده أم يعود هو وأمه السيدة العذراء؟
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الجواب:

قبل قيام الساعة التي أشار إليها القرآن الكريم أو أي بلاء آخر فإن الله يرسل إلى الناس انذارات وتحذيرات لعلهم ينتبهون من غفلتهم ويصحون من سكرتهم ثم يتداركون أمرهم قبل أن يحل بساحتهم العذاب وقبل أو يقولوا ربنا أرجعنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل.

ولا تقتصر تلك التحذيرات على الرسل فحسب بل التنظيم الكوني الصارم بدقته والهادف في غايته يحذرنا من الاطمئنان لهذه الدنيا فالمراحل التي يمر بها الإنسان أو الحيوان من ضعف إلى قوة ومن قوة إلى ضعف وشيْبه، والنبات يخرج غضاً ثم يستوي ويستغلظ ثم يصبح هشيماً تذروه الرياح إن هي إلا آيات محذرات مبينات للإنسان بأن لا يطمئن ويركن إلى الحياة الدنيا بل تطلب إليه بما تقدمه من المواعظ أن يشمر عن ساعد الجد ويسعى لما هو مخلوق له لأن الأمر جد وما هو بالهزل.

تحذيرات:

وما أشراط الساعة التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام وظهرت الآن إلا آيات مبينات لأولي الألباب الذين يبحثون عن لب الأمور أي عن ربهم موجد الوجود ويذرون القشور والخيال المنطبع على شبكية العين فيرون الحقيقة ببصائرهم بنور ربهم، لا بنور الشمس والكهرباء.. إلخ.

ففي أشراط الساعة آيات مبينات بأن هذه الحضارة التي بنوها وارتضوا بها سوف يأتي الله على بنيانها من القواعد فيخر عليهم السقف من فوقهم ذلك بأن الله لا يأخذ القرى بظلم وأهلها غافلون، أما إذا أخذها وهي ظالمة فإن أخذه أليم شديد فلو كانت الحياة طيبة في ظل هذه الحضارة لما شاهدنا التبرم والضجر والألم وحوادث الانتحار في البلدان الراقية من هذا النهج الذي ارتضته البشرية لنفسها. ولأن لرب العالمين غاية سامية من وجودنا، أما إذا انحرفنا عن تلك الغاية، التي هي الحياة الطيبة بأسمى معانيها فإن الهلاك يصبح محققاً وذلك لكي لا تزداد شرورنا ويزداد ألمنا وحسرتنا يوم الدين.

فالله أعلم بمن خلق وأعلم بما يسعد نفوسهم، أو ليس الذي أبدع السموات والأرض وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة بقادر أن يضع لنا سنناً تكفل لنا سعادة الدارين؟

بعث الرسول:

بلى ولكن خروج الناس عما أنزل من الشرائع الكفيلة بسعادتها ورقيّها هو الذي سبب لها النكبات وسبب لها الألم والشقاء ومن أجل ذلك يبعث الله تعالى إليهم رسولاً من أنفسهم ويتلو عليهم آياته وشرائعه ويأمرهم أن يطيعوا الله ورسوله بتطبيق تلك الشرائع ويحذرهم ويعظهم من الهلاك إذا انحرفوا عنها واستبدلوها بشرائع من وحي أهوائهم.

قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} سورة القصص (59).

والمسيح عليه السلام هو رسول هذا العصر وهو الذي أرجأه الله تعالى لهذه الساعة هلاك القرى وجعله علماً لها من أعظم أشراطها: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} سورة الزخرف (61).

رجل الساعة:

نقول المنارة علماً للبر أي برؤية المنارة نعلم بوجود البر إن كنا تائهين بسفن بالبحار. فالمسيح عليه السلام علماً للساعة وأما الأدلة القرآنية التي تنبئ عن مجيئه فإليك هي:

الدليل الأول:

قال تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} سورة آل عمران (55).

لقد جاء عيسى بن مريم عليه السلام رسولاً إلى بني إسرائيل فاصطدم بعلمائهم من (الفرِّيسيين) بعد أن رأوا مخالفته لأقوالهم ولما جاء به أجدادهم من التأويلات التي لم ينزل الله بها من سلطان ولما رأوا أمرهم سينكشف للناس راحوا يقاوموه بشتى الوسائل حتى تمكنوا من صد الناس عنه، وما صدوا إلا الذين هم على شاكلتهم، ولم ينتهوا عند الكفر به والصد عن سبيل الله بل راحوا يمكرون به قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}: بكفرهم ومكرهم. {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}: أي من يبايعني على النصر أو الموت. {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ، رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}: ذلك أن المسألة خرجت عن نطاق المناقشات الكلامية وتطورت إلى الاحتكام إلى شبه الأسنة. مكرت بنوا إسرائيل واستعد السيد المسيح والذين آمنوا معه وهم أحد عشر رجلاً ولكن الله جلّت قدرته رأى الحواريين أقلة فدبر لأمرٍ فيه الخير لهؤلاء وهؤلاء. {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}: تألم على نفسه وأخذ الحزن منه كل مأخذ وظن أن الله جل وعلا لم يقدِّر على يديه هداية قومه لوفاته ونتيجة إعراضهم وكفرهم لأنه بهدايتهم سعادتهم وسعادته يوم القيامة وبالتالي رفعته عندئذ طمأنه تعالى، إذ قال تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}: أي بأعمالك العالية لإنقاذ البشرية. {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} سورة فاطر (10).

والوفاة لا تعني الموت فحسب بل النوم يسمى وفاة أيضاً، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ..} سورة الأنعام (60).

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا..} سورة الزمر (42).

فالنوم وفاة إذاً، أما وفاة الموت فتكون على يد ملك الموت الموكل بوضع الروح حين الولادة إذ هو أيضاً الذي يقبضها عند الموت.

{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} سورة السجدة (11).

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ..} سورة النساء (97).

معنى الوفاة:

فمعنى الوفاة هنا أخذ الإرادة والاختيار من سيدنا عيسى عليه السلام بإنامته فالله يتوفى الأنفس التي أخذ منها إرادتها واختيارها، لذا فالأعمال التي تصدر من النائم لا يؤاخذ عليها إن اتخذ الحيطة لنفسه قبل نومه أما كلمة (رافعك) لا تعني في الآية رفعة مكانية وأية قيمة لها إن كانت مكانية، فالله موجود في كل مكان وزمان فالسموات ليست أعلى من الأرض وإنما هي بعيدة عنها فقط فالسماء فوقنا وتحت كرتنا الأرضية محيطة بها عن بُعد من الطرف الآخر من الأرض فالمسألة ليست قضية ارتفاع وانخفاض مكاني بل المسألة مسألة قرب من الله أو بعد عنه.

قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ..} سورة الأعراف (175-176).

فخلوده إلى الأرض وعدم استعظامه آيات الله التي انسلخ عنها بقي منحطاً لم يرقَ ولم ترتفع نفسه.

وقال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ..} سورة فاطر (10).

{...يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة المجادلة (11).

الرفعة:

فالرفعة إذاً معنوية وفوق ذلك فإن الله قد آوى سيدنا عيسى وأمه عندما همت بنوا إسرائيل بقتله آواهما إلى ربوة ذات قرار و معين لا إلى السماء: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} سورة المؤمنون (50).

وهذه الآية دليل على عودة السيدة مريم عليها السلام مع السيد المسيح في آخر الزمان.

فالله سبحانه طمأَنَ المسيح عليه السلام بأنه رافعه إليه بهذه النية العالية إلا أن الرفعة لن تكون الآن إذ أن قومك أبوا أن يؤمنوا لك وأصروا على كفرهم فما استحقوا إنعامي عليهم لذلك فإني مُلقٍ عليك سُنّةً من النوم الآن ورافعك بعد هذا النوم الذي يمتد قروناً بالأعمال الكبرى التي سأرزقك بها وبها إسلام العالم كله على يديك وذلك بنيتك العالية.

زوال الكفر:

قال تعالى: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: عندها سأزيل دول الكفر ولن تقوم لهم قائمة أبداً إلى يوم القيامة. {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ}: وسوف أجعل الذين يتبعوك عندها: {فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}: عندها تكون في هذه الأمة وجيهاً في الدنيا والآخرة وبهذه الآية يبين أن ساعة القيامة تقوم على خيار الخلق والساعة التي تقع بزمن السيد المسيح عليه السلام تقوم على شرار الخلق.

الدليل الثاني:

البينة هي رسول الله:

{لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ، رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً، فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ، وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} سورة البينة (1-5).

أي أن الذين كفروا من أهل الكتاب وهم اليهود، والمشركين وهم النصارى لم ينفكوا عما هم فيه من كفرهم وإشراكهم، كما لن ينفكوا عن اختلافهم من تكذيب اليهود للمسيح صلى الله عليه وسلم واختلاف النصارى في طبيعته حتى تأتيهم هذه البينة، وهذه البينة وصفها الله تعالى بأنها: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً}. {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}: (اليهود) إلى يهود ونصارى. {إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}: سيدنا عيسى عليه السلام. {وَمَا أُمِرُوا}: هؤلاء وهؤلاء. {إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

لقد كان المسيح عليه السلام بينة في ولادته من غير أب، ثم حمْله ووضعه في فترة وجيزة بينة وأية بينة، وتكليم الناس في المهد وخلقه من طين كهيئة الطير فينفخ فيه فيصبح بإذن الله طيراً، ثم إحياء الموتى بإذن الله وإبراء الأكمهْ والأبرص، كلها تعتبر آيات بينات لمن شاء أن يؤمن كذلك فإن مجيئه بعد عشرين قرناً ليكلم الناس يعتبر بينة على أنه رسول الله إذن حياة هذا الرسول العظيم كلها بينة ولا عجب بعد هذا أن يدعوه الله تعالى بالبينة.

فلم يكن اليهود والنصارى منفكين عن كفرهم حتى يأتيهم رسولهم المسيح عليه السلام فلذلك فإن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يحلَّ الخلاف بين اليهود والنصارى إلا بالتي هي أحسن فحينما كان يحارب عبَّاد الصنم والنار يشترط الحرب أو الإسلام.

لا جزية بعد ظهور السيد المسيح عليه السلام:

وإن كانوا أهل كتاب فكانت الشروط ثلاثة: (الإسلام، أوالجزية، أو الحرب).. فإن أسلموا فتلك الغاية وإن أبوا فدفع الجزية وإلا الحرب حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية التي بحقيقتها رمز لعلهم يسلمون فإذا أسلموا للحق ارتفعت عنهم وأعيد لهم عزهم وأصبح لهم ما للمسلمين. فهم لهم إخواناً سواء، لهم ما لهم من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات معزوزين مكرمين فلا تمايز عنصري ولا طائفي كيف لا فقد اهتدوا.

الدليل الثالث:

{إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} سورة آل عمران (45-46).

وجاهة السيد المسيح:

فالآية تبين أن السيد المسيح سيكون وجيهاً في الدنيا وفي الآخــرة، فـإذا كــانت وجـاهـة الآخرة لا ريب فيها فوجاهة الدنيا لم تحصل له بعد، ففي فترة قدومه الأولى لم يكن الذين معه يتجاوزون الأحد عشر، لذا فتلك الوجاهة هي التي ستكون له عند عودته ثانية، فيؤمن به كل من بقي حيّاً تقريباً فيصبح الملك العالمي للناس قاطبة: «يأتي على سحابة من المجد» .

ويغدو للعالمين إماماً إذ يؤمُّ إليه رجال الزمن وإلى أمه عليه السلام النساء جميعهن.

كلام الكهل ليس بمعجزة إلاَّ:

والآية الثانية بقضية تكليمه بالمهد فكلامه يعتبر بحق معجزة، أمــا أن يــكلم الناس كهلاً فليس بمعجزة، إلاَّ إذا غاب حيناً من الدهر يتجاوز أضعافاً مضاعفة من عمر الإنسان الوسطي، ثم يعود ليكلِّم الناس بنفس العمر كهلاً:

مجيئه بعد عشرين قرناً تقريباً معجزة عظمى، وهو بنفس السن الذي توفاه الله به.

أما وقد تكلمنا عن مجيئه فعلينا حتى يكمل البحث أن نشرح الغاية التي يأتي من أجلها.

إن القرآن جاء بأعلى مستوى وأكمله من التشريع والتنظيم والبرهان، وفي الحدود التي ارتضاها رب العالمين للبشرية، وهذه الحدود تبقى في المجال الذي لا ينصرف به الإنسان كلياً إلى الدنيا، وتمتص كل طاقاته الفكرية والنفسية والجسمية. فأرضية المجتمع الديني، والمناخ الذي يجب أن يعيش فيه الإنسان ويتلاءم مع معتقداته، هو مجتمع لا يتجاوز مستواه الحضاري مستوى التعقيد وامتصاص طاقات الإنسان لدنياه فقط، لأن التجاوز عن هذا المستوى يولد الشقاء والألم والظلم والتفرقة، تماماً كما نلحظه في هذا العصر، وكل زيادة على هذا المستوى، يعتبر فساداً وإفساداً ،واطمئناناً إلى الدنيا، وانصرافاً عن الغاية التي جاء من أجلها الإنسان.

لذلك فالسيد المسيح عليه السلام عند مجيئه، لن يحمل معه إنجيلاً يستوعب حضارة هذا القرن، ولن يصحِّح القرآن، لأنه كتاب لا يدخل عليه الباطل، بل يأتي ليمحو الصدأ الذي حجب الناس عن القرآن من تلك التفاسير الضحلة، ومن كثرة التفاسير المضللة، التي فرقت الناس إلى أحزاب وشيع، كل حزب بما لديهم فرحون، هذه الدعوة نفسها عندما أراد عليه السلام من قبل أن يجلو الصدأ الذي تراكم على التوراة، نتيجة التفاسير الباطلة ،والتحريف المقصود من علماء بني إسرائيل، ولكن عند مجيئه الثاني مهما يلاقِ هذا الرسول الكريم من التحدي من قبل بعض علما ء الأديان الثلاثة، أو من الذين يتبعونهم بغير علم، فالله سينصره هو والذين آمنوا معه، وسيجعل عداءهم له حسرةً في قلوبهم إلى يوم يلقونه، وعندئذ سيحكم تعالى بينهم وهو خير الحاكمين.

انتهاء جولات الباطل:

{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ..} سورة النساء (159). إن الدين بدأ غريباً. فقـد بــدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته لقومٍ قد مزقت الخلافات وحدتهم، وأبعدت القبلية تضامنهم، وكانوا عبارةً عن قبائل متفرقةٍ، ودويلاتٍ تستخدمها دول أجنبية كبرى، وبين أظهرهم أمة تعالت عليهم بما لهم (أبناؤها) من ماضٍ مجيد، ويستفتحون عليهم بما يعتقدون بأنَّ رسولاً اسمه أحمد أي: (أحمد الخلق اسماهم وأعلاهم) قد قارب زمانه، وبمجيئه سينتصرون على العرب، ويأخذون ديارهم وأملاكهم، ويصبحون أسيادهم. هذا الوضع قبل أربعة عشر قرناً، (يشبه ضمناً وضعنا الحالي). فالأمة العربية خاصة، والإسلامية عامة، قد مزّقتها الخلافات إلى شيعٍ ودويلات متناحرة، تسيِّر قسماً منها دول استعمارية كبرى، وبين أظْهُرِها أمةٌ يتعالون علينا الآن بحاضرهم، وهم الآن كما كانوا بالأمس ينتظرون ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهم الآن ينتظرون قدوم السيد المسيح في أرض الميعاد فلسطين، ليكون الملك العالمي. فالدين أصبح غريباً.

إذ ما من أحدٍ تقريباً يأمل أن تقوم للدين بعد اليوم قائمة، لأن عصر الأديان باعتقادهم قد ولّى منذ زمن بعيد، وإلى غير رجعة .

ألا إن الزمان قد دار دورته، وعاد الوضع كما بدأ. في هذا الزمان الذي كفرت الناس بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر سيظهر الدين غريباً كما بدأ قبل أربعة عشر قرناً

{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} سورة التوبة (32).

فطوبى للمؤمنين الغرباء بقدوم الرسول السيد المسيح عليه السلام، فقد آن أوان ظهوره حقاً وصدقاً، لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.

عندها: «طوبى لمولود ذلك الزمان».


والحمد لله رب العالمين

نقلا عن مركز أبحاث العلامة محمد أمين شيخو www.rchss.com







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-24-2009, 12:51 AM   #2

مشرف الإبداعات الأدبية سابقاً

 

 رقم العضوية : 5583
 تاريخ التسجيل : Aug 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصرأم الدنيا
 المشاركات : 9,447
 الحكمة المفضلة : عظَمة عقلك تخلق لك الحساد .. وعظَمة قلبك تخلق لك الأصدقاء
 النقاط : البرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond reputeالبرنس رامى has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 58174
 قوة التقييم : 30

البرنس رامى غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

أثابك الله وسلمت يمينك

وبارك الله فيك

وفى طرحك

وفى ميزان

حسناتك ان شاء الله










  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-26-2009, 07:51 PM   #3

عضو ذهبي

 

 رقم العضوية : 11524
 تاريخ التسجيل : Jan 2009
 المكان : العراق \الفلوجة
 المشاركات : 1,297
 النقاط : العراق الحر will become famous soon enough
 درجة التقييم : 51
 قوة التقييم : 0

العراق الحر غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي








  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-27-2009, 05:10 AM   #4

 

 رقم العضوية : 12445
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 المكان : المدينة المنورة
 المشاركات : 50
 النقاط : سفيرة السلام will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

سفيرة السلام غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

موضوع جدا قيم وطرح اكثر من رائع ..
زدادك الله من علمه ..
جزيت خيرا...
:vb29::vb29::vb29:







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-27-2009, 11:58 AM   #5

إداري سابق

 

 رقم العضوية : 9097
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : EGYPT
 المشاركات : 13,159
 الحكمة المفضلة : قوة السلسلة تقاس بقوة اضعف حلقاتها
 النقاط : ARAGON is just really niceARAGON is just really niceARAGON is just really niceARAGON is just really niceARAGON is just really nice
 درجة التقييم : 445
 قوة التقييم : 1

ARAGON غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ARAGON

أوسمة العضو

16 160 16 

افتراضي

جزاك الله كل خير وبارك فيك ووفقك في صالح الأعمال أخوك في الله أحمد







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-28-2009, 10:12 PM   #6

عضو ذهبي

 

 رقم العضوية : 13460
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 المكان : اسيوط
 المشاركات : 5,212
 النقاط : محمد عطيه is a splendid one to beholdمحمد عطيه is a splendid one to beholdمحمد عطيه is a splendid one to beholdمحمد عطيه is a splendid one to beholdمحمد عطيه is a splendid one to beholdمحمد عطيه is a splendid one to beholdمحمد عطيه is a splendid one to behold
 درجة التقييم : 779
 قوة التقييم : 0

محمد عطيه غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي








  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعودة, المزيد, الشيخ, بالأفق, خلود

« حبيبي يا رسول الله | يوجد فرق "ارجو التثبيت"هام جدا »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رائحة رمضـان تفوح بالآفق ابتسامة الزهر منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 07-03-2012 08:36 AM
هااااام جدااا موعدنا مع فضيلة الشيخ هاني حلمي في المسجد.من لها؟؟ ربّي لن يضيّعني23 مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 02-16-2011 10:22 AM
رسالة إلى السيد المسيح morshooo منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 5 09-22-2010 09:26 PM
السيد المسيح رسول السلام يلوح بالأفق للعودة أبوعبدو منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 2 01-11-2010 06:34 AM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 12:01 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩