العدوي شاعرة مصر تفتح قلبها لصدى تبوك في حوار خاص وحديث شيقْ يكشف حقائق مثيرة

[ظافر الجيادي]

04
-20-1435 11:25
صدى تبوك / ظافر الجيادياقترحتي إنشاء أكاديمية للشعر لتخريج شباباً قادرين على المساهمة شعريا في الحياة السياسية، هل وجد هذا الاقتراح تفاعلاً في الشارع المصري ؟
هو وجد تفاعل في الشارع المصري من الشباب لكن لم يجد التفاعل من وزارة الثقافة كنت أتمنى أن يجد ترحيبا مكن وزارة الثقافة هناك أكاديمية للفنون هذه الاكاديمية تقدم المسرح والنقد ولكنها لاتقدم الشعر ، ولما لا وهذا هو الفن الجميل وهنالك معهد يخرج الموسيقيين فلماذا لايكون هناك معهد يتبنى الشعراء ويرعاهم فكرياً حتى ننتج شاعر الكون الذي نبحث عنه دائما .

وماذا عن تنظيم مهرجان شعري للشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم؟
فور وفاة الشاعر أحمد فؤاد نجم قررنا عمل أمسية شعرية كبيره تكريماً له ، وكان من ضمن المدعوين لها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي والشاعر الكبير سيد حجاب وأقيمت الامسية وكانت أمسية متميزة، ولكن لظروف خارجة عن إرادتهم اعتذروا لظروف سياسية قاسية في هذة الفترة ، ونحن بصدد أن نقدم مؤتمر كامل عن أحمد فؤاد نجم لأنه يمثل قيمة وقامة شعرية ويعد واحداً من كبار شعراء الوطن العربي وله أيادي بيضاء على الثقافة المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام وإن شاء الله في القريب العاجل سنقيم مؤتمراً خاصاً عن الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم يليق بمستوى ما قدمه طوال حياته الشعرية.


وماذا عن الشاعر المخضرم أحمد عبدالمعطي حجازي - رئيس بيت الشعر – الذي طلب منك استكمال قصيدتك أو ترك المنصه أثناء توقفك لسماع نداء الصلاة هل استاءت شاعرتنا وماذا كان موقفك في تلك اللحظة ؟
انا أكن للأستاذ احمد عبد المعطي حجازي محبة عميقة وكبيرة جدا وعلى قدر ماتحب الشخص على قدر ماتتأثر ، وبالنسبة لموقفه معي - نعم أثر بي كثيراً هذا الموقف ولكن أنا على يقينٍ بأنه لم يكن يقصد ذلك تماماً ، فليس هو ضد الاسلام ولا ضد الآذان ولكنه لم يفهم أبداً موقفي ، وأنا توقفت أولا لاحترام مشاعرنا الدينية والتي أؤمن بها شخصيا ، وثانياُ لأنه لايمكن أن يعلو صوت فوق صوت الله ، في هذه اللحظة ، وأخيراً أن المكان الذي أقيمت فيه الأمسية في بيت الشعر في مصر يقع بجانب موضع المساجد كلها فبجانبه الحسين والأزهر وكل أصوات المآذن كانت مسموعة حوله ، فكان الآذان يعلو في كل مكان لحظتها فلن يستمع إليك أحد فتوقفت فور سماعه ولكن الأستاذ احمد عبد المعطي لحظتها كان يستعجل بعض الأمور وعلمت بعد ذلك بأن لديه اجمتماع مهم بعد الأمسية بمجلس الوزراء حول الإخوان ومن تلك اللحظة أصبح الإعلاميين وغيرهم يتصيدون ماقاله أحمد عبد المعطي في هذا الموقف وقد تأثر جداً على المستوى الإنساني ولا اعتقد بأن الشاعر احمد عبدالمعطي الذي يتبنى شيرين العدوي ويقول هذه ابنتي وانا اعذره واحبه ، فالموقف كان موقفاً غير لطيف ..


في لقاء سابق أشرتي إلى أن الكاتبات والمبدعات في مصر لديهن الكثير من المشاكل وتوجد حولهن حالة من الغمامة، مشيرة إلى أن المجتمع لا يتقبلهن بشكل جيد كما يتقبل الرجال . وهناك عقبات تواجههن على المستوى الشخصي في الأسرة والمنزل. سؤالي هل واجهت شاعرتنا هذه العقبة ؟
لا ؛ ولكن المجتمع أحياناً يكون ظالم جداً تجاه المرأة وخصوصاً في مصر حينما أتيت إلى الدول العربية منذ زمن طويل كنا نشارك الندوات والمؤتمرات وجدت ان هذا الأمر ليس مقصوراً على مصر أو شاعرات مصر وإنما على شاعرات الوطن العربي ككل ولكن شيرين العدوي لم تلقى هذا الذي منيت به الشاعرات الأخريات أولاً على المستوى الإنساني أنا لدي أسرة مثقفة ولكن كان هذا في بداية خروجي للندوات حيث واجهت بعض المشكلات والعقبات لأني من أسرة محافظة ووالدي شديد وكان يشدد في دخولي وخروجي ولكن لم يكن هناك مانع أن أذهب الى الندوات بصحبة والدي أو والدتي عافاها الله أو أحد إخوتي.
أما على مستوى الزوج إن لم أكن متزوجة من هذا الرجل المحترم لم أكن في يوم شيربن العدوي لأنه يقف ورائي بكل ما أوتي من محبة ، ويعلم دائما بأن في بيته جوهرة وهو يقول ذبلك وهذه الجوهرة لابد أن أحافظ عليها .
وهو يعطيني الحرية الكاملة في المشاركة في المؤتمرات والندوات والأمسيات ولم يحاسبني محاسبة الأزواج ولم اسمع منه في يوم ما ماذا طبخت وماذا فعلت ، وإنما يعاملني كالملكة.


زيارتك لمهرجان الجنادرية المهرجان الوطني للتراث والثقافة ،هل تعتقدين بأن هذا المهرجان هو الصورة الحقيقية للابداع السعودي بشكل عام؟
منعني المرض من أن أتواصل بشكل جيد مع مهرجان الجنادرية أنا جئت إلى المهرجان وكتبت هذا على الفيس بوك

وهذا هو ردي على سؤالك وهو مامنني به الله والحمد لله وسأقرأ عليك ماكتبت :

ما اقسى الحيا ة حين تشتد علينا فنصبر ثم نصبر ثم نحتسب
جئت الى الجنادرية تحثني عرائس الفرح القزاحية الألوان
والامل في غزل السحر الصوتي في الحرف الشعري
جئت لأملئ جعبتي ماءً نوراني الدهشة
أتزود بسماء الحرف الازرق واقف على عتبات السر الاعظم
قلت ناداني الرب فا انكشفت روحي وتجلت وتبدت وتحلت
من نقش مبهم فتعالى الله إذ سواها على يده ٍ تفقهْ
ماسر وأعلن وقفت كعصفورٍ منزوع الريش ومكمم
وتكبل بالمرمر ينتفض الحرف ولايخرج
فمن للجرح إذا نزف ولم يصرخ
حرمني المرض ..



الابتسامة التي لاتفارق شاعرتنا الجميله شيرين لم تكن إلا وجه حقيقي لمن تحبين كما قلتي ، ولكن هناك وجه آخر يكون وصفه خاص لشاعرتنا الجميلة ذات الروح المرحة ؟
لا هو الحمد لله كان يسئلون لقمان الحكيم من أين تعلمت الحكمة فقال : من الجهل كلما رأيت فيهم عيباً تجنبتهم ...
فعلمت من اللحظة الاولى لمولدي أن الابتسامه هى الصدقة الجارية التي يضعها الله في طريق كل من تعرف لا أبخل بها على أحد فهذه الابتسامة ليست مصطنعة على الإطلاق هى حالة من الأمل أبثها للآخرين وأمنحها لهم لأن الله حباني بها أما عن الوجه الآخر لشيرين العدوي الذي لايعرفه الآخرين بأن شيرين من الشخصيات الجادة في عملها وشيرين تجلس في مكتبها أكثر من 12 ساعة يومياً تقرأ وتطوف مابين الفكر والأدب والثقافة حتى تعمل على نفسها وترعى ماحباها الله بها من نور الكلمة ، شيرين العدوي من الشخصيات المتوترة جداً قبل أن تواجه الجمهور فتكاد أطرافي أن تتجمد وينسحب الدم منها ومن جسدي بمجرد مواجهة الجمهور ليس خوفاً منهم بقدر ماهو خوفاً على تجربتي الشعرية ومحاولة إيصال ما بداخلي للآخرين ، شيرين تعاني وتقاسي على المستوى الشخصي لأنها ابتليت بمرض ابنها ومرض والدتها ومرضها الشخصي ، فكانت حالة من الابتلاءات التي صدرت عليها بمحبة الله لها ، ولم أعتبر ذلك سوى منحه من الله سبحانه وتعالى.







شاعرتنا دائماً ماتتحدث عن السياسة والشعر والمرأة ما العلاقة التي استنتجتيها بين الشعر والمرأة والسياسة ؟ ولماذا تجمعين دائما بينهم في لقاءاتك وقصائدك ايضاً؟
دعني أقول لك شيئاً : إن الثقافة لاتتجزأ ولا تنفصل، الثقافة هي فكرية التعامل مع الحياة فكراً وشعراً واجتمعا فالمرأة جزء من هذا المجتمع والسياسة هي المفتاح الذي ينظم هذه المنظومة الحياتية لنا ، إذا لم تكن السياسة داخلة في رؤيتنا الثقافية والاجتماعية ، والابداع هو الابداع في المطلق وترتيبه الفوضى أو فوضى الترتيب فلا يمكن أن تفصل هذا عن ذاك ،أما المرأة فهي الحرف الشعري الذي يدخل ويتسلل لينتج الكلمة في المرأة.
ولذالك كثيرا ماعبرت عن المرأة في قصائدي ، وكثيرا مايتهموني النقاد بأني لم اكتب عن المرأة ويقولون بأني أكتب بشكل ذكوري عكس ماتقول انت بينما انا اكتب نفسي وأكتب فقط الكون والكون لاينفصل عن هولاء الثلاثة ( فالكلمة المراة والحرف السياسة والاجتماع الناس )
لأني أحب الناس.


شاعرات وشعراء .. والتمييز بينهما ماذا عنه؟
بالضبط لماذا أقول شعر نسوي وشاعرة نسائية وأدخل المرأة في منعطف أنها تكتب عن الرجل فالرجل أيضاً يكتب عن المرأة لأنها تحب الرجل وتدلله في الكلمات وتتغنج في اللغة ،أيضا الرجل يتغنج في المرأة ويتغزل بها ، لماذا لايتهمون الرجل بأن كتابته نسوية ؟!
الشعر شعر سواء كتب عن الوطن او كتب عن المرأة او كتب اللامنتهى أو كتب عن المنتهى ، فالشعر شعر ولا أتأثر بكلمة ( نسوي او كلمة ذكوري ) ، بالعكس انا أستاء من كلمة عرائس الشعر وكأننا دمى يحاولون أن يضعوننا ويتفرجون علينا نحن شعراء نمتلك الكلمة والفكر ونمتلك الفلسفة والمنطق .


تحدثتي عن المجتمع والشاعرة في مصر في حوار سابق وعن اطلاعتك على الشاعرة الخليجية في مجتمع محافظ للغاية ؟ ماهي نظرة شاعرتنا عن الشاعرة الخليجيه ومجتمعها وهل أثر ذلك على الشعر النسائي الخليجي ؟
لا والله أنا بالفعل وجدت أقلام شعرية متميزة جداً في الخليج واحترمهم وأحترم كتابتهم ،هناك سعيدة خاطر تكتب بشكل جميلْ ، وقابلت في الجنادرية حفصة البادي وشيماء العلوية التي ستكون شاعرة من أهم الشاعرات على مستوى الوطن العربي في المستقبل ، واستمعت بتجربتها وأعلم أن لديها كثيراً من التشابك الفضي وستنتصر لشاعريتها ومستقبلها .
لكن الحقيقة انا اشجع ماتكتبه الخليجية هم يكتبون بشكل متميز ومبهر وكما أن هناك شاعرات على المستوى الخليجي متميزات هنالك أيضا شاعرات على المستوى المصري قادماتوسوف انتصر لهم أيضا وأشجعهن وأنتظر منهم المزيد فمثلاً هناك سلمى فايد وعفة بركات وحنان شاهين وهناك أخريات لم يأخذن حقهم إلى الآن ، فسلمى فايد بدأت في طريقها وأنا أتمنى لها مستقبل متميز بأذن الله.
ماهي رؤيتك للشاعرة السعودية ؟
قابلت شاعرتين من السعودية وهم الشاعرة أشجان هندي والشاعرة التي نسيت اسمها وهى جديدة وربما اسمها ابتسام على ما أظن ومن خلال أشجان هندي وهى مثابرة لأنها تصر على كسر العائق للرجل في المجتمع السعودي فهذا عمل لديها هالة من الأحاديث لأني حينما قابلتها كنت سعيدة بلقائها وحينما قلت سمعت عنك قالت ستسمعين عني كثيراً جداً جداً جداً ، فيما معناه بأنها تعاني في هذا المجتمع ، وأنا من الجنادرية أحييها وأحيي تجربتها الشعرية ، وهناك شاعرات أخريات لكنني لا اعرف أسمائهن ولا تحضرني الآن التقيتهم في سوق عكاظ وهن متميزات ولهن مستقبل باهرْ وقادمات للساحة الشعرية بقوة .



حدثينا عن زيارتك لتبوك والأمسية الشعرية التي أقيمت لك بالنادي الادبي ؟
أود أن أقول أن لي باع طويلْ في المشاركات والندوات على المستوى العربي ككلْ ، والله إني غير مجاملة إن قلت من أجمل الندوات التي شاركت بها في حياتي ، حيث أني لمستْ كل احترام وكل اهتمام من قبل القائمين على الأمسية الشعرية وعلى رأسهم رئيس النادي الأدبي الدكتور نايف الجهني السعودي الشهمْ وباقي الأعضاء الذين لم يتوانوا في تسخير كافة سبل الراحة لي ، أشكرهم كثيراً من الأعماق ، وبالنسبة لمنطقة تبوك فقد فرحت جداً بزيارة آثارها المتميزة والتي قرأت عنها سابقاً وأمعنتْ النظر في تفاصيلها وغمرتني الفرحة كثيراً حينما وطأت قدماي قلعة تبوك ، كما كان لي جولة في السوق الشعبي القديم بتبوك وبهرتْ بما رأيتْ.

[العاشق الذى لم يتب]

شكرا
لعظيم طرح
وجليل فائدة
سلمت الايادى
لكم تحياتى وودى