[ ١. ] الْكِتَابُ الْأَوَّل « كِتَابُ الْإِيمَانِ »

[د. محمد الرمادي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاشق الذى لم يتب بارك الله فيك وجزاك خيرا لعظيم فائدة وحسن انتقاء باقات ورودى وتحياتى

يسعدني تواجدك
محمد

[د. محمد الرمادي]

كيف نفهم :
خيرية هذه الأمة(!)

منتديات بنات مصر ~ الصفحة الثالثة :؛ الجزء الثاني:
من
»كِتَابُ الْإِيمَانِ «
ونحن في شهر القرآن
شهر الرحمات والغفران
وشهر الصيام والقيام
ونحن على طهارة في الأبدان والأزمان
نرجو من السميع البصير أن يجعلنا خير أمة أخرجت للناس

مبحث: كيف فُهمت خيرية هذه الأمة(!)

[1] الدليل الأول :" جاء مِنْ طَرِيقِ السُّنَّةِ مَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَبْدِاللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ :

" سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" أُعْطِيتُ مَا لَا يُعْطَى نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ
نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَ
أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ ، وَ
سُمِّيتُ أَحْمَدَ ، وَ
جُعِلَ لِيَ التُّرَابُ طَهُورًا ، وَ
جُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ " .
[أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري؛ الشافعي ؛ الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي؛ دار الكتب العلمية ؛ 1419هـ / 1999م ]

[2] الدليل الثاني عن أبي هريرة من حديث الإسراء والمعراج؛ قال أبو جعفر الرازي :

" وجعلتُ أمتكَ خيرُ أمةٍ أخرجتْ للناسِ ، وجعلتُ أمتكَ أمةً وسطا ، وجعلتُ أمتكَ هم الأولينَ والآخرينَ ،" .
[لكنه ضعيف؛ تفسير ابن كثير[: 5 /31].؛

وفي نفس ذات الحديث كان رأي كليم الله موسى في أمة محمد :
"فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ" ، وكررها ست مرات وعقب على ذلك قوله :"وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً ".
وانظر: الهيثمي : مجمع الزوائد : 1/72 ؛ الحديث: رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول.
هذا جانب من أدلة البحث والجانب الآخر : قيلت عدة أقوال في مسألة الخيرية نوردها ثم نختار منها :

خرج البخاري في كتاب التفسير آية آل عمران" بَاب كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آيَةُ:١١٠ ؛ مِن سُّورَةِ : آل عمران]
حديث رقم :4281 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قَالَ
» خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ «.
قال العسقلاني في حاشيته في شرح البخاري :" حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي تَفْسِيرِهَا -اي تفسير الآية - غَيْرَ مَرْفُوعٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَاخِرِ الْجِهَادِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مَرْفُوعًا ، وَهُوَ يَرُدُّ قَوْلَ مَنْ تَعَقَّبَ الْبُخَارِيَّ فَقَالَ : هَذَا مَوْقُوفٌ لَا مَعْنَى لِإِدْخَالِهِ فِي الْمُسْنَدِ .

وَقَوْلُهُ " خَيْرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ ؛ أَيْ : خَيْرُ بَعْضِ النَّاسِ لِبَعْضِهِمْ أَيْ : أَنْفَعُهُمْ لَهُمْ ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِمْ كَانُوا
( القول الأول في المسألة : 1.) سَبَبًا فِي إِسْلَامِهِمْ ، وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ يَنْدَفِعُ مَنْ زَعَمَ بِأَنَّ التَّفْسِيرَ الْمَذْكُورَ لَيْسَ بِصَحِيحٍ .
وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ " قَالَ عُمَرُ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَقَالَ أَنْتُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ فَكُنَّا كُلُّنَا ، وَلَكِنْ قَالَ : كُنْتُمْ فَهِيَ
(2.) خَاصَّةٌ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَمَنْ صَنَعَ مِثْلَ صَنِيعِهِمْ " ، وَهَذَا مُنْقَطِعٌ .
وَرَوَى عَبْدُالرَّزَّاقِ وَأَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ قَالَ "
(3.) هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَهَذَا أَخَصُّ مِنَ الَّذِي قَبْلِهِ .
وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ :
(4.) نَزَلَتْ فِي ابْنِ مَسْعُودٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍوَهَذَا مَوْقُوفٌ فِيهِ انْقِطَاعٌ ، وَهُوَ أَخَصُّ مِمَّا قَبْلَهُ .
وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ : مَعْنَاهُ عَلَى الشَّرْطِ الْمَذْكُورِ
(5.) تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ إِلَخْ . وَهَذَا أَعَمُّ وَهُوَ نَحْوُ الْأَوَّلِ .
وَجَاءَ فِي سَبَبِ هَذَا الْحَدِيثِ مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ :
(6.) كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَا يَأْمَنُ هَذَا فِي بِلَادِ هَذَا وَلَا هـَذَا فِي بِلَادِ هَذَا ، فَلَمَّا كُنْتُمْ أَنْتُمْ أَمِنَ فِيكُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ . وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ قَالَ :
(7.) لَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ دَخَلَ فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ النَّاسِ مِثْلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ .
وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ :
(8.) لَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ أَكْثَرَ اسْتِجَابَةٍ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ. أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْهُ .
وَهَذَا كُلُّهُ يَقْتَضِي حَمْلَهَا عَلَى عُمُومِ الْأُمَّةِ ، وَبِهِ جَزَمَ الْفَرَّاءُ وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ وَقَوْلُهُ : وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا قَالَ : وَحَذْفُ كَانَ فِي مِثْلِ هَذَا وَإِظْهَارُهَا سَوَاءٌ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : ( كُنْتُمْ )
(9.) فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَوْ فِي
( القول العاشر في مسألة الخيرية لهذه الأمة المرحومة:10.) عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى .

وَرَجَّحَ الطَّبَرِيُّ أَيْضًا حَمْلَ الْآيَةِ عَلَى عُمُومِ الْأُمَّةِ ، وَأَيَّدَ ذَلِكَ بِحَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قَالَ :
(11.) أَنْتُمْ مُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةٍ أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ " وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ عَنْ قَتَادَةَ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عِنْدَ أَحْمَدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهً عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ" وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ. ".
(12: القول الثاني عشر حصر ها في القرون الأربعة الأولى ) « إنَّ اللَّهَ اختارَ أصحابي على العالَمينَ سوى النَّبيِّينَ والمرسلينَ واختارَ لي من أصحابي أربعةً يعني أبا بَكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليًّا رحِمَهمُ اللَّهُ فجعلَهم أصحابي وقالَ في أصحابي كلُّهم خيرٌ واختارَ أمَّتي على الأممِ واختارَ أمَّتي أربعَ قرونٍ الأوَّلُ والثَّاني والثَّالثُ والرَّابعُ » رواه جابر بن عبدالله ؛ انظر : البزار في : الأحكام الشرعية الكبرى : 4 /468 ؛ الحديث: لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ؛
انظر أيضاً : : عبد الحق الإشبيلي في : الأحكام الصغرى: 905؛ الحديث: أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد؛

انظر أيضاً : الهيثمي في : مجمع الزوائد: 10/18 الحديث: رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف ؛
انظر أيضاً : .: ابن حجر العسقلاني في: مختصر البزار: 2 /364 الحديث: فيه عبد الله بن صالح وهو أحد ما أنكر عليه ؛
انظر أيضاً : الألباني في: السلسلة الضعيفة : 6123 الحديث: ضعيف ؛ انظر قول ابن حبان .
انظر أيضاً : الخطيب البغدادي في : تاريخ بغداد: 3 /381 ؛ الحديث: غريب وله متابعة."

وقف ابن حبان عند :" واختار أُمَّتي على سائرِ الأُممِ"
ذكر ه ابن حبان في : المجروحين: 1 /535 ؛ الحديث: ينكره من أمعن في صناعة الحديث وعلم مسلك الأخبار وانتقاد الرجال .

وقد جاء في حديث الشفاعة :
"حديث الشفاعة يوم القيامة عن : عبدالله بن عباس جاء فيه:" فيقولون : يا محمدُ اشفعْ لنا إلى ربِّك فلْيَقْضِ بينَنا ؛ فأقولُ : أنا لها حتى يأذنَ اللهُ عز وجل لِمَنْ يَشاءُ ويَرْضى فإذا أراد اللهُ تبارك وتعالى أنْ يَصْدَع بينَ خلقِه ؛ نادى منادٍ :

" أينَ أحمدُ وأمتُه فنحنُ الآخِرون الأولون نحنُ آخِرُ الأممِ وأولُ مَنْ يُحاسَبُ فتُفرِجُ لنا الأممُ عنْ طريقِنا فنمضي غُرًّا محجَّلِينَ مِنْ أثَرِ الطُّهورِ فتقولُ الأممُ : كادتْ هذه الأمةُ أنْ تكونَ أنبياءَ كلُّها فنأتي بابَ الجنةِ فآخذُ بِحَلْقَةِ البابِ فأقرَعُ البابَ فيقال : مَنْ أنت فأقولُ : أنا محمدٌ فيُفتحُ لي فآتي ربي عز وجل على كرسيِّه أو سريرِه شك حمادٌ فأخِرُّ له ساجدًا فأحمَدُه بمحامدَ لم يحمَدْه بها أحدٌ كان قبلي وليسَ يحمَدُه بها أحدٌ بعدي فيقالُ : يا محمدُ ارفعْ رأسَك وسَلْ تُعْطَهْ وقُلْ تُسمَعْ واشفعْ تُشفَّعْ فأَرْفَعُ رأسي فأقولُ : أيْ ربِّ أمتي أمتي(!) فيقولُ :
" أخْرِجْ مَنْ كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا لم يَحفَظْ حمادٌ ثم أُعيدُ فأسجُدُ فأقولُ ما قلتُ فيُقال : ارفعْ رأسَك وقُلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشفعْ تُشَفَّعْ فأقولُ : أيْ ربِّ أمتي أمتي(!) فيقولُ : أَخرِجْ مَنْ كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا دونَ الأولِ ثم أُعيدُ فأسجُدُ فأقولُ مثلَ ذلك فيقالُ لي : ارفعْ رأسَك وقلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشْفَعْ تُشَفَّعْ فأقولُ : أيْ ربِّ أمتي أمتي(!) فيقالُ : أَخْرِجْ مَنْ كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا دونَ ذلك"
قال أحمد شاكر في تخريجه مسند أحمد : 4 /187 ؛ الحديث: إسناده صحيح .
وانظر الوادعي في الشفاعة : 36 الحديث: فيه علي بن زيد صالح في الشواهد والمتابعات ، وهو هنا في الشواهد؛
وانظر : الهيثمي في : مجمع الزوائد: 10 /375؛ الحديث: فيه علي بن زيد وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح ؛ انظر أحمد شاكر في : مسند أحمد: 4/241 ؛ الحديث: إسناده صحيح .

".ونميل إلى القول بـ العموم فلا نخص قوم عن قوم أو طائفة دون آخرى؛ ولعل قول الفاروق عمر بن الخطاب وضح المسألة لولا انقطاعه إذ قال :" خَاصَّةٌ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَمَنْ صَنَعَ مِثْلَ صَنِيعِهِمْ ""
فاللهم اجعلنا مع نبيك الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ومع الصحابة الكرام البررة .. اللهم آمين .

"

[د. محمد الرمادي]

سؤال ينبغي أن يطرح :
ماذا بعد إخبارنا أننا خير أمة أخرجت للناس !؟

الواضح عندي بعد أن بحثنا مسألة الخيرية لهذه الأمة أن يأتي لها –الأمة الإسلامية – دور إيجابي في الحياة الدنيا، دور فعال ... إذ يترتب على خيريتها كما ورد النص القرآني القطعي الثبوت بذلك وبحثنا في دلالته أن تقوم -الأمة الإسلامية - بين الأمم والشعوب بدور يتناسب مع خيريتها ... هذا يعني أننا سنتفحص الكتاب الكريم ونتبين السنة المحمدية العطرة لنصل إلى القصد الآلهي من خيريتنا.

[د. محمد الرمادي]

خصوصيات خيرية هذه الأمة :
[1.] بدايةً ينبغي أن نؤكد على مسألة هامة وهي ماجاءت في صحيح مسلم إذا قال المصطفى الهادي :" إِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ " .
فالعلم الذي تعلمته صحابةُ النبي – رضوان الله عليهم ومن بعدهم بإحسان التابعون ثم وصلنا كما جاء ؛ أقول هذا العلم تعلمناه من أمين السماء وحياً من رب السموات والأرض :" جبريل " .
وهذه خصوصية تميزت بها الأمة الإسلامية أتباع النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبيب المرتضى والكليم المحتبى محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم.

[د. محمد الرمادي]

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾

[ آية٣٠؛ سورة النمل: ٢٧]

كِتَابُ الْإِيمَانِ

الْحَدِيثُ الْأُولُ

الإسلام؛ الإيمان؛ الإحسان

﴿ سنن الأنبياء ؛ و سبل العلماء ؛ و بساتين البلغاء ؛ و الأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾

كِتَابُ الْإِيمَانِ

" الْفَصْلُ الْأَوَّلُ "

[جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ]

تميزت البعثةُ الإسلامية؛ والتي حملَ لواءَها المصطفى الهادي الرسولُ المجتبى والنبيُّ المرتضى صلوات الله وسلامه وتبريكاته ورحماته عليه وآله وعلى مَن اتبع سنته وسار على طريقته وألتزم هديه .. تميزت بعثة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين عن بقية بعثات سائر الأنبياء ومنهاج بقية المرسلين بـ ميزات ذات دلالة واضحة؛ وخصت بها هذه الأمة الإسلامية المرحومة عن بقية الأمم والشعوب والقبائل.

منها : إرسال الحق تبارك وتعالى ليس فقط بشر معصوم بل ارسلَ مَن سما في علاه وتقدست اسماه رسولَ السماء جبريل وأمين وحي السماء إلى أمين الأرض والسماء محمد بن عبد الله أيضا إلى أمة محمد ليعلمها دينها.


نبدء بـ الحديث الأول في موضوع العقيدة والإيمان.
فـ على بركة الله نسير.. اللهم يسر وأعن ،فـ إنك يا ربي مجيب الدعاء.

*****

****

***

**

*

[١.]الْحَدِيثُ الْأُولُ
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ :
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَـأَسْنَدَ رُكْبَتَهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ ،
وَ قَالَ :" يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ !".
قَالَ : " الْإِسْلَامُ :
[ ١ . ١. ]: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ،
وَ
[ ١ . ٢ . ] أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ،
وَ
[ ٢ . ] تُقِيمَ الصَّلَاةَ ،
وَ
[ ٣ . ] تُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،
وَ
[٤ . ] تَصُومَ رَمَضَانَ ،
وَ
[٥ . ] تَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " .



قَالَ : صَدَقْتَ.


فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ ، وَيُصَدِّقُهُ !


قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ!.
قَالَ : أَنْ
[١ . ] تُؤْمِنَ بِاللَّهِ
وَ
[٢ . ] مَلَائِكَتِهِ ،
وَ
[٣ . ] كُتُبِهِ ،
وَ
[٤ . ] رُسُلِهِ ،
وَ
[٥ . ] الْيَوْمِ الْآخِرِ ،
وَتُؤْمِنَ بِـ
[٦ . ] الْقَدَرِ خَيْرِهِ وَ شَرِّهِ ،


قَالَ : صَدَقْتَ .
قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ!.
قَالَ : " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَـأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَـ إِنَّهُ يَرَاكَ ؛
قَالَ : فَـ أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ ؛
قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِـأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ .
" قَالَ : فَـأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا .
قَالَ : " أَنْ
[١ . ] تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا ،
وَأَنْ
[٢ . ] تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ ، يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ .
قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ،
ثُمَّ
قَالَ لِي : " يَاعُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ ؟ ؛
قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .
قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ" .
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ ].

***

يَقُولُ الْفَقِيرُ الْمُضْطَرُّ لِرَحْمَةِ رَبِّهِ ، الْمُنْكَسِرُ خَاطِرُهُ لِقِلَّةِ الْعَمَلِ وَالتَّقْوَى

فَخْرُ الدينِ ؛ مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى : أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا ؛ وَلِسَانًا ذاكرا صَادِقًا شكورا ؛ وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏ .

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .

الثلاثاء : 25 . ربيع الآخر 1435هـ ~ 25 . فبراير 2014 م .

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر ~ الصفحة الثانية؛ الفصل الأول :
« كِتَابُ الْإِيمَانِ»

مبحث الآله

الحديث عن التوحيد والعقيدة والإيمان يلزمنا أن نبحث في اصل الموضوع واساسه؛ وأن ندرك ما وراء الكون والحياة والإنسان؛فنبدء من أقوال السادة علماء اللغة؛ فنقول :
أَلَهَ : الْهَمْزَةُ وَاللَّامُ وَالْهَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ التَّعَبُّدُ . فَالْإِلَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مَعْبُودٌ(1) .
وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال :
" كان حقه إلاهٌ أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً ؛ فقيل أَلإلاهُ ؛ ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف وذهبت الهمزة أَصلاً ، فقالوا : أَلِلاهٌ ؛ فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية ؛ فقالوا الله ، كما قال الله عز وجل :﴿ لكنا هو الله ربي ﴾(5)
فأصله إله، دخلت عليه أَل، ثم حذفت همزته وأُدغم اللامان. (3).

الإلَهُ: الله عز وجل ؛ وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه ، والجمع آلِهَةٌ (5) .

والآلِهَةُ: الأصنامُ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشيء في نفسه.(4) وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان والأَصنام آلهةً وهي جمع إلاهة(5) ولا يكون إلَهاً حتى يكون مَعْبُوداً ؛ وحتى يكونَ لعابده خالقاً ورازقاً ومُدبِّراً وعليه مقتدراً فمن لم يكن كذلك فليس بإله وإِن عُبِدَ ظُلْماً بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد (5).

اللَّهُ : علم على الذَّات العليَّة الواجبة الوجود، الجامعة لصفات الألوهيّة، ولذا لا يجوز أن يتسمَّى به أحد، وسائر الأسماء قد يتسمَّى بها غيرُه (2) تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام (5)

فـ الله [مفرد]: لفظ الجلالة ، واللَّهُمَّ: لفظ الجلالة بعد إضافة الميم إليه عوضًا عن حذف حرف النِّداء ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ ﴾.

واللَّهُمَّ: كلمة تستعمل في النداءِ مثل: يا أَلله . (3)

والتَّأَلُّهُ: التَّنَسُّك والتَّعَبُّد ؛ والتأْليهُ التَّعْبيد(5)
فـالتَّأْلِيه: القَوْل بوجود إِله مدبّر للعالم، وهو ضربان:

[ 1] طبيعي: يُعوِّل على الأَدلَّة العَقْلِيَّة، ويرفض الوحي. و

[ 2] ديني: يسلم بالعقل والنقلم عاً ولا يرفض الوحي بحال. ويقابل الإِلحاد. (3) .


أما الحق الإلهِيّ: فهو أصل استند إليه بعض ملوك أوروبا في القرون الوسطى، يقرر أن سلطة الملك على شعبه تفويض إلهي. وقد اندثرت هذه الفكرة تماماً . (3) .
اسم الله الأَكبر هو الله لا إله إلاَّ هو وحده (5).

[الأميرة رودي]

كتاب جميل ومضمونه اجمل
تسلم احي
جزاك الله كل خير

[د. محمد الرمادي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأميرة رودي كتاب جميل ومضمونه اجمل تسلم احي جزاك الله كل خير

« [الأميرة الأمرة ... والملكة المتوجة ] »
يسعدني وصفك للكتاب بأنه جميل وأن مضمونه أجمل
تسلمي ا(حـــ)يتي
محمد
السبت 27 شوال 1435

[د. محمد الرمادي]

:"ما زلتُ علىٰ قناعةٍ بأن ضعف حال الأمة الإسلامية؛ يرافقه خوار قوىٰ الأمة العربية؛ ويتبع هذا الضعف التراجع المزري لهما بين الشعوب والأمم وغياب دورهما المؤثر في الحياة العلمية والسياسية يعود في المقام الأول إلى ضعف العقيدة وغياب المبدأ... ترتب عليهما -ضعف العقيدة وغياب المبدأ- ما أصابهما -الأمة الإسلامية والعربية- من تمزق وتشرذم وتناحر وإقتتال ويعلو سماء العرب والمسلمين جهل وبطالة وفقر.. فالعربُ تعتمد علىٰ الغرب وتظن أن حل مشاكلها بيد الولايات المتحدة الأمريكية والغرب؛ ونسىٰ العرب أن مشروع "الشرق الأوسط" الجديد مشروع غربي/ أمريكي، كما وأن مبدأ "الفوضى الخلاقة" وتفعيله مبدأ أمريكي.. لا أدعي من باب المؤامرة.. بل أقول من باب الرضىٰ والتبعية.. ومنذ حين دخل العالم أجمع في عولمة .. وهي شر لابد منه لكن دون غياب الخصوصية وتلاشي الهوية ودون الإندماج والذوبان.. ومن هنا كانت أهمية العودة إلىٰ خواص ومقومات هذه الأمة.. وهذا يعني إعادة تفعيل ثوابت هذه الأمة وإحياء مبدأ.. به صارت "خير" أمة أخرجت للناس.. فالداءُ هو الضعف الشديد الذي طرأ علىٰ الأذهان في فهم الإسلام وأحكامه وتعطيل تفعيل منهاجه في الحياة اليومية، والدواء مزيج من تعميق فهم العقيدة الصحيحة وإحسان فهم وتطبيق المنهاج... فلنبدء البحث... "

وكتبه :

الْفَخْرُ: مُحَمَّدُ فَخْرُ الدينِ الرَّمَادِيُّ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ

الثلاثاء 11 جمادى الثانية 1436~31. مارس 2015

[د. محمد الرمادي]

﴿ « „ إرهاصات ما قبل البعثة ‟«﴾

﴿ «„ الجانب العقائدي‟» ﴾

رأيتُ كـ مدخل لـ مسألة الإيمان والعقيدة أن نتحدث بشئ من التفصيل عن ما قبل زمن البعثة المحمدية من الناحية العقائدية...