دراما العنف .. هل تُصيب الشَّباب بالامراض النفسية؟

[انا جيجي]

	أكَّدَتْ العديد مِن الدِّراسات والأبحاث أنَّ هناك علاقةً وثيقةً بين دراما العنف التي تبثها القنوات الفضائيَّة، وبين مُعدَّلات ارتكاب جرائم العنف، مشيرةً إلى أنَّه كُلَّما زادت نسبة مُشاهدة هذه الأعمال، سواءٌ في السِّينما أو التِّلفزيون؛ زادت نسبة العنف، سواء كان هذا العنف أخلاقيًّا أو سلوكيًّا. وتحتلُّ دراما العُنف أكبر مساحةٍ على خريطة البرامج التلفزيونيَّة والفضائية، وهو ما يقود إلى الحديث عن مَخاطر هذه الظَّاهرة، واحتمالات تناميها، وكيفيَّة مواجهتها ومواجهة تأثيراتها على سُلوك الشباب العربيِّ. يقول الدُّكتور محمد هيبة الأستاذ بكُلِّيَّة الإعلام بجامعة القاهرة: "طبعًا للدِّراما ووسائل الأعلام دورٌ كبيرٌ في نشر قيم العنف؛ حيث تعمد إلى تقديمها بصورةٍ تجعل مَن يُمارس العنف بطلاً ونموذجًا، والمشكلة أنَّ الأعمال الدِّراميَّة لا تُقدِّم لنا الآثار السَّلبيَّة للعنف؛ بل تُقدِّمُ مَن يمارسه باعتباره شخصًا قادرًا على أنْ يأخذَ ما يُريد، وبالتَّالي تخلِقُ جيلاً لا ينظر إلى الأسباب أو الوسائل المشروعة القانونيَّة التي مِن خلالها يُمكن أنْ يُحقِّقَ ذاته وأنْ يحصل على حقوقه". وأضاف هيبة قائلا: أنه يُوجد لدينا شرائح شبابيَّةٌ تُؤمن بالعنف باعتباره وسيلة العصر الملائمة، ويتجاهل في مُقابل ذلك كلَّ ما ينبغي أنْ تتسلَّحَ به لكي تُمارس دورها وتحصل على حقوقها، والأخطر مِن ذلك في دراما العنف، أنَّها تُقدِّمُ لنا القانون أو من بيده تطبيق القانون عاجزًا عن مُواجهة العنف، ومِن هُنا يفقِدُ الجيل الحالي مِن الشَّباب إيمانه بالقانون كمنهج حياةٍ يُعطي لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه ويحمي الضَّعيف ويُقاوم المستبدَّ، وكانت النَّتيجة أنْ صار العنف أمرًا طبيعيًّا نراه في كلِّ مكان، وهناك العديد من حوادث العنف التي يقوم بها الشَّباب راح ضحيتها الكثير مِن البشر. وحول تصوُّرِه لكيفيَّة مُعالجة هذه المشكلة، قال: "مِِن المفروض أنْ تقومَ وسائل الإعلام بتصحيح الصُّورة المغلوطة، وتُعلي مِن شأن القِيَمِ النَّبيلة التى من خلالها ينال المرء ما يستحق في هذه الحياة، ونودِّعُ جميعًا مقولة "الغاية تبرِّرُ الوسيلة"، لأنَّنا ندينُ بالإسلام الذي يُؤكِّدُ لنا أنَّ الغايات النَّبيلة لا تُدْرَك إلا بوسائلَ نبيلةٍ". وفي تصوُّرِه حول الحل أكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنَّ الضَّوابط التي يُمكن أنْ تُوضع على المُمارسات الإعلاميَّة لا ينبغي أنْ تتمثَّل في قواعدَ تُفرض مِن خارج المُؤسَّسات الإعلاميَّة؛ بل تكون نابعة من قناعات المسئولين عن وسائل الإعلام إذا اقتنعوا بدورهم في المجتمع، وآمنوا بأنَّهم أصحاب رسالة؛ حيث يُمكن أنْ يضعوا لأنفسهم الضَّوابط المُلائمة لكلِّ وسيلةٍ طبقًا لسياساتها وجمهورها المستهدف، وبالتَّالي تُصبح قادرةً على تطبيقها وتسميتها بمواثيق شرفٍ أو مواثيق أخلاقيَّةٍ. التَّقليد والمُحاكاة ومن جانبه يرى الدُّكتور محيي الدِّين عبد الحليم أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أنَّه من بين أقوى غرائز الإنسان هي غريزة التَّقليد والمُحاكاة، وقال إنَّها تظهر بشكلٍ أكبر مع الأطفال والشباب وغير المُتعلِّمين، وذلك عندما يُشاهد هذا الشَّخص مشاهدَ عنفٍ وقصصًا دراميَّةً مُؤثِّرةً يُحاول تقليد البطل. وأضاف: "عندما يرى البطل يضرب أو يشتم يتمُّ تقليدُه فورًا، حتى وإنْ كان على المحارم، فعلى سبيل المثال نجد الابن يضرب أبوه، وهناك العديد مِن الجرائم قُتِلَ فيها الأب أو الأم بسبب ما يراه المُراهق أو الشَّابُّ في الأعمال الدِّراميَّة التِّليفزيونيَّة، وذلك لأنَّ التِّلفزيون أصبح للأسف مصدر ثقافة الجماهير الأساسيَّة، فنجد أنَّ الأبناء "يتربُّون" الآن على مشاهدة التِّلفزيون، لذلك فإنَّ تأثيره خطيرٌ على الشَّباب، وخاصَّة المراهق الذي يرفض كلَّ شيءٍ، ويكره الأوامر. وتابع عبد الحليم: "لذلك يجب وضع حدٍّ لهذه النَّوعيَّة مِن البرامج والأفلام التى تعرضها القنوات الفضائيَّة، وخاصَّة المُسلسلات والأفلام، وأنْ يتمَّ التَّركيز على تقديم الفقرات التَّرفيهيَّة والثَّقافيَّة والتَّعليميَّة، وخاصَّة للمُراهقين، هذا بالإضافة إلى أنَّه مِن الضروريِّ أنْ يكونَ هناك رقابةٌ على مواقع الإنترنت، بحيث يختار الشَّاب منها، مع الأهل، المفيد والأفضل، مع مُراعاة ذلك مُنذُ الصِّغَرِ، لأنَّ العنف يبدأ من أفلام الكارتون التي تقدِّمُ للأطفال ثقافةً هزيلةً ومريضةً وغير علميَّةٍ". وقال إنَّه من المفترض أنْ يُشاهد الطِّفلُ في هذه المرحلة أفلام الكارتون الهادئة، وأشار إلى أنَّه لذلك يجب العمل على ملء فراغ الطِّفل عن طريق الرِّياضة والَّلعب المفيد والإبداع، مع وجود مساحةٍ مِن الحُرِّيَّة أمامه، مِن دون تدليلٍ زائدٍ او سُلطةٍ قهريَّةٍ أو شجارٍ معه، لأنَّ ذلك يُؤثِّرُ بشكلٍ كبيرٍ في تكوين شخصيَّة الطِّفل. أمراضٌ نفسيَّةٌ ويُضيف الدُّكتور مُحَمَّد المهدي أستاذ الطِّب النَّفسيِّ بجامعة الأزهر، على ما سبق أنَّه مِن الأشياء المُحبَّبة للمُراهقين دراما العنف التى تُقدِّمها القنوات الفضائيَّة؛ حيث نجد أنَّهم يتلقَّونَها بقبولٍ شديدٍ واستحباب عالٍ، مشيرًا إلى أنَّ أغلب حوادث وجرائم العنف التي سُجِّلَت في السَّنوات الأخيرة كانت مِن الشَّباب. وأشار المهدي إلى أنَّ الدِّراسات والأبحاث أكَّدَتْ أنَّ مُشاهدة دراما العنف تُزيد مِن السُّلوك العنيف، وقال إنَّ مشاهدة العنف تؤدِّي إلى "نمذجة" العنف، مِن خلال المُمارسة اليدويَّة أو باستخدام السِّلاح، كما أنَّ ذلك يُقلِّلُ مِن الحساسيَّة من مسألة ارتكاب الأعمال العنيفة، لأنَّه مِن المُفترض أنَّ الإنسان السَّويَّ عندما يرى مشاهدَ عنفٍ وضحايا أكثر؛ فإنَّه يتأثَّر سلبًا، إلا أنَّ كثرة مُشاهدة دراما العنف تُقلِّل الحساسية مِن هذه المسألة. و لتفادي آثار العنف دعا المهدي إلى ضرورة وجود ما يسمى بميثاق شرف للإنتاج التلفزيوني والفضائي لحجب مشاهد العنف، من شأنه أن يضع حدودا لمشاهد العنف وأن يوظف في حدود ما يحتاجه الحدث، وفي المقابل يتم التركيز على محاربة التلوث البيئي والتدخين والمخدرات والإدمان قهرٌ وكبتٌ وتتَّفق الخبيرة التَّربويَّة الدكتورة مُنى صُبحي، مع الرَّأي السَّابق في أنَّ دراما العنف مِن بين الأسباب الرَّئيسيَّة في انتشار العُنف عند الشَّباب، وخصوصًا الأفلام والمُسلسلات الأجنبيَّة؛ إلا أنَّها لا تعوِّلُ على ذلك العامل وحده؛ حيث تُضيفُ إليه العديد مِن الأسباب المُجتمعيَّة الأخرى، والتي تتمثَّل في التَّربية الأسريَّة الخاطئة والتي يكون فيها الكثير مِن العُنف والقهر، وأيضا المدرسة، والطَّريقة التَّربويَّة الخاطئة المُتَّبَعة فيها، والتي تقوم على ممارسة ألوان من القهر والكبت والعنف ضد الطِّفل. وتضيف الدُّكتورة مُنى صُبحي إنَّ ما تُقدِّمه الأسرة والمدرسة في هذا الجانب للطفل يخرج مُستقبلاً في صورةٍ لا شعوريَّةٍ في شكل مشاعر عدوانيَّةٍ أنانيَّةٍ تجاه المجتمع، وبالتَّالي عندما يصلُ الطفل إلى سنِّ المُراهقة، تتكوَّن لديه أشكالٌ مِن العنف بكثافةٍ، لأنَّ أفلام العنف تشكِّل وجدانيَّات وسلوكيَّات المراهق والشَّاب؛ لأنَّ الشَّاب يُحاكيها باعتبار أنَّها بطولةٌ ومن مظاهر الرُّجولة.

[انت احلى الناس]

جميل يا قمر تسلم ايدك

[العاشق الذى لم يتب]

طرح رائع ومفيد
وطيب الكلم
سلمت الايادى
ودام التميزوالمجهود
تحياتى وورودى

[الأميرة رودي]

خطك الصغير ده بيوجعلى عيوني ههههه
مجهود مميز ياقمــري
تسلم ايدك

[احساسى صحيح]

راقى اتقائك جيجى
تسلمى

[Lamees]

مجهود مميز من عضو مميز

رائع ما تقدمتي به عزيزتي

بالتوفيق

[حـيـــــآة ❤]

تسسلمئ على مجهودك حبيبتئ
تسلم ايدك