[ ٩. ] الْكِتَابُ التَّاسِعُ : « الطَّهَارَةُ »

[د. محمد الرمادي]

وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾ [آيَةُ: ١٠٨؛ مِن سُّورَةِ التوبة :] ؛ فَإِنَّ مَعْنَاهُ الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ، نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ، وَكَانُوا إِذَا أَحْدَثُوا [ الذهاب إلى المرحاض] أَتْبَعُوا الْحِجَارَةَ بِالْمَاءِ؛ فَأَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ [آيَةُ: ٧٨؛ مِن سُّورَةِ هود:] ؛ أَيْ أَحَلُّ لَكُمْ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [آيَةُ: ٢٥؛ مِن سُّورَةِ البقرة :] ؛يَعْنِي مِنَ الْحَيْضِ وَالْبَوْلِ وَالْغَائِطِ؛
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُنَّ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ نِسَاءُ أَهْلِ الدُّنْيَا بَعْدَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَلَا يَحِضْنَ وَلَا يَحْتَجْنَ إِلَى مَا يَتَطَهَّرُ بِهِ، وَهُنَّ مَعَ ذَلِكَ طَاهِرَاتٌ طَهَارَةَ الْأَخْلَاقِ وَالْعِفَّةِ، فَمُطَهَّرَةٌ تَجْمَعُ الطَّهَارَةَ كُلَّهَا؛ لِأَنَّ مُطَهَّرَةً أَبْلَغُ فِي الْكَلَامِ مِنْ طَاهِرَةٍ .
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ ﴾ [آيَةُ: ٢٥؛ مِن سُّورَةِ البقرة :] ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَعْنَاهُ طَهِّرَاهُ مِنْ تَعْلِيقِ الْأَصْنَامِ عَلَيْهِ، أما قول الْأَزْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ ﴾ [ آيَةُ: ؛ مِن سُّورَةِ :] ؛يَعْنِي مِنَ الْمَعَاصِي وَالْأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴾ [آيَةُ: ٢؛ مِن سُّورَةِ البينة :] ؛ مِنَ الْأَدْنَاسِ وَالْبَاطِلِ . ﴿ ب ﴾

[د. محمد الرمادي]

وَرَجُلٌ طَاهِرٌ وَرِجَالٌ طَاهِرُونَ ، وَنِسَاءٌ طَاهِرَاتٌ .


وَالطُّهْرُ : نَقِيضُ النَّجَاسَةِ . ﴿ ب ﴾

[د. محمد الرمادي]

وَالتَّطَهُّرُ : التَّنَزُّهُ عَنِ الذَّمِّ وَكُلِّ قَبِيحٍ .

وَفُلَانٌ طَاهِرُ الثِّيَابِ ، إِذَا لَمْ يُدَنَّسُ .

قَالَ :

ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ وَأَوْجُهُهُمْ عِنْدَ الْمَسَافِرِ غُرَّانُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المصدر السابق.

[د. محمد الرمادي]

وَالطَّهُورُ : الْمَاءُ .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿ وَ أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾ [آيَةُ:٤٨ ؛ مِن سُّورَةِ الفرقان :] . ﴿أ ﴾ ؛


فَــ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ : وَكُلُّ مَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ و َأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾ ؛

فَإِنَّ الطَّهُورَ فِي اللُّغَةِ هُوَ الطَّاهِرُ الْمُطَهِّرُ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ طَهُورًا إِلَّا وَهُوَ يُتَطَهَّرُ بِهِ ،

كَالْوَضُوءِ هُوَ الْمَاءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ ،



وَتَطَهَّرْتُ بِالْمَاءِ ، وَطَهَّرَهُ بِالْمَاءِ : غَسَلَهُ وَاسْمُ الْمَاءِ الطَّهُورُ .



وَكُلُّ مَاءٍ نَظِيفٍ : طَهُورٌ ، وَمَاءٌ طَهُورٌ ؛ أَيْ يُتَطَهَّرُ بِهِ ،

وَكُلُّ طَهُورٍ طَاهِرٌ ، وَلَيْسَ كُلُّ طَاهِرٍ طَهُورًا ،






وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ ، فَقَالَ :

هُوَ الطَّهُورُ ، مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ ؛



أَيِ الْمُطَهِّرِ ، أَرَادَ أَنَّهُ طَاهِرٌ يُطَهِّرُ .



وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :


كُلُّ مَاءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ ،

أَوْ


نَابِعًا مِنْ عَيْنٍ فِي الْأَرْضِ ،

أَوْ


بَحْرٍ لَا صَنْعَةَ فِيهِ لِآدَمِيٍّ غَيْرَ الِاسْتِقَاءِ ، وَلَمْ يُغِيِّرْ لَوْنَهُ شَيْءٌ يُخَالِطُهُ ؛ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ مِنْهُ فَهُوَ طَهُورٌ .

كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ مِنْ مَاءِ وَرْدٍ أَوْ وَرَقِ شَجَرٍ أَوْ مَاءٍ يَسِيلُ مِنْ كَرْمٍ فَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ طَاهِرًا فَلَيْسَ بِطَهُورٍ .



قلتُ : سنفصل هذه المسألة لاحقاً.





وَرَجُلٌ طَاهِرٌ وَطَهِرٌ ؛ تقول :

أَضَعْتُ الْمَالَ لِلْأَحْسَابِ حَتَّى خَرَجْتُ مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيَابِ
﴿ ب ﴾

وَيَقُولُ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ الثَّقَفِيَّ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى ثَعْلَبًا (*) يَقُولُ : الطَّهُورُ : الطَّاهِرُ ، فِي نَفْسِهِ ، الْمُطَهِّرُ لِغَيْرِهِ. " ﴿ أ ﴾.

[الأميرة رودي]

كتاب جميل ومضمون أجمل
جزاك الله كل خير

[العاشق الذى لم يتب]

جزاك الله خيرا
ومااجمل ذكر الله
ومااجمعل معيته
بوركت على الافادة
تحياتى وودى