[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

أُعْطِيت أُمَّةُ مُحَمَّدٍ مِنْ الْفَضْلِ مَا لَمْ تُعْطَهُ أُمَّةٌ فِي طُولِ عُمُرِهَا([1]) ، فَـ
[١.] أَوَّلُهَا أَنْ كُتِبَ لَهَا خَمْسُونَ صَلَاةً بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ([2]) ،

وَ
[٢.] كُتِبَ لَهَا صَوْمُ سَنَةٍ بِشَهْرِ رَمَضَانَ([3])،

بَلْ
[٣.]صَوْمُ سَنَةٍ بِثَلَاثِينَ سَنَةً فِي رِوَايَةِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ ([4]) ،

وَ
[٤.] طُهِّرَ مَالُهَا بِـــ "رُبْعِ " الْعُشْرِ ([5])،

وَ
[٥.] أُعْطِيَتْ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ يَعْنِي عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ([6])،

وَ
[٦.] كُتِبَ لَهَا أَنَّ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ لَيْلَةً([7]) ،

وَ
[٧.] مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ لَيْلَةٍ([8]). فَـ

هَذِهِ لَيْلَةٌ وَنِصْفٌ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ([9])؛

إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَطُولُ تَعْدَادُهُ([10]) .
وَمِنْ

[[٨.]] أَفْضَلِ مَا أُعْطُوا لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؛ وَهَذَا فَضْلٌ [ لَا يُوَازِيهِ فَضْلٌ ] ، وَمِنَّةٌ لَا يُقَابِلُهَا شُكْرٌ([11]) .

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة لـ

ـ ﴿ خطبةجمعة: ١ شوال ١٤٣٩ من العام الهـجري ~ الموافق ١٥ يونيو من العام ٢٠١٨ الميلادي ﴾

* * * * ﴿ [ رحمان الدنيا... ورحيم الآخرة ] ﴾ * * * *

[د. محمد الرمادي]

وقفتُ في جمعتنا السابقة عند الحديث القدسي الذي قال فيه صاحب العزة :

«" „أعطيهم من حلمي وعلمي‟ "»..

وهذا خاص لأمة النبي الخاتم والرسول المتمم للأنبياء وآخر المرسلين.. صلوات الله وسلامه عليه وآله

و

لنعود إلى بداية الخليقة فقد قال الخالق منشأ كل الموجودات من عدم عن نفسيه العلية -دون تشبيه- :

«" „ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ‟ "»﴿البقرة: ٣١﴾

فردوا أولاً فقالوا تأدباً أمام الحضرة الإلهية والعظمة الربانية قَالُوا :

«" „سُبْحَانَكَ‟ "»

ثم أكملوا الحديث بالقول :

«" „لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۖ إِنَّكَ ‟ "»

ثم اتموا حديثهم إخباراً عنه وهو العليم الخبير فقالوا :

«" „أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ‟ "»﴿٣٢﴾

فجاء التحدي بين أفضل خلق الله تعالى : «" „قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ‟ "» ﴿البقرة: ٣٣﴾.

وهنا نقف نعلم أنه منذ بداية الخلق والخليقة مسألة العلم والتعليم مسألة ملازمة للأنسان كلون عينيه وبشرته.. وهذا أولاً..

بداية الخلق والخليقة .

ثم تأتي مرحلة آخيرة في سلم التعلم والتعليم والمعرفة .. فنطق القرآن الكريم ونزل الذكر الحكيم على قلب سيد الأولين والآخرين النبي المرتضى والرسول المجتبى الأمين والحبيب المرتضى فنزلت أول خمس آيات من

سورة العلق

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

«" „اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ‟ "»﴿١﴾«" „خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ‟ "»﴿٢﴾«" „اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ‟ "»﴿٣﴾«" „الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ‟ "»﴿٤﴾«" „عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ‟ "»﴿٥﴾

فهذا هو التكليف الأول لأمة المسلمين أتباع السيد النبي الجليل محمد بن عبدالله.. وهذ هو الأمر السماوي الأول وهو التنزيل الأول!!!

وأما كيف علم الإنسان ما لم يعلم فجاء في الحديث القدسي إجابة السؤال !!؟؟.

قال فيه صاحب العزة : «" „أعطيهم من حلمي وعلمي‟ "»..

فعلم الله تعالى :

أ.] كتاب كريم

ب.] سنة نبوية مهدية

ولكن المسألة المتعلقة بآدم والمسألة المتعلقة بالفرض الإلهي المنزل على قلب الخاتم الأمين محمد اختلفت قليلاً عن بقية أبناء وذرية آدم و

نقسم الآية الكريمة إلى مشاهد ومقاطع ليسهل علينا فهم مراده سبحانه وتعالى فقال الخبير العليم :

أولاً مخبرا عن ذاته العليا وباسمه الصريح الواضح :

«" „وَاللَّـهُ‟ "»..

2.] أما المشهد الثاني : «" „أَخْرَجَكُم‟ "»..

3.] المشهد الثالث: «" „مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ‟ "»..

4.] المشهد الرابع: «" „لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا‟ "».. و

لعل هذا المشهد هو الذي عليه مدار كل العلوم المستنبطة من الكتاب المحفوظ في الصدور أو الكتاب والذي في الكون منشور؛ بمعنى العلوم الدنياوية من تربوية تعليمية سلوكية إجتماعية طب وكيمياء وفيزياء صيدلة وهندسة وفلك أو العلوم الشرعية .. ثم يأتي :

5.] المشهد الخامس: «" „وَجَعَلَ لَكُمُ‟ "».. أدوات التعلم والتبصر والتحقق: فبدء بـ

5. 1. ] «" „السَّمْعَ‟ "».. وانتبه هنا السمع مفرد اللفظ أما الجعل الثانية والثالثة فجُمعت فنطق القرآن الكريم :

5. 2. ] «" „وَالْأَبْصَارَ ‟ "»..

5. 3. ] «" „وَالْأَفْئِدَةَ ‟ "»..

ثم يأتي التذكير بفضل ونِعم الله تعالى والتي لا تحصى فقال؛ وهو المشهد الأخير الذي يدل على الربوبية

6. ] «" „لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‟ "».. ﴿النحل: ٧٨﴾

وجاء في الحديث النبوي :

[د. محمد الرمادي]

جاء في صحيح مسلم :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ..

وقبل أن أبء في رواية الحديث .. اقسمُ الحديث إلى مقاطع :

1.] المقطع الأول :

«" „ كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ عَلَى الْفِطْرَةِ ... ‟ "»

و

ثم يبدء التشكيل والتلقين التربية والتعليم والتثقيف :

2.] المقطع الثاني : وَأَبَوَاهُ بَعْدُ

أ.] يُهَوِّدَانِهِ

وَ

ب.] يُنَصِّرَانِهِ

وَ

ج.] يُمَجِّسَانِهِ

فَإِنْ كَانَا

د.] مُسْلِمَيْنِ فَمُسْلِمٌ ..

3.] المقطع الثالث : من الحديث النبوي الشريف :"

«" „ كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِي حِضْنَيْهِ ‟ "»
ثم يأتي الاستثناء الخاص «" „ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا ‟ "».

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة لـ

ـ ﴿ خطبة جمعة: ٨ شوال ١٤٣٩ من العام الهـجري ~ الموافق ٢٢ يونيو من العام ٢٠١٨ الميلادي ﴾

* * * * ﴿ [ رحمان الدنيا... ورحيم الآخرة ] ﴾ * * * *

[د. محمد الرمادي]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

﴿ «نِعْمَتَانِ» مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ:

«الصِّحَّةُ».. وَ .. . «الْفَرَاغُ»﴾
[رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]

[د. محمد الرمادي]

نقبل بعد أيام قليلة على الراحة الصيفية والبعض يطلق عليها العطلة الصيفية وأنا اسميها الأجازة الصيفية .. فالإنسان بطبيعته لا يتعطل عن عمل ما أو قول ما أو تصرف ما .. الإنسان مشغول طوال وقته لذا فهو سيحاسب على ما يبدر منه من أقوال أو أفعال أو تصرفات حين يصل على سن الرشد ووقت التكليف... فانظر إلى القلب وبقية الأجهزة الحيوية الرئيسة في جسم الإنسان أنها تعمل حتى في وقت النوم .. ليستعيد نشاطه وقوته ليكمل بقية حياته وفق منهاج رب العباد وخالق الكون والإنسان والحياة ...

إلا الخالق الرازق المحي

قال تعالى في سماه وتقدست اسماه ؛ يخبر عن نفسه العليَّة فيبدء القرآن بالنطق فيقول :

﴿ 1 ﴾ :" ﴿.اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾

والشاهد في الآية قوله تعالى :

﴿2 ﴾ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ

﴿3 ﴾ وَلَا نَوْمٌ

﴿ثم يبين لنا القرآن أنه سبحانه مالك الملك فيقول

﴿4 ﴾ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ...

ثم يخبرنا عز وجل

﴿5 ﴾وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾

﴿البقرة: ٢٥٥﴾

نعود لما بدأته في الحديث عن النوم وعن ما يسميه البعض خطاءاً العطلة الصيفية .. سأنتقل بحضراتكم إلى مختبر النوم فلنسمع

:"

الإنسان يقضي ثلث [1/3] حياته في النّوم، قد يجهل "العمليّات" الكثيرة التي تحصل على مستوى جسده أثناء النّوم. فمنذ لحظة أن يرقد الإنسان في سّريره إلى أن يستيقظ، تحدث مجموعة من الوظائف تجري في جسمه خلال نومه اللّيلي.
فماذا يحدث إذًا في جسمنا عندما ننام؟
الليلة العاديّة من النّوم تمر بـ 5 دورات مختلفة مدّة كلّ واحدة منها 90 دقيقة.
فيُمكن للإنسان أن يتحرّك بمعدّل 35 مرّة أثناء النّوم، غير أنّ عضلات الجسم تكون مُرتخية كُليًّا إلى حدّ أنه يمكن أن يقال أن الإنسان في حالة :"شّلل ظّاهري".
وكلّما دخلنا في مرحلة النّوم العميق، تدخل العينان في مرحلة الحركة السّريعة التي نلاحظ خلالها حركة عبثيّة سريعة للعينين، والتي غالبًا ما تكون دلالة على دخولنا مرحلة الحلم.
ويُمكن للفم أن يكون نشيطًا جدًّا أثناء النّوم، كما أنّ اللّعاب ينخفض تدفّقه بداخله، ما يُسبّب جفافه في الصّباح.
ولعل من المهم أن نعلم أنه تنخفض ضربات القلب بمعدّل 15 نبضة في الدّقيقة الواحدة أثناء النّوم، ممّا يُشعر الشّخص بالرّاحة والإسترخاء.
كما وتنخفض حرارة الجسم كما تنخفض مستويات تدفق الهرمونات في الدم والتي تسبّب الأرق مثل هرمون :" الأدرينالين"، ممّا يسبّب بعض التعرّق لأنّ الجسم لا يتحرّك ولكن يحارب في الوقت نفسه انخفاض الحرارة.
تستمرّ حرارة الجسم في الإنخفاض طوال اللّيل. وعند السّاعة الخامسة فجرًا، تكون قد انخفضت إلى درجة مئويّة واحدة تحت حرارة الجسم الطّبيعيّة قبل النّوم.

المهم أيضا: أنه أثناء النّوم العميق، تزيد إنتاجيّة خلايا الجسم لإصلاح الجلد من الأضرار النّاجمة عن عوامل كالأشعة ما فوق البنفسجيّة... لذلك، علينا أن ننعم بستّ ساعات كاملة متواصلة من النّوم اللّيلي على الأقلّ لأنّه الوقت المُناسب لإصلاح الجسم وإزالة السّموم والتمتّع بالصحّة النفسيّة، العاطفيّة والجسديّة."
فهل يمكن بعد هذا الموجز الميسر عن العمل لإثناء النوم الليلي اليومي أن نتحدث عن عطلة بغض النظر عن نوعها وكيفيتها !!؟.

[د. محمد الرمادي]

إذا اتحدث عن أمرين هامين في حياة الإنسان - رجل .. امرأة .. شاب .. شابة .. وحتى فل وطفلة -
الهامة الأولى هي
1. ] الصِّحَّةُ .. وَ
الثانية هي
2.] الْفَرَاغُ..
أَيْ صِحَّةُ الْبَدَنِ وَفَرَاغُ الْخَاطِرِ بِحُصُولِ الْأَمْنِ وَوُصُولِ كِفَايَةِ الْأَمْنِيَّةِ،
انظر لبعض المناطق في دول العالم من حولنا وانظر لما تقوم به الأجهزة المسؤولة في بلد الأنبياء المحروسة ..
وَالْمَعْنَى لَا يَعْرِفُ قَدْرَ هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ حَيْثُ لَا يَكْسِبُونَ فِيهِمَا مِنَ الْأَعْمَالِ كِفَايَةَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي مَعَادِهِمْ وآخرتهم فَيَنْدَمُونَ عَلَى تَضْيِيعِ أَعْمَارِهِمْ عِنْدَ زَوَالِهَا ، وَلَا يَنْفَعُهُمُ النَّدَمُ قَالَ تَعَالَى :
" ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ "..

وَ

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا "".
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له فاستغفروه ....

[د. محمد الرمادي]

وَجاء فِي حَاشِيَةِ السُّيُوطِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- قَالَ الْعُلَمَاءُ :
" مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَتَفَرَّغُ لِلـطَّاعَةِ إِلَّا إِذَا كَانَ :
1. ] مَكْفِيًّا ؛
2.] صَحِيحَ الْبَدَنِ..
فَقَدْ يَكُونُ
أ.] مُسْتَغْنِيًا وَلَا يَكُونُ صَحِيحًا ، وَقَدْ
ب.] يَكُونُ صَحِيحًا وَلَا يَكُونُ مُسْتَغْنِيًا فَـ
لَا يَكُونُ مُتَفَرِّغًا لِلْعِلْمِ وَالْعَمَلِ لِشَغْلِهِ بِالْكَسْبِ ، فَـ
مَنْ حَصَلَ لَهُ الْأَمْرَانِ وَكَسِلَ عَنِ الطَّاعَةِ فَهُوَ الْمَغْبُونُ أَيِ الْخَاسِرُ فِي التِّجَارَةِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْغَبْنِ فِي الْبَيْعِ .

[د. محمد الرمادي]

وينبغي التركيز على بعض المعاني النبوية المصطفوية والتي وردت في الحديث الشريف .. فــ

قَوْلُهُ " نِعْمَتَانِ " هي تَثْنِيَةُ نِعْمَةٍ ..

وَ

هِيَ :

" الْحَالَةُ الْحَسَنَةُ ".. وَ

قِيلَ هِيَ

:" الْمَنْفَعَةُ الْمَفْعُولَةُ عَلَى جِهَةِ الْإِحْسَانِ لِلْغَيْرِ ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

:"قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ:

مَعْنَى الْحَدِيثِ :

أَنَّ الْمَرْءَ لَا يَكُونُ فَارِغًا حَتَّى يَكُونَ

1.] مَكْفِيًّا ..

2.] صَحِيحَ الْبَدَنِ.

فَمَنْ حَصَلَ لَهُ ذَلِكَ فَـ

لْيَحْرِصْ عَلَى أَنْ لَا يَغْبِنَ بِأـَنْ

*.] يَتْرُكَ شُكْرَ اللَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ وَ

مِنْ شُكْرِهِ امْتِثَالُ أَوَامِرِهِ وَ اجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ فَمَنْ فَرَّطَ فِي ذَلِكَ فَهُوَ الْمَغْبُونُ وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ " كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ " إِلَى أَنَّ الَّذِي يُوَفَّقُ لِذَلِكَ قَلِيلٌ " ...

لذا ضَرَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْمُكَلَّفِ مَثَلًا بِـ التَّاجِرِ الَّذِي لَهُ رَأْسُ مَالٍ فَهُوَ يَبْتَغِي الرِّبْحَ مَعَ سَلَامَةِ رَأْسِ الْمَالِ فَطَرِيقُهُ فِي ذَلِكَ أَنْ يَتَحَرَّى فِيمَنْ يُعَامِلُهُ وَيَلْزَمَ الصِّدْقَ وَالْحِذْقَ لِئَلَّا يُغْبَنَ فَـ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ رَأْسُ الْمَالِ وَ

يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَامِلَ اللَّهَ بِـ

أ.] الْإِيمَانِ وَ

ب.] مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ لِيَرْبَحَ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَ

قَرِيبٌ مِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ - تَعَالَى - : هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ الْآيَاتِ وَ

عَلَيْهِ أَنْ يَجْتَنِبَ مُطَاوَعَةَ النَّفْسِ وَمُعَامَلَةَ الشَّيْطَانِ لِئَلَّا يُضَيِّعَ رَأْسَ مَالِهِ مَعَ الرِّبْحِ