[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

ومما يجب الحديث عنه أنه اخْتُلِفَ فِي أَوَّلِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى الْعَبْدِ فَـ

قِيلَ ﴿ " ١ " ﴾ الْإِيمَانُ

وَ
قِيلَ ﴿ " ٢ " ﴾ الْحَيَاةُ

وَ
قِيلَ ﴿ " ٣ " ﴾ الصِّحَّةُ ...

وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .. أي ﴿ " ١ " ﴾ الْإِيمَانُ .. فَإِنَّهُ نِعْمَةٌ مُطْلَقَةٌ وَ

أَمَّا :

1.] الْحَيَاةُ وَ

2.] الصِّحَّةُ فَإِنَّهُمَا نِعْمَةٌ دُنْيَوِيَّةٌ وَ

لَا تَكُونُ نِعْمَةً حَقِيقَةً إِلَّا إِذَا صَاحَبَتِ الْإِيمَانَ وَحِينَئِذٍ يُغْبَنُ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَالنَّاسِ أَيْ يَذْهَبُ رِبْحُهُمْ أَوْ يَنْقُصُ فَمَنِ اسْتَرْسَلَ مَعَ نَفْسِهِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ الْخَالِدَةِ إِلَى الرَّاحَةِ فَتَرَكَ الْمُحَافَظَةَ عَلَى الْحُدُودِ وَالْمُوَاظَبَةَ عَلَى الطَّاعَةِ فَقَدْ غُبِنَ ...

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة لـ

ـ ﴿ خطبة جمعة :

١٥شوال ١٤٣٩ من العام الهـجري

الموافق ٢٩ يونيو من العام ٢٠١٨ الميلادي ﴾

* * * *

﴿ [ رحمان الدنيا... و .... رحيم الآخرة ] ﴾

* * * *

29 يونيو

[د. محمد الرمادي]

الحمدُ لله منزل النعم.. وهو وحده سابغ الكرم.. خلق الإنسان من عدم.. وأوجد الحياة والكون دون تعب أو سقم.. فأكرم الإنسان بعد تنشئته بعقل وإدراك وفهم.. وأرسل انبياءه بالتبليغ ورسله بالكتاب وعلمهم بالقلم.. ثم أرسل محمدا بالقرآن والسنة وبه ختم.. و

أشهد أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي ليس لمثله كفؤا أحد والذي لم يلد ولا يصح أن يكون له صاحبة أو ولد.. و

أشهد أنه أرسل فينا صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر الذي ناداه قبل نبوته الحجر والشجر .. الشفيع المشفع يوم العرض والمحشر..

فاللهم صلي وسلم وبارك وأنعم وزد عليه وعلى أصحابه وآله وأتباعه ومن سار على هديه والتزم طريقته ومشى على منهاجه وتمسك بشريعته وقام بسننه ومناسكه..

[د. محمد الرمادي]

..." المقولة المشهورة للشيخ محمد عبده [أزهري؛ مِصري] عندما ذهب لمؤتمر باريس عام 1881م ثم إنتهى المؤتمر وعاد عند العرب فقال قولته المشهورة :« ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين ».. « ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكن لم أجد إسلاماً »

بسبب هذه المقولة قامت الدنيا فوق رأس الإمام ولم تقعد -وإن كنتُ لا أتفق معه في مسائل- واتهم بما اتهم به وكالت الأقلام من كل حدب وصوب على هندامه بالنعوت والأوصاف.. وحين تصفحت ما قيل ضده ؛ وخاصة أن غالب مَن هاجمه كان من منطقة جزيرة العرب؛ وخاصة سلفـ(ـنجية) المصاطب أو مَن يتمول بالبترودولار .. أو له مصالح ..

وحين حاولت أن افهم فوجدت أن

*.] ابن باز؛ عبدالعزيز بن عبدالله قال نفس المعنى بعبارات آخرى ولم يتحرك أحد ضده بل قوبل قوله بالتسليم :" .. هؤلاء ليسوا بمسلمين على الحقيقة، هؤلاء يدعون الإسلام، "و

إكمالا للبحث وجدت: أن

*.] ابن العثيمين؛ محمد بن صالح تكلم بنفس المعنى بكلمات آخرى .. :" إنها أخلاق يدعو إليها الإسلام، والمسلمون أولى أن يقوموا بها ".

[د. محمد الرمادي]

لست من هواة التغني بأمجاد السابقين.. دون ربطها بالواقع الحالي.. ولست من محبي الدندنة بأخبار السالفين دون ربطها بأحوال اليوم .. ولست من رواة حكايات الأبطال الذين ذهبوا إلى رب غفور رحيم.. دون ربطها بواقع معاش.. و

حال أمتنا سواء المصرية أو نعلو قليلاً العربية أو نعلو أكثر الإسلامية أو قل بلا حرج البشرية في حال ظاهر على الكف ويراه أعمى البصر أعشى النظر..

ولكن لفت إنتباهي ما قرأته عن « عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنه- وفضائله -رحمه الله- معروفة مسطورة في الكتب، وعدله ضرب الآفاق، وشهرته تغني عن الإسهاب في ذكره والإطناب في أمره وفضله، حتى أن العباسيين أنفسهم حينما قضوا على الأمويين، بل نبشوا قبورهم، تركوا قبر عمر، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا أمام عدله وفضله الذي ملأ الآفاق. فرحمه الله رحمة واسعة، والأمة اليوم تصرخ وتنادي: يا محمداه .. فهل من عمر!!، وهل من صلاح!!

أقول أعزكم الله .. لفت إنتباهي ما قرأته في مقولة(!!) تنسب إليه

« أنثروا القمحَ على رؤوسِ الجبال لكي لا يُقال جاع طيرٌ في بلاد المسلمين » أنتهى النقل.

ثم تتبعتُ المقال المنسوب إليه وجدت عجباً:

تقرأ في كتب :

""جيء إلى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز بأموال الزكاة، فقال:

1.] أنفقوها على الفقراء،
فقالوا: ما عاد في أمة الإسلام فقراء،
قال:

2.] فجهزوا بها الجيوش،
قالوا: جيوش الإسلام تجوب الدنيا،
قال:

3.] فزوجوا الشباب
فقالوا: مَن كان يريد الزواج فقد زوجناه،
فقال:

4.] اقضوا الديون على المدينين، فـ

قضوها وبقي مال،
فقال:

5.] انظروا إلى المسيحيين و اليهود مَن كان عليه دين فسددوا عنه؛ فـ

فعلوا ذلك وبقي مال،
فقال:

6.] أعطوا أهل العلم، فـ

أعطوهم وبقي مال،

وهنا يأتي الشاهد من الخبر السابق مع عدم طمأنينة القلب لما كُتب(!!) ولا نشكك فيه كثيراً ؛ لكن المسألة مسألة إسناد وصحة خبر ..
فقال خليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز:

7.] « اشتروا بها قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير».
................."

فهل الأمة المصرية [بلغ تعداد سكان جمهورية مصر العربية في 18 من أبريل 2017 : 2. 104 مليون نسمة منهم 94 مليونا و798 ألفا و827 نسمة مجموع سكان الداخل، و 4. 9 مليون نسمة سكان الخارج ...جاء ذلك على لسان رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اللواء أبوبكر الجندي، خلال المؤتمر الذي عقده الجهاز لإعلان نتائج التعداد العام الشامل للسكان والإسكان والمنشآت لعام 2017، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي] في حال فقر واحتياج !!؟..

هل دول الخليج العربي [ بتاريخ 24 يناير 2018 الموافق 7 جمادى الاول 1439


كشفت احصائية أن مجموع تعداد السكان في دول الخليج العربي يبلغ 51,002,366 نسمة، بينهم 24,691,868 أجانب، وذلك بنسبة 48% من إجمالي سكان دول الخليج العربي. وأشارت الاحصائية الى أن نسبة المواطنين من اجمالي تعداد السكان في دول الخليج تبلغ 52%، وذلك بواقع 26,310,498 مواطن.] في حالة فقر واحتياج !!؟..

هل الأمة العربية في حال فقر أو احتياج!!؟..

هل الأمة الإسلامية (تعدادها يزيد عن مليار و700 مليون] في حالة فقر واحتياج .!!؟..

الإجابة بهدوء :"لا".

نعود لخليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز...

روى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاَّم في كتاب الأموال [636 - (625)] بإسناده عن سهيل بن أبي صالح، عن رجل من الأنصار، قال:

كتب عمر بن عبدالعزيز إلى عبدالحميد بن عبدالرحمن وهو بالعراق:

«أَخْرِجْ لِلنَّاسِ أُعْطِيَاتِهِمْ».
فَـ

كــَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُالْحَمِيدِ:

" إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ لِلنَّاسِ أُعْطِيَاتِهِمْ ، وَقَدْ بَقِيَ فِي بَيْتِ الْمَالِ مَالٌ"،
فَــ

كـَتَبَ (عمر) إِلَيْهِ: "أَنِ «انْظُرْ كُلَّ مَنِ ادَّانَ فِي غَيْرِ سَفَهٍ وَلَا سَرَفٍ فَاقْضِ عَنْهُ»،
فَــ

كَتَبَ (عبدالحميد) إِلَيْهِ:" إِنِّي قَدْ قَضَيْتُ عَنْهُمْ، وَبَقِيَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَالٌ "،
فَـ

كَتَبَ (عمر) إِلَيْهِ: أَنِ «انْظُرْ كُلَّ بِكْرٍ لَيْسَ لَهُ مَالٌ فَشَاءَ أَنْ تُزَوِّجَهُ فَزَوِّجْهُ وَأَصْدِقْ عَنْهُ» ،
فَـ

كَتَبَ (عبدالحميد) إِلَيْهِ:" إِنِّي قَدْ زَوَّجْتُ كُلَّ مَنْ وَجَدْتُ، وَقَدْ بَقِيَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَالٌ،
فَــ

كَتَبَ (خليفة المسلمين : عمر بن عبدالعزيز) إِلَيْهِ بَعْدَ مَخْرَجِ هَذَا:

أَنِ «انْظُرْ مَنْ كَانَتْ عَلَيْهِ جِزْيَةٌ [غير مسلم يعيش في حماية دولة الإسلام] فَضَعُفَ عَنْ أَرْضِهِ فَأَسْلِفْهُ مَا يَقْوَى بِهِ عَلَى عَمَلِ أَرْضِهِ، فَإِنَّا لَا نُرِيدُهُمُ لِعَامٍ وَلَا لِعَامَيْنِ».
[ورواه ابن زنجويه في الأموال أيضا من طريق أبي عبيد].

وعلى ما تحت يدي من مصادر لا أجد موضعا صحيحاً يمكن القول بأنه ذكر هذه المقولة وإن اشتهرت على ألسنة الناس.. لذا ذكرتها ثم توقفت عندها لعدم وجو مصدر تنسب إليه...

[د. محمد الرمادي]

*-*-*-

الخطوط العريضة

لـ

ـ﴿ خطبة جمعة :

٢٢ شوال ١٤٣٩ من العام الهـجري

الموافق ٦ يوليو من العام ٢٠١٨الميلادي﴾

* * * *

﴿[ العلم الآلهي... و.... التعليم الرباني ] ﴾

* * * *

[د. محمد الرمادي]

يتساءل البعض من حين إلى آخر؛ خاصةً إذا جدَّ بحث علمي جديد يأتينا من بلاد الغرب -بعد تنحي الكنيسة عن دورها؛ وغياب سلطانها عن الحياة العامة سواء الاجتماعي والتشريعي أو غياب تام في تدخلها في الحياة العلمية والكشوفات أو الحكم والرئاسة.. وإن تبقى لها تأثير روحي باهت على المؤمنين.. فـ

تخبرنا أبحاث الغرب بكشف أو بحث مضمونه يوافق حديث نبوي شريف أو يكشف عن معنى آية إعجازية فيظهر مراد الله تعالى بعد ما يزيد عن 1400 عام !!..

فـ

يتساءل البعض عن مدى صدق مقولة :" أن نبي الإسلام كان أمياً منذ طفولته إلى أن نزلت عليه الرسالة الخاتمة وإلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى!!؟..".
وكيف نوفق وبالتالي نفهم أن العلوم الحديثة ومنتجاتها من بحوث وأبحاث توافق ما ذكر في محكم التنزيل وما جاء على لسان خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين ... وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب طوال حياته!!..

أسئلة تدار بين عقول الشباب...!!
اسعى في محاولة مني لتوضيح هذا الأمر.. فالله تعالى المستعان ومنه العون وعليه التوكل ومنه التوفيق والهداية...

[د. محمد الرمادي]

: لماذا سمِّي سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- النبي الأمي؟"

-*-*-*-*-*-

لُقِّبَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -بالأميِّ؛ لأنه كان :

لا يقرأ و

لا يكتب، و

هذه صفة كان يتَّصف بها غالب العرب في ذلك الوقت؛

قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ ﴾

[الجمعة: 2]، و

في "الصحيحين" عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- يقول:

« إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ».

وهذه صفة ممدوحة في سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله سلم- و

ليست صفة نقص، بل هذا من

جملة معجزاته -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ إذ كان الخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها فإنه لا بد أن يزيد فيها أو ينقص عنها بالقليل والكثير، و

كان -صلى الله عليه وآله وسلم -مع كونه ما كان يكتب وما كان يقرأ- يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير، فكان ذلك من المعجزات، وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ﴾

[الأعلى: 6].

كما أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- لو كان يحسن الخط والقراءة لصار متهمًا في أنه ربما طالع كتب الأولين فحصَّل هذه العلوم من تلك المطالعة، فـ

لما أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات، وهذا هو المراد من قوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾

[العنكبوت: 48].

ولأن الأمية معجزةٌ في حق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ فلا يجوز شرعًا أن يُساق هذا الوصف في حقه -صلى الله عليه وآله وسلم - في مقام الانتقاص أو المقارنة بغيره، و

قد ألَّف الحافظ السيوطي في هذا المعنى رسالة ماتعة أسماها

" تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء".

[د. محمد الرمادي]

وأزيدُ الأمر وضوحاً فـ

" المحققون من العلماء وأهل السِّيَر على أن النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم -

كان وَ

بَقِيَ إلى أن لَحِقَ بالرفيق الأعلى أُمِّيًّا، و

أن ما ورد من ألفاظٍ في الآثار والأخبار أنه كتب فإنه بمعنى أنه أمر بكتابة ذلك؛

كما يقال مثلًا:

بنى الرئيس مدينةَ كذا: أي أمر ببنائها، لا أنه بناها بنفسه.
وقد كان له -صلى الله عليه وآله وسلم- كَتَبَةٌ كثيرون للقرآن الكريم وللعهود وللرسائل ولغير ذلك؛ فـ

يقول العلّامة أبو القاسم السهيلي صاحب "الروض الأنف" (ج:6/ ص: 486، ط. دار إحياء التراث العربي، بيروت): [أَنّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مَحَا اسمَهُ وهو رسول الله، وكتب: هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبدالله، لأنه قول حق كله، وظن بعض الناس أنه كتب بيده، وفي "البخاري" أنه كتب، وهو لا يُحسن الكتابة، فتوهم أن الله تعالى أطلق يده بالكتابة في تلك الساعة خاصةً، وقال: هي آيةٌ. فيقال له: كانت تكون آيةً لولا أنها مناقضةٌ لآيةٍ أخرى، وهو كونه أُمِّيًّا لا يكتب، وبكونه أُمِّيًّا في أمَّةٍ أمِّيَّةٍ قامت الحجةٌ وأُفحِمَ الجاحدُ وانحسمت الشُّبهةُ، فكيف يُطلق الله يَدَهُ لتكون آيةً؟ وإنّما الآيةُ أن لا يكتُب، والمعجزات يستحيل أن يَدفعَ بعضُها بعضًا، وإنما معنى كَتَبَ أي أمر أن يُكتَب. وكان الكاتب في ذلك اليومِ عليُّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، وقد كتب له عدةٌ من أصحابه؛ منهم عبدُالله بنُ الأرقم، وخالدُ بنُ سعيد، وأخوه أبانٌ، وزيدُ بنُ ثابت، وعبدُالله بنُ عبدِالله بنِ أُبَيٍّ ابنُ سلول، وأُبيُّ بن كعبٍ القارئ. و

قد كتب له أيضًا في بعض الأوقات أبو بكرٍ وعمر وعثمان -رضي الله تعالى عنهم-، وكتب له كثيرًا معاويةُ بنُ أبي سفيان بعد عام الفتح، وكتب له أيضًا الزبيرُ بنُ العوام ومُعَيْقِيبُ بنُ أبي فاطمة، والمغيرة بن شعبة، وشُرَحبيلُ ابنُ حسنة، وخالدُ بنُ الوليد، وعمرو بنُ العاص، وجهيمُ بن الصَّلْت، وعبدُالله بنُ رَوَاحَة، ومحمدُ بنُ مَسلَمَة، وعبدُالله بنُ سعد بن أبي سَرح، وحنظلةُ الأُسَيْدِي وهو حنظلة بن الربيع رضوان الله عليهم] . اهـ.
و

قال بعض الكاتبين: بعث نبيه أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، وقد عاش -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يقرأ ولا يكتب أربعين [40] عامًا قبل النبوة، وهذا لحكمةٍ أرادها الله حتى لا يأتي أحدٌ ويقول: إن هذا الرجل حصل على ما حصل عليه مما يقوله من قرآنٍ بمعرفته بأخبار الأمم السابقة، وقد أكّد القرآنُ على هذا كثيرًا؛ قال الله جلّ وعلا: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾

[العنكبوت: 48]،

وقال سبحانه: ﴿ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾

[الشورى: 52]، و

قال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾

[القصص: 86].
فالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حفظه اللهُ مِن أن يقرأ ويكتب قبل النبوة حتى لا يتسلط أحدٌ عليه، ولما كان الله تعالى قد حفظ نبيه من هذا جعل له كَتَبَةً، والشيء الذي لا يُحسِنه الإنسان يَكِلُه إلى غيره، وليس هذا بنقصٍ فيه، بل هذا من مقومات كمال الأمر.

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة

لـ

ـ ﴿ خطبة جمعة: ٢٩ شوال ١٤٣٩ من العام الهـجري ~ الموافق ١٣ يوليو من العام ٢٠١٨ الميلادي ﴾
* * * * ﴿ [ العلم الآلهي... و.... التعليم الرباني ] ﴾ * * * *