[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

-*

نحن نقف في وسط مربع متساوي الأضلاع..
ضلعه الأول التكليف السماوي الأول لأمة محمد بفرضية القراءة للكتاب المحفوظ في الصدور ؛ وهذا أولاً
و
للكتاب في الكون منشور لقول مَن رفع السموات بغير عمدٍ نراها :" بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

﴿ [ „ ١“] ﴾ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴿١﴾
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴿٣﴾
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴿٤﴾
عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ ". فريضة التعليم والقراءة والحساب.

ففي البقرة يقول تعالى وَ
﴿يُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾
﴿البقرة: ١٥١﴾.. و

قبلها في زمن نزول الآيات منجماً قوله تعالى
﴿عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾﴿٥﴾

يتمم هذا الضلع قوله تعالى :"
﴿ [ „ ١. ١. “] ﴾ منذ بداية الخليقة
:" وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
﴿البقرة: ٣١﴾

2.قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
﴿البقرة: ٣٣﴾.

﴿ [ „ ٢“] ﴾ الضلع الثاني:" وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
﴿النحل: ٧٨﴾ ". و
في هذه الآية يتساوى كل البشر الملحد والمؤمن والمسلم وغير المسلم.

﴿ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿«„ وَالَّذِي هُوَ ‟»﴾

﴿ [ „ ٣ “] ﴾ ﴿«„يُطْعِمُنِي وَ‟»﴾

﴿ [ „ ٤ “] ﴾ ﴿«„يَسْقِينِ وَإِذَا ‟»﴾

﴿ [ „ ٥ “] ﴾﴿«„مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ‟»﴾
﴿الشعراء:٨٠﴾.

وكأنها إشارة أن الكشف الدوري على صحة الإنسان ضروري شرعية .

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة


لــ


﴿ خطبة جمعة :


﴿ ١٠﴾ من شهر جماد آخر من العام الهـجري ١٤٤٠ ~ الموافق ﴿١٥﴾ فبرابر من العام ٢٠١٩ الميلادي ﴾


* * * *


﴿[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾


و


﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:


*** ﴿[ بناء العابد الساجد... ] ﴾


قبل


﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾


الجامع الجديد


﴿ [ „ ٢٠ “] ﴾ [ الخطبة العشرون ]


-*-*-*-*-*-*

[د. محمد الرمادي]

نشهد ان الذي قال : ﴿ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ﴾
[يونس:64]


﴿ أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ ﴾
[يونس:66]


﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُون ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾
[المنافقون: 8-9]


القائل هو الله الخالق الواجد المحيي الصانع المبدع الرازق


والذي نزل في حقه وناده ربه :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين ﴾


الذي نزل في حقه هذه الآيات الكريمات هو النبي المصطفى


وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾

﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾


﴿ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾


﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
[الْقَلَمِ: 1 - 4 ]



قَالَ الْعَوْفِيُّ ،

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ أَيْ ؛ وَإِنَّكَ لَعَلَى دِينٍ عَظِيمٍ ، وَهُوَ الْإِسْلَامُ.

[د. محمد الرمادي]

[ ١ . ] ننطلِق من هذا المسجِد إلى طيبة الطيِّبة الطاهرة النقية العفية الآبية ؛ والتي طيّب الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه ثراها- بمرقد خاتم الأنبياء وطوى تحت أطباقها الجسد الطاهر لـآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله الإبراهيمي (نسبة لجده الأعلى) الإسماعيلي (نسبة لجده الأكبر) العدناني (نسبة لجده الأوسط) القرشي المكي." وَ


فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ" عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. ".
... ثم المدني ، و

بالتَّحديد نعود إلى أكثر من ألف وأربعِمائة وأربعين [١٤٤٠] سنة؛ لنتأمَّل جميعًا هذا الموقف وهذا الحدث والحديث.

[د. محمد الرمادي]

[ ٢ . ]:" نحن مع المشهد الأول من حديث أنس بن مالك؛ الذي حاز على الدرجة العلمية العليا؛ والذي تخرج من الأكاديمية المحمدية والكلية المصطفوية والجامعة الأحمدية ؛ درجته العلمية: ﴿ خادم ﴾ ...
فما درجتك أنت العلمية أو ما درجتك أنت أمام نفسك أو أمام الناس !!؟..


عاد النَّبيُّ - ﷺ - إلى بيته، عاد حينما دنا من حجرته واقترب منها ، وما يظن إلاَّ أنَّه كان كالاًّ تعِبًا بعد يوم مثل كلّ أيَّامه يُقضى في دعوته وبلاغ رسالته،


﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾
﴿البقرة: ١١٩﴾


﴿ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾
﴿الإسراء: ١٠٥﴾


﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ ﴿ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾
﴿الأحزاب: -٤٥ -46﴾


﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ﴿سبإ: ٢٨﴾


جاء في صحيح البخاري:" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ


[ „ ١ “ ] المشهد الأول « قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»


في (سنن النسائي) : " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ « كُنَّا نَقْعُدُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا قَامَ قُمْنَا فَقَامَ يَوْمًا وَقُمْنَا مَعَهُ»


الروايات تكمل بعضها بعضاً.


[ „ ٢ “ ] المشهد الثاني من حديث أنس بن مالك « عَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ»


الْبُرُودُ جَمْعُ: بُرْدَةٌ „ كِسَاءٌ أَسْوَدُ مُرَبَّعٌ فِيهِ صُوَرٌ تَلْبَسُهُ الْأَعْرَابُ‟


[ „ ٣ “ المشهد الثالث من حديث أنس بن مالك « فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ »


في حديث أبي هريرة (عند النسائي:" حَتَّى لَمَّا بَلَغَ وَسَطَ الْمَسْجِدِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ ".


[ „ ٤ “ ] المشهد الرابع من حديث أنس بن مالك
« فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً »


رواية أبي هريرة في النسائي :" أَدْرَكَهُ رَجُلٌ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ مِنْ وَرَائِهِ ".
فــــــ
اختل توازن النبي


[ „ ٥ “ ] المشهد الخامس من حديث أنس بن مالك « حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»


[ „ ٦ “ ] المشهد السادس من حديث أنس بن مالك « قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ »


رواية ابي هريرة :" وَكَانَ رِدَاؤُهُ خَشِنًا فَحَمَّرَ رَقَبَتَهُ "
وَهَذَا مِنْ عَادَةِ جُفَاةِ الْأَعْرَابِ وَخُشُونَتِهِمْ، وَعَدَمِ تَهْذِيبِ أَخْلَاقِهِمْ.


[ „ ٧ “ ] المشهد السابع من حديث أنس بن مالك « فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »
ثُمَّ


[ „ ٨ “ ] المشهد الثامن من حديث أنس بن مالك « قَالَ يَا مُحَمَّدُ “ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ »


وفي رواية:"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:"يَا مُحَمَّدُ أَعْطِنِي، فَإِنَّكَ لَا تُعْطِي مِنْ مَالِكِ وَلَا مِنْ مَالِ أَبِيكَ".


[ „ ٩ “ ] المشهد التاسع من حديث أنس بن مالك ضَحِكَ : « فَضَحِكَ »


تَعَجُّبًا مِنْ فِعْلِهِ، أَوْ تَلَطُّفًا بِهِ، وَ


فِي أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ إِلَّا هَذَا الْخُلُقَ، لَكَفَى شَاهِدًا عَلَى النُّبُوَّةِ. ثُمَّ


[ „ ١٠ “ ] المشهد العاشر من حديث أنس بن مالك أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ ".
[ أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ.]


رواية قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : فَــ « جَذَبَهُ بِحُجْزَتِهِ فَخَدَشَهُ ».


قَالَ : فَهَمُّوا بِهِ .
فَقَالَ : " دَعُوهُ " . قَالَ : ثُمَّ أَعْطَاهُ . قَالَ : وَكَانَتْ يَمِينُهُ : " لَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ "


*.] كان من المتوقَّع أن يعتذِر الأعرابي عمَّا جرى ويتأسَّف عمَّا حدث، وأن يتلطَّف للنَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - طالبًا عفْوَه؛ ولكن هذا ليس الَّذي جرى، بل نادى الأعرابي النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قائلاً: يا مُحمَّد، يا مُحمَّد. ".


* . ] وسبحان الله! إنَّه نداء بجفاء!


والله يقول: ﴿ لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً ﴾
[النور: 63]،
وهذا الأعرابي يُناديه باسمه، بل طلَب الأعرابي أعْطِني من مال الله الذي عندك. ".


* . ] لكنَّنا بحاجة إلى أن نعيده ونكرّره حتَّى يفهم العالم خلُق هذا النبي الكريم، وخلق هذا الدين العظيم، ينبغي أن نُعيد هذا الحدَث ونكرِّره بصمت متأمّل، وفِكْرٍ مستغرق؛ حتَّى تشربه كلُّ خلايا الجسم والوجْدان.


إنَّها أفعال مثيرة مفاجئة جافَّة، تشعل نيران الغضَب في النفس وتُثير ردَّة فعل غاضبة؛ لكنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يتعامل مع المثيرات بقانون الفيزياء "لكل فعل ردَّة فعل، مساوية في القوَّة ومعاكسه له في الاتجاه"،
كلا،
ولكنَّه تعامل بقانون آخر، إنَّه قانون العظمة الأخلاقيَّة: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
[القلم: 4]


السنة المحمدية النبوية العملية تفسر لنا نصوص القرآن الكريم.


عند النسائي :
" الْقَوَدُ مِنْ الْجَبْذَةِ".


" قَالَ يَا مُحَمَّدُ احْمِلْ لِي عَلَى بَعِيرَيَّ هَذَيْنِ فَإِنَّكَ لَا تَحْمِلُ مِنْ مَالِكَ وَ
لَا مِنْ مَالِ أَبِيكَ
فَـــ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَا أَحْمِلُ لَكَ حَتَّى تُقِيدَنِي مِمَّا جَبَذْتَ بِرَقَبَتِي "....
فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ :" لَا وَاللَّهِ لَا أُقِيدُكَ "...
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا وَاللَّهِ لَا أُقِيدُكَ
فَلَمَّا سَمِعْنَا [ أي الصحابة في سجده]
قَوْلَ الْأَعْرَابِيِّ أَقْبَلْنَا إِلَيْهِ سِرَاعًا فَــ
الْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
" عَزَمْتُ عَلَى مَنْ سَمِعَ كَلَامِي أَنْ لَا يَبْرَحَ مَقَامَهُ حَتَّى آذَنَ لَهُ "....
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنْ الْقَوْمِ :
" يَا فُلَانُ احْمِلْ لَهُ عَلَى بَعِيرٍ شَعِيرًا وَعَلَى بَعِيرٍ تَمْرًا "....
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرِفُوا ". سنن النسائي.

:" وَأَغْلَظَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَثَبَ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا:
" يَا عَدُوَّ اللَّهِ تَقُولُ هَذَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ "..
فَقَالَ:
«عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَّا أَمْسَكْتُمْ» .
فَدَعَاهُ فَدَخَلَ بَيْتَهُ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ:
«أَرَضِيتَ؟»
قَالَ: لَا،
ثُمَّ أَعْطَاهُ أَيْضًا،
فَقَالَ: «أَرَضِيتَ؟»
قَالَ: لَا،
ثُمَّ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ،
فَقَالَ: «أَرَضِيتَ؟»
قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: فَاخْرُجْ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ قَدْ رَضِيتَ؛
فَإِنَّ فِي قُلُوبِهِمْ عَلَيْكَ شَيْئًا،
ثُمَّ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أَتَدْرُونَ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ؟،
مَثَلُ رَجُلٍ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، مَعَهُ زَادُهُ وَرَاحِلَتُهُ فَنَفَرَتْ رَاحِلَتُهُ فَاتَّبَعَهَا النَّاسُ، فَمَا زَادُوهَا إِلَّا نُفُورًا،
فَقَالَ: دَعُونِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَاقَتِي مِنْكُمْ، فَعَمَدَ إِلَى قُمَامِ الْأَرْضِ - يَعْنِي الْحَشِيشَ - فَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا: هُوِّي هُوِّي، حَتَّى رَجَعَتْ، فَأَنَاخَهَا فَحَمَلَ عَلَيْهَا زَادَهُ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى مَتْنِهَا، فَلَوْ تَرَكْتُكُمْ حِينَ قَالَ مَا قَالَ فَقَتَلْتُمُوهُ، دَخَلَ النَّارَ فَمَا زِلْتُ حَتَّى فَعَلْتُ مَا فَعَلْتُ وَقَالَ مَا قَالَ " .....
يكفي هذا من خلقه صلى الله عليه وآله وسلم أنه رسول الله خاتم أنبياءه ......

[د. محمد الرمادي]

نستحضر المشاهد النورانية النبوية المحمدية المصطفوية
و
نقارن بيننا وبين حضرته البهيّة السامية العلية لقوله تعالى
﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾
﴿ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ ﴾
﴿ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا ﴾
﴿الأحزاب: ٢١﴾.

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿ ١٧ ﴾ من شهر جماد آخر من العام الهـجري ١٤٤٠ ~ الموافق ﴿ ٢٢ ﴾ فبرابر من العام ٢٠١٩ الميلادي ﴾

* * * *

﴿[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾

و

﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:

*** ﴿[ بناء العابد الساجد... ] ﴾

قبل

﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾

الجامع الجديد

﴿ [ „ ٢٠ “] ﴾ [ الخطبة العشرون ]

-*-*-*-*-*-*

[د. محمد الرمادي]

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ

ونشهد أن الذي قال ﴿ شَهِدَ اللّهُ ﴾ ﴿ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ ﴿ وَالْمَلاَئِكَةُ ﴾ ﴿ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ ﴾ ﴿ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ ﴾ ﴿ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾
[آل عمران:18]
﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ﴾
[آل عمران:19]

هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا تصح ن تكون له صاحبة ولا يجوز أن يكون له ولد...
إله الأولين ورب الآخرين ومالك يوم الدين

و
نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى : ﴿ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا ﴾ ﴿ إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ ﴾ ﴿ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾ ﴿ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ﴾ ﴿ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ ﴿ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون﴾[الأعراف:188]

ونشهد أنه النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبيب المرتضى المجتبى خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتتم المبتعثين..
أَمَّا بَعْدُ:

[د. محمد الرمادي]

فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ سُبْحَانَهُ:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ

[١] اعْبُدُوا رَبَّكُمُ

[٢] الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ
(٣) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

وقفتُ مع حضراتكم عند سؤال"
هل نحن نعلم صدقاً وحقاً وعدلاً الإله الذي نعبده!!؟..




أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيدُ الْخَيْرَ لِعِبَادِهِ، وَيَرْضَى لَهُمْ مَا يَنْفَعُهُمْ فِي مَعَاشِهِمْ وَمَعَادِهِمْ، لِذَلِكَ شَرَعَ لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا فِيهِ سَعَادَتُهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَفَوْزُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَدَلَّهُمْ عَلَى طَرِيقِ عِبَادَتِهِ، وَبَيَّنَ لَهُمْ سَبِيلَ طَاعَتِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:
﴿ يُرِيدُ اللَّهُ

(١) لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ وَ

(٢) ﴿ يَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ

(٣) ﴿ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.

أَيْ: يُرِيدُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُوَضِّحَ لَكُمْ أُمُورَ دِينِكُمْ، وَمَصَالِحَ دُنْيَاكُمْ.
كَمَا بَيَّنَ ذَلِكَ لِلْأُمَمِ السَّابِقَةِ.

فَمَا الَّذِي أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ؟

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
لَقَدْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ أَنْ

(١) يَهْتَدُوا إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَ

السَّبِيلِ الْقَوِيمِ، فَــ

بَعَثَ إِلَيْهِمْ رُسُلَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، قَالَ تَبَارَكَ اسْمُهُ لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ:

﴿وَمَا
(١) ﴿ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا

(٢) لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ

(٣) هُدًى وَ

(٤) رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.وَ

أَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ، قَالَ سُبْحَانَهُ:
﴿ وَكَذَلِكَ
(١) أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَ

(٢) أَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ﴾. وَ

مَنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ الْهِدَايَةَ؛ شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِيمَانِ بِهِ، وَوَفَّقَهُ لِلْعَمَلِ بِشَرْعِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:
﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾.

واللَّهُ سُبْحَانَهُ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَتَفَقَّهَ فِي دِينِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ».

وَحَثَّنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى طَلَبِ كُلِّ عِلْمٍ نَافِعٍ، وَالاِجْتِهَادِ فِي تَحْصِيلِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
« إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ».
وَ
بِذَلِكَ نَعْلَمُ حُقُوقَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا، وَوَاجِبَاتِنَا تُجَاهَ خَلْقِهِ؛ فَنُؤَدِّيهَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يُرِيدُهُ سُبْحَانَهُ؛ لِنَفُوزَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَاللَّهُ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَكُونَ شَرْعُهُ سَمْحًا
سَهْلًا،
لَا حَرَجَ فِيهِ
وَ
لَا تَضْيِيقَ ،
وَ
لَا تَعْسِيرَ وَ
لَا تَشْدِيدَ،
قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ
[١] الْيُسْر َ﴾
وَ

[٢] لَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر َ﴾.

أَيْ يُرِيدُ أَنْ يُسَهِّلَ عَلَيْكُمْ أَحْكَامَ شَرْعِهِ الْحَنِيفِ. وَ
لَا يُرِيدُ عَزَّ وَجَلَّ الشِّدَّةَ بِكُمْ، وَالْمَشَقَّةَ عَلَيْكُمْ؛

قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ﴾.
فَــ

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُكَلِّفُ النَّاسَ إِلَّا مَا يُطِيقُونَ.

قَالَ سُبْحَانَهُ:
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾.
وَ

إِنَّ أَحَبَّ الدِّينِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَيْسَرُهُ عَلَى عِبَادِهِ.

قَالَ النَّبِيُّ المصطفى المرتضى المجتبى المحتبى صلى الله عليه وآله وسلم : « إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ ».
فَــ
فِي التَّيْسِيرِ فِي الدِّينِ؛ تَخْفِيفٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ،

قَالَ تَعَالَى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾.

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة


لــ


﴿ خطبة جمعة :


﴿ ٢٤ ﴾ من شهر جماد آخر من العام الهـجري ١٤٤٠ ~ الموافق ﴿ ١ ﴾ مارس من العام ٢٠١٩ الميلادي ﴾


* * * *


﴿[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾


و


﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:


*** ﴿[ بناء العابد الساجد... ] ﴾


قبل


﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾


الجامع الجديد


﴿ [ „ ٢٢ “ ] ﴾ [ الخطبة الثانية والعشرون ]
-*-*-*-*-*-*


نشهد أن الذي قال - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾طَهَ : 14 ] ".

القائل هو الله الخالق الرازق المحيي الذي بيده الخير وهو على كل شئ قدير

-*-*-*-

ونشهد بأن الذي نزل في حقه قوله تعالى :

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا﴾ [الكهف:1]

﴿ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴾ [الكهف:2]

﴿ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴾ [الكهف:3]

﴿ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ [الكهف:4]

﴿ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا ﴾ [الكهف:5]
﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف:6]


الذي نزل في حقه تلك الآيات الكريمات هو ذاك النبي المصطفى والحبيب المجتبى والجليل المحتبى والخليل المرتضى - صلى الله عليه وآله وسلم -.

أما بعد !