[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ –

﴿„الصَّوْمُ لِي”﴾.وَلِلصَّائِمِ

﴿„١٠”﴾ ﴿„فَرْحَتَانِ”﴾.

﴿„١٠. ١ .”﴾ 《فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ》

﴿„١٠ . ٢ .”﴾ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ

﴿„١١”﴾ 《وَلَخُلُوفُ》:[رائحة الفم]" فِيهِ "《 أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ》. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الْأَعْمَشِ"

[د. محمد الرمادي]

لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي

﴿„ ٠١‟﴾:" مَسْجِدٍ

وَ

﴿„ ٠٢‟﴾:"بِصَوْمٍ ".

(*) لكن المسألة تحتاج إلى تفصيل :

نبدء أولاً بعرض الدليل الشرعي :

﴿„ ٠١‟﴾:" عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

﴿„ ٠١* ١ .‟﴾:" اعْتَكَفَ

﴿„٠أ .‟﴾:" الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ،

ثُمَّ اعْتَكَفَ

﴿„٠ب.‟﴾:" الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي

:" يأتي هنا تفصيل من الراوي ؛ و
هنا تجد الدقة العلمية في عرض الصورة النبوية المحمدية:

:" فيقول الراوي : فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ ،

:" ثم يزيد الرواي شيئا فيقول :
عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ ،
نعم حصير ... الرسول عليه السلام كان متواضعاً ... انظر لحال بعضنا اليوم كيف وعلى أي شيء يصلي ...

قَالَ: فَـ

:" فيكمل الراوي القول : أَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ،

ثُمَّ

﴿„ ٠١*‟﴾:" وهذا المشهد الأول من الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه والنسائي:

﴿„٠٢*‟﴾:" المشهد الثاني ؛ يقول الروي : أَطْلَعَ رَأْسَهُ" هذا أولاً:

فَكَلَّمَ النَّاسَ ،

﴿„ 2 .‟﴾:" هذا ثانياً:

فَدَنَوْا مِنْهُ ،﴿„٠ 3 .‟﴾:" هذا ثالثا في المشهد الثاني

فَقَالَ: ﴿„:" الحديث للنبي : إِنِّي

:" اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ

﴿„أَلْتَمِسُ‟﴾ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ،

:" ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ ،

ثُمَّ

:" هنا يتدخل الوحي فيقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أُتِيتُ

:" قف هنا... إثبات أن المسائل التعبدية كلها بما فيها النوافل توقيفية من الله تعالى في سماه وتقدست اسماه

" فَقِيلَ لِي

:" مَن القائل له !؟؟.

أملكٌ مرسل !!؟.. أم
خطاب مباشر من عند الله تعالى :

" فَقِيلَ لِي "
:" إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ

:" فهنا أنتهى القول من الوحي العلوي ؛ ثم تتدخل السُنَّة القولية أو العملية فقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم

:" فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ

:" فهذا على الترغيب ... الاستحباب النوافل أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ ،

:" آيش كان رد فعل الناس الذين سمعوا من فم النبي هذا القول :" فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ

تنفيذ لآمر النبي وإن كان نافلة أو مندوب أو مستحب لأمر النبي بما يسمى ويطلق عليه من سنته !!!
:" ثم تأتي إضافة نبوية إخبارية ووحي من عند الله تعالى ذكره:

قَالَ: وَإِنِّي ﴿„أُرِيتُهَا‟﴾ لَيْلَةَ وِتْرٍ ،

وهنا نضيف أنه وحي بدليل قول الحق تبارك و تعالى ﴿„٠والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى”﴾

:" ثم يصف النبي هذا الليلة التي أوريها

:" وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ .

:" ينتهي هنا الإخبار من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

:" ثم يقول الراوي : فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَ

قَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ
-الراوي هنا المتكلم- :" الطِّينَ وَالْمَاءَ ،

فَخَرَجَ : - عاد الحديث عن النبي مرة ثانية .-:" حِينَ

:" ثم يأتي الوصف:

:" فــ : فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَ

:" جَبِينُهُ وَ

:" رَوْثَةُ [طرف] أَنْفِهِ

:" فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ ،
:" ثم يقول الراوي أبو سعيد الخدري:" وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ .

[التخريج :

1 . ] رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَ

2 . ] النَّسَائِيُّ]".

[د. محمد الرمادي]

خطبة جمعة 26 رمضان

ـــــــ الهداية الربانية.. والسنن البهية.. والإعمال النبوية.. والتربية المحمدية...

مثال:

《„ الصَّيام ” 》 في الأيام الرمضانية وقيام لياليه والهدي والسنن خلال العام ـــــــ

خطبة جمعة ٢٦ رَمَضَانَ ١٤٤٠ هـــ ~ ٣١ مايو 2019م

الخطيب والإمام

د. محمد الرمادي(*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

نطق القرآن الكريم يقول.. وأثبت الذكر الحكيم فقال: " أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ".

﴿ „ ٠١‟﴾ {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم}
[البقرة:129]

﴿ „ ٠٢‟﴾ {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون}
[البقرة:151]

﴿ „ ٠٣‟﴾ {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين}
[آل عمران:164]

﴿ „٠٤ ‟﴾ {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}
[الجمعة:2]

[د. محمد الرمادي]

قَوْلُهُ تَعَالَى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) [14] (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )

سُورَةُ الْأَعْلَى ؛ هي مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ .

وَقَالَ الضَّحَّاكُ: مَدَنِيَّةٌ . وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ آيَةً

فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :

1 . ] القول الأول :

عند القرطبي :" فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :

﴿ „ ٠١ ‟﴾:" الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى : " قَدْ أَفْلَحَ "... أَيْ قَدْ صَادَفَ الْبَقَاءَ فِي الْجَنَّةِ أَيْ مَنْ تَطَهَّرَ مِنَ الشِّرْكِ بِإِيمَانٍ
[ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ وَعِكْرِمَةُ]

التأويل ... يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : قَدْ نَجَحَ وَأَدْرَكَ طَلِبَتَهُ

1. 1. ]:"مَنْ تَطَهَّرَ مِنَ الْكُفْرِ وَ

1. 2. ]:"مَعَاصِي اللَّهِ ، وَ

1. 3. ]:" عَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ ، فَــ

1. 4. ]:" أَدَّى فَرَائِضَهُ . [الطبري]

ابن كثير الدمشقي :" أَيْ : طَهَّرَ نَفْسَهُ مِنَ الْأَخْلَاقِ الرَّذِيلَةِ ، وَتَابَعَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ".

2 . ]:" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى )يَقُولُ : مَنْ تَزَكَّى مِنَ الشِّرْكِ

رَوَى قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى أَيْ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَخَلَعَ الْأَنْدَادَ ، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ "

القرطبي:" رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ قَالَ : نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُنَافِقٌ كَانَتْ لَهُ نَخْلَةٌ بِالْمَدِينَةِ ، مَائِلَةٌ فِي دَارِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ ، إِذَا هَبَّتِ الرِّيَاحُ أَسْقَطَتِ الْبُسْرَ وَالرُّطَبَ إِلَى دَارِ الْأَنْصَارِيِّ ، فَيَأْكُلُ هُوَ وَعِيَالُهُ ، فَخَاصَمَهُ الْمُنَافِقُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَ إِلَى الْمُنَافِقِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ نِفَاقَهُ ، فَقَالَ : " إِنَّ أَخَاكَ الْأَنْصَارِيَّ ذَكَرَ أَنَّ بُسْرَكَ وَرُطَبَكَ يَقَعُ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَيَأْكُلُ هُوَ وَعِيَالُهُ ، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُعْطِيَكَ نَخْلَةً فِي الْجَنَّةِ بَدَلَهَا " ؟ فَقَالَ : أَبِيعُ عَاجِلًا بِآجِلٍ لَا أَفْعَلُ . فَذَكَرُوا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَعْطَاهُ حَائِطًا مِنْ نَخْلٍ بَدَلَ نَخْلَتِهِ فَفِيهِ نَزَلَتْ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى". وَنَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ". وَ

ذَكَرَ الضَّحَّاكُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .

3 . ] عَنِ الْحَسَنِ وَالرَّبِيعُ قَالَا : مَنْ كَانَ عَمَلُهُ زَاكِيً نَامِيًا.

4 . ] عَنْ قَتَادَةَقَالَ : تَزَكَّى قَالَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ؛ يَعْمَلُ وَرِعًا .

5. ] عَنْ عِكْرِمَةَ : مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ..

هذا القول الأول.

2. ] القول الثاني :
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ.

2. 1. ] عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قَالَ : مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَرْضَخَ فَلْيَفْعَلْ ، ثُمَّ لِيَقُمْ فَلْيُصَلِّ .

2. 2. 1. ] عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، قَالَ : إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ سَائِلٌ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ ، فَلْيُقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ صِلَاتِهِ زَكَاتَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ صِلَاتِهِ زَكَاةً فَلْيَفْعَلْ.

2 . 2. 2. ] عَنْ قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى )تَزَكَّى رَجُلٌ مِنْ مَالِهِ ، وَأَرْضَى خَالِقَهُ.

القول الثالث:

3. ] وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ زَكَاةَ الْفِطْرِ .

القرطبي:" رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَابْنِ عُمَرَ:" أَنَّ ذَلِكَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ ، وَصَلَاةِ الْعِيدِ .

قَالَ؛ ابن كثير : وَكَذَلِكَ رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ النَّاسَ بِإِخْرَاجِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ ، وَيَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )

عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ: نَزَلَتْ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ.

عَنْ أَبِي خَلْدَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ ، فَــ

قَالَ لِي : إِذَا غَدَوْتَ غَدًا إِلَى الْعِيدِ فَمُرَّ بِي ،

قَالَ : فَمَرَرْتُ بِهِ ، فَــ

قَالَ : هَلْ طَعِمْتَ شَيْئًا ؟

قُلْتُ : نَعَمْ ،

قَالَ : أَفَضْتَ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ الْمَاءِ ؟

قُلْتُ : نَعَمْ ،

قَالَ : فَأَخْبِرْنِي مَا فَعَلْتَ بِزَكَاتِكَ ؟

قُلْتُ : قَدْ وَجَّهْتُهَا ،

قَالَ : إِنَّمَا أَرَدْتُكَ لِهَذَا ، ثُمَّ قَرَأَ : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) وَ

قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَا يَرَوْنَ صَدَقَةً أَفْضَلَ مِنْهَا وَمِنْ سِقَايَةِ الْمَاءِ .

القرطبي:" رَوَى كَثِيرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى قَالَ : ( أَخْرَجَ زَكَاةَ الْفِطْرِ)، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى قَالَ : ( صَلَاةُ الْعِيدِ ) . وَ

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فِي طَرِيقِ الْمُصَلَّى فَصَلَّى صَلَاةَ الْعِيدِ .

وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْآيَةِ زَكَاةُ الْأَمْوَالِ كُلُّهَا قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ وَعَطَاءٌ وَ

رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى لِلْفِطْرِ ؟

قَالَ : هِيَ لِلصَّدَقَاتِ كُلِّهَا. وَ

قِيلَ : هِيَ زَكَاةُ الْأَعْمَالِ ، لَا زَكَاةُ الْأَمْوَالِ ، أَيْ تَطَهَّرَ فِي أَعْمَالِهِ مِنَ الرِّيَاءِ وَالتَّقْصِيرِ ؛ لِأَنَّ الْأَكْثَرَ أَنْ يُقَالَ فِي الْمَالِ : زَكَّى ، لَا تَزَكَّى .

4.] :" صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ . وَ

قَالَ آخَرُونَ : عُنِيَ بِهِ : صَلَاةُ الْعِيدِ يَوْمَ الْفِطْرِ .

*.]:" وَالصَّوَابُ [عند الطبري] مِنَ الْقَوْلِ أَنْ يُقَالَ : عُنِيَ بِقَوْلِهِ : ( فَصَلَّى ) : الصَّلَوَاتِ ، وَذِكْرُ اللَّهِ فِيهَا بِالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ وَالدُّعَاءِ .

[د. محمد الرمادي]

خطبة عيد الفطر السعيد لعام ١٤٤٠ الهجري ~ الثلاثاء : ١ من شوال = ٤ يونيو ٢٠١٩ من الميلاد العيساوي المعجز

[د. محمد الرمادي]

ـــــــــفَضَائِلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَىٰ سَائِرِ الْأُمَمِ ـــــــ ".

﴿„١”﴾ وَ صَلَاةُ الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاءُ وَالْكُسُوفَانِ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الْأُمَّةِ [قَالَهُ شَيْخُنَا الْجَلَالُ السُّيُوطِيّ]

ثم أنزل الله -تعالى ذكره- فينا قرآنا يتلى إلى يوم القيامة :"

﴿„٢”﴾ :" ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾

واخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ هذا ".

القول لأول:"

﴿„١”﴾:" ضيق عِكْرِمَةُ: متسعاً فـ قَالَ :نَزَلَتْ فِي

﴿[ ١. ]﴾ : ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَ

﴿[ ٢. ]﴾ : سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ،

﴿[ ٣. ]﴾ : وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ،

﴿[ ٤. ]﴾ : وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ".

ماذا حدث!!؟؟..
وَذَلِكَ أَنَّ

﴿[ ١. ]﴾ : مَالِكَ بْنَ الصَّيْفِ وَ

﴿[ ٢. ]﴾ : وَهْبَ بْنَ يَهُودَا الْيَهُودِيَّيْنِ قَالَا لَهُمْ :
„ نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ ”
„ وَدِينُنَا خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ” ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ".
هذا من حيث أسباب النزول؛ أما حيث التأويل "

"الْخِطَابُ فِي قَوْلِهِ ﴿ كُنْتُمْ ﴾ إِمَّا

﴿„٠١‟﴾ لِأَصْحَابِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ

﴿[ ١. ]﴾ : عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ،

﴿[ ٢. ]﴾ : وَابْنِ عَبَّاسٍ

قَالَ عُمَرُ: „ هَذِهِ تَكُونُ لِأَوَّلِنَا وَلَا تَكُونُ لِآخِرِنَا ‟. وكأن لها دليل يعتمد عليها :

*.] :" عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " خَيْرُكُمْ قَرْنِي ..
ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
ثُمَّ

الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" . قَالَ عِمْرَانُ : لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَرْنِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَ
قَالَ : إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا :
يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ ... وَ
يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ ...
وَيُنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ ...
وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ ".



يؤكد ما ذهب إلى الفاروق عمر قولعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ فِي ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾، :".هُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ مِنْ مَكَّةَ. " هَاجَرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ خَاصَّةً ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَشَهِدُوا بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ.

نكمل :
" عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : " ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً ، يَعْنِي وَكَانُوا هُمُ الرُّوَاةُ الدُّعَاةُ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِطَاعَتِهِمْ ".

3. ] الثالثة لعمر بن الخطاب:" عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ فِي حِجَّةٍ حَجَّهَا وَرَأَى مِنَ النَّاسِ رِعَةً [خُلقاً] سَيِّئَةً ، فَقَرَأَ هَذِهِ ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ ، الْآيَةَ . ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ تِلْكَ الْأُمَّةِ ، فَلْيُؤَدِّ شَرْطَ اللَّهِ مِنْهَا. :"
ونقف هنا عند شرط الآية !!

2 . ] أما الرأي الثاني:

2 . 1. ] :" قَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ ، إِذَا كُنْتُمْ بِهَذِهِ الشُّرُوطِ الَّتِي وَصَفَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهَا . فَكَانَ تَأْوِيلُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ :
*. ] تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
*. ] وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
*. ] وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ، أُخْرِجُوا لِلنَّاسِ فِي زَمَانِكُمْ".
والآية كما ترى فيها تقديم وتأخير كي ينسجم المعنى ....
فــــ
الأصل أن تكون هكذا
1. ] :"وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ".
فيترتب على الإيمان بالله خالقا رازقا أمرا ناهيا

2. ] :"تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ".

3. ] :"وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ".

:" الشُّرُوطِ ".

:"حَصَلَتْ لَكُمْ هَذِهِ الْأَخْيَرِيَّةُ بِحُصُولِ أَسْبَابِهَا وَوَسَائِلِهَا ، وَلِأَنَّهُمُ اتَّصَفُوا بِــ
1. ] الْإِيمَانِ ، وَ
2. ] الدَّعْوَةِ لِلْإِسْلَامِ ، وَ
3. ] إِقَامَتِهِ عَلَى وَجْهِهِ".

" عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾، يَقُولُ : عَلَى هَذَا الشَّرْطِ : أَنْ ﴿[ ١. ]﴾ : تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَ

﴿[ ٢. ]﴾ : تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ

﴿[ ٣. ]﴾ : تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ يَقُولُ : لِمَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِ.

:" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ :، قَالَ : كُنْتُمْ خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ ، ".

" وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ :

يَا رَسُولَ اللَّهِ ، "﴿„٠١‟﴾:" أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ، وَ

"﴿„٠٢‟﴾:" أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ فَــ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"﴿„أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ‟﴾، وَ

هذا الجزء الأول :".

:"وهذا لا يَقتصِرُ على النَّفعِ المادِّيِّ فَقَطْ، ولكنَّه يمتَدُّ ليشمَلَ
النَّفعَ بالعِلمِ، و
النَّفعَ بالرَّأْيِ، و
النَّفعَ بالنَّصيحَةِ، و
النَّفعَ بالمَشورةِ، و
النَّفعَ بالجاهِ، و
النَّفعَ بالسُّلطانِ، ونحوَ ذلك، فكُلُّ هذه من صُوَرِ النَّفعِ التي تجعَلُ صاحِبَها يشرُفُ بحُبِّ اللهِ له" .

أما الثاني :"
﴿„٠٢‟﴾:" أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ "
﴿„٠١‟﴾:" سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ،:" أنَّ أحَبَّ الأعمالِ: هي السَّعادَةُ التي تُدخِلُها على قَلبِ المُسلِمِ، وهذا يَختلِفُ باختِلافِ الأحوالِ والأفرادِ، فقد يتحقَّقُ السُّرورُ في قلْبِ المُسلِمِ بسُؤالِ أخيه عنه، وقد يتحقَّقُ بزيارةِ أخيه له، وقد يتحقَّقُ بهدِيَّةِ أخيه له، وقد يتحقَّقُ بأيِّ شَيءٍ سِوى ذلك، الأصْلُ أنْ تُدخِلَ السُّرورَ عليه بأيِّ طريقةٍ استطَعْتَ".

أَوْ ".

"﴿„٠٢‟﴾:" تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ

"﴿„٠٣‟﴾:" تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ

"﴿„٠٤‟﴾:" تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَ

"﴿„٠٥‟﴾:" لَأَنْ أَمْشِيَ [الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم] مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ ، وَمَنْ

"﴿„٠٦‟﴾:" كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَ

"﴿„٠٧‟﴾:" مَنْ كَظَمَ غَضَبَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ ، مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَخَاءً [أَمْنًا] يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى تَتَهَيَّأَ [أَثْبَتَهَا] لَهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ«„‟» :".
[رَوَاهُ

الطَّبَرَانِيُّ فِي الثَّلَاثَةِ ، وَفِيهِ سُكَيْنُ بْنُ سِرَاجٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ]. ." [ و

"﴿„٠٩‟﴾:" إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ]".

" مَعْنَى تَفْضِيلِهِمْ بِالْأَمْرِ بِــ ﴿„الْمَعْرُوفِ مَعَ كَوْنِهِ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ‟﴾:" لَا تَقُومُ بِهِ جَمِيعُ أَفْرَادِ الْأُمَّةِ".

:"مِنَ الْحَيْرَةِ الْتِجَاءُ جَمْعٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى جَعْلِ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمُخَاطَبِينَ بِكَوْنِهِمْ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ خَيْرَ أُمَّةٍ ".

:" قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ مَا قَالَ الْحَسَنُ ، وَذَلِكَ أَنَّ :

عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَلَا إِنَّكُمْ وَفَّيْتُمُ :" قَالَ : أَنْتُمْ تُتِمُّونَ " سَبْعِينَ أُمَّةً ، أَنْتُمْ آخِرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ ".
[ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ]

استمع إلى الدقة في النقل الحديث النبوي :" عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ ".مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ ".: "نَحْنُ ". نُكْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".. سَبْعِينَ أُمَّةً نَحْنُ آخِرُهَا وَخَيْرُهَا".

:" وَقَالَ الْآخَرُونَ : هُمْ جَمِيعُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ".

:" عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«„مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ‟» ".

:" تفصيل مع الشرح :

*.] :" وَأَمَّا قَوْلُهُ :
" «„تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ‟»، فَإِنَّهُ يَعْنِي : تَأْمُرُونَ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، يَقُولُ : تَأْمُرُونَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ : أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، وَتُقَاتِلُونَهُمْ عَلَيْهِ ، وَ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " ، هُوَ أَعْظَمُ الْمَعْرُوفِ " ؛ "وَالْعَمَلِ بِشَرَائِعِهِ ".

*.] «„وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ‟»،
يَعْنِي : وَتَنْهَوْنَ عَنِ الشِّرْكِ بِاللَّهِ . وَتَكْذِيبِ رَسُولِهِ ، وَعَنِ الْعَمَلِ بِمَا نَهَى عَنْهُ " ". وَتَنْهَوْنَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَالْمُنْكَرُ هُوَ التَّكْذِيبُ ، وَهُوَ أَنْكَرُ الْمُنْكَرِ ".

*.] :" قَوْلُهُ : " «„وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ‟»" ، يَعْنِي : تُصَدِّقُونَ بِاللَّهِ ، فَتُخْلِصُونَ لَهُ التَّوْحِيدَ وَالْعِبَادَةَ ".

مع اعتبار الآخر الذي لايؤمن بالله لقوله «„لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين‟».[الكافرون:6] اعتبر ما عند الآخر أنه دين سواء دين بتحريف أو دين بتعديل أو دين تغيير أو بقايا دين سماوي أو دين وضعي اعتبره فلسفة.



ثم تأتي بشرى :" عَبْدِاللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ".

:"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

يَتَنَزَّلُ هَذَا مَنْزِلَةَ التَّعْلِيلِ لِأَمْرِهِمْ بِالدَّعْوَةِ إِلَى الْخَيْرِ وَمَا بَعْدَهُ".

:" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ"«„ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ رَجُلٍ وَلَهُ ".«„ قَرَابَةٌ مُحْتَاجُونَ إلَى صِلَتِهِ ‟» وَيَصْرِفُهَا إلَى غَيْرِهِمْ وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْظُرُ إلَيْهِ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }

(*) طُهرة للصائم من اللغو والرفث

طعمة للمساكين

﴿ الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ
«„ صَدَقَةٌ ‟». ،
وَ
«„ صِلَةٌ ‟».

[د. محمد الرمادي]

ماذا بعد شهر رمضان!

خطبة جمعة:

٤ شوال لعام ١٤٤٠ هــ ~ ٧ يونيو ٢٠١٩ م

عنوان الخطبة :

!!! ... ثم ... ماذا بعد شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن .. شهر رمضان ... !!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخطيب والإمام

د. محمد الرمادي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

الخطبة الأولى بعد رمضان !


1.] :" يضع الله تعالى مقياسا جديدا؛ ابهر الجميع ".
المقياس الأول :" خلوف ".
وهو رائحة الفم الخارجة من أمعاء خالية -تقريبا- من بقايا طعام أو قليل ماء (!!!)
وهو مقياس جديد يضعه الله تعالى لمن صام له سبحانه وتعالى
وهو ليس بمقياس بشري !
أما الثاني :
2.] :" المقياس الثاني :" لعكم تتقون "...
والتقوى هنا هي محصلة الصيام في المدرسة المحمدية ... وليس علة للصيام "
وهذه تخص المسلم أو المؤمن أو المحسن !
3. ] المقياس الثالث :" كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ".
وهذه تخصنا نحن مع غيرنا من غير المسلمين !
أي تعاملنا مع غيرنا إثناء الصيام سواء في نهار أو ليل... مع القدرة العملية في إظهار أثار الصيام على المسلم ... كما وضحتُ في الخطب السابقة
لا لغو
لا عمل به
لا كذب
لا رفث
لا مخاصمة
لا مشاتمة
لا مقاتلة...
سلوك عملي في اليوم والليلة لأننا صيام في شهر قمري كامل يؤثر على أخلاقنا... أما إذا ذهبنا بعد الصلوات لرؤية مسلسلات تلفزيونية تتعدى 25 مسلسل في شهر واحد في العام خاصة في شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن .. فكيف سيتغير السلوك أو تتغير الأخلاق!!!!.
لا معاركة

[د. محمد الرمادي]

هذا صيام رمضان .. وهو من حيث الفرض؛ ولكن....

جاء
:"مِنْ حَدِيثِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
﴿ „أَلَا إنِّي أُوتِيت الْقُرْآنَ وَ مِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : " عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ‟﴾...
وكأنه تلميح نبوي في ظهر الغيب بمن يطلق عليهم :"القراءنيون"..بمعنى إلغاء السنة والأخذ بما جاء في الكتاب... فقط!!!

وَفِي لَفْظٍ ﴿ „يُوشِكُ أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيُحَدِّثُ بِحَدِيثِي فَيَقُولُ :" بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلَالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَاهُ فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ ، وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ‟﴾
[قَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : إسْنَادُهُ صَحِيحٌ.]

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ﴿ „ إنِّي قَدْ خَلَّفْت فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّتِي ، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ‟﴾
فَلَا يَجُوزُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ مَا جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا وَيَرُدُّ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ.

﴿ „١ ‟﴾: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَتْ : ﴿ „كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ " .
قَالَتْ : " وَمَا صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ ".

نفس المعنى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ ، وَمَا صَامَ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ ".

يكمل المعنى من عند أم المؤمنين عائشة وابن عباس فـ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : " كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ ، وَيُفْطِرُ مِنْهُ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا .
يضيف أنس بن مالك أمراً :
وَ
﴿ „كُنْتَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْتَهُ مُصَلِّيًا ، وَلا نَائِمًا إِلا رَأَيْتَهُ نَائِمًا‟﴾.

هذا على مدار العام نأتي إلى تخصيص أيام أو شهور بعينها من سنته :
" عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : ﴿ „مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ‟﴾.

تؤكد أم المؤمنين عائشة ما قالته أم سلمة :" عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ لِلَّهِ فِي شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا ، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ".
وهنا يظهر لنا :
أن رواة الحديث :
*.] زوجة للنبي: عائشة
*.] الزوجة الثانية : أم سلمة
*.] خادم النبي : أنس
وهنا يتضح لنا لما عدد النبي زوجاته بعد هجرته إلى المدينة من باب التشريع والمنهاج ليقولوا لنا كيف كانت حياته في بيته أو ما يسمى بالحياة الاجتماعية للنبي .....

عن صيام شيئا من الشهر :
" عَنْ عَبْدِاللَّهِ ، قَالَ ﴿ „كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، وَقَلَّمَا كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ‟﴾

عن صيام شيئا من الأيام :" عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : ﴿ „كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ‟﴾

ثم يأتي توضيح مسألة الاثنين والخميس:
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ﴿ „ تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ‟﴾

تأتي إضافة من أم المؤمنين عائشة :" عَنْ عَائِشَةَ ،
قَالَتْ ﴿ „ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالأَحَدَ وَالاثْنَيْنَ ، وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ الثُّلاثَاءَ وَالأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ‟﴾

عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاذَةَ ، قَالَتْ :
قُلْتُ لِعَائِشَةَ : أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ؟
قَالَتْ : " نَعَمْ " .
قُلْتُ : مِنْ أَيِّهِ كَانَ يَصُومُ ؟ قَالَتْ : ﴿ „ كَانَ لا يُبَالِي مِنْ أَيِّهِ صَامَ‟﴾

عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ ﴿ „كَانَ عَاشُورَاءُ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةُ وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَه‟﴾

فِي صَوْمِ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ :
عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ فَقَالَ
﴿ „ إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا .... صُمْ رَمَضَانَ .... وَالَّذِي يَلِيهِ .... وَكُلَّ أَرْبِعَاءَ وَخَمِيسٍ .... فَإِذَا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ ... وَأَفْطَرْتَ‟﴾.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ حَدِيثٌ غَرِيبٌ

قَوْلُهُ : ( صُمْ رَمَضَانَ وَاَلَّذِي يَلِيهِ ) قِيلَ أَرَادَ السِّتَّ مِنْ شَوَّالٍ ، أَيْ إِنْ فَعَلْتَ مَا قُلْتُ لَكَ فَقَدْ صُمْتَ ، وَإِذًا جَوَابٌ جِيءَ لِتَأْكِيدِ الرَّبْطِ .

ننهي المسألة بعموم الحديث :" عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَخُصُّ مِنَ الأَيَّامِ شَيْئًا ؟ قَالَتْ ﴿ „كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً ، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُطِيقُ‟﴾

ثم يأتي توضيح عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ ، فَقَالَ ﴿ „ مَنْ هَذِهِ ؟‟﴾

قُلْتُ : فُلانَةُ لا تَنَامُ اللَّيْلَ ، فَــ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ „عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا‟﴾ ،
وَكَانَ أَحَبَّ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ

يأتي مسك الختام:
" عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، وَأُمَّ سَلَمَةَ ، أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَتَا ﴿ „مَا دِيمَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ قَلَّ‟﴾
ثم ننتقل إلى مسألة :

عَنْ :" طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِاللَّهِ يَقُولُ:

نحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ،

ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟

وفي رواية :
﴿ „١ ‟﴾: جَاءَ رَجُلٌ [جَاءَ رَجُلٌ" هُوَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ،] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

﴿ „٢ ‟﴾: مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ

﴿ „٣ ‟﴾: ثَائِرَ الرَّأْسِ

﴿ „٤ ‟﴾: يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ

﴿ „٥ ‟﴾: وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ

﴿ „٦ ‟﴾: حَتَّى دَنَا،

﴿ „٧ ‟﴾: فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَـ

قَوْلُهُ: "عَنِ الْإِسْلَامِ" أَيْ عَنْ

أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ وَلَوْ كَانَ

السُّؤَالُ عَنْ نَفْسِ الْإِسْلَامِ كَانَ الْجَوَابُ غَيْرَ هَذَا لِأَنَّ الْجَوَابَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُطَابِقًا لِلسُّؤَالِ، فَــ

لَمَّا أَجَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ" عُرِفَ أَنَّ سُؤَالَهُ كَانَ عَنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ،

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

﴿ „٨ ‟﴾: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةَ،

﴿ „٩ ‟﴾: فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟

﴿ „١٠ ‟﴾: قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ،

﴿ „١١ ‟﴾: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَصِيَامُ رَمَضَانَ،

﴿ „١٢ ‟﴾: قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟

قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ،

﴿ „١٣ ‟﴾: قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ،

﴿ „١٤ ‟﴾:قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟

﴿ „١٥ ‟﴾:قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ،

﴿ „١٦ ‟﴾:قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ، وَهُوَ يَقُولُ:

﴿ „١٧ ‟﴾: [ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ"] وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أَنْقُصُ،

[وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الصِّيَامِ قَالَ: "وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيَّ شَيْئًا". ]

﴿ „١٨ ‟﴾: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ. ".

[وَفِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ: أَفْلَحَ" ﴿ „ وَأَبِيهِ‟﴾: إِنْ صَدَقَ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ" ﴿ „وَأَبِيهِ‟﴾: إِنْ صَدَقَ"، وَلِأَبِي دَاوُدَ مِثْلُهُ ]

" حَدِيثُ ثَلَاثَةِ رَهْطٍ عَلَى

مَا رَوَى أَنَسٌ قَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ، وَ
قَالَ آخَرُ : أَصُومُ النَّهَارَ أَبَدًا وَلَا أُفْطِرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، أَوْ كَمَا قَالَ ثُمَّ قَالَ : فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ".

عند عبدالرزاق في مصنفه :" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿ „١ ‟﴾:" عَمَلٌ قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ ، ﴿ „٢ ‟﴾:خَيْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِيرٍ فِي بِدْعَةٍ ، وَ﴿ „٣ ‟﴾:مَنِ اسْتَنَّ بِي فَهُوَ مِنِّي ، وَ﴿ „٤ ‟﴾:مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي

عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، زَوْجِي خَيْرُ النَّاسِ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ. فَــ

قَالَ عُمَرُ: لَقَدْ أَحْسَنْتِ الثَّنَاءَ عَلَى زَوْجِكِ. فَــ

قَالَ كَعْبُ بْنُ سَوَّارٍ: لَقَدِ اشْتَكَتْ فَأَعْرَضَتِ [المعاريض: قول شيئ ما وقصد المتكم أمرا آخرا] الشَّكِيَّةَ. فَــ

قَالَ عُمَرُ: اخْرُجْ مِنْ مَقَالَتِكَ. فَقَالَ: أَرَى أَنْ يُنْزَلَ مَنْزِلَةَ الرَّجُلِ لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، لَهُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا وَلَهَا يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ. وَ

رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِكَعْبٍ: فَإِذَا فَهِمْتَ ذَلِكَ فَاقْضِ بَيْنَهُمَا. فَــ

قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَلَّ اللَّهُ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ، فَلَهَا مِنْ كُلِّ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ يُفْطِرُ وَيُقِيمُ عِنْدَهَا، وَلَهَا مَنْ كُلِّ أَرْبَعِ لَيَالٍ لَيْلَةٌ يَبِيتُ عِنْدَهَا. فَــ

أَمَرَ عمر بن الخطاب الزَّوْجَ بِذَلِكَ "..