[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

أتوجه بحضراتكم على موجات الأثير إلى مكة المكرمة؛ ولأسباب احترازية لم نتمكن من الهبوط فوجهنا قائد الرحلة إلى الحبشة


« ١ . » المقطع الأول :إحْضَارُ النَّجَاشِيِّ الْمُهَاجِرِينَ ، وَسُؤَالُهُ لَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَجَوَابُهُمْ عَنْ ذَلِكَ


« ١ . ١ . » المشهد الأول : ثُمَّ أَرْسَلَ إلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَاهُمْ ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ:
« مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إذَا جِئْتُمُوهُ »


« ١ . ٢ . » المشهد الثاني: قَالُوا : نَقُولُ:
« وَاَللَّهِ مَا عَلِمْنَا ، وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ ».


فَلَمَّا جَاءُوا ، وَقَدْ


« ١ . ٣ . » المشهد الثالث: دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ ، فَــ


نَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ


سَأَلَهُمْ فَقَالَ لَهُمْ :


« ١ . ٤. » المشهد الرابع : مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي قَدْ فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ ، وَ


لَمْ تَدْخُلُوا ( بِهِ ) فِي دِينِي ، وَ


لَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْمِلَلِ ؟


قَالَتْ : فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ) ، فَقَالَ لَهُ


« ١ . ٥. » المشهد الخامس: أَيُّهَا الْمَلِكُ ،
لم يقل له يا صاحب السمو والرفعة ولم يقل له يا جلالة الملك المعظم .. ولكن ناداه بموصفه ...


المشهد الخامس اقسمه إلى عناوين؛ استمع إلى قول جعفر بقلبك وعقلك وليس باذنيك


« ١ .» العنوان الأول : كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ


كيف يا جعفر!:


ألستم أهل الحرم ؛
ألستم أصحاب رحلة الشتاء والصيف ؛
ألستم الذي أطعمكم ربكم من جوع وأمنكم من خوف .. أسمع إليه :


« ١ . » نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، وَ


« ٢ . » نَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَ


« ٣ . » نَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَ


« ٤ . » نَقْطَعُ الْأَرْحَامَ ، وَ


« ٥ . » نُسِيءُ الْجِوَارَ ، وَ


« ٦ . » يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، فَــ


كُنَّا عَلَى ذَلِكَ ،


حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إلَيْنَا


رَسُولًا مِنَّا :


صفه لنا يا جعفر :


« ١ . » نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَ


« ٢ . » صِدْقَهُ وَ


« ٣ . » أَمَانَتَهُ وَ


« ٤ . » عَفَافَهُ ، فَــ


إلى ما يدعوكم يا جعفر:


دَعَانَا إلَى اللَّهِ لِــ


« ١ . » نُوَحِّدَهُ وَ


« ٢ . » نَعْبُدَهُ ، وَ


« ٣ . » نَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ
وَ


بناءً على التوحيد والعبادة والخلع


بما يأمركم يا جعفر !:


« * » أَمَرَنَا بِــ


« ١ . » صِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَ


« ٢ . » أَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَ


« ٣ . » صِلَةِ الرَّحِمِ ، وَ


« ٤ . » حُسْنِ الْجِوَارِ ، وَ


« ٥ . » الْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ، وَ


وبما ينهاكم يا جعفر !:


« ١ . » نَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ ، وَ


« ٢ . » قَوْلِ الزُّورِ ، وَ


« ٣ . » أَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَ


« ٤ . » قَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ ؛ وَ


ثم بماذا أمركم :
« * » أَمَرَنَا أَنْ


:« . ١ . » نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ ،


« ٢ . » لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَ
« * » أَمَرَنَا بِـ


« ٣ . » الصَّلَاةِ وَ


« ٤ . » الزَّكَاةِ وَ


« ٥ . » الصِّيَامِ – قَالَتْ ( أم سلمة ) : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ – فَــ


فكيف كان تصرفكم - يا جعفر - تجاه حزمة هذه المفاهيم وكتلة تلك المقاييس ومجموع تلك القناعات :


« ١ . » صَدَّقْنَاهُ وَ


« ٢ . » آمَنَّا بِهِ ، وَ


« ٣ . » اتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ اللَّهِ ، فَــ


« ٤ . » عَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ ، فَــ لَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَ:


« ٥ . » حَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا ، وَ


« ٦ . » أَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا ،


فماذا كان رد فعل قومكم يا جعفر!:فَــ


عَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا ، فَــ


ماذا فعلوا بكم يا جعفر ! :


« ١ . » عَذَّبُونَا ، وَ


« ٢ . » فَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا ، لِــ


« ٣ . » يَرُدُّونَا إلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَ


« ٤ . » أَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنْ الْخَبَائِثِ ، فَــ


ماذا ستفعلون يا جعفر !:


« ١ . » لَمَّا قَهَرُونَا وَ


« ٢ . » ظَلَمُونَا وَ


« ٣ . » ضَيَّقُوا عَلَيْنَا ، وَ


« ٤ . » حَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا ،


ماذا ستفعلون يا جعفر !:


« . ١ . » خَرَجْنَا إلَى بِلَادِكَ ، وَ


« ٢ . » اخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ ؛ وَ


« ٣ . » رَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ ، وَ


« ٤ . » رَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ .


بلاغة الحكماء .. وبرهان الأذكياء .. وحجة النبهاء .. فصاحة العلماء :


قَالَتْ ( أم سلمة ) : فَــ


ماذا فعل اصحمة النجاشي الحبشي أمام تلك البلاغة والبرهان والحجة والفصاحة:


قَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ :
« هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ؟ »:


قَالَتْ : فَــ


قَالَ لَهُ جَعْفَرٌ :« نَعَمْ »؛ فَــ


قَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ ؛


قَالَتْ : فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ سورة مريم:{ كهيعص }


ماذا كان رد فعل النجاشي!:


قَالَتْ : فَــ :


« ١ . » بَكَى وَاَللَّهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ ، وَ


« ٢ . » بَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُّوا مَصَاحِفَهُمْ ، حِينَ سَمِعُوا مَا تَلَا عَلَيْهِمْ .


ثُمَّ قَالَ ( لَهُمْ ) النَّجَاشِيُّ :
« إنَّ هَذَا وَاَلَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ ، انْطَلِقَا ،فَلَا وَاَللَّهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إلَيْكُمَا ، وَلَا يُكَادُونَ . ".

هذا هو المقطع الأول ؛
ونكمل في جمعتنا القادمة بإذنه تعالى ومشيئته !

[د. محمد الرمادي]

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:




« سُئِلَ - عليه الصلاة والسلام - : فَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ ؟ .
قَالَ : شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ».
رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ [الإمام : مسلم ؛ والترمذي ؛ وأبو داود ؛ النسائي وابن ماجه ] إلَّا الإمام الْبُخَارِيَّ


وَالحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى تَفْضِيلِ الصِّيَامِ فِي الْمُحَرَّمِ ، وَأَنَّ صِيَامَهُ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ بَقِيَّةِ الْأَشْهُرِ .


صَوْمِ الْمُحَرَّمِ وَتَأْكِيدِ - يوم - عَاشُورَاءَ
- وهو يوافق يوم السبت 29 أغسطس


والسلف الصالح كان يهتم بــ :
« ثلاث عشرات » :


- الأولى : العشر الأواخر من رمضان


- الثانية : العشر الأول من ذي الحجة


- الثالثة : العشر الأول من المحرم


《 إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 》
﴿النحل: ٩٠﴾





《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 》﴿الأحزاب: ٥٦﴾

- الدعاء والإقامة والصلاة ...


د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة

لــ


﴿ خطبة جمعة :


﴿ ﴿ „ 9 ‟ ﴾ ﴾ من شهر المحرم من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „ ٨ ٢ ‟ ﴾ ﴾ من أغسطس من العام ٢٠٢٠ الميلادي ﴾


* * * *


﴿ [ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾


و


﴿ [ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:


***


﴿ [ بناء العابد الساجد... ] ﴾


قبل


﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾


الجامع الجديد


﴿ „ ٧٨ “ ﴾ [ الخطبة الثامنة والسبعون ]



-*-*-*-*-*-*

[د. محمد الرمادي]

-*-*-*-*-*-*

الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛ والحمد لله على نعمة الخلق و التنشأة والتكوين والإيجاد ؛ والحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛ والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛ والحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ، ونشهد أن الذي قال: { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم } [*] { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:18 :19]

القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فلم تكن له صاحبة لم يكن له ولد ، ونشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم } [البقرة:129] الذي نزل في حقه هذه الاية الكريمة الشريفة هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ".
أَمَّا بَعْدُ:

[د. محمد الرمادي]

نكمل ما توقفنا عنده
[مَقَالَةُ الْمُهَاجِرِينَ فِي عِيسَى ابن مريم عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ]

قَالَتْ [عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ[ هند ] بِنْةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ؛ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ:
„ وَاَللَّهِ لَآتِيَنَّهُ غَدًا عَنْهُمْ بِمَا أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ ‟.

قَالَتْ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا:
„ لَا نَفْعَلُ ، فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا ‟ ؛

قَالَ:
„ وَاَللَّهِ لَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ ‟.

قَالَتْ:
„ ثُمَّ غَدًا عَلَيْهِ ( مِنْ ) الْغَدِ ‟ ؛
فَقَالَ ( لَهُ ):„ أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا ، فَأَرْسِلْ إلَيْهِمْ فَسَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ‟.

قَالَتْ:„ فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ لِيَسْأَلَهُمْ عَنْهُ‟ .

قَالَتْ:„ وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهَا قَطُّ . فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ‟ ؛

ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ:„ مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ ؟‟.

قَالُوا:„ نَقُولُ وَاَللَّهِ مَا قَالَ اللَّهُ ، وَمَا جَاءَنَا بِهِ نَبِيُّنَا ، كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ‟.

قَالَتْ:„ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ‟، قَالَ لَهُمْ:„ مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؟‟.

قَالَتْ : فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:„ نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ( يَقُولُ ) : هُوَ

„ ١ .‟ عَبْدُ اللَّهِ وَ

„ ٢ .‟ رَسُولُهُ وَ

„ ٣ . ‟ رُوحُهُ وَ

„ ٤ . ‟ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ .

قَالَتْ:„ فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ بِيَدِهِ إلَى الْأَرْضِ فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا ،

ثُمَّ قَالَ:„ وَاَللَّهِ مَا عَدَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ‟ ؛

ثم اصدر النجاشي أوامره :

« ١. » الأمر الأول : وجه كلامه إلى بطارقته واساقفته

قَالَتْ:„ فَتَنَاخَرَتْ(*) بَطَارِقَتُهُ(**) حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ‟ ،

فَقَالَ:„ وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاَللَّهِ ،

ــــــــــــــــــــ

(*) أ . ] "فَتَنَاخَرَتْ " : إِذَا مَدَّ الصَّوْتَ فِي خَيَاشِيمِهِ .

ب. ] وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ : " لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرٌو وَالْوَفْدُ مَعَهُ ، قَالَ لَهُمْ : نَخِّرُوا " أَيْ تَكَلَّمُوا . قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ :كَذَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ . ، قَالَ : وَلَعَلَّهُ إِنْ كَانَ عَرَبِيًّا مَأْخُوذٌ مِنَ النَّخِيرِ : الصَّوْتُ . وَيُرْوَى بِالْجِيمِ . وَفِي الْحَدِيثِ: " فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ " " فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ " أَيْ تَكَلَّمَتْ ، وَكَأَنَّهُ كَلَامٌ مَعَ غَضَبٍ وَنُفُورٍ . ".

ــــــــــــــــــــــ

(**) أَسَاقِفَتَهُ " : أَيْ : عُلَمَاءَهُ

ـــــــــــــــــــــ

« „٢. “» الأمر الثاني لــ لنجاشي : اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ شُيُومٌ [ وَيُقَالُ : فَأَنْتُمْ سُيُومٌ ] بِأَرْضِي‟ -وَالشُّيُومُ : الْآمِنُونَ-؛

« „٣. “» الأمر الثالث لــ لنجاشي : مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ ، قَالَها ثلاث

« „ ٤. “» الأمر الرابع لــ لنجاشي : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبَرًا مِنْ ذَهَبٍ ، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ –‟.

وَالدَّبَرُ : ( بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ ) : الْجَبْلُ

« „ ٥. “» الأمر الخامس لــ لنجاشي : „ رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا ، فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا ، فَوَاَللَّهِ مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي ، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ .

قَالَتْ:„ فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ ، مَعَ خَيْرِ جَارٍ‟.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

.١ . ] :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:« „ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَـــ
قَالَ : مَاهَذَا ؟ ؛
قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى .
قَالَ : فَأَنَا
أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَـــ
صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ “» .

قَالَ الطَّحَاوِيُّ بَعْدَ أَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا صَامَهُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى فِي إِظْهَارِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى فِرْعَوْنَ".
:" قَوْلُهُ ( فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ )
وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ. وَ

فِي لَفْظٍ لَهُ : فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا ".

فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: فَسُئِلُواعَنْ ذَلِك َ، فَقَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْن َ ، وَنَحْنُ نَصُومُهُ ".

فِي لَفْظٍ لَهُ قَالُوا :هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ ".

لِلْبُخَارِيِّ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ، فَصُومُوا. ".

ونتساءل:

" لِمَ سُمِّيَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُعَاشُورَاءَ،
اخْتَلَفُوا فِيهِ ؟ فَــ

قِيلَ : لِأَنَّهُ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ،
وَهَذَا ظَاهِرٌ، وَ

من ملح الروايات؛ وهي أقوال مرسلة من الدليل :
قِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَ فِيهِ عَشَرَة ً» ١٠ « مِنَ الْأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - بِـــــ
عَشْرِ كَرَامَاتٍ

» ١ « الْأَوَّلُ : مُوسَى - عَلَيْه ِالسَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ :" - نُصِرَ فِيهِ ، وَ

- فُلِقَ الْبَحْرُ لَهُ، وَ

- غُرِقَ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ.

» 2 « الثَّانِي : نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - اسْتَوَتْ سَفِينَتُهُ عَلَى الْجُودِيّ ِ فِيهِ.

» 3 « الثَّالِثُ : يُونُسُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أُنْجِي فِيهِ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ.

» 4 « الرَّابِعُ : فِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، قَالَهُ عِكْرِمَةُ.

» 5« الْخَامِسُ: يُوسُفُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْجُبّ ِفِيهِ.

» 6 « السَّادِسُ : عِيسَى ابن مريم - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ :

- وُلِدَ فِيهِ، وَ

- فِيهِ رُفِعَ.

» 7 «السَّابِعُ : دَاوُدُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

» 8« الثَّامِنُ : إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، وُلِدَ فِيهِ.

» 9«التَّاسِعُ : يَعْقُوبُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ رُدَّ بَصَرُهُ.

» 10« الْعَاشِرُ : نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِ غَفَرَ لَهُ مَا :

- تَقَدَّم َمِنْ ذَنْبِهِ وَ

- مَا تَأَخَّرَ.

هَكَذَا ذَكَرُوا [(!!!)] عَشَرَةً
»١٠« مِنَ الْأَنْبِيَاء ِعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .

ثمَ ذَكَرَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْعَشْرَةِ

» 11« إِدْرِيسَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ رُفِعَ إِلَى مَكَانٍ فِي السَّمَاءِ، وَ

» 12« أَيُّوبَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ كَشَفَ اللَّهُ ضُرَّهُ ، وَ

» 13« سُلَيْمَانَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ أُعْطِي الْمُلْكَ. ".

《 إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 》﴿النحل: ٩٠﴾

《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا》﴿الأحزاب: ٥٦﴾




د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿ ﴿ „ ١٦ ‟ ﴾ ﴾ من شهر المحرم من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „٤ ‟ ﴾ ﴾ من سبتمبر من العام ٢٠٢٠ الميلادي ﴾

* * * *

﴿ [ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾

و

﴿ [ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:

***

﴿ [ بناء العابد الساجد... ] ﴾

قبل

﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾

الجامع الجديد

﴿„ ٧٩“﴾ [ الخطبة التاسعة والسبعون ]

[د. محمد الرمادي]

يَقُولُ « لِيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَر ٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ يُعَزُّعَزِيزٌ أَوْ يُذَلُّ ذَلِيلٌ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَام َ وَأَهْلَهُ، وَذُلًّا يُذِل ُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْر َ»

أَمَّا بَعْدُ :

منذ اللحظة الأولى لبعثته الشريفة التي أنارت الدنيا ، علم النبي محمد اربعة أشياء.

حضرات السادة الأعزاء أنتقل بحضراتكم من الإسكندرية إلى مكة المكة والتي منذ نشأتها شرفت وكرمت بزيارة أنبياء الله تعالى لبيته الحرام والطواف حوله من لدن آدم إلى حضرة النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبيب المرتضى ، والسكنى بها والجوار ؛

ونحن في مكة المكرمة نرى مشهداً:

١ . ] المشهد الأول: - فَلَمَّا قَضَىٰ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جِوَارَهُ ، وَانْصَرَفَ صَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ ، بَدَأَ بِالْكَعْبَةِ فَطَافَ بِهَا، فَلَقِيَهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ، فَــ
قَالَ « يَا ابْنَ أَخِي ، أَخْبِرْنِي بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ »،
فَأَخْبَرَهُ ،
فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّكَ لَنَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَلَقَدْ :

جَاءَكَ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي جَاءَ مُوسَى ، وَ

١ . ] لَتُكَذَّبَنَّهْ ، وَ

٢ . ] لَتُؤْذَيَنَّهْ ، وَ

٣ . ] لَتُخْرَجَنَّهْ ، وَ

٤ . ] لَتُقَاتَلَنَّهْ ، وَلَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَأَنْصُرَنَّ اللَّهَ نَصْرًا يَعْلَمُهُ ،

ثُمَّ أَدْنَىٰ رَأْسَهُ مِنْهُ ، فَقَبَّلَ يَأْفُوخَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مَنْزِلِهِ

وقفنا عند بداية البعثة المحمدية ؛ وقفنا عند بدايات الرسالة النبوية .. فـــ نسرع الخطىٰ في المسيرة النبوية التي استغرقت من عمر الزمان ثلاثة وعشرين عاما: فنقف أمام :

٢ . ] المشهد الثاني : فقدَ النبي محمد السندَ الخارجي؛ عمه أبا طالب؛ عبدمناف بن عبدالمطلب الذي قدم له الحماية في مكة ؛ مات عمه ؛ ومات السند الداخلي : السيدة خديجة بنت خويلد.

نعود للمراحل الأربعة والتي قالها القص ورقة ونقف عند :

٣ . ] " لَتُخْرَجَنَّهْ المشهد الثالث:

المتتبع بدقة لمسيرة البعثة المحمدية : يجد عدة خروجات ؛ إما بــ

١ . ] نفسه الذكية العلية منفرداً؛ وإما بــ

٢ . ] نفسه الذكية مع صحابته ؛ وإما

٣ . ] عزم صحابي واحد الخروج من مكة دونه ؛ وإما بــ

٤ . ] نفسه الذكية العلية مع صاحب واحد : وعلينا أن نتذكر :

* . ] الخروجات من مكة المكرمة إثناء البعثة المحمدية ، وكانت كالتالي:

١ . ] الخروج الأول إلى شعب أبي طالب؛ والحصار والمقاطعة وكتابة الوثقية التي علقت على استار الكعبة والتي قرضتها دابة الأرض ؛ وهي آحى معجزاته .

٢ . ] الخروج الثاني عزم الصديق الهجرة إلى الحبشة ورجوعه إليها في جوار ابن الدغنة

٣ . ] الخروج الثالث: الهجرة الأولى لــ ثلة: [١٠] رجال ] و [٤ نسوة] من صحابته على رأسهم عثمان بن عفان - ختنه - مع رقية بنت محمد إلى الحبشة .

٤ . ] الخروج الرابع : الهجرة الثانية صحابته وتصل تعدادها إلى [٨٣] صحابيا شريفا كريماً إلى الحبشة .

٥ . ] الخروج الخامس : خروجه بنفسه الذكية العلية إلى الطائف وما جرى هناك عند ثقيف وما فعله عداس النصراني .

٦ . ] الخروج السادس : إلى منىٰ في مواسم الحج.

٧ . ] الخروج السابع والآخير الهجرة الشريفة المباركة مع صاحبه أبي بكر الصديق

وبعد عودته من خروجه إلى الطائف ودخوله مكة في جوار المطعم بن عدي فكان لابد ؛ من العودة إلى :

٦ . ] الخروج السادس : إلى منىٰ في مواسم الحج لأنه ترتب عليه وتم الإبتناء عليه الهجرة إلى يثرب

٤ . ] لَتُخْرَجَنَّهْ المشهد الرابع:

عَرْضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ الْكَرِيمَةَ عَلَى أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ ، أَنْ

٦ . ] نحن ما زلنا مع الخروج السادس ؛ وهو ما قبل الآخير: الخروج إلى منىٰ في مواسم الحج.

٤ . ] لَتُخْرَجَنَّهْ المشهد الرابع: نقسمه إلى مقاطع : فإلى ما يخبرهم ويكلمهم :

١ . ] المقطع الأول: يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

٢ . ] المقطع الثاني: وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَ

٣ . ] المقطع الثالث: يَسْأَلُهُمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُ

٤ . ] المقطع الرابع: وَ يُؤْوُوهُ وَ

٥ . ] المقطع الخامس: يَنْصُرُوهُ ، وَ

٦ . ] المقطع السادس: يَمْنَعُوهُ مِمَّنْ كَذَّبَهُ وَخَالَفَهُ ، حَتَّىٰ يُبَيِّنَ عَنِ اللَّهِ مَا بَعَثَهُ بِهِ ".

فهل من دليل :عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدُّؤَلِيِّ قَالَ:" إِنِّي لَغُلَامٌ شَابٌّ مَعَ أَبِي بِمِنًىٰ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقِفُ عَلَى مَنَازِلِ الْقَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ ، فَيَقُولُ : « يَا بَنِي فُلَانٍ ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ، آمُرُكُمْ أَنْ :
- تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ :
- تَخْلَعُوا مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَنْدَادِ ، وَأَنْ :
- تُؤْمِنُوا بِي ، وَ
- تُصَدِّقُونِي ، وَ
- تَمْنَعُونِي ، حَتَّى أُبَيِّنَ عَنِ اللَّهِ مَا بَعَثَنِي بِهِ ».

ما يحدث في نفس اللحظة التي يدعو النبي المصطفى قبائل العرب!

انتبه :

* . ] :" قَالَ : وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ ، وَضِيءٌ ، لَهُ غَدِيرَتَانِ ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ عَدَنِيَّةٌ ، فَإِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ وَمَا دَعَا إِلَيْهِ ، قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ : يَا بَنِي فُلَانٍ ، إِنَّ هَذَا إِنَّمَا يَدْعُوكُمْ إِلَى أَنْ تَسْلُخُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى مِنْ أَعْنَاقِكُمْ ، وَحُلَفَاءَكُمْ مِنَ الْجِنِّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أُقَيْشٍ ، إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالَةِ ، فَلَا تُطِيعُوهُ وَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُ . قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي : يَا أَبَتِ ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي يَتْبَعُهُ وَيَرُدُّ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ ؟ قَالَ : هَذَا عَمَّهُ عَبْدُالْعُزَّى بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، أَبُو لَهَبٍ.

نهاية الخطبة الأولى :

قال الله{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم } [الزُّمَر:53]

{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [النساء:110]

•.] قال ابن عباس رضي الله عنه». وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبه أَعْظَم مِنْ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال «

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أَنْبَأَنَا الطُّوسِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ « والْأَصْبَهَانِيُّ " عَنْ أَبِي قَتَادَةَ"» قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ النَّجَاشِيِّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ يَخْدِمُهُمْ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: « نَحْنُ نَكْفِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ». فَقَالَ: « إِنَّهُمْ كَانُوا لِأَصْحَابِي مُكْرِمِينَ ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُكَافِئَهُمْ ». بْنِ كثير الدمشقي " تَفَرَّدَ بِهِ طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ

















(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّمِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ )

[د. محمد الرمادي]

خطبة جمعة 11 سبتمبر 2020





الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿ ﴿ „ ٢٣ ‟ ﴾ ﴾ من شهر المحرم من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „ ١ ١ ‟ ﴾ ﴾ من سبتمبر من العام ٢٠٢٠ الميلادي ﴾

* * * *

﴿ [ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾

و

﴿ [ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:

***

﴿ [ بناء العابد الساجد... ] ﴾

قبل

﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾

الجامع الجديد

﴿„ ٨٠“﴾ [ الخطبة الثمانون ]

-*-*-*-*-*-*

الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛ والحمد لله على نعمة الخلق و التنشأة والتكوين والإيجاد ؛ والحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛ والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛ والحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ، و

نشهد أن الذي قال: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين } [المؤمنون:12] { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين } [المؤمنون:13] {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين } [المؤمنون:14] { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون } [المؤمنون:15] { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُون } [المؤمنون:16]

القائل هو الخالق الرازق المحي المميت الذي بيده الخير وأمره بين الكاف والنون وهو على كل شيء قدير .. فلا تصح أن تكون له صاحبة .. ولا يجوز أن يكون له ولد. فــ القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، و

نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم } [البقرة:129]

الذي نزل في حقه هذه الاية الكريمة الشريفة هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

[د. محمد الرمادي]

أَمَّا بَعْدُ :

معاشر السادة الأعزاء !

نحن ما زلنا نقف أمامَ حدثٍ هز قريشَ وصناديد قريش وكبرائها ؛ وهز مكة برجالها ونساءها وهز ما حول مكة بوديانها وجبالها وهز يثرب بيهوديها وأوسها وخزرجها .. ثم هز العالم أجمع وحتى هذه اللحظة ؛ ولكنه هز المستفيق من نعاسه وغفوته؛

نحن ما زلنا في طريق الهجرة من مكة إلى المدينة وطريق الهجرة استغرق من عمر الزمان خمسة عشر يوماً ..

واليوم نقف مطأطأ الراس مشرأب الأعناق أمام بدوية ؛ نعم أمام امرأة بدوية من بدو العرب !

وكأننا اليوم عقمت أرحام النساء من أن يلدن رجالا !.

نقف اليوم مع الكعبية الخزاعية !

[د. محمد الرمادي]

*.]:" قِصَّةُ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ ".

عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ هُوَ
وَ

- أَبُو بَكْرٍ ،
وَ

- عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ،
وَ

- دَلِيلُهُمْ : عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ ،
فَــ

مَرُّوا بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ ، وَكَانَتْ أُمُّ مَعْبَدٍ امْرَأَةً :

- بَرْزَةً [( كهلة؛ كبيرة السن ) ]

- جَلْدَةً [( قوية وعاقلة) ] ،

- تَحْتَبِي [( تجلس وتضم يديها إحداهما إلى الأخرى، على ركبتيها، وتلك جلسة الأعراب) ] وَ

- تَجْلِسُ بِفَنَاءِ الْخَيْمَةِ ، فَتُطْعِمُ وَتَسْقِي فَــ

سَأَلُوهَا :" هَلْ عِنْدَهَا لَحْمٌ أَوْ لَبَنٌ يَشْتَرُونَهُ مِنْهَا ؟ ".
فَــ

لَمْ يَجِدُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ . وَ

قَالَتْ : " لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَى " .
وَ

إِذَا الْقَوْمُ مُرْمِلُونَ [( نفذ زادهم ) ]
مُسْنِتُونَ [( في مجاعة وقحط ) ] ،

هنا تبدء المعجزات النبوية
فَــ

نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا شَاةٌ فِي كَسْرِ [(جانب)] خَيْمَتِهَا ،
فَــ

قَالَ : " مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ؟ ".
فَــ

قَالَتْ : " شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ " .
[(لم ترع مع بقية الأغنام لعدم قدرتها على المشي فهي هزيلة ضعيفة)]
قَالَ : " فَهَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ ؟ "

قَالَتْ : " هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ ."

ثم يأتي الأدب النبوي الرفيع !

قَالَ : " تَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلُبَهَا " .

قَالَتْ : "إِنْ كَانَ بِهَا حَلْبٌ فَاحْلُبْهَا . "
فَــ

دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّاةِ
فَــ

- مَسَحَهَا ، وَ

- ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ
وَ

- مَسَحَ ضَرْعَهَا ، وَ

- ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ وَ

- دَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا يُرْبِضُ الرَّهْطَ [( يرويهم حتى يثقلوا ) ]، فَتَفَاجَّتْ [( فتحت ما بين رجليها للحلب ) ] وَاجْتَرَّتْ [( أرسلت اللبن ) ] ، فَحَلَبَ فِيهَا ثَجًّا [( لبنا كثيراً ) ] ، حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ ، فَسَقَاهَا وَسَقَى أَصْحَابَهُ ، فَشَرِبُوا عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ ، حَتَّى إِذَا رَوُوْا شَرِبَ آخِرَهُمْ ، وَ
قَالَ :
وهذا أدب نبوي آخر :
" سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " . [ثم أراضوا ( شربوا مرة بعد مرة ) ]

ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِيًا عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ ، فَــ

غَادَرَهُ عِنْدَهَا ،

ثُمَّ ارْتَحَلُوا ،

قَالَ : فَقَلَّ مَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعَنُزًا عِجَافًا [( مهزولة )] يَتَسَاوَكْنَ [( يتمايلن من الضعف) ] ، هَزْلَى لَا نِقْيَ بِهِنَّ ، مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ ، فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ عَجِبَ ، وَ

قَالَ : " مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ، وَلَا حَلُوبَةَ فِي الْبَيْتِ وَالشَّاةُ عَازِبٌ [حيالٌ ( بعيدة المرعى) ] ؟ فَــ

قَالَتْ : " لَا وَاللَّهِ ، إِنَّهُ مَرَّ بِنَا*.]:" رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ . فَــ

قَالَ :" صِفِيهِ لِي ، فَــ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الَّذِي تَطْلُبُ . "
فَــ

قَالَتْ : " رَأَيْتُ رَجُلًا *.] :" ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ [( الجمال والحُسن ) ] ،

*.] :" [، أبلج الوجه ( مشرق الوجه مضيئه )]

*.] :" حَسَنَ الْخُلُقِ ،

*.] :" مَلِيحَ الْوَجْهِ ،

*.] :" لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ [نحلة ( ليس نحيلا ) ] ، وَ

*.] :" لَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ [( صغر الرأس وهي تعني الدقة والنحول في البدن ) ] ،

*.] :" قَسِيمٌ وَسِيمٌ [( مشهور بالحسن ) ] ،

فِي

*.] :" عَيْنَيْهِ دَعَجٌ [( شديد سواد العين في شدة بياضها ) ] ، وَ

*.] :" فِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ [( الشعر النابت على الجفن فيه طول ) ] ، وَ
فِي

*.]:" صَوْتِهِ صَحَلٌ [( كالبحة وهو ألا يكون حاد الصوت) ] ،

*.] :" أَحْوَرُ ،

*.] :" أَكْحَلُ ،

*.] :" أَزَجُّ [( دقيق شعر الحاجبين مع طولهما )] ،

*.] :" أَقْرَنُ [( مقرون الحاجبين ) ] ، فِي

*.] :" عُنُقِهِ سَطَعٌ [( طول العنق ) ] ، وَفِي

*.] :" لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ ،

إِذَا صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ ، وَ

إِذَا تَكَلَّمَ سَمَا [( علا برأسه ) ] وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ ،

حُلْوُ الْمَنْطِقِ ،

فَصْلٌ ؛ لَا نَزْرٌ وَلَا هَذَرٌ [( الهذر من الكلام ما لا فائدة فيه، والنزر: القليل) ] ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنْحَدِرْنَ ،

*.] :" أَبْهَى النَّاسِ وَأَجْمَلُهُ مِنْ بَعِيدٍ ، وَ

*.] :" أَحْلَاهُ وَأَحْسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ ،

*.] :" رَبْعَةٌ [رَبْع ( ليس بالقصير ولا بالطويل )] ،

*.] :" لَا تَشْنَؤُهُ عَيْنٌ مِنْ طُولٍ [ لا يأس من طول ( لا يجاوز الناس طولا ) ] ، وَ

*.] :" لَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مَنْ قِصَرٍ [( لا تزدريه ولا تحتقره ) ] ،

*.] :" غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ قَدًّا ،

*.] :" لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ، إِنْ قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا لِأَمْرِهِ ،

*.] :" مَحْفُودٌ [( مخدوم ) ]

*.] :" مَحْشُودٌ [( يجتمع الناس حواليه ) ] ،

*.] :" لَاعَابِسٌ وَلَا مُفَنَّدٌ [( ليس عابس الوجه، وليس منسوباً إلى الجهل وقلة العقل ) ] . فَــ

قَالَ - يَعْنِي بَعْلَهَا - : هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي تَطْلُبُ ، وَلَوْ صَادَفْتُهُ لَالْتَمَسْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ ، وَلَأَجْهَدَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا ".


الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

" { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ " شَاهِدًا وَ " مُبَشِّرًا وَ " نَذِيرًا }
[الأحزاب:45]

{ وَ " دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ " سِرَاجًا مُّنِيرًا }
[الأحزاب:46]

{ وَ " بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا}
[الأحزاب:47]

{ وَ " لاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَ " تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }
[الأحزاب:48]

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }
[الأحزاب:1]

{ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }[الأحزاب:2]

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }
[الأحزاب:3]

نحن اليوم في مناسبة الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001

وَ
أين التنظيم السري في هذه الآيات!؟.

أين فرق الإغتيالات في هذه الآيات!؟

هل من سنته أنه أرسل فرق إغتيال لأبي لهب عبدالعزى بن عبدالمطلب!

كلا !

هل من سنته أنه أرسل فرق إغتيال لأم جميل اروى بنت حرب أخت ابي سفيان !

كلا!



هل من سنته أنه أرسل فرق إغتيال لأبي جهل عمرو بن هشام المخزومي!

كلا!

هل من سنته أنه أرسل عبوات ناسفة لنادي قريش الذين تأمروا على قتله ؛ و
تقول بعض الروايات أن شيخا نجديا كان معهم فنستريح منهم جميعاً فنقتل صناديد الكفر ونقتل الشيطان فتسريح البلاد ويستريح العباد

كلا!

هل عبأ مرفأ جدة المطل على البحر الأحمر بــ 3700 طن نترات الأمنيوم !
كما حدث في بيروت الأسير
كلا !

أين التنظيم السري
وأين التنظيم السياسي وأين التنظيم الجهادي في سنته!؟.

وأين الجناح العسكري والجناح السياسي والجناح السري في سنته!؟.



غياب الربط المحكم بين آيات الرحمن وبين السيرة المحمدية والسنة النبوية لخاتم الأنبياء وآخر المرسلين أضاع أمة تعداها مليار و700 مليون مسلم موحد!؟

:" فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا }
[النساء:78]

:" قَوْمًا لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً }
[الكهف:93]".

وكي توضح هذه القضية قالت تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين }
[الأنفال:64]
التأويل لها :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين حَسْبُكَ اللّهُ }

لأن حسبك معناها يكفيك !

وعليه لم يرفع النبي طوال ثلاثة عشر عاما عصا أمام وثن أو صنم في مكة طوال فترة وجوده بها ؛ وكان بها أكثر من 360 صنماً
ولكن بعد أن اقام كيان المدينة المنورة وفتح مكة بغير قتال

فأنزل الله تعالى فنطق القرآن يقول : { وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا }
[الإسراء:81]".



{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ " يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَ " يُزَكِّيهِمْ وَ " يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ " الْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين }
[الجمعة:2]

{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ " يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَ " يُزَكِّيهِمْ وَ " يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ " الْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين }
[آل عمران:164]

والنبي المصطفى هو دعوة أبينا الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل ابن هاجر وهما يبنيان الكعبة ؛ اسمع إليه : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ " يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَ " يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ " الْحِكْمَةَ وَ " يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم }
[البقرة:129]

{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُون }
[السجدة:4]

{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّون}
[السجدة:5]

{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيم}
[السجدة:6]

{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِين}
[السجدة:7]

{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّاء مَّهِين}
[السجدة:8]

{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُون}
[السجدة:9]



قال الله تعالى:
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم }
[الزُّمَر:53]

:" أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه: أنه يغفر الذنوب جميعًا لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه؛ بالندم، والإقلاع من الذنوب، والعزم أن لا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة، ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته، وهو: اليأس، مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع، وعفوه أعظم".
{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }
[النساء:110]

‌قال ابن عباس رضي الله عنه : «..وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبه أَعْظَم مِنْ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال »

《 إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 》
﴿النحل: ٩٠﴾

《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 》
﴿الأحزاب: ٥٦﴾