[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

بداية الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وأشهد أنه وحده ال رب الملك

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد

\

عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : " قَدِمَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ؛ وَكَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ مَكَّةَ عَلَىٰ قُرَيْشٍ فَحَالَفُوهُمْ عَلَىٰ قِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،

وكَانَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيُّ- وَهُوَ أَحَدُ "١"بَنِي النَّضِيرِ؛وَ"٢"قَيِّمُهُمْ - قَدْ آذَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِالْهِجَاءِ، وَرَكِبَ إِلَى قُرَيْشٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ، فَاسْتَغْوَاهُمْ بِهَمْ عَلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فـخَرَجَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا مِنَ الْيَهُودِ إِلَىٰ مَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ أُحُدٍ، لِيُحَالِفُوا قُرَيْشًا عَلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَيَنْقُضُوا الْعَهْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

فَـ نـَزَلَ كَعْبٌ عَلَىٰ أَبِي سُفْيَانَ، وَنَزَلَتِ الْيَهُودُ فِي دُورِ قُرَيْشٍ، فَــ قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ:

« إِنَّكُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَمُحَمَّدٌ صَاحِبُ كِتَابٍ، وَلَا نَأْمَنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مَكْرًا مِنْكُمْ، فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ نَخْرُجَ مَعَكَ فَاسْجُدْ لِهَذَيْنَ الصَّنَمَيْنِ، وَآمِنْ بِهِمَا. فَذَلِكَ قَوْلُهُ:﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾

ثُمَّ قَالَ كَعْبٌ لِأَهْلِ مَكَّةَ: لِيَجِيءَ مِنْكُمْ ثَلَاثُونَ وَمِنَّا ثَلَاثُونَ، فَنَلْزَقُ أَكْبَادَنَا بِالْكَعْبَةِ وَنُعَاهِدُ رَبَّ الْبَيْتِ لَنَجْهَدَنَّ عَلَىٰ قِتَالِ مُحَمَّدٍ . فَفَعَلُوا ذَلِكَ ،

فَلَمَّا فَرَغُوا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ لِكَعْبٍ:

[د. محمد الرمادي]

« أُنَاشِدُكَ اللَّهَ، إِنَّكَ امْرُؤٌ تَقْرَأُ الْكِتَابَ وَتَعْلَمُ؛ وَأَهْلُ الْعِلْمِ الْقَدِيمِ، وَنَحْنُ أُمِّيُّونَ لَا نَعْلَمُ، فَأَخْبِرُونَا عَنَّا وَعَنْ مُحَمَّدٍ

"١"أَدِينُنَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ(!)؛ أَمْ دِينُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ ؟

وَ "٢"أَيُّنَا أَهْدَى طَرِيقًا فِي رَأْيِكَ وَأَقْرَبُ إِلَى الْحَقِّ ؟؛ أَنْحَنُ أَمْ مُحَمَّدٌ ؟ .

فَقَالَ كَعْبٌ: اعْرِضُوا عَلَيَّ دِينَكُمْ(!)،

فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ:

[د. محمد الرمادي]

[١.]« نَحْنُ نَنْحَرُ لِلْحَجِيجِ الْكَوْمَاءَ؛ [فَنُطْعِمُ الْجَزُورَ] »، وَ

[٢.]« نَسْقِي الْحَجِيجَ [فَـنَسْقِي اللَّبَنَ عَلَى الْمَاءِ]؛ وَ[نُطْعِمُ مَا هَبَّتِ الشَّمَالُ] »، وَ

[٣.] « نَقْرِي الضَّيْفَ »، وَ

[٤.] « نَفُكُّ الْعَانِيَ »، وَ

[٥.] « نَصِلُ الرَّحِمَ »، وَ

[٦.] « نَعْمُرُ بَيْتَ رَبِّنَا »، وَ

[٧.] « نَطُوفُ بِهِ »، وَ

[٨.] « نَحْنُ أَهْلُ الْحَرَمِ »،

فَقَالَ كَعْبٌ: فَمَا مُحَمَّدٌ ؟

[د. محمد الرمادي]

قَالُوا : [١.] صُنْبُورٌ قَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَ

[٢.] اتَّبَعَهُ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ بَنُو غِفَارٍ، وَمُحَمَّدٌ

[٣.] فَارَقَ دِينَ آبَائِهِ، وَقَطَعَ الرَّحِمَ ، وَ

[٤.]فَارَقَ الْحَرَمَ ، وَدِينُنَا الْقَدِيمُ ، وَدِينُ مُحَمَّدٍ الْحَدِيثُ.

هنا لنا وقفة:

[د. محمد الرمادي]

هنا لنا وقفة:
« قريشٌ عابدةُ الأوثان؛
قريشٌ راكعةُ للأصنام؛
قريشٌ وائدةُ البنات. هذا جانب؛

يسألون أهل كتاب سماوي عن رجل أُنزل إلأيه كتاب سماوي
واليهود يقولون أنهم على "١"دين التوحيد؛ إنهم علىٰ بقايا دين سماوي آلهي؛ اليهود "٢"أتباع كتاب سماوي؛
بماذا وكيف ردوا علىٰ عبدة الأثان؛ عبادِ الحجارة والأصنام»
فَقَالَ كَعْبٌ بْنُ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيُّ؛ أَحَدُ "١"بَنِي النَّضِيرِ؛

وَ"٢"قَيِّمُهُمْ :« بَلْ أَنْتُمْ -يا قريش-وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْهُ »؛
بل قالت اليهود أهل التوحيد وأتباع الكليم وَ « أَهْدَى سَبِيلًا مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ »؛ فَـ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الذي لا يغفل ولاينام ولا تأخذه سنة :

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلا ﴾

إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:

﴿ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴾

[ آيَةُ :51 52 ؛ مِن سُّورَةِ النساء: ].

يَعْنِي كَعْبًا وَأَصْحَابَهُ .

[د. محمد الرمادي]

ثُمَّ خَرَجَ ابْنُ الْأَشْرَفِ، مُقْبِلًا حِينَ أَجْمَعَ رَأْيُ الْمُشْرِكِينَ عَلَىٰ قِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، وَقَدْ خَرَجَ إِلَى قُرَيْشٍ فَجَمَعَهُمْ عَلَىٰ قِتَالِنَا

[د. محمد الرمادي]

خطبة ۱۰ ربيع الثاني ١٤٣٦~٣۰يناير ٢۰۱٥

[د. محمد الرمادي]

عذراً ؛ لم اتمكن من إلقاءها

[د. محمد الرمادي]

1



خطبة الجمعة :« « „ التعامل مع الآخر الجزء الثالث: 1.جمادى الأول1436~13 فبراير 2015‟» »

(1)

» »

[د. محمد الرمادي]

الحمد لله الذي قال ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِين ﴾
والحمد لله الذي قال ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَـ أَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَــ قَادِرُون
{ فَــ أَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُون }
{ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِين }
{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُون }
{ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُون }

[المؤمنون:17~22]