[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

نقف قليلاً عند مسألة متعلقة بـ [١] ذاته و [٢]صفاته و [۳] اسماءه و [٤] أفعاله ؛
:"سُئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى :﴿الرَّحْمَنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾[طـه: 5]: كيف استوى؟.
فـ [١]أطرقَ مالكٌ بـ رأسه ؛
أنتبه : أطرقَ مالك رأسه ؛ مالك مفتي دار الهجرة بشهادة سبعين عالما من علماء المدينة الزهراء النبوية علىٰ ساكنها أفضل الصلاة وأعظم السلام ؛
أطرق حتىٰ علاه [٢]العرق، ثم [۳]رفع رأسه .
نقف عند كلمة : أطرق الرَّجلُ: أي سكَت ولم يتكلم، فـ أمال رأسَه إلىٰ صدره؛ وأرخىٰ عَيْنَيْه ينظر إلىٰ الأرض ؛ وأمسك عن الكلام :" الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ [غيرُ مجهول] وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ [غيرُ معقول] ؛ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ ؛ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ. [هذه المقولة ليست للإمام مالك ؛ وإنما هي لشيخه ربيعة فـ:" لَمَّا سُئِلَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ قَوْلِهِ : ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾:" قَالَا:" وذكرنا قولهما". وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً ولكن ليس في إسناده مما يعتمد عليه.

[د. محمد الرمادي]

معاشر السادة المسلمين نحن مازلنا مع مشاهد ما قبل خلق أبينا آدم أبي البشر أجمعين وأبي كافة الأنبياء وكل المرسلين .

[د. محمد الرمادي]

مشاهد ما قبل خلق آدم تثبت :

[١.] وجود موجود [1] ملآئكة؛ [٢] جان؛ [3] أرض؛ بها عليها من أنهار بحار جبال[4] سماء؛[5] شمس قمر مجران كواكب؛

وجود موجود أوجده „واجد‟؛ وهذا الواجد واجب الوجود؛ هو الله تعالى؛ ﴿ شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ﴾ ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴾ ﴿ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

﴿آل عمران: ١٨﴾

[د. محمد الرمادي]

[٢ .] إيجاد „مصنوع‟ صنعه „صانع‟؛ أزلي الوجود؛ هو الله؛ ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

﴿الأنعام: ١٠١﴾

[د. محمد الرمادي]

[۳.] تنشأة مخلوق أبدعه „خالق‟.؛ أمره بين الكاف والنون ﴿ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾﴿ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾

﴿آل عمران: ٤٧﴾

[د. محمد الرمادي]

أثبتنا محطات قرآنية في خلق الأرض أوصلناها إلى عشر محطات ؛ فـ

نستعين بالله تعالى ونبدء بـ محطات [١] خلق و [٢] إبداع و [۳] تنشأة و [٤] تكوين ؛ ثم [٥] تهيئة السماء للإنسان:

[2] المحطة الثانية من محطات ما قبل خلق آدم ؛ هي السماء.

[د. محمد الرمادي]

[۱.] الموقف الأول ؛ به عدة مشاهد :

[۱. ۱. ] المشهد الأول: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا ﴾

﴿البقرة: ٢٢﴾

[۱. ٢. ] المشهد الثاني من المحطة الثانية: ﴿ وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾

﴿البقرة: ٢٢﴾

الموقف الأول المكمل للمشهد الثاني

[۱. ٢. ۱. ] ﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ﴾

﴿الأنبياء: ٣٢﴾

الموقف الثاني المكمل للمشهد الثاني

[۱. ٢. ٢. ] ﴿ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾

﴿البقرة: ٢٩﴾؛

[۱. ۳. ] المشهد الثالث: ﴿ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾

الموقف الأول المكمل للمشهد الثالث :

[۱. ۳. ۱. ] ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴿ بِـ قَدَرٍ ﴾

﴿المؤمنون: ١٨﴾

[۱. ۳. ٢. ] الموقف الثاني المكمل للمشهد الثالث : ﴿ فَـ أَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ﴾

﴿المؤمنون: ١٨﴾

[۱. ۳. ۳. ] الموقف الثالث المكمل للمشهد الثالث ﴿ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾

﴿المؤمنون: ١٨﴾

[۱. ۳. ٤.] الموقف الرابع المكمل للمشهد الثالث: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ﴾

﴿النحل: ١٠﴾

[۱. ۳. ٥.] الموقف الخامس المكمل للمشهد الثالث: ﴿ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ ﴾﴿ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِـ ﴿ خَازِنِينَ ﴾

﴿الحجر: ٢٢﴾

[د. محمد الرمادي]

ثم تتجلى القدرة الآلهية في قوله

وهو :

[۱. ۳. ٦.] الموقف السادس المكمل للمشهد الثالث: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ [١] قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ﴾﴿ وَ [٢] جَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ ﴾﴿ وَ [۳] زَرْعٌ﴾﴿ وَ [٤] نَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ﴾﴿ يُسْقَىٰ﴾﴿ بِـ مَاءٍ وَاحِدٍ ﴾﴿ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾﴿الرعد: ٤﴾

[د. محمد الرمادي]

[۱. ٤. ] المشهد الرابع من الموقف الأولى: ﴿ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ﴾

محصلة هذه المشاهد الأربعة من الموقف الأول للمحطة الثانية :

﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾﴿البقرة: ٢٢﴾

[د. محمد الرمادي]

[۱. ٥. ] المشهد الخامس من الموقف الأولى :

﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾﴿ فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾﴿الروم: ٢٤﴾

وفي الآية الثانية أنتبه لقوله ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾﴿النحل: ٦٥﴾