[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

نبحث بالأدلة القطعية الثبوت القطعية الدلالة -الوحي السماوي المنزل (القسم الأول منه: القرآن) بواسطة أمين السماء جبرائيل على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب العدناني (النص القرآني: الذكر الحكيم)- نبحث مسألة ميلاد محمد بن عبدالله النبي الرسول.. إذ يقول رافع السموات بغير عمد نراها في قرآنه المجيد يبلغنا حالة الإصطفاء.. ويحدثنا عن مسألة الإجتباء.. ويكلمنا عن موضوع الإحتباء.. ويخبرنا عن قضية الإرتضاء لخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين من رب العالمين لخلقه أجمعين إذ يقول أولاً:

" إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ ".. ثم

يعقب بالقول" وَنُوحًا "..

ثم يأتي ذكر آل محمد من طرف جده الأعلى فيقول:" وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ".. ثم

يختم الآية الكريمة بولد مريم العذراء البتول التي أحصنت فرجها فنفخ فيه من روحه..

( وهنا إشارة بليغة قرآنية لموضوع تربية بنات الإسلام.. أمهات الغد ومربيات المستقبل ).

" فيقول خالقنا ومبدعنا وصانعنا ورازقنا : "وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ "﴿آل عمران: ٣٣﴾. فـ

الإصطفاء تم لآدم.. فـ

نوح.. فـ

كل أفراد آل إبراهيم و مَن يندرج تحت آل عمران.. فيخص بالذكر في قرآنه المجيد مريم بنت عمران ويذكر وحيدها المعجزة الدالة على ربوبيته وألوهيته وعظمته وقدرته.. إذ حين ننتهي من تلاوة آية عمران [33] يبدء الحديث القرآني على لسان ابن مريم.. عيسى إذ يخبر عليه السلام قومه فيقول :

" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ "..

مخاطباً قومه : "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ".. ثم

يحدد قضية جوهرية لبعثته ورسالته فيقول عيسى ابن مريم : "إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ ".. ثم

يحدد لمن تلك البعثة الرسولية من ربه وخالقه ومنشئه ومبدعة على نمط لم يحدث من قبل ولن يحدث من بعد أن يتم تخليق بشر من أنثى دون مساس لرجل لها فـ

يقول محددا: " إ ِلَيْكُم ".. ثم

يكمل رسالة من سبقة من المرسلين والأنبياء محددا شخص الكليم موسى " مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ".. وهو الرسول الذي سبقه ثم

يتكلم ابن مريم؛ عيسى عن الرسول الذي سيحلقه وسيتبعه الرسول الذي سيأتي من بعده بما يقترب من: 571 عاماً " وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ " فيحدد الفترة الزمنية إنه رسول يأتي مباشرة من بعد عيسى ابن مريم :" يَأْتِي مِن بَعْدِي ".. و

يحدد اسمه فيقول:" اسْمُهُ أَحْمَدُ ".. ﴿الصف: ٦﴾ .. و

هذا كله إخبار بالغيب عن مجئ آخر الأنبياء وخاتم المرسلين.. وتهيئة لمن سبق مِن الأمم والشعوب بمجئ نبي آخر الزمان بصفته الشريفة ونعته الكريم.. وبعد أن انتهينا من آية سورة عمران وآية سورة الصف ..

[د. محمد الرمادي]

**

... بعد أن انتهينا من آية سورة عمران وآية سورة الصف .. نعود إلى آية سورة آل عمران؛ وهذا ما نكمله في جمعتنا القادمة إذا أراد مولانا سبحانه وتعالى "..

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة لـخطبة جمعة:

( ١٢ ربيع الأول ١٤٣٩ هـ ~ ١ ديسمبر٢٠١٧م )

* * ﴿ [ ميثاق النبيين * دعاء أبي إبراهيم الخليل * بشرى أخي عيسى ابن مريم * رؤيا أمي: آمنة بنت وهب الزُهرية * ] ﴾ * *

[د. محمد الرمادي]

﴿سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء﴾

الكتاب الثالث عشر :

خطب الجمع

حاز على حق النشر : موقع بنات مصر

( الخطوط العريضة لـخطبة جمعة :

١٢ ربيع الأول ١٤٣٩ هـ ~ ١ ديسمبر٢٠١٧م)

﴿ „« ميثاق» النبيين‟*„ دعاء أبي « إبراهيم » الخليل‟*„ بشرى أخي « عيسى ابن مريم »‟*„رؤيا أمي: « آمنة بنت وهب الزُهرية »‟﴾

[د. محمد الرمادي]

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي ليس له كفؤا أحد؛ فلا شبيه ولا مثيل ولا وزير له ولا مشير ولا معين ولا صاحبة له ولا ولد.. فأشهد أنه رب الأولين وإله الآخرين ومَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاهُ نَعْبُدُ وَإِيَّاهُ نَسْتَعِينُ .. و

نشهد أنه أرسل خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين للخلائق أجمعين محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم .. الإبراهيمي العدناني القرشي المكي ثم المدني.. فاللهم صلي وسلم وزد وبارك وأنعم على صاحب الوجه النور والجبين الأزهر؛ الذي سلم عليه الحجر وناده الشجر الشفيع المشفع يوم المحشر ..

أما بعد ..

[د. محمد الرمادي]

بمناسبة حلول شهر المولد على المشهور بين العلماء والمحققين نكمل مسيرة السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل التبريكات المبعوث رحمة للعالمين الشفيع المشفع يوم الدين .. فلنسمع بماذانطق القرآن الحكيم ونفتح القلب لتلاوة الذكر الكريم فقد قَالَ تَعَالَى وجل وعلا مخاطبا خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ﴾؛ ثم يتكلم صاحب العزة والملكوت رب الأرباب وملك الملوكبصيغة العظمة والكبرياء والتفخيم والتكريم : ﴿إِنَّا ﴾؛ ويقول لسيدنا وقدوتنا وإمامنا ومرشدنا من خلال وحي رب العالمين بشقسه الكتاب والسنة العطرة : ﴿ أَرْسَلْنَاكَ ﴾ ويبين لنا خالقنا أ، رسوله ونبيه ومبعوثه : ﴿ شَاهِدًا ﴾ هذا اولاً وَ ﴿مُبَشِّرًا﴾؛ وهذا ثانياً وَ ﴿ نَذِيرًا ﴾ وذلك ثالثاً وَ ﴿ دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ ﴾؛ وينبه الخالق الرازق على مسألة هامة وهي أنه وحده صلى الله عليه وآله وسلم الداعية الوحيد الأوحد فلا يقاربه داع .. ولذلك التعبير الشائع :"داعية فلان".. لا يصح لأي إنسان بعده.. لأنه هذا أو ذاك لا يأتي بدعوة جديدة بل يتلكم ويخبر من قرآن كريم أو سنة نبويوة طاهرة مشرفة.. نعم قد يكون بفهم جديد .. وهنا يأتي تجديد الخطاب الديني .. إن صح هذا التعبير الحديث .. ويغلب على ظني أنه لا مشاحة في إستخدامه وفقالقواعد الأصولية المعترف بها بين ال سادة أهل العلم .. ثم يصفه ربه بأنهوَ ﴿ سِرَاجًا مُنِيرًا ﴾. [ الْأَحْزَابِ: 45 ]

وأما بخصوص عموم الرسالة فـَ قَالَ تَعَالَى : وَ ﴿ أَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ﴾ وَ ﴿ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ ﴿ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ ﴿ وَمَنْ تَوَلَّى ﴾ ﴿ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾. [النِّسَاءِ : 79]
وَقَالَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فِي عُمُومِ رِسَالَتِهِ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ﴿ وَمَا ﴾ ﴿ أَرْسَلْنَاكَ ﴾ ﴿ إِلَّا ﴾ ﴿ كَافَّةً لِلنَّاسِ ﴾ ﴿ بَشِيرًا ﴾ وَ ﴿ نَذِيرًا ﴾. [ سَبَأٍ : 28]

[د. محمد الرمادي]

نعود لترتيب الإخبار الصادق والإعلام الساطع بنبوة النبي الأمين الصادق صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم رسالة رب العالمين للناس أجمعين.. النبي الأمين محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم :
تكلمنا عن النبأ الذي قاله الرسول الأكرم للفاروق عمر .. كما خرَّجه صاحب شرح صحيح البخاري فَـ « قَدْ غَضِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَى مَعَ عُمَرَ صَحِيفَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَقَالَ :

﴿ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي ﴾.

هذا من طرف أخيه موسى بن عمران؛ وهذا رد المصطفى المختار لما سيفعله الكليم إذا عاش إلى زمن نبوة آخر المرسلين؛ فإذا كان هذا تصرف موسى بن عمران نبي بني إسرائيل؛ فيكون أتباعه على منهجه من يهود.. هذه الأولى.. لأنه لم يتبق من أتباع الديانات السماوية المعتبرة إلا أتباع موسى: يهود .. و

الثانية أتباع عيسى ابن مريم.. الذين يُطلق عليهم [المسيحيون].. وهم لا يقبلون تسميتهم بــ [النصارى] وسأبين لماذا!!؟. .
2. ) نذهب إلى ما قاله ورقة بن نوفل القس الذي رأه المصطفى في الجنة في ثياب بيض :
خرَّج البخاري عنعَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ –وهي تتحدث عن :« أَوَّلِ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ »..

ثم

تنقلنا أمنا بنت أبي بكر صديق -رضي الله تعالى عنهما- هذه الأمة المرحومة إلى بيت النبوة الأول العامر في حديث بين المرأة التي جاءها أمين السماء جبريل بسلام من ربها فاطر السموات والأرض [يَقُولُ أَبَو هُرَيْرَةَ :« أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ

﴿ هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ﴾ ..

هذا المقطع الأول من حديث جبرائيل عليه السلام؛ أما

المقطع الثاني :« فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامُ مِنْ رَبِّهَا »؛ و

المقطع الثالث:« وَمِنِّي »أي من الملك جبريل.. وَ

المقطع الرابع وفيه البشرى وَ :« بَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ » [مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ].

﴿ والقصب هو اللؤلؤ المجوف ﴾..

ولي هنا وقفة بين امرأة -وأي امرأة تلك- وآخرى .. بين زوج النبي محمد وبين نساء المسلمين اليوم وفارق التربية والتعليم .. والتصرفات والأقوال والمواقف

نكمل فــتتحدث بنت الوزير الأول للمصطفى والخليفة لرسول الله في أمته بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى عن :" خَدِيجَةَ .. قَالَتْ خَدِيجَةُ.....

ننتبه جميعاً لرد فعل الزوجة الحنونة -بنت خويلد- مع زوجها في اللحظات الأولى للوحي وتبليغ الرسالة والتي تكاد تكون فيها الرؤية ضبابية غير واضحة المعالم تبدء -بنت خويلد- رضي الله عنها الحديث مع النبي القادم بالنفي لتطمئن الزوج الحبيب فتقول له: ﴿ كَلَّا ﴾ ثم تبدء بإسلوب رقيق هادئ تهدأ من حالته فتقول للنبي المبشر:﴿ أَبْشِرْ ﴾ ثم تلحق الأولى النافية والثانية المبشرة بقسم على الفور:﴿ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ﴾ ثم تبدء تذكر في محاسن أخلاقه وكرم منبته على مسمعه لتثبته فتقول أمنا؛ أم المؤمنين خديجة الكبرى: ﴿ فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَـ ﴿ الأولى: "﴿« تَصِلُ الرَّحِمَ »﴾ وَ ﴿ الثانية:" ﴿«تَصْدُقُ الْحَدِيث »﴾ وَ ﴿ الثالثة "﴿« تَحْمِلُ الْكَلَّ »﴾ وَ ﴿ الرابعة:" ﴿« تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ »﴾ وَ ﴿ الخامسة :"﴿« تَقْرِي الضَّيْفَ »﴾ وَ ﴿ السادسة:" ﴿« تُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ »﴾

ولم تتركه بل ذهبت به إلى الخبير ببواطن مثل هذه الأمور :« فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ -أَخِي أَبِيهَا- وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ وَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ»؛ فَقَالَتْ خَدِيجَةُ :« يَا ابْنَ عَمِّ!!؛ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ »؛

قَالَ وَرَقَةُ :« يَا ابْنَ أَخِي!!؛ مَاذَا تَرَى »؛ فَـ

أَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى؛ فَـ

قَالَ وَرَقَةُ :« هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى »؛

ثم اضاف ورقة بالقول :« لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا »؛ « لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا »؛ والشاهد قول (وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ) ﴿« وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا »﴾.. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ ".
وهذا إخبار من حَبر من أحبار النصارى وقس من كبرائهم في زمن النبوة الأولى يتكلم عن رسالة محمد بن عبدالله ونبوته

**
وكان الأصل في الحديث عن نبوة خاتم المرسلين ورسالة متمم المبتعثين أن أبدء الحديث منذ عهد آدم ..
لِمَا !!؟ ....

[د. محمد الرمادي]

وكان الأصل في الحديث عن نبوة خاتم المرسلين ورسالة متمم المبتعثين وبعثة آخر الأنبياء أن أبدء الحديث منذ عهد آدم ..
لِمَا !!؟
**
لأن السيرة النبوية العطرة [وهي تختلف عن السنة المحمدية].. فالسيرة تبدء منذ بدء الخليقة.. أي تبدء بأول الخلق وجودا وأول الأنبياء تحقيقاً: وهو سيدنا آدم -عليه السلام- .. ولكن مصاحبة الحال .. أي حال اليوم في نهاية العام الميلادي ٢٠١٧ الموافق بداية العام الهجري ١٤٣٩ أن يكون الحديث عن مَن يعيشون معنا ويسكنون بالقرب منا ومَن نتعامل معهم بيعاً وشراء وزمالة في دراسة أو عمل ونحن معهم في حل وترحال..
أبدء الحديث عن إرهاصات نبوته وعلامات قدوم رسالته.. وأتحدث عن الأنبياء والمرسلين الذين تحدثوا عن قدوم بعثته وبداية تنزيل رسالته:

﴿ ١ ﴾ ﴿ ابدء بآدم؛ أولاً : أبي البشرية جمعاء ﴾ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ:

﴿ كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ مُنْجَدِلٍ فِي طِينَتِهِ﴾. وَ
﴿ ١ . ١. ﴾ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى

﴿ وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ﴾؛

يَعْنِي: وَجَبَتْ -النبوة- لَهُ –اي المصطفى المختار- فِي الْكِتَابِ، وَلِأَنَّ السَّائِلَ قَالَ لَهُ :

مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ ".
﴿ ١ . ٢. ﴾ أنتقل بحضراتكم لما قاله أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضوان الله تعالى عليهم أجمعين فـ

" عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ... و

قبل أن أبدء تيمناً بما قاله رسول الهدى ونبى الرحمة والمرحمة يجب مِن مقدمة موجودة في صدر حديث رسول الله.. ماذا يقول في التمهيد عند الإخبار عن نفسه الزكية.. يقول أولاً معرفاً بحضرته البهية وشخصيته السامية فيقول محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم

﴿ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ﴾..

هذا مشهد مستقل بذاته؛ ثم

يكمل عليه السلام فيقول : وَ

﴿خَاتَمُ النَّبِيِّنَ﴾.. و

توجد إضافة تفصيلية بيانية في هذا الجزء من مشاهد التعريف بالمصطفى المختار إذ يقول الراوي العرباض بن سارية نقلا من مصدر آخر :

" إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ".. و

هذا هو المشهد الثاني لكنه مرتبط بالمشهد الذي يليه ارتباط ضخ الدم بالقلب فـ يعطى عليه السلام وصفاً دقيقاً لحال أول الخليقة وبداية البشرية.. أول إنسان فيقول عليه السلام :

﴿ وَإِنَّ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ﴾؛

يعني مازال ملقا في طينته..
ثم

أذهبُ بحضراتكم إلى مشاهد جديدة تخبر عن بعثته.. بعد أن انتهينا من الإخبار عن بداية رسالته منذ عهد آدم.. فيمهد الحديث بالقول:

﴿ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ..

وفي رواية توضيحية من الفم الصادق الطهور يقول:

﴿« وَسَأُحَدِّثُكُمْ تَأْوِيلَ ذَلِكَ »﴾.. و

انتقل بحضراتكم إلى الخليل إبراهيم؛ أبي إسماعيل: ابن السيدة هاجر المصرية القبطية [الكلمتان المصرية تعني القبطية؛ لذا فنحن نحتاج إلى إعادة قراءة التارخ ].. فإسماعيل هو الجد الأكبر والأعلى لخاتم المرسلين

[د. محمد الرمادي]

انتقل بحضراتكم إلى الخليل إبراهيم؛ أبي إسماعيل: الجد الأكبر والأعلى لخاتم المرسلين فيقول صاحب الرسالة العصماء:

"أنا ".

﴿« دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ »﴾: و

توضيح هذا الدعاء يقول المصطفى المختار :

" إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ تَأْوِيلَ ذَلِكَ :

﴿ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ ﴾؛

دُعَاءُه

﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ ﴾

﴿« رَسُولًا مِّنْهُمْ »﴾

﴿« يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ »﴾

﴿« وَيُعَلِّمُهُمُ: الكتاب ﴾

وَالْحِكْمَةَ﴾

:"وَيُزَكِّيهِمْ "

﴿« إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »﴾

﴿البقرة: ١٢٩﴾.

[د. محمد الرمادي]

تحدثتُ في السابق عن تصرف الكليم موسى بن عمران عليه السلام في المحادثة التي تمت بين السيد الجليل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم مع فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب فلا داعي للإعادة بل أنتقل بحضراتكم إلى المشهد الذي يخبر فيه عن نفسه الزكية فيقول:

﴿ ٣ ﴾ و:"أنا "

« بِشَارَةُ عِيسَى »﴾

وَبِشَارَةُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ في قوله تعالى في سماه وتقدست اسماه :

"وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ،

﴿ والبشارة في قوله تعالى:

﴿« وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾

" يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ "

﴿« إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم ﴾

﴿« مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ﴾

﴿« وَمُبَشِّرًا ﴾

﴿« بِرَسُولٍ ﴾

﴿« يَأْتِي ﴾

﴿ مِن بَعْدِي ﴾

﴿« اسْمُهُ ﴾

﴿«أَحْمَدُ ﴾

" فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ "..

هذا المشهد أو المقطع الآخير من آية الصف رقم (٦) يقول " فَلَمَّا جَاءَهُم".. فمَن الذي جاءهم!!؟؛

ضمير "جاءهم " يعود على مَن !!؟.

في لغة العرب يعود الضمير على اقرب مذكور وعليه يكون هذا المشهد الآخير قُصد به المصطفى المختار "