[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

( الخطوط العريضة لـخطبةجمعة: ٤ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ ~ ٢٢ ديسمبر٢٠١٧م )

*****

****

***

**

*

الجمعة : ٤ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ - ٢٢ ديسمبر ٢٠١٧ م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

** ﴿٢﴾ [ الجزء الثاني مِن : سلسلة خطب ]

﴿ مبدأ الإصطفاء *و نظرية الإجتباء *و حالة الإرتضاء و وضع الإحتباء لـ أنبياء ورسل رب الأرض ورافع السماء ﴾

الجزء الثاني

** ** ** **

** ** **

** **

**

*

*

[د. محمد الرمادي]

تمهيد لموضوع الخطبة:
الخطاب القرآني، ومخاطبة السيد الجليل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم صلى الله عليه وآله وسلم؛ هذا الخطاب السماوي والحديث الرسولي يخاطب قوى الإنسان العاقلة.. ويتحدث مع قوى مدارك الإنسان الفاهمة.. ويقيم الحجة في القول والبرهان في الحديث.. سواء تحدث عن مبدأ العقيدة.. أو تحدث عن قضية العبادة ..أو تكلم عن مسألة المعاملات أو أخبر عن الحدود والعقوبات.. أو قص علينا قصص الأنبياء وأخبار الأمم السابقة.. فـ

البنيان القرآني والبناء الحديثي في السنة المحمدية الطاهرة النقية الزكية-وهما [القرآن الكريم والسنة النبوية] مصدرا التشريع لأمة محمد ومنبعا المنهاج للأمة الإسلامية- يُبْنَيّا على العقل والفهم والإدراك والإستيعاب ويتكلما عن العلم [بصفته العامة] والفقه [أي الفهم لكل شيء محسوس مدرك] والعلوم [الإنسانية أو العلمية والكونية الحياتية].. إذ تميز الإنسان -المخلوق لخالقٍ سبحانه في سماه وتعالت اسماه- من عدم؛ مِن لا شيء إلى شيء يدرك ويعقل ويفهم تميز هذا الإنسان عن بقية المخلوقات بغض النظر وإعماء الطرف عن قدر هذا المخلوق الآخر سواء الحيتان في البحار أو الوحوش في الغابات أو عالم الجن ومملكة الشياطين أو المخلوق السامي عالم الملآئكة.. إذاً التميز عند الإنسان عن بقية مخلوقات الصانع المبدع الواجد المصور المهيمن يكمن في القدرات العقلية والإمكانات الفهمية والمستويات العالية الإدراكية... أما بقية المخلوقات تسير وفق نظام خاص لها وهو ما يسمى الغرائز التي وجدت لحظة خلقها وإيجادها من عدم أو ما يسمى التركيبة الأصلية في كيان هذا المخلوق.. وهذ الغرائز وهي التركيبة الأصلية تسير وفق نظام كو ني لا يحيد ولا يتغير... لذا تجد الحيوان -أي حيوان مخلوق- مازال يعيش ويحيى كما وجد لحظة الإيجاد والخلق .. قد تتدخل بعض العوامل المناخية ولكنها لا تغير من طريقة عيشه أو تناسله أو تكاثره أو دفاعه عن نفسه... فالحيوان المفترس حين يشعر بالجوع يذهب للصيد بنفس الطريقة التي عاش عليها أجداد هذا الحيوان وأسلافه .. فلم يغيرها بشئ..

أما الإنسان فمنذ الزمن الحجري العهد الأول للإنسان وحتى قولي هذا ترى ما نسميه التقدم العلمي أو التكنولوجي والأدوات والأجهزة الحديثة .. : لكن الإشكالية تجدها في موضع آخر ليس في التقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة بل أنه -الإنسان- لم يحسن تطور وتعديل جوانب سلبية في نفسيته أو لحظة إشباع غرائزه الدنيا وفي حالة عدم إشباع تلك الغرائز يصاب بحالة من الإنزعاج والقلق الداخلي لكنه-الإنسان- لا يشرف على الهلاك.. أو وقت إشباع حاجاته العضوية التي تبقيه حياً وبغيابها يشرف على الهلاك.. و

لذا في حالة الإشراف على الموت والهلاك يباح له أكل الميتة -سواء حيوان إو إنسان مثله- لسد جوعته و

يباح له شرب الخمر ليرتوي.. أما

الحالة الثانية فإنه لا يباح له الزنا -مثلا- ولا يباح له السرقة.. فـ

في الحالة الأولى لا يعاقب على أكله الميتة وإن كانت النفس البشرية السوية في وضعها الطبيعي تعف عن أكلها؛ أما في الحالة الثانية فيعاقب على الزنا ويعاقب على السرقة .. ومن هنا كان خطأ المقولة :

" الضرورات تبيح المحظروات "..

إذ حقيقة الأمر أنها ضرورة واحدة وليس ضرورات متعددة فـ

الإشراف على الهلاك هي الضرورة الوحيدة التي تجعل الإنسان يقدم على شرب بوله إذا لم يجد غيره في صحراء قافلة حتى تأتيه النجدة والعون " .

**
حضرات السادة الأفاضل والسيدات الكريمات والعفيفات..!!.

أطلت في هذه المقدمة لخصوصية بحث الإصطفاء؛ وهي قضية لا تتعلق فقط بما تم ذكرهم في آية سورة آل عمران؛ إذ لنا نصيب هام في هذا الإصطفاء.. لأن الله الخالق البارئ المصور اراد في علمه السابق أن يخلقنا -نحن- في هذه الأيام [بداية العام الهجري 1439 ~ نهاية السنة الميلادية 2017] وقلتُ أن الإصطفاء هو الإختيار والنقاوة .. فأختار سبحانه أن يجعلنا من أهل مصر؛ الأرض التي ذكرت -صراحة- في كتابه العزيز خمس مرات في مواضع متعددة من الذكر الحكيم ...

[د. محمد الرمادي]

وقفنا عند قوله:

" إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾".

والآية التي قبلها تقول:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ ".. ماذا نفعل ياصاحب العزة والملكوت يقول تبارك وتعالى :" فَاتَّبِعُونِي " أي نتبع صاحب الهدي النبوي والطريقة المحمدية وصاحب الرسالة الخاتمة : فماذا سيحدث .. نطق القرآن يقول :" يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ".. هذه الأولى.. أما الثانية فهي :" وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْۗ".. ثم يأتي التأكيد السماوي العلوي الملآئكي بـ :" وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١﴾... ثم ينتقل بنا القرآن الكريم والذكر الحكيم لقضية جوهرية آخرى أساسية فيقول مَن سما في علاه:" قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ " وهذه الأولى أما الثانية فهي :" وَالرَّسُولَۖ ".. " فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴿٣٢﴾".

[د. محمد الرمادي]

فهنا لَمَّا بَيَّنَ - سُبْحَانَهُوَتَعَالَى -أَنَّ مَحَبَّتَهُ مَنُوطَةٌ بِاتِّبَاعِ الرَّسُولِ، فَمَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ صَادِقًا فِي دَعْوَى حُبِّهِ لِلَّهِ، وَجَدِيرًا بِأَنْ يَكُونَ مَحْبُوبًا مِنْهُ - جَلَّ عُلَاهُ - ، أَتْبَعَ ذَلِكَ ذِكْرَ مَنْ أَحَبَّهُمْ وَاصْطَفَاهُمْ، وَجَعَلَ مِنْهُمُ الرُّسُلَ الَّذِينَ يُبَيِّنُونَ طَرِيقَ مَحَبَّتِهِ، وَهِيَ الْإِيمَانُ بِهِ مَعَ طَاعَتِهِ، فَقَالَ :

" إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ ... وَنُوحًا ... وَآلَ إِبْرَاهِيمَ .. وَآلَ عِمْرَانَ .. عَلَى الْعَالَمِينَ ".

أَيِ اخْتَارَهُمْ وَجَعَلَهُمْ صَفْوَةَ الْعَالَمِينَ وَخِيَارَهُمْ بِجَعْلِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ فِيهِمْ :

اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ أَنَّ مَحَبَّتَهُ لَا تَتِمُّ إِلَّا بِمُتَابَعَةِ الرُّسُلِبَيَّنَ عُلُوَّ دَرَجَاتِ الرُّسُلِ وَشَرَفَ مَنَاصِبِهِمْ فَقَالَ :

( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ ).

[د. محمد الرمادي]

قال تعالى :

" إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " ﴿٣٣﴾ " ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " ﴿٣٤﴾...

ثم قال مباشرة بعدها مخبرا عن أم مريم وجدة السيد الجليل عيسى ابن مريم العذراء البتول:" فنطق القرآن قائلاً " إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّيۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " ﴿٣٥﴾ ....

قال هنا امرأة عمران ما ذكر اسمها ... " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا " أُنثَىٰ " وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَ " لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰۖ " وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا " مَرْيَمَ " وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٣٦﴾".

يجب أن ننتبه إلى البيان القرآني.. إذ أنه ما ذكر هنا اسم جدة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام ولكن قال فقط:

1.) :" امْرَأَتُ عِمْرَانَ".

ثم نراجع المصحف الشريف فنقرأ

2.) زكريا :" وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ".

3.) إبراهيم :" وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ".

4.) يوسف :" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ".

وأيضاً في قصة يوسف الكريم ابن الكريم أبن الكريم

5.) :"امْرَأَتُ الْعَزِيزِ"..

6. ) موسى :" امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ". وكذا في قصة موسى ابنتا شعيب

7.) :" امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ".

8.) :" امْرَأَتَ نُوحٍ وَ

9.) :" امْرَأَتَ لُوطٍ ".

10.) أبو لهب ... العم :" وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ".

*

فلماذا ذكرَ مريم باسمها بل سمى سورة كاملة باسمها مع ان السورة الكريم ذكرت

1. ) زكريا وابنه

2. ) يحيى وهما من الأنبياء والمرسلين

3. ) ثم ذكر عيسى الكلمة وروح منه .

4. ) وفيها إبراهيم .. أبو الأنبياء

ثم :

5.) إسحاق

فـ

6. ) يعقوب؛

7. ) و موسى الكليم النجي وأخوه هارون ...

8. ) إسماعيل. الجد الأعلى لمحمد الرسول

9. ) إدريس

10 ثم جاء دور آدم

فـ

11. ) نوح

12. ) و ذكر النبي إسرائيل

السلام عليهم جميعاً وبركاته وصلواته وتشريفاته

فلما لم تسمى السورة باسم أحد هؤلاء الأنبياء بل ذكر اسمها :" مريم"..

سمعنا فارس المنابر في السبعينات من القرن الماضي الشيخ الجليل رحمه الله تعالى رحمة واسعة عبد الحميد كشك -ومَن على رأيه كثير جزاهم الله تعالى خيراً - وهو يتكلم بأن المرأة تخرج في الدنيا ثلاث مرات يقول :

" الأولى من رحم أمها ؛

الثانية : من بيت ابيها على منزل زوجها .. و

الثالثة والأخيرة تخرج إلى المقابر .. ".

لذا فسترا لحال النساء ما ذكر اسمائهن ... وهذا القول يجانبه الصواب.. فمن سيرة النبي الخاتم أنه كان ينادي على أزواجه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين باسمائهن : يا عائشة أسقينا مثلا ...

ولكن لأن حالة مريم العذراء البتول لن تتكرر مرة ثانية ...

فتاةٌ صغيرة تحبل وتحمل وتلد دون أن يمسسها بشر فهي مسألة وحالة لن تتكرر ابداً .. أما النساء الكريمات(ما عدا اثنتين: امرأة نوح ولوط) : فقد تتكرر في الدنيا .. هذه واحدة .. أما الثانية ... القرآن الكريم والذكر الحكيم ليس قصة أو رواية يتعرض للتفصيل في الأحداث بل يذكر ما نحتاجه من الجانب التشريعي ويجب معرفته من المنهاج السماوي ..

[د. محمد الرمادي]

﴿1.) :"الشخصيات المحورية في القصة :"

1.) :"عمران بن ماثان.. الجد ".

2. ) :"حنة بنت فاقوذا .. الجدة ".

3.) :"زكريا .. الذي كفلها.. زوج الخالة ".

4.) :" يحيى بن زكريا .. ".

5.) :" امرأة زكريا وأم يحيى.. الخالة ".

6.) :"مريم بنت عمران ".

هذه الشخصيات المحورية في قصة عيسى ابن مريم العذراء البتول يجب إلقاء المزيد من الضوء حولها .. ودراستها ..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

( الخطوط العريضة لـخطبة جمعة : ١١ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ ~ ٢٩ ديسمبر٢٠١٧م )

**﴿[ الكافل زكريا.. قضية تربية البنات ونلحق بها تربية الصبيان] ﴾**

الجمعة : ١١ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ - ٢٩ ديسمبر ٢٠١٧ م

[د. محمد الرمادي]

* * ﴿ [ زكريا ] ﴾ * *

عليه الصلاة والسلام

تمهيد لموضوع الخطبة :"

ما زلنا نعيش ونتعايش مع مناسبة تستحق منا تسليط الضوء عليها من منظور شرعي إسلامي تأملي فهمي؛ إذ نطق القرآن الكريم وتكلم الذكر الحكيم عن الشخصيات المحورية بقدر ما يحتاجه السياق الإلهي السماوي: اقصد الميلاد العجيب المعجز لكلمة الله وروح منه السيد الجليل عيسى ابن مريم؛

أعياد ميلاد عيسى ابن مريم ..

وبما أنه معجز من كافة الزوايا نتكلم عن:

*. ) المعجزة فـ:" هي أمر :

﴿( 1.) ﴾* خارق للعادة، :

﴿( 2.) ﴾ يعجز النّاس عن الإتيان بمثله، :

﴿( 3.) ﴾ مطابق للدّعوى (المطلوب) :

﴿( 4.) ﴾ مصحوب بدعوى النّبوّة، (مقرون بـ :

﴿( 5.) ﴾ التّحدّي ـ غالباً).").

وخلق عيسى عليه السلام ينطبق عليه هذه الشروط الخمس تماماً.. هذه واحدة ..

أما الثانية فـ

في قصة مريم توجد 6 ست شخصيات جوهري اساسية محورية سلطتُ الضوء على بعض منها :

﴿ ١. ﴾ :"الجد: عمران بن ماثان"

﴿ ٢. ﴾ :"الجدة : حنة بنت فاقوذا".

﴿ ٣. ﴾ :" الكافل: زكريا ".

﴿ ٤. ﴾ :"الخالة إليصابات".

﴿ ٥. ﴾ :" المعمدان: يحيى بن زكريا"

﴿ ٦. ﴾ العذراء البتول :"مريم". أم السيد المسيح

**

[د. محمد الرمادي]

الشخصية الثالثة في قصة المعجزة الربانية والتحدي الإلهي للبشر .. لإقامة الحجة على الناس أجمعين .. فهي :

﴿ ٣. ﴾ :" الكافل: زكريا " :

لقوله تعالى في سماه وتقدست اسماه :

" وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ".

﴿آل عمران: ٣٧﴾

وهو زكريا بن أدي وقيار‏:‏ ابن برخيا من أولاد سليمان بن داوود

عليهما السلام . و

قد ذَكَرَ النَّقِيبُ أَبُوالْبَرَكَاتِ الْجَوَّانِيُّ النَّسَّابَةُ: أَنَّ

يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، وَالْيَسَعَ، وَإِلْيَاسَ، وَالْعُزَيْرَ مِنْ وَلَدِ هَارُونَ أَخِي مُوسَى،

فَـ لَا يَكُونُ عَلَى هَذَا زَكَرِيَّا مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ، وَ

لَا يَكُونُ ابْنَ عَمِّ مَرْيَمَ، لِأَنَّ مَرْيَمَ مِنْ ذُرِّيَّةِ سُلَيْمَانَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ

سُلَيْمَانُ مِنْ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ، و

مُوسَى وهَارُونُ بْنُ لَاوَى بْنِ يَعْقُوبَ. ".... وهذا ماقال به أثير الدين...

أما الألوسي فقال:" هُوَ -زَكَرِيَّا- مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ".

هذا ما تمكنت من مراجعته ولا يضر كثيرا ... فيكفيه فخراً ان ربه سبحانه وتعالى أستجاب له دعاءه بأن وهبه الولد على الكبِر ... وكان مستفهما سائلا كيف يكون له الولد.. إذ :

" قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ". هذه الأولى في الإستفهام ..

أما الثانية :" وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ". و

لكنه يستدرك قائلا :" وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿آية رقم : ٤؛ سورة مريم ﴾ .. إذ أنه كان ملازما لدعاء ربه وخالقه ورازقه الذي أمره بين الكاف والنون .. إذ أن زكريا يرغب في الولد.. ولكن :" إِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي ". ويضيف عاملا آخر مهما أنه قال :" وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا ". ويكرر زكريا إبداء رغبته فيقول :" فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴿آية رقم : ٥؛ سورة مريم ﴾ "

وقبل هذا وفق ترتيب المصحف الذي بين أيدينا يدعو ربه وخالقه مع تبيان حال الزوجية فيقول :

" وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ " فـ

جاءه الرد أسرع من البرق :" قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّـهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿آية: ٤٠ ؛ سورة آل عمران﴾".