[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

ولكن أين النداء الأول !!؟.

[د. محمد الرمادي]

قَوْلُهُ تَعَالَى حكاية عن خليلهِ إبراهيم: و ابنه البكر إسماعيل عليهما السلام ؛ يذكر النداء في الآية التي قبلها ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ﴾

﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا ﴾

﴿ أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾

﴿ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ﴾

﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا ﴾

﴿ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾

[آيَةُ: 12٨ ؛ سُورَةُ : „سُورَةُ الْبَقَرَةِ‟]

ثم

يأتي

النداء الثاني:

﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾

[آيَةُ: 129 ؛ سُورَةُ : „سُورَةُ الْبَقَرَةِ‟]

انتبه هنا

أن القرآن يقول :" فيهم " ولم يقل :" لهم "

لتعم الرسالة الإنس والجن والعجم وكافة الناس.

لَمْ يُبَيِّنْ هُنَا مَنْ هَذِهِ الْأُمَّةُ الَّتِي أَجَابَ اللَّهُ بِهَا دُعَاءَ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ، وَلَمْ يُبَيِّنْ هُنَا أَيْضًا هَذَا الرَّسُولَ الْمَسْؤُولَ بَعَثَهُ فِيهِمْ مَنْ هُوَ ؟ .

وهذا يحتاج إلى بيان :

[د. محمد الرمادي]

وَلَكِنَّهُ يُبَيِّنُ فِي سُورَةِ الْجُمُعَةِ أَنَّ تِلْكَ الْأُمَّةَ :

„ الْعَرَبُ ‟ ،

وَالرَّسُولَ هُوَ :

سَيِّدُ الرُّسُلِ :

„ مُحَمَّدٌ ‟

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ،

وَ

ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ:

﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾

[آيَةُ: 2 ؛ سُورَةُ : „ الْجُمُعَةِ: ٦٢‟]

ثم

يكمل :

﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ﴾ ؛

ثم

يقول :

﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾

و

يقول :

﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ﴾

﴿ وَالْحِكْمَةَ ﴾

﴿ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

[آيَةُ: 2 ؛ سُورَةُ : „ الْجُمُعَةِ: ٦٢‟]

﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾

[آيَةُ: ۳ ؛ سُورَةُ : „ الْجُمُعَةِ: ٦٢‟]؛

لِأَنَّ الْأُمِّيِّينَ :

„ الْعَرَبُ ‟ بِالْإِجْمَاعِ ،

وَالرَّسُولَ الْمَذْكُورَ نَبِيُّنَا :

„ مُحَمَّدٌ ‟صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِجْمَاعًا ،

وَلَمْ يُبْعَثْ رَسُولٌ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ إِلَّا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ .

وهذه المسألة تحتاج إلى تحقيق!!؟

وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ هُوَ الرَّسُولُ الَّذِي دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ ، وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ عُمُومَ رِسَالَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ . "

[د. محمد الرمادي]

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

كُلُّ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا عَشَرَةً :

﴿ „ ١.‟﴾ ﴿„» نُوحٌ «‟ ﴾؛
وَ
﴿ „ ٢.‟﴾ ﴿„» هُودٌ «‟ ﴾؛

وَ
﴿ „ ۳.‟﴾ ﴿„» صَالِحٌ «‟ ﴾ ؛

وَ
﴿ „ ٤.‟﴾ ﴿„» شُعَيْبٌ «‟ ﴾؛

وَ
﴿ „ ٥.‟﴾ ﴿„» لُوطٌ «‟﴾؛

وَ
﴿ „ ٦.‟﴾ ﴿„» إِبْرَاهِيمُ «‟ ﴾؛

وَ
﴿ „ ٧.‟﴾ ﴿„» إِسْمَاعِيلُ «‟ ﴾؛

وَ
﴿ „ ٨.‟﴾ ﴿„» إِسْحَاقُ «‟ ﴾؛

وَ
﴿ „ ۹.‟﴾ ﴿„» يَعْقُوبُ «‟ ﴾ ؛

وَ
﴿ „ ۱٠.‟﴾ ﴿„» مُحَمَّدٌ «‟ ﴾ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

[د. محمد الرمادي]

وهذا مما سبق لا يكفي بياناً وإيضاحاً فنقول:"

﴿ „ *٠.‟﴾ وَمَظْهَرُ هَذِهِ الدَّعْوَةِ هُوَ :﴿„» مُحَمَّدٌ «‟ ﴾ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَإِنَّهُ الرَّسُولُ الَّذِي هُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ ﴿„» إِبْرَاهِيمَ «‟ ﴾ وَ ﴿„» إِسْمَاعِيلَ «‟ ﴾؛ كِلَيْهِمَا ،
وَأَمَّا غَيْرُهُ مِنْ رُسُلِ غَيْرِ الْعَرَبِ فَلَيْسُوا مِنْ ذُرِّيَّةِ ﴿„» إِسْمَاعِيلَ «‟ ﴾؛ ، وَ ﴿„» شُعَيْبٌ «‟ ﴾؛ مِنْ ذُرِّيَّةِ ﴿„» إِبْرَاهِيمَ «‟ ﴾ وَلَيْسَ مِنْ ذُرِّيَّةِ ﴿„» إِسْمَاعِيلَ «‟ ﴾؛ ، وَ ﴿„» هُودٌ «‟ ﴾؛ وَ ﴿„» صَالِحٌ «‟ ﴾ هُمَا مِنَ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ فَلَيْسَا مِنْ ذُرِّيَّةِ ﴿„» إِبْرَاهِيمَ «‟ ﴾ وَلَا مِنْ ذُرِّيَّةِ ﴿„» إِسْمَاعِيلَ «‟ ﴾.

و

هذا من البيان لــ من يحتاج رؤية الشمس في رابعة النهار؛ فنحن نثبت ما يعلمه أهل الكتاب فنقول:.

[د. محمد الرمادي]

وَجَاءَ فِي التَّوْرَاةِ فِي الْإِصْحَاحِ 17 مِنَ سِفر التَّكْوِينِ :
« ظَهَرَ الرَّبُّ لِإِبْرَامَ » - أَيْ إِبْرَاهِيمَ - « وَقَالَ لَهُ أَنَا اللَّهُ الْقَدِيرُ سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلًا فَأَجْعَلُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرُكَ كَثِيرًا جِدًّا » ؛

وَفِي فِقْرَةِ 20 : « وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثَمِّرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا » ؛

ثم

نزيد الأمر وضوحاً ؛ فـ

العلم يحتاج لدليل ؛

وتعلمنا على أيدي السادة مشايخنا - رحمهم الله تعالى - أن نأتي بـ

الدليل الدامغ ؛

و

الحجة الظاهرة ؛

و

البرهان الساطع ، فـــ

نقول : .

[د. محمد الرمادي]

وَذَكَرَ "عَبْدُ الْحَقِّ الْإِسْلَامِيُّ السَّبْتِيُّ " الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَــ أَسْلَمَ هُوَ وَأَوْلَادُهُ وَأَهْلُهُ فِي سَبْتَةَ ، وَكَانَ مَوْجُودًا بِهَا سَنَةَ 736 سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ فِي كِتَابٍ لَهُ سَمَّاهُ :

« الْحُسَامُ الْمَحْدُودُ فِي الرَّدِّ عَلَى الْيَهُودِ » :

« أَنَّ كَلِمَةَ « كَثِيرًا جِدًّا » أَصْلُهَا فِي النَّصِّ الْعِبْرَانِيِّ « مادا مادا » وَأَنَّهَا رَمْزٌ فِي التَّوْرَاةِ لِاسْمِ « مُحَمَّدٍ » بِحِسَابِ الْجُمَّلِ لِأَنَّ عَدَدَ حُرُوفِ « مادا مادا » بِحِسَابِ الْجُمَّلِ عِنْدَ الْيَهُودِ تَجْمَعُ عَدَدَ اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ وَهُوَ عَدَدُ حُرُوفِ « مُحَمَّدٍ ». » . اهـ .

وَ

تَبِعَهُ عَلَى هَذَا الْبَقَاعِيُّ فِي نَظْمِ الدُّرَرِ .

[د. محمد الرمادي]

﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [آيَةُ: 1٤٠ ؛ سُورَةُ : „سُورَةُ الْبَقَرَةِ : ٢‟]

[د. محمد الرمادي]

ثم يأتي مسك الختام من فم عيسى ابن مريم :"

﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾

﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾

﴿ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم ﴾

﴿ مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾

﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي ﴾

﴿ اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾

﴿ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين ﴾

[آيَةُ: ٦؛ سُورَةُ : „سُورَةُ الْصَّف : ٦۱‟]

والتائب من الذنب كمن لا ذنب

استغفروه أنه هو الغفور الرحيم

[د. محمد الرمادي]

اسم الخطبة :

« « „ تعانق المبشر مع المنذر؛ الجمعة ٢ يناير ٢٠۱٥ ~ ۱٢ربيع أول ۱٤٣٦ ‟» »

الخطوط العريضة لخطبة الجمعة