Je suis Ahmed (*)

[د. محمد الرمادي]

(*)JesuisAhmed

ــــــــــــــــــــــــــ
(*) يرمز إلىٰ كل مَن يؤدي واجبه في مجاله؛ فــ "أحمد" هو الفرنسي - المسلم - الذي يخدم في جهاز الأمن؛ والذي قُتل بأيدي إرهابيين؛ وقاتله مسلم مثله.

ونحن لا نفرق بين مَن يعمل في جهات أمنية لحفظ النظام والسهر على رعاية شؤون الناس؛ أو الطبيب المداوي في مصحته أو مشفاة، والصانع في مصنعه؛ أو شركته، والمهندس الذي يخطط، والعامل الذي يبني، والصحفي الذي ينقل لنا الخبر بحيادية ومهنية عالية، وسائق السيارة العامة أو الخاصة؛ الأجرة أو المترو؛ أو الطائرة أو الباخرة، والباحث في معمله، والمزارع في حقله، والعَالم في مختبره، وعامل النظافة في الشوارع وعلى الأرصفة تحت شدة وهج الشمس أو تحت وابل المطر، وأستاذ الجامعة أمام طلاب يريدون تلقي العلم على مدرجات ومعامل الكلية النظرية أو العملية؛ سواء أكان هذا رجلا او امرأة.

وليس المقصود البتة أننا نوافق أو نرضى بقتل مَن يخالفنا الرأي أو تصفية معنوية أو جسدية لمَن يخالفنا وجهة النظر .

ومن نافلة القول أنا لم نتخير هذا الشعار لأننا ضد الشعار الآخر بل لأن رد الفعل يجب أن يكون واقعي حقيقي ، يرمز أو يؤدي إلى إتخاذ موقف صحيح ؛ إيجابي ، وليس فقط من أجل رد الفعل.
ــــــــــــــــــ

بإذنه وتوفيقه سبحانه وتعالى ... نبدء فتح الملف :

[١.] فارقٌ بين تقديم مادة للفكاهة؛ يترتب عليها ضحكات تغسل هموم الحياة وتزيل متاعب النهار؛ وتريح أعصاب مَن ليله طويل، وقضاء وقت ممتع بهيج؛ وبين تقديم مادة للإستهزاء والسخرية يترتب عليها كراهية وإزدراء مع أحتقار الآخر؛ والتقليل من شأنه، الولايات المتحدة الأمريكية؛ وجمهورية النمسا الإتحادية - على سبيل المثال لا الحصر - تحذر نشر أي مادة يترتب عليها استهزاء أو سخرية(*) أو أي مادة يترتب عليها ازدراء الآخر وكراهيته.
ــــــــــــــ
(*) "السخرية" التي ظلت موضع اهتمام الأوربيين والأمريكيين وغيرهم منذ أمد طويل، معالجة وممارسة وتأليفاً، حتى بلغت كتبهم في ذلك المئات، وظلت أيضاً تعالج بحثاً في دوائر معارفهم تحت ألفاظ متعددة منها comedy , laughter , srcasm , satire , Irony , Humour , caticature ..etc.. وغيرها ، بينما لا نكاد نعثر على مؤلف عربي يضارع أو يقارب ما هو موجود لدى هؤلاء القوم. وهناك فارق :" فالهجاء طريقة مباشرة في الهجوم على العدو، ولكن السخرية طريقة غير مباشرة في الهجوم. " [د. نعمان محمد أمين طه؛ السخرية في الأدب العربي ... حتى نهاية القرن الرابع الهجري؛ الطبعة الأولى؛ 1978 م؛ دار التوفيقية للطباعة بالأزهر]
ــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

[١. ١.] الحقيقة: أن وسائل الإعلام مجتمعة أو متفرقة تعمل على بلورة وجهة نظر في موضوع ما، أو وضوح رأي عند الحديث عن قضية ما عند المتابع للشأن الداخلي أو المراقب للشئون الخارجية / العالمية .. أقول وسيلة الإعلام تعمل ضد قضية بعينها، فتعترض عليها؛ وترفضها؛ بل تهاجمها لفظاً أو فعلاً – الصورة المرئية -، أو وسيلة الإعلام تعمل مع مسألة بعينها؛ فتقبلها وتدعو لها وتحسنها فيترتب على ذلك اقتناع ومِن ثمَّ تبني رأي المصدر الإعلامي الذي يروق للمتابع الدوام على مراجعته وتحصيل المعلومة عن طريقه .

[د. محمد الرمادي]

[١. ٢.] الإنسان الضعيف؛ والشعب المقهور؛ والشخصية الهزيلة؛ وبعض المواقف والحالات: مواد تصلح للتندر والتهكم .. وبمرور الزمن – وبمجرد ذكرها أو التلميح عنها – تصبح مادة صالحة للإستهزاء بها، مع :" تكريس صورة نمطية عنها في أذهان شرائح كبيرة من المجتمع " ففي التراث العربي شخصية جحا؛ أو "قراقوش" مثلاً .

[د. محمد الرمادي]

تلك مقدمة لما نريد أن نتحدث عنه بخصوص ما حدث في باريس ...