سيميوني.. آينشتاين لا يكذب ولا يتجمل!

[الفيلسـوف]

فعل الشيء نفسه مرتين بالأسلوب نفسه وبالخطوات ذاتها وانتظار نتائج مختلفة في كل مرة، هذا هو تعريف الغباء الذي وضعه ألبرت أينشتاين، تعريف منطقي في نظرية العالم إسحاق نيوتن المسماة بالنسبية وهي أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، وبالتالي ففعل الفعل ذاته في كل مرة لابد أن يجابهه رد فعل مساوٍ لا يتغير طالما الفعل لم يتغير، وفعل أنشيلوتي في كل مرة لا يتغير في لقاء فريقه ريال مدريد أمام الجار والغريم أتلتيكو مدريد، في كل مرة(4-3-3) بتقسيم 4-1-2-3 تنقلب أحيانا إلى 4-2-1-3، وفي الحالتين الثنائي أمام رباعي الدفاع في حالة 4-2-1-3 والأحادي لو انقلبت إلى 4-1-2-3 يكون قنبلة موقوتة تنفجر في وجه الفريق الملكي وقاعدة انطلاق دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد لقهر دفاع ريال مدريد..

في كل مرة أنشيلوتي يلعب بنفس الطريقة والأسلوب والتكتيك وينتظر ردود فعل مختلفة ومغاييرة، وكأن أينشتاين لم يمر عليه مرور الكرام، أو لم يسمع بنظرياته، وفي آخر 6 مباريات يخسر ريال مدريد تكتيكيا أمام أتلتيكو مدريد حتى لو لم يخسر نتيجة اللقاء، حتى في نهائي دوري أبطال أوروبا، كان سيميوني الفائز تكتيكيا ولولا ظروف المباراة وهدف راموس القاتل لفلتت العاشرة من أقدام الملكي، كل مرة نفس الطريقة وكل مرة نفس النتيجة في الكأس أطاح أتلتيكو مدريد بالغريم الملكي من البطولة، وفي الدور الأول فاز أبناءسيميوني 2-1 في سانتياغو بيرنابيو،والغريب أن كل مرة يقف أنشيلوتي متسائلا هل كان سوء حظ أم غباء من الآخرين؟

لا يا سيد أنشيلوتي أنت مدرب قدير ولك كل الاحترام، ولديك فريق رائع، ولكن من يلعب على الفجوة خلف إيسكوويضغط على ثنائي خط دفاعك الأول المتمثل في ثنائي الهاف دفندر إن كانا ثنائيا أو أحادي إن كان أحاديا يكسب، كل مرة يلعب فيها أي فريق على التكثيف بثلاثة لاعبين ذوي بنية جسمانية قوية وقدرة على امتلاك الكرة والتوزيع، مع اللعب برأس حربة واحد صريح والثاني متأخر ينجح في ثقب خط الدفاع الأبيض ببساطة ويسر.

الواقع أن ريال مدريد يلعب دفاعيا ناقصا 4 لاعبين لا يدافعون وهم رونالدو وإيسكو وغاريث بيل وبنزيمة، إضافة للاعب لا يعرف ماذا يفعل ومازال يقف حائرا لا يدرك طبيعة دوره وهو توني كروس.. 5 لاعبين هم خارج الكادر الدفاعي، وبالتالي فطبيعي أن يخسر ريال مدريد بستة أهداف في مجموع لقائي جولتي الذهاب والإياب في الدوري الإسباني، وطبيعي أن يتألق سيميوني ويثبت أن أينشتاين على حق وأن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه وأن تكرار الفعل نفسه بالخطوات ذاتها في كل مرة لا يمكن أن يسفر عن نتائج مختلفة!

أتلتيكو مدريد عاد للصراع على الصدارة وصارت المنافسة ثلاثية من جديد على قمة الدوري الإسباني التي ما يزال ريال مدريد يعتليها، وصارت 3 نقاط افتراضية تفصل أتلتيكو مدريد عن المركز الثاني (في حال فوز برشلونة المتوقع في مباراته بالجولة ليصير رصيده 53 نقطة) و4 نقاط عن القمة التي يعتليها ريال مدريد برصيد 54 نقطة.. مرة أخرى كلاكيت سادس مرة على التوالي والتوازي والتقاطع مبروك سيميوني التفوق على المدير الفني لريال مدريد.. على ما يفهم أنشيلوتي أين المشكلة ويضطلع على نظريات أينشتاين!