كفيتوفا.. هل تكون الرقم الصعب في الدوحة؟

[الفيلسـوف]

سيكون عشّاق الكرة الصفراء في العاصمة القطرية الدوحة، على موعد مع أحد أبرز نجمات "المضرب النّاعم" مؤخّراً، والحديث عن المصنّفة ثالثة عالمياً، التشيكية بترا كفيتوفا.

تسجّل كفيتوفا حضورها الثالث في بطولة قطر توتال (من 23 وحتى 28 شباط/فبراير الحالي)، ولكن هذه المرّة بطموحات أكبر في إحراز اللقب للمرة الأولى في رصيدها وتجريده من حاملته الرومانية سيمونا هاليب، خاصة بعد أن عجزت عن الوصول إلى المربع الذهبي في نسختين متتاليتين من البطولة بتوقّف مشوارها عند عتبة ربع النهائي إثرخسارتها أمام الأميركية سيرينا ويليامس عام 2013 والصربية يلينا يانكوفيتش في 2014.

منافسة شرسة

الطموحات الذاتية لكفيتوفا بملامسة "الصقر الذهبي" لن تكون أمام طريق سالك، حيث أنّ المنافسة ستكون حاضرة بشدّة في هذه النسخة الحالية، وبرغم غياب المصنّفتين الأوليين سيرينا ويليامس والروسية ماريا شارابوفا، فإنّ الصراع على اللقب سيكون محتدماً في ظلّ وجود مجموعة من المستويات المتقاربة، وهو ما يخدم المستوى الفنّي للبطولة.

ومن المنتظر أن تشكّل سيمونا هاليب المتوّجة بالنسخة الماضية، والبالغة نهائي بطولة دبي حالياً، العقبة الأولى، والأكثر صعوبة في طريق كفيتوفا الوعرة بالدوحة، كما أنّ طموحات البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا (مشاركة ببطاقة دعوة) في العودة إلى واجهة الأحداث بعد غياب طويل، من شأنها أن تسجّل عائقاً آخر.

حدود المنافسة القوية لن تتوقّف عند الثنائي هاليب وأزارينكا، إذ توجد عدد من اللاعبات المميّزات القادرات على الدخول بقوّة في ثوب المرشّحات نذكر منهنّ، الدنماركية كارولين فوزنياكي والألمانيتين أنجيليك كيربر وأندريا بيتكوفيتش والبولندية أغنيشكا رادفانسكا والروسيتين إكاترينا ماكاروفا وسفتلانا كوزنتسوفا إضافة إلى الأميركية فينوس ويليامس.

أجمل لقطات بترا كفيتوفا

طموح محفّز

لا يخفى عن المتابعين لمسيرة كفيتوفا الاحترافية التي استهلّت في 2006 سعيها المستمرّ نحو حيازة صدارة التصنيف العالمي لللاعبات المحترفات، وهو طموح لم تبلغه التشيكية رغم أنّها اقتربت منه كثيراً في تشرين الثاني/أكتوبر 2011 عندما حلّت في مركز الوصافة.

حالياً، لا تزال صاحبة الـ24 ربيعاً، غير بعيدة عن تحقيق طموحاتها إذ أنّها سجّلت حلولها ثالثة في آخر تصنيف الذي صدر في 16 شباط/فبراير الحالي، وجاءت خلف المتصدّرة سيرينا ويليامس ووصيفتها ماريا شارابوفا.

وفي عام 2015 تهدف "العسراء" كفيتوفا، لمواصلة اللهث وراء هدفها، وكانت استهلاليّتها جيّدة بتتويجها بلقب بطولة سيدني، قبل أن تغادر مبكّراً في بطولة أستراليا المفتوحة وتحديداً منذ الدور الثالث على يدي الأميركية ماديسون كيز، وقد تكون "قطر توتال" فرصة ثمينة لها لتصحيح مسارها، لا سيما أنّها تدخل المنافسة في ثوب المصنّفة الأولى للبطولة.

الإستمرارية تأتي أكلها

دافيد كوتيزا.. مدرّب كفيتوفا الذي كانت له كلمة السّر وراء تطوّرها وبروزها، وهو من يشرف على تدريبها منذ عام 2008 رفقة التزامه بمهام الإشراف على المنتخب التشيكي للسيّدات، قبل أن يتفرّغ كلّياً للإهتمام بنجمة التشيك الأولى منذ 2012.

آلية الإستمرارية التي طبّقتها كفيتوفا مع مدرّبها كوتيزا كان لها الفضل الكبير في تطوّر مستواها، وجعلها تطفو على سطح الإنجازات حيث حقّقت 15 لقباً في رصيدها من بطولات رابطة اللاعبات المحترفات "WTA".

كما بلغت كفيتوفا قمّة مجدها برفعها لقبين للـ"غراند سلام" كان كلاهما في ويمبلدون، حيث جاء الأول عام 2011 على حساب الروسية ماريا شارابوفا والثاني في 2014 على حساب الكندية أوجيني بوشار، كما كانت قصّة النجاح في ويمبلدون مرشّحة لإضافة فصول أخرى على أراضي بطولات كبرى غير أنّ التشيكية بلغت محطة نصف النهائي عام 2012 في بطولتي فرنسا وأستراليا المفتوحة، في حين توقّف قطارها عند حدود الدور الرابع في بطولة أميركا المفتوحة في مناسبتين أيضاً عامي 2009 و2012.

نجاح كوتيزا مع كفيتوفا لم يقتصر على الإنجازات الفردية فحسب، بل تألّق الثنائي في منافسات كأس الاتحاد "Fed Cup" تحت راية المنتخب التشيكي، حيث حصدا ثلاث ألقاب (2011، 2012، 2014) علاوة على رفع كأس هوبمان (2012).

يمكن أن نخلص بالقول أنّ ابنة مدينة فولنيك، وبناءً على ما تقدّم، ستكون مستعدّة لتجاوز عوائقها مع بطولة قطر توتال وعناق "الصقر الذهبي" للمرّة الأولى في نسخة مشوّقة تعد بالكثير.