المراة بين الحقيقة الدينية و التزمت

[دفاتر القمر]

	المرأة بين الحقيقة الدينية والتزمّت الإنسان، ذكراً كان أو أنثى، فيه ميل فطري وشوق غريزي إلى هدف يرتبط به أو غاية يصدقها أو إيمان يعتنقه أو عمل يرغب به، والمرأة إنسان لديها من الطاقات الخلاقة نحو التميز والتفرد المطلوب. تعامل المرأة لا كما يريده دينها وإرادتها فحسب، بل اكتساب عقيدة الرادع الاجتماعي الذي غالباً ما يعلو على عقيدة الرادع الديني والذي أضاف كهلاً ثقيلاً للواقع النسائي في المجتمعات المسلمة، وإلا كيف ستتأصل الذات الإيمانية العالمة العاملة؟ وعلى الرغم من تأكيد ديننا على الحق في التعليم وضرورته على نحو لا لبس فيه، إلا أن حصول المرأة المسلمة على التعليم وأهدافه كان ولايزال متعسراً للغاية. استقبلت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، هذا العام الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي، والتي أصيبت في هجوم نفذته عناصر من حركة طالبان، لأنها طالبت بحق التعليم للبنات، ولقد أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال اللقاء أهمية التعليم بالنسبة للمرأة، من أجل الرقي بها والأخذ بيدها نحو مستقبل أفضل في ظل تعاليم ديننا الإسلامي السمحة بعيداً عن الغلو والتطرف والانغلاق. مجتمع الجاهلية الذي واجهه الإسلام عند بزوغه من أسوأ المجتمعات عنفاً وأكثرها كراهية للمرأة بين المجتمعات القبلية والتقليدية، حيث كان يمارس معها كل أنواع القهر والعبودية، فكانوا يدفنون البنت وهي حية، أما الآن، فالبعض يدفنون عقلها وفكرها عنوة باسم الإسلام، وهذا من أبشع صور التمييز وعدم المساواة، إذ إن الله، سبحانه وتعالى، ساوى بين الجنسين بالإنسانية والخلق والجزاء، ولكن في المجتمعات القبلية والتقليدية يمارس مع المرأة كل أنواع القهر والعبودية، الأولى لأنها إنسان يعاني ويتكبد كما الرجل، والثانية لأنها أنثى بذاتها وجنسها، وثالثاً لأنها أسيرة لعادات وتقاليد، وهو فخ باسم الحماية، لا بأس في ذلك، لكن في حدود المعقول وليس إلى حد الوصاية عليها وتجريدها من كل مكوناتها الإنسانية والحقوقية، فهي «إذاً قسمة ضيزى». التزمت الديني تجد له أثراً لموروث وعادات رجعية في قمع النساء، وباسمه ترتكب أبشع الانتهاكات ضدهن، ما دفعهن للإحساس والحرمان والكراهية لهذه التقاليد والقيم، إيماناً منهن أنهن لسن كالرجال، هذه الأجواء قد تجعل المرأة تتمرد على مجتمعها بكل صور التمرد وأشكاله، سواء بفكرها أو بقيمها أي مظهرها الخارجي. لا يختلف هذا المشهد عن حق الحياة وحق التعليم، فهما سيان لا يختلفان، الأول كونها عاراً تدفن، خوفاً من الفضيحة، والثاني كونها محتقرة كأنثى ليس لها من عقلها إلا الجهل وطمس إنسانيتها. الإسلام أعطى للمرأة حقوقها، في مقابل ما تقوم به من دور ومن مسؤوليات على عاتقها، قال تعالى «ولهُنّ مثل الذي عليهن بِالمَعروف». هذا العصر يشهد وأداً أشد شراسة للمرأة ألا وهو الوأد لعقلها وفكرها، فصور التمييز التي تتعرض لها المرأة في هذا القرن من الإسلاميين المتشددين أكثر ضراوة من القرون السابقة، المرأة بين مطرقة ثقافة التشدد وبين سندان النظرة الدونية، وهو نتاج رؤى وتقاليد موروثة، ما يبرر بالسيطرة عليها وقهرها والانتقاص من إنسانيتها والحط من قيمة كرامتها. أخذ البيعة منهن وجعلها ذات رأي مستقل كالرجل، فالمرأة تتعلم العلم، لتعبد الله على بصيرة وتفهم شرائعه على هدى منه، وإلا كيف تقي نفسها من النار إلا بالعلم والعمل فإنه «لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، لا بد لكل إنسان من السعي في طلب العلم، فطلب العلم فرض عين على من احتاج إليه، وفرض كفاية على من لم يحتج إليه. جاء الإسلام ليدفع عن المرأة هذا الظلم والقهر، لهذا فإن طلب العلم قرين بالإيمان في الدنيا ويرفع صاحبه في الآخرة «يَرْفَعِ اللَّهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» وإذا كان العلم ميراث الأنبياء، ونحن أمة «اقرأ» و«القلم» و«الراسخون في العلم» أمة تحث الإنسانية على التفكير والتأمل والتدبر «أفلا تعلمون»، «أفلا تبصرون»، «أفلا تتفكرون» فالواجب هو العلم، فالنداء ليس للرجال من دون النساء، وهن لسن بعيدات عن هذا السياق المهم. وقد نزل الأمر الإلهي بأن تتعلم المرأة وتدرس العلم الديني والحكمة والاطلاع، والحكمة هي المقدرة على تحري الحق ومعرفة أسرار الأشياء والصواب «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالحكمة إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً». منقول

[العاشق الذى لم يتب]

رائع الاختيار
دام التميز والنشاط
مودتى