المسخوط عنه| السلطان قلاووووظ!!

[الفيلسـوف]

لست أدري لماذا لا يضحك الحكم في مصر إلا نادرا.. وإذا حدث وضحك فإنه يضحك بأسنان صفراء لا تنبئ إلا عن ضحكة باهتة، تجعل اللاعب أو الأجهزة الفنية أو حتى الجمهور يعتقد أنه يمثل هذه الضحكة، لأنها لم تخرج من القلب.

يا حكامنا يا عظام.. لا شك أن من بينكم حكامًا رائعين وممتازين فعلا، لكل عددا كبيرا منهم ليست لديه ثقافة الابتسام، وكأنه جاء لا ليقضى ويحكم بين فريقين، وإنما كأنه الآمر الناهى، الفريقان عبيد وهو السلطان قلاووظ الذي تم اختياره ليكون قاضيا وحكما ولابد من أن يفرض عبوسه ووجهه المتجهم بداع أو من دون.

هناك حكمة شهيرة تقال "على القاضى ألا يحكم وهو غضبان" حتى لا تتأثر قراراته بالسلب على الشخص الموجود في القفص فيحصل المحشش على إعدام والقاتل على 3 شهور مع إيقاف التنفيذ، وإن كنت أتمنى أن يخرج كل قاض من بيته وهو ممسك بوردة تعطيها له زوجته حتى في اليوم الذي لديه فيه جلسة، حتى لا يقع ضحايا بسبب غطرسة المدامالتى عاملت زوجها بطريقة حنفى فى فيلم ابن حميدو فخرج من بيته لينتقم من الموجودين في القفص.

أسوق هذا الكلام لتأكيد أهمية أن يراعي حكامنا أنهم يفصلون في مصائر فريق على حساب أخرى، وهناك فلوس وأموال ورعاة وجمهور ينتظر، ولابد أن يكون هناك مراعاة لكل هذه الجوانب المهمة، فليس من المعقول أن نخرج حكامنا بعيدا عن "مودهم" الحياتي، أو حتى نراعى ظروفهم المعيشية، وهنا يحضرني شيء مهم، هو أن حكامنا لم يحصلوا على مستحقاتهم لسنوات، ولولا أنهم فى الأساس يمتهنون مهنا أخرى لرأينا فى ملاعبنا العجب العجاب، وكان من الأفضل أن تستمر لجنة الحكام في الطرية القديمة وهي أن يحصل الحكام على حقوقهم فورية من الأندية التى يقومون بإدارة مباريات لها، وهو النظام الذي كان معمولا به، دون اعتبار لما كان يتردد من أن هناك شبهات رشاوي ومجاملات لأصحاب الأرض للحصول على حقه، لأن صاحب الضمير الحي واليقظ لن يبيعه ولو بالمليارات.

أرتبط بعلاقات جيدة مع عدد كبير من الحكام، ومعظمهم رائعون على المستوى الشخصى، وعندما يتم الإعلان عن إسناد مباريات لهم، تجدهم في قمة السعادة، ويوزعون الابتسامات، وعندما تطأ أقدامهم أرض الملعب، ينزل عليهم سهم الله ولا تظهر أسنانهم إلا للجز عليها حنقا وغيظا.

بعضهم مع الأسف يضحكون ويوزعون الابتسامات للاعبي الأهلي والزمالك ويعملوا نفسهم بشنبات بريمة مع الغلابة، وآخرون فى قمة الحياد مع الجميع، لكن فى النهاية ثقافة الابتسام غائبة إلا فيما ندر.

ثقافة الجمهور والإعلام فى مصر ربما تكون سببًا في هذا العبوس والتجهم، لأن هناك بعض الحكام يخشون أن يتم تفسر ذلك بالخوف من جمهور هذا النادي أو ذاك أو أنه مرتش ويضحك لصاحب الأرض، أو لهذا النجم دون غيره.

يا حكام اضحكواللجميع لو كان الابتسام ليس من طبائعكم، لأنكم في مهمة عظيمة، ومهنة أعظم، فلا تفسدوها بالتكشير.